دستورية القرءان العلمية
(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرءانِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلا كُفُوراً) (الاسراء:89)
(وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ) (العنكبوت:43)
ايتان قرءانيتان مستقلتان تؤكدان ان القرءان فيه كل مثل ... ووضع القرءان وصفا للمثل انه يحتاج الى (عقل) وذلك العقل لن يكون الا عند العالمون .
المسلم المؤمن بالله يعلم ان القرءان من مصدر الهي وان الحكمة الالهية في علياء عقلية (حكمة) ولا يمكن ادراك تلك الحكمة في مسطحات عقلانية تقليدية حيث اشار القرءان الى وجوب العقل واشترط عقل الامثال (لا يعقلها) كما اشترط ان يتصدى لها العالمون ليتحصل عقل الامثال .
وفي القرءان دعوة للتفكر في الامثال القرءانية
(لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرءانَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الحشر:21)
وهنا نص قرءاني يؤكد ان حكمة ضرب الامثال القرءانية للناس لدفعهم الى التفكر وفي تلك منهجية بحث يعلنها القرءان واضحة لذوي الالباب
كما يؤكد القرءان منهجه (الحكيم) في برنامج الخليقة
(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرءانِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلا نُفُوراً) (الاسراء:41)
فالمثل المصروف في القرءان يقيم سببا للذكرى لان التذكر يعني استدراج ما هو مخزون في الذاكرة وذلك المخزون في الذاكرة لا يستحضر في عقل الانسان الا اذا قام سبب فالانسان بطبيعته يحتاج الى سبب للذكرى فالشخص لا يتذكر اسم جاره او صديقه الا اذا قام بين يديه سبب ليتذكر ذلك الاسم وبالتالي فان الامثال تقيم سبب كافي ليتذكر الانسان بسببه مرابط المثل حيث سيجد العلم الذي اقام المثل .. ولكن الحكمة الالهية تعرف العقل الانساني في نفوره من تلك المصروفات في القرءان فاشار اليها بحكمة بالغة .
(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرءانِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلا كُفُوراً) (الاسراء:89)
(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرءانِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الأِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) (الكهف:54)
فما هو المثل في مقاصدنا والمقاصد الالهية الشريفة ... عندما نستحضر مثلا من امثالنا الشعبية انما نستحضر مشغل عقلاني يربطنا بالحدث فلو شاهدنا احد المغرورين سنقول مثلا (ما طار طير وارتفع الا كما طار وقع) فيكون هذا المثل مشغل عقلاني يربط بين تصرفات المغرور ونتيجة غروره السقوط ... ولو طبقنا (عقلا) كل الامثال بين ايدينا سنجد ان المثل يعمل عمل (مشغل عقل) يمنح العاقل نتيجة الحدث القائم بين يديه من خلال نتيجة المثل وهي نفسها (مسببات الذكرى) .
لو اطلعنا على الامثال القرءانية لمنحها صفة عقلانية ومعرفة المقاصد الالهية منها سنجد ان قاسما مشتركا يجمع الامثال القرءانية يدفع العقل الى العلم وعلى سبيل المثال سنجد في مثل قوم لوط كثير من الصفات تحمل الصفة العلمية واهمها تألقا الحجارة التي رمي بها قوم لوط
(فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ) (هود:82)
والله سبحانه يؤكد ان تلك الاية باقية مستمرة لمن يأتي بعدهم فالحجارة التي القيت على قوم لوط لن تقيم الدين والاحكام الشرعية بل تقيم العلم كما سنرى بايجاز
(فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ * وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ) (الحجر:77)
فانها آيات ... وانها مستقرة في سبيل (قائمة) وان حملة القرءان مسؤولون في احتضانها لان القرءان لهم
(لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ * فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الأَلِيمَ) (الذريات:37)
انها اية متروكة ... بسبيل مقيم ... للمؤمنين ... للمتوسمين ... للذين يخافون العذاب الاليم ... انها حجارة من سجيل منضود ...
ذلك الحبو العقلي قام في سبب تذكيري يصنعه القرءان وهو (مثل) والمثل يشغل العقل مع رابط في يومنا .. وماذا اراد الله بهذا المثل ..؟؟ لان القرءان لنا ... نحن حملته .. والقرءان ليس لعروش العلم الكافرة ... والاية (حيز فعال) للمؤمنين ... ويبحث العقل عن الرابط في حياتنا القائمة سيجد
حجارة : هي من عناصر المادة الكونية كالحجارة بين ايدينا من عناصر كونية
من سجيل ... من صفة متسلسلة كالسجل كما هي اوراق السجل المتسلسلة فان اختل تسلسلها اختلت بيانات السجل فهي من (سجيل)
وهي منضود ... متراصة لا فراغات بينها تسمح بغير صفة السجيل كالسجل لا تستطيع اضافة صفحة بين صفحاته لان توالي صفحاته هي صفته الغالبة .
عند هذه النقطة يقوم سبب الذكرى فنتذكر ان تلك الصفات هي بعينها التي يصفها العلماء في تركيبة الفايروس المعروفة بانها عناصر كونية متسلسلة منضودة ان اختل تسلسلها فقدت صفتها ومؤثرها ...
وعند معالجة (عاليها سافلها) سيرتبط الحبو المعرفي على متن القرءان سنجد ان عاليها سافلها هي اعلى درجة تأثير يمتلكها الفايروس وسنجدها في الحقل المغناطيسي (شمالي جنوبي) وان انقلاب القطبين سيؤدي الى اعلى فاعلية للفايروس ومن تلك نعرف ان الفايروسات هي بسبب اختلال التركيبة المغنطية الطبيعية للارض وان البشرية مبتلاة بمارد مخيف لا احد يعرف مصدره التكويني فيكون القرءان في اعلى الهرم العلمي الذي يخبرنا ان هنلك مثل يتحدث عن هذه الظاهرة وانها
للمؤمنين وللذين يخافون العذاب الاليم ... المعرضون للأصابة بالفايروسات
ولو يستمر البحث سيجد الباحث ان مناسك الوضوء والصلاة هي حماية من الاضطراب المغنطي الصناعي القائم فتكون الاية في حيازة المؤمنين وفق ناظور علمي محض من قرءان يقرأ
(وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ) (العنكبوت:43)
من المؤكد اننا سنجد كثيرا من الناس يكفر بهذه الاثارة وهو وعد قرءاني
(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرءانِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلا كُفُوراً) (الاسراء:89)
ومن المؤكد اننا سوف نجد ان كثيرا ينفر من هذه الاثارة وهو وعد قرءاني
(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرءانِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلا نُفُوراً) (الاسراء:41)
ومن المؤكد اننا سنجد من يجادل في هذه الاية وهو من وعد قرءاني
(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرءانِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الأِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) (الكهف:54)
ولكن يبقى لحملة القرءان فرصة احتظان القرءان كوسيلة خلاص لهم من اتساع الفتنة والضلال في هذا الزمن .. زمن العلم ... فالناس يبحثون عن السلع البراقة ذات الالوان البهيجة ... حتى الاسماء ... فالمسلمون يبحثون عن اسماء براقة تمتلك شهرة وبريق فتكون هذه الاثارة خافتة في بريقها لان اسمنا غير معروف ولا يمتلك عناوين اكاديمية في دكتوراه وليس لها شهرة فقهية ولم نكن من حملة فضيلة الامام ... فيكون الامر كله لله يهدي من يشاء
(وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ) (غافر:38)
سبيل الرشاد في الايمان بالله قائم بين حملة القرءان ولكن سبيل الرشاد في زمن العلم والفايروسات والسرطانات وازمة تصحر وضياع الانسان وسط زحمة انشطة لا تؤمن بالله فيكون الماسك بالقرءان في زمن العلم كالراكب في سفينة النجاة ولكن اي ركوب للقرءان ..!! كمركب السابقين ..؟؟ ما كان العلم فيهم ومشاكلهم لا تشبه مشاكلنا ... الوسعة العلمية هي التي سببت لحملة القرءان مشاكل معاصرة فيكون مركب الرشاد في زمن الامراض هو الوقاية منها وفي زمن المجاعة مختلفا عنه في زمن المرض ومركب الرشاد سيختلف عن زمن الفتن .. وسيختلف عند زمن الفيضانات ... وفي زمن العلم يكون القرءان مركب الرشاد بالعلم لا بغيره لان هرمية العلوم مودعة في القرءان سواء كانت علوم اليوم او علوم من سيأتي بعدنا .. فنحن آمنا ان القرءان دستور علمي ومنه ننهل سبل الرشاد
الحاج عبود الخالدي
تعليق