كيمياء الحرف العربي
من أجل بيان ثوابت فطرة النطق العربي
(1)
من مراصد فكرية فطرية يستطيع الباحث (الجاد) ان يدرك مقاصد (كيمياء الحرف العربي) كما ادركها الباحثين في المادة وعناصرها وكشفوا اسرارها وعرفوا أواصر ذلك الترابط الكيميائي المادي او نظم الفيزياء في العناصر المادية والكتروناتها ووزنها النوعي واستخرجوا قوانين ذلك التآصر والترابط واكتشفوا طبيعة كل عنصر فاذا كانت عناصر المادة حوالي 100 عنصر فان عناصر الحرف العربي 28 حرف فقط فتكون المهمة اكثر يسرا
بسهولة فطرية نستطيع ان ندرك أواصر كيمياء الحرف من خلال مختبر يحمله كل طالب للبحث الكيميائي الحرفي فعندما نقول (بر) نستطيع ادراك الفارق التركيبي بينه وبين (رب) والحرف في كلا اللفظين متطابقا الا ان المتغير يقوم في العقل بين (بر , رب) ومثله حين ندرك موقع الحرف في اللفظ لنحدد وظيفته مثلما عرفه ذلك الكيمائيون حين قالوا (h2o) وهو يساوي (hho) وهو يشبه ما نقول عربيا لفظ (سبب) عندما يتكرر حرف الباء في لفظ واحد وقالوا أيضا (oh) فـرمزوا فيه لمركب يتآصر فيه الهيدروجين والاوكسجين بموجب نظام كوني خلقه الله عندما يكون الماء (h2o) وعندما يكون هيدروكسيد (oh) وتلك سنة من سنن الله قرأت في (منطق) بشري حين نطق بالمسميات التي علمه الله عليها حين جعله مخلوق ناطق بما يختلف عن مجمل خلقه !
ربط مصطلح (كيمياء المادة) بمصطلح (كيمياء الحرف العربي) هي تسمية (مجازية) يجب ان (يتصالح) عليها روادها من الباحثين فيها (إن وجدوا !) وإن أرادوا اقحام العقل الباحث في منهجية عقلية جادة من اجل الوصول الى أصول مرابط الحرف العربي في القرءان للغور عمقا في مقاصد الفاظ القرءان بصفته (خارطة خلق شاملة) ظهرت محاسنها في معالجة اكثر النصوص عمقا في البيان لتستكمل أصول علم الحرف القرءاني قبل الرحيل
من المؤكد أن (آصرة) الربط بين حرف وحرف لن تكون (مادية) بل (عقلية) ومن المؤكد أن التعامل مع (رحم العقل) يعني التعامل مع (اللامرئي) ونضرب لذلك مثلا في شاعرية الشاعر حين يقول شعرا ! ولو سأله أحد (كيف نظمت الشعر) فيقول لا ادري وانما وجدت سليقة لساني تقول شعرا فيكون اللسان قد خضع لـ عقلانية الشاعر لذلك لا توجد مدرسة تعلم طلابها كيف يقولوا الشعر !
ندرك بفطرتنا ان الحرف المنقطع الواحد لا يقيم القصد فلا يقوم البيان مثل الحروف المقطعة في القرءان وكذلك تدرك فطرتنا الناطقة ان اجتماع حرفين او اكثر يقيم البيان مثل الحرف (ض) فهو لا يقيم قصدا فيكون لا بيان له وحرف (د) مثله لا يقيم قصدا ولا يكون له بيانا ولكن عند جمع الحرفين في لفظ (ضد) يقوم القصد ويلتحق به البيان
القصد في الحرف الواحد ليس خفيا على عقل الباحث لان القرءان المبين جاء بحرف واحد مثل (ص وَالْقُرءانِ ذِي الذِّكْرِ) ولو كان القصد في الحرف الواحد مجهولا جهلا مطلقا لما نزل في القرءان الذي وصفه الله بـ (وَقُرءانٍ مُبِينٍ) ولكن تفسير القرءان نحى منحى الرواية واقاصيص الاولين ولم يتصدى للحرف العربي القرءاني
حتى لو تم معرفة الحرف الواحد فهو يحتاج الى بيان مرتبط بحرف ءاخر فالحرف (د) يعني (منقلب مسار) إلا ان منقلب المسار لا يقيم قصدا مكتملا الا برديف حرفي ءاخر مثل (ض) فيكون القصد في لفظ (ضد) هو (منقلب مسار لما يخرج من الحيز التكويني) وذلك الرشاد قام من مجهر عقلي
وعندما نريد ان نرى لفظ (ضد) في مجهر مادي مرئي نظرا او مرئي علميا نرى منقلب المسار التكويني عندما نتنفس الاوكسجين الخارج من حيز نباتي لينقلب مساره الى ثاني أوكسيد الكربون في حيوانات الدم الحار ومنها الانسان وبعدها ينقلب الى (ضد) ءاخر يخرج من حيازة مخلوقات الدم الحار على شكل ثاني أوكسيد الكربون يخرج من حيازتنا منقلبا مساره الى النبات ليتنفسه ومن ثم يقلب مساره وتلك فاعلية لفظ (ضد) حيث ينقلب مسار الخارج من حيازة أصناف الخلق لينقلب مساره كنظام من أنظمة الخلق ادركناه اولا بـ مجهر فكري عقلي وادركناه ايضا بمجهر مادي في تبادلية الاوكسجين في الطبيعة , مثله خبث الحيوان حين يكون سمادا للنبات لينتج النبات علفا للحيوان والانسان فيكون لفظ الـ (ضد) هو قلب مسار فاعلية الصفة مهما كان نوعها كما هم الاضداد في الحرب او الصراع البشري عموما وعندها ندرك (الموت والحياة) كـ ضديدان في الخلق
من ذلك الحراك الفطري البسيط ندرك ان كيمياء الحرف العربي لا يمكن ادراكها بواسطة مجهر مادي منفرد بل من خلال (مجهر عقلي) ومثل ذلك المجهر غير مادي ولكنه محسوس في العقل لان المجهر المادي التقليدي المنفرد يمنح الباحث (إحساس عقلي) مرئي وقد ورد في القرءان لفظ دال عليه وهو (فكر , يتفكر , يتفكرون) وعند التفكر في النص من مصدر قرءاني ينقلب الى مصدر مرئي في ما كتبه الله في الخلق ذلك لان القرءان خارطة خلق كما ثبت في بحوث المعهد وقد دعا الله في القرءان حملته والباحثين فيه في مواقع كثيرة لرؤية بيانه وهنا يتقلب الباحث بين ناظور عقلي و ناظور تطبيقي مادي نافذ في ما كتبه الله في خلقه
{ إِنَّهُ لَقُرءانٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ } (سورة الواقعة 77 - 78)
{ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ } (سورة النمل 69){ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (سورة العنْكبوت 20){ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ ءايَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا } (سورة الأَنعام 25){ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا } (سورة الرعد 41)(أَوَلَمْ يَرَوْا) تكرر في القرءان قرابة 45 مره !! وورد لفظ (فَانْظُرْ) في القرءان اكثر من 20 مره كما ورد لفظ (فَانْظُرْ , وَانْظُرُوا, وَانْظُرْ) اكثر من 12 مره
عندما نعالج لفظ (باب) كمثل بسيط لمعرفة مقاصد ذلك اللفظ بموجب علم الحرف سنجد انه يعني (قابضة قبض فاعليه) وهنا نحتاج المجهر العقلي وندرك ان هنالك قابضتان بدلالة حرف (ب) وبين القابضتين هنلك فاعلية تنظم ذلك المنقلب بين الفاعليتين وحين ننقلب للناظور المرئي سنجد ان لكل باب نستخدمها قابضتان مثل الغرفة والمنزل وغيرها فالقابضة الخارجية تمنع (تقبض) الداخل الى الغرفة الا لمن ملك الاذن (مفتاح) وفي نفس الوقت تمنع (تقبض) الخارج من الغرفة مثل غرفة السجن او أي منشأة أخرى لها باب تتحكم ادارتها بمن يدخل اليها ومن يخرج منها مثل أبواب المعسكرات ومثل تلك الرؤيا العقلية تنقلب الى رؤيا مادية في صفة الباب ذي القابضتين بما يدعم نشاط كيمياء الحرف العربي
تلك المعالجات الفكرية (إن تطورت) تتحول الى (أدوات) تطبيقية في ما نقترحه من (علم كيمياء الحرف العربي) مع التأكيد ان الحرف العربي هو الوحيد الذي يمكن ان يرتبط بكيمياء دستورية بما لا يتوفر ذلك في كل لغات البشر غير العربية ذلك لان المنهج العربي حين يتحرك فيه اللفظ انما يسري على عربة عربية مبينه وقد ادرك ذلك فقهاء اللغة العربية الاوائل وبما ان فطرتهم الناطقة ليست عربية فلم يدركوا علة ذلك الميزان الصرفي العربي الذي اسموه (ميزان الصرف العربي) ولم يسموه عربة العربية التي فطرها الله في منطق الانسان
(فعل , يفعل , فعال , فعول , فعيل , فاعل , أفعال , إفعل , مفاعل .. مفعلات .. مفاعيل , أفاعيل , فاعلية , فعلية , تفعيل , فاعليات , مفعولات , تتفعل , فعلوا , فعلن , فعلت ,أفعلوا , يفعلن , متفاعل , افتعل , افعلي , افعلا , ووو ..)
مثل هذا السيل في المركبات اللفظية مفقود بالكامل في جميع لغات الأرض ذلك لان اللغة العربية مبنية على (جذر عربي) يستقطب الحروف أي ان الجذر العربي يمتلك أواصر ترابطية مع حروف عربية وتلك الصفة لا تمتلكها كل لغات البشر بلا استثناء ونراها موجودة في مركبات الكيمياء التي عرفها العلم !
من ذلك الرشاد البحثي (إن استقر في عقل الباحث) يمكن الإعلان عن اول ضابطة فكرية في كيمياء الحرف العربي وهي (الجذر العربي) وهو يشمل كل منطق عربي بما يتميز به ذلك المنطق على كامل لغات البشر فغير العربية لا تمتلك جذرا وإن امتلكت اشباه الجذر فهو لا يتحرك على عربة ولا تمتلك تلك اللغات مثل ميزان الصرف العربي ونحن في السلمة الأولى من بيان كيمياء اللفظ العربي مثله مثل مركبات الكيمياء في عناصر الماده حيث يمتلك المركب الكيميائي جذرا تتآصر معه بقية العناصر المكونة للمركب الكيميائي مثل المركبات الكيميائية المعقدة
سر العربية ودوام ثباتها عبلا تادهور هو في (الجذر العربي) وهي اول ضابطة علمية نمسك بها على هذا الملف (الغريب) على مسامع الناس والمتابعين لنشاط المعهد الا ان العودة الى الناظور المادي للكيمياء المعروفة سنجد سنة الله في جذور الكيمياء المعروفة ولعل المركبات البوليمرية ذات السلسلة الطويلة المبنية على جذر كيميائي تركيبي واحد الا انه متآصر مع عناصر أخرى هو دليل ما نحاول ربطه بين الكيمياء المادية والكيمياء الحرفية الا ان المنطق العربي حصر التآصر الحرفي في 10 مراتب فقط بما يختلف عن أواصر الكيمياء
أطول كلمه في القرءان هي (أَنُلْزِمُكُمُوهَا) وقيل أيضا في (فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ) ولها احد عشر حرفا الا انها 10 حروف وليس 11 حرف لان الواو زائده وقد قالها بعض اللغويون الاوائل ان الواو زائده فتقرأ بعشر حروف (فَأَسْقَيْنَاكُمُهُ) مثلما نقول (هذا الدار ملكنا ــ فأسكيناكمه) ولا تستقيم (فاسكيناكموه) لان السكن في الدار يعني ربط الساكن بالدار فلا يحتاج الى إضافة حرف (و) للدلالة على رابط السكن ومثله سقيا الماء فوجود حرف (ق) يدل على الرابط المتنحي عند سقيا الماء سواء للزرع او لسقيا الانسان فلا يحتاج الى دلالة الرابط (و) في (فأسقيناكموه) ... تلك هي مثل لـ ناظور الكيمياء العقلي نحوله الى ناظور مادي في التعامل مع صفة السقاية فلن تقوم السقاية ما لم (يتنحى) الماء الى جسد المخلوق عندما يشربه الانسان ويشربه الحيوان ليتنحى في البطون او تمتصه جذور النبات ليتنحى الى سيقانها واوراقها ! وذلك ناظور مادي اعمق
أَنُلْزِمُكُمُوهَا ..... ذات عشرة حروف من جذر (لزم) ترابطت مع الجذر حروف عربية ليصل الى 10 حروف وذلك منهج مستحلب من نص قرءاني يستوجب رفعه الى درجة الدستور ونرى تطور مرابط الجذر لزم وكيف يتصاعد حرفيا (لزم , ألزم , أنلزم , أنلزمك , أنلزمكم , انلزمكم (واياها) لتكون (انزلمكموها) عشرية التركيب وتلك سنة الأرقام التي تتصاعد عشريا الا ان مرابط الحروف لا تتصاعد لاكثر من 10 حروف وإن استوجب اللفظ المركب اكثر من 10 حروف فتحذف منه الحروف الزائدة مثل فاسقيناكموه لتكون فاسقيناكمه
كيماء الحرف العربي يحتاج الى عشاق يعشقون القرءان ليكونوا عشاق لعلومه
قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله
قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ
قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ
تعليق