قــطـبـا الـعـقــل
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
العقل ذلك المجهول دائما العصي على الفلاسفة والعلماء الخارج عن المادة الداخل في المادة ... في حيازة الانسان .. ليس له مكان مرصود ولا حجم او وزن او ابعاد ولكنه موجود !!
اذا كان للمادة قطبان ماسكان مدبران فتلك سنة خلق لا بد ان تكون في العقل فالقرءان يقول
(سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً) (الفتح:23)
اية مستقلة فهي مفصل مستقل في خارطة الخالق ينطبق في كل سنة للخلق فهي قانون مسطور في برنامج محكم محبوك
من تلك الاثارة تقوم بين يدي الباحث رغبة البحث عن اقطاب العقل في قرءان الله كما تكون للمادة اقطاب .. انهما قطبا العقل
(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ) (النحل:48)
تلك هي ضابطة كل خلق الله .. يمين ويسار ... سجود خلق لتلك المنظومة فهو سجود لله .. المادة عاقلة ولها يمين وشمال وهي ساجدة لتلك المنظومة الالهية !!
نعالج العقل الانساني وهو المستوى العقلي المحير والذي اغناه القرءان وصفا ونترك المادة مؤقتا لاهل المادة اللذين اعترفوا بعقلانية المادة في عام 1990
نقرأ فاعلية اليمين في القرءان
(قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ * قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (الصافات)
تلك فاعلية اليمين في ايتين منفصلتين مستقلتين تصفان فاعلية الآتي من اليمين خاليا من الايمان ... !!
فهي فاعلية فيض فعال .. آتي من اليمين .. لا ينفع في الايمان ... ولكنه ساجد لله في منظومة الخلق .. فهو فيض تكويني يشمل كل الخلق .. ولم (يكونوا مؤمنين) أي ان فيض اليمين غير قائم بالتأمين لا يمتلك مستلزمات التأمين للمخلوق .. الفيض المسؤول عن الايمان (مندوب تأمين) هو من اليسار ..!!
يقابله فيض اخر آتي من اليسار موصوف في الذكر الحكيم
( وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً * فَالْحَامِلاتِ وِقْراً * فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً) (الذريات)
ذلك نص يؤكد وصفا لفاعلية تجري من يسار .. في النص وصف عن وقار .. نقرأ الوقار في قرءان الله
(مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً) (نوح:13)
(وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (لقمان:7)
وقر .. وقار ..
الوقر في الاذن كما ورد في بعض النصوص هو مانع من سماع ايات الله ... أي انها لا تدخل العقل (كأن لم يسمعها)
والوقر والوقار هو في دخول حرف الالف في بناء عربي فطري
فصل .. فصال .. قهر .. قهار .. سيف .. سياف .. علم .. علام .. نجر .. نجار .. خبز .. خباز
في الميزان الصرفي العربي (فعل .. فعال) ..
حاملات الوقر تفعل الوقر عند الانسان فيكون (وقار) فتكون الاذن (مدخل العقل) فاعلة الوقار فيقوم الرجاء لله وقارا ... ذلك هو الايمان بالله وعظمته
في فيض الشمال المادي المغنطي ينبعث الفيض من الشمال ليفرغ في القطب الجنوبي في آلية غير معروفة التكوين ولها نظريات متعددة متضاربة في تصور دائرة الفيض المغنطي الارضي
قطب للبثق ... قطب للافراغ
ونقرأ كتاب الله
(لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ) (الحج:33)
ذلك فيض يمين يتم افراغه في بيت عتيق في مكة ..
تلك هي قبلة .. تفرغ فيض اليمين العقلي .. في احسن عملية تفريغ ان تكون وجهة المصلي ..
فهي قطب تفريغ فيض اليمين ..
فيض اليسار وردت اشارته الشريفة
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الاسراء:1)
ذلك هو الاسراء المحمدي الشريف
من بيت الله الحرام ... الى بيت المقدس ... اسرى بمحمد والمصلين جميعا هم في سنته الشريفة فكل من صلى سرى فيه ما سرى برسول الله عليه افضل الصلاة والسلام ...
تقوم قناعة العقل في هذه الضابطة في اثارة العقل في مناسك الحق :
كل ما قام به المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام من منسك في الحج .. له فاعلية تكوين وان لم يضبط الفعل لا يقوم التفعيل (باطل) فما تفعل في الرسول في مناسكه .. يتفعل في الحجيج في تطبيقات المنسك
كل من صلى .. قامت فيه فاعلية هي نفسها التي قامت في الرسول ...
هو فيض اليسار الآتي (جاريات يسرا) من بيت الله الحرام ... الى المسجد الاقصى (بيت القدس)
فيض اليسار هو من بيت الله الحرام وليس من الكعبة ... الكعبة تفريغ فيض اليمين ... بيت الله الحرام باثق للجاريات يسرا والنص يؤكد ذلك الدمج المكاني
(جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ )(المائدة: من الآية97)
بيت الله الحرام يبثق الفيض الايسر يستلمه المؤمنون حصرا (مندوب تأمين) ..يقوم بتأمين المؤمن .. وهو حرام على غيرهم لأن في آذانهم وقرا ... ولا يرجون لله وقارا
في هذه الصورة الموجزة ترتسم للعقل خارطة تكوين بدائية تشكل اثارة عقلانية تريد ان تكون علما بين يدي حشد متفكر يحمل القرءان
القدس ... باثق فيض يمين لكل المخلوقات بما فيها المادة
الكعبة ... مستلم فيض يمين لكل المخلوقات (محلها البيت العتيق) .. قبل الانسان
بيت الله الحرام ... باثق فيض اليسار للصالحين (عباد الرحمن) .. رسل ترسل عرفا !! مدبرات امرا ..
بيت المقدس ... مستلم فيض اليسار من الصالحين .. قدس
تلك خارطة اليسار واليمين للعقل في اول رصد متواضع بسيط يتفعل في العقل
ولن يقوم العلم عند طالبه من خلال سطور صفحة في كتاب .. بل من فهم للقرءان بعد تصحيح مسار الفهم .. بفكر مستقل .. غير مقيد
رصد العقل في الوعاء العقائدي منبع ايماني مؤكد لان العقيدة في العقل ولن تكون في الجسد ... الماديون اعلنوا افلاسهم العلمي في العقل فقالوا (العقل بلا جواب) فهل يبقى العقائديون في حلف مع الماديين وهم الاعلون في الخلق !!
العقائديون يمتلكون الان فرصة ماسية في اثبات وجودهم والخروج من دائرة الاستهجان وعقولهم المؤمنة بالله دليل قدرتهم على الفوز الفكري ... ولكنهم مقيدون ... قيدهم التاريخ وما استقر لدى مؤمني الامس !!
الاثارات المسطورة اعلاه ما هي الا نبشات تنبش العقل ليثور في الصلاة والكعبة والقرءان رديف عقل المؤمن .. بفكر ابراهيمي مستقل عن كل ما قيل في القرءان ...
ذلك واجب جهادي خالي من السلاح ... رحمة بالناس ... لان القرءان رحمة الهية للبشر .. !!
القرءان يحتاج الى حشد ليس بكثير ... عشرة تكفي ليقوم علم قرءان يعلو فوق العلوم ... عشرة رجال (حاوية عشرية) يحتشدون مع القرءان .. في القرءان .. يقوم علم العقل في اوجع ضربة لمن استهجن القرءان واحتفل بحرقه !!
الحاج عبود الخالدي
تعليق