ءاية الزمن في علوم الله المثلى ـ حوار مفتوح
من أجل بناء العلم القرءاني في زمن معاصر
ــ 1 ــ
هل زمن الإله كزماننا ..؟
هل زمن الإله كزماننا ..؟
وردتنا رسالة كريمة من عزيز عاشق للحقيقة وقد اشتمل كرم الرسالة على تساؤل كريم وهو (ربما نطرح السؤال الكبير ..؟ هل زمن الإله كزماننا)
معالجة الحوار :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقفة اعتزاز لرغبتكم في سبر غور الحقيقة
نؤكد لكم حاجتكم الاولى الا وهي (البراءة) فبغيرها لا يمكن عبور سقف معارف من سبقنا او معارف من معنا والقرءان محمول بين ايدينا
لا بد من الحبو على منهج (تلاوة الايات) لتكون آية تتلو اية وهو منهج علمي معروف في كل العلوم ولا يستطيع علم الطب ان يعتلي مرحلة التشخيص الا بعد ان يمر في الفيزياء والكيمياء والبايولوجيا الخلوية و ..و .. واية تتلو اية
مدركاتكم الفطرية امسكتم بها في مقتبس (ربما نطرح سؤالنا الكبير ؟؟ هل زمن الاله كزماننا ...) الزمن في الخلق (في البديء) هو الاية الاولى التي يستوجب هضمها ومعرفة كينونتها وهذه الاية تحتاج الى وسعة بيان فقد تستمر معكم لسنتين او اكثر لغرض قراءة حرف واحد من حروف خارطة اية الزمن وذلك لانها (اية أم) وتحتاج الى وسعة واسعة من مرتسم خارطة الخلق لان الخلق المرئي جيمعا يقع في (الزمن) فان خرج المخلوق من الزمن اصبح خلقا غير مرئيا ..
لم يستطع الفكر الانساني على طول حضارات الانسان بكاملها بما فيها حضارة المعاصرين ان يوضع للزمن تعريفا واضحا سوى التعريف الفيزيائي العقيم وهو ان (الزمن يساوي مقسوم السرعة على المسافة) وبما ان السرعة من عنصرين هما (المسافة والزمن) فان العقم يظهر في الدائرة المغلقة حيث لا يمكن رؤية الزمن الا حين يكون من تكوينة حركية الاجسام (سرعه) فهو جزء من تلك الحركية ولا ينفصم عنها والحراك المادي لا ينفصم عنه فكانت كما اوجزنا في ادراجات متكررة ان الزمن هو (حاوية السعي) وهي (الساعة) التي ورد ذكرها في القرءان على غفلة حملة القرءان في زمنهم العلمي المعاصر ...
التساؤل الكبير الذي ورد على سطوركم (هل زمن الإله كزمننا ...؟؟) حيث معالجة ذلك التساؤل له مستقر في فطرة العقل فتكون .. وهنا الفطرة تجيب قبل غيرها ... هل صانع الخبز يتعامل مع الخبز مثل تعاملنا مع الخبز ... ؟؟؟ سنرى الفارق الكبير حين نرى ان صانع الخبز (يبيع الخبز) ونحن انما (نشتري الخبز) وبين الرصدين فارقة (كبرى) فصانع الخبز (يستحدث الخبز) ونحن (نستهلك الحدث) وهي حاوية السعي (ساعه) وكانها (رغيف الخبز) في مثلنا التوضيحي ... معالجة عميقة اتمنى ان تنال مستقرات في ثنايا عقلانيتكم الراغبة في العلم ..
الله يصنع الزمن ... نحن نستهلك الزمن .... تلك ضابطة فطرية (لا ريب) فيها فهي مباشرة مؤكدة في (اليقين) وحين نحبو على تلك الراشدة اليقينية فتكون نتائجها ان الله (يمتلك ادوات الزمن) وان المخلوق (لا يمتلك ادوات الزمن)
(يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً يَسْأَلونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (لأعراف:187)
إتيان الساعة (الزمن) يؤتى (بغتة) وتبهت من تأتيه
(بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) (الانبياء:40)
من تلك المراشد النابعة من قرءان فان أي مساحة لقيام (الرأي) يجب ان تنعدم كلية في عقل الباحث وحذار من قيام الرأي او السماح بقيامه لان الرأي لا يجعل الباحث من الموقنين فالرأي حمال ريب ..!!
ومن تلك المراشد النابعة من قرءان يستوجب ادراك ان البحث في الزمن يجب ان يكون في خارطة إلهية لان البحث عن كينونة الزمن لا ينفع في ماسكات الزمن الذي نستهلكه فهو موصوف في القرءان بانه :
يأتي بغتة ..!!
لا يستطيعون رده ..!!
ولا هم ينظرون ...!!!!! وهنا ازمة ...
يستطيع العقل البشري ان يتعرف على كينونة الاشياء حين يرى تكوينتها كما حصل في مجمل المادة الكونية وقوانينها في ادق جزئياتها فهي (منظورة) بوسائل علمية معاصرة ... الزمن ليس كمثلها فلا (نظر) فيه ولا ارتداد ... لا يستطيعون ردها ... الا ان العلماء يستطيعون (رد) الماء الى مكوناته فعرفوا انه من عنصرين (اوكسجين وهايدروجين) عندما افتعلوا عملية (الرد) لتكوينة الماء الا ان النص الشريف قال لا يستطيعون (ردها) ولا يمكن ان يرد الزمن الى (مكوناته) ولا يمكن ان (ترى مكوناته) وهو يأتي (بغتة) أي انه يأتي (جاهز) ولا يؤتى كما هي الخلايا ونظم التكاثر حيث يرى الانسان بعقله مراحل التكوين فكل شيء يمكن النظر الى مراحل نشوئه وقد اكد النص الشريف تلك القدرة عند البشر
(قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (العنكبوت:20)
فكل مخلوق له (اوليات) وبدايات ومن ثم (آخر) .. اما الساعة (الزمن) فالعقول البشرية فيها تتصف بصفة (لا ينظرون) وهو ما ثبته النص الشريف وذلك من مدرك فطري واضح فالمفردة الاولية للزمن ليس لها (اول) مرئي في نشأتها وليس للمفردة الزمنية صفة (آخر) لكي (ينظر) الانسان في تكوينة الزمن كما ننظر لبديء الخلق في انبات نبتة من فلق حبتها ومن ثم النظر الى نهاية برنامجها في الخلق كما هي الحنطة والشعير وغيرها ..
أي متحرك غير معروف التكوين يستطيع الانسان بعقله ان يوقف حركته ويمسك بتكوينته كالجسيمات المادية وان كانت غير مرئية بالعين المجردة سواء كانت جسيمات الكترونية او اجزاء من تلك التكوينة كالميزونات (مثلا) حيث استطاع العلماء ان يصطادوا تلك الجسيمات في المختبرات النووية وان يتعرفوا على تكويناتها ورصد شحنتها واتجاهات مسارها وكتلتها الا الساعة (الزمن) فلا يستطيعون (اصطياده) لمعرفة تكوينته و لايعرف العقل البشري في أي (حيز) ترسو مفردة الزمن .. ؟؟؟ .. لا احد يستطيع بيان ذلك ... وفي أي صفة ترسو مفردة الزمن ..؟؟ فلا احد يستطيع ان يعرف (ايان) .. (مرساها) ... فعلمها .. أي (مشغل علتها) عند الله أي ان (اين .. وكيف .. ترسو الساعة) حيث يكون مشغل علتها (علمها) عند الله ولن تكون (صفة الرسو) الا عنده في بدايتها وآخرها
يبقى طموح الباحثين في علوم الله في خارطة الخلق هو في معرفة (كيفية التعامل مع الزمن) دون الفضول على تكوينته وادوات تكوينته كما في علوم المادة الاخرى ... وللحديث بقية لمن يشاء
الحاج عبود الخالدي
تعليق