العقل .. مرسل
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
لمتابعينا الكرام سطور حب ووفاء ومن اجلهم تتزايد الرغبة في نشر ما منّ به الله علينا من ذكرى في القرءان .. رغم غرابته .. رغم حرج ما فيه .. الا انه ذكرى من وعاء الذكر من قرءان يقرأ في زمن معاصر جدا ولا يخفى ان العلم المعاصر وفيه ما فيه من تقدم تقني يصاحبه اضطراب فكري
ان كان علم العقل يمثل ثلمة في حضارة اليوم فالقرءان للذكرى وفيه :
(اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الزمر:42)
ولما كان القرءان بلسان عربي مبين وتلك صفة مركزية من صفات تكوينة القرءان فان مفاتيح القرءان لا بد ان تكون عربية اللسان في ناشئة الذكرى .. أي ان الذكرى تنشأ في لسان عربي في القرءان وتلك معالجة عقلانية فيها اجازة قرءانية فالقرءان للذين يعقلون ..
ويرسل الاخرى الى اجل مسمى ... ومن لسان عربي مبين ندرك ان (ويرسل) تحتها مفتاح لسان عربي وفيها (نفس) والنفس (رسول) فهي (مرسلة) .. ارسال ..
فهي في حيز الاجل المسمى (مرسلة) .. في الصحو ...
ولو كان متابعنا الفاضل قد مر على ادراج مسلسل منشور في (العقل والسماوات السبع) لوجد ان مستويات العقل هي سبعة وان المستوى العقلي المرسل هو في المستوى العقلي الخامس ...
المستوى العقلي الخامس هو العقل الذي يبحث عنه الانسان في حضارته من زمن بعيد وليومنا المعاصر والقرءان يمنحنا مفتاح (اية) في انه عقل مرسل (ويرسل الاخرى) .
منهجية قراءة القرءان تعتمد على تلاوة الايات أي ان (اية تتلو اية) ولا يقوم الادراك العقلي (ذكرى) ما لم تكون الايات متواليات .. وتلك تتطابق مع منهجية كل العلوم فالعلوم تبدأ دائما من المباديء وترتقي في بيانت العلم على شكل متوالية
السماوات السبع والعقل كانت (اية) تتلوها اية المستوى العقلي الخامس (المرسل) والمفتاح القرءاني التذكيري اطرحه طرح تذكير لا طرح بيان لان الفهم يجب ان يقوم من القرءان بشكل مباشر ولا يمكن ان تنفع سطور يصفف كلماتها بشر مهما كان وذلك السر قائم فينا منذ نزول القرءان والذي لم يفسره رسول الرحمة عليه افضل الصلاة والسلام لان كينونة التذكير يجب ان تقوم من القرءان بلا وسيط وان السطور تفعل فعلها بصفة مشغل التذكير (مذكر) ومنها (فذكر عسى ان تنفع الذكرى) فمن طهرت قنوات عقله فقد مس القرءان (انه لقرءان كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهورن) ... الواقعة ..
العقل مرسل ..!! ... مفتاح خطير .. وغريب .. وعجيب .. ولكنه من قرءان عظيم ...!!
العقل البشري الذي دوخ البشر يقع في المستوى العقلي السادس الذي لا يحضر زمن الفلك (التي قضى عليها الموت) وما بين يدي الناس هو رسول من ذلك المستوى
ذلك مفتاح علمي يمنحنا نتاجا فكريا اوليا في وقف البحث عن العقل في ثنايا الجسد سواء في الدماغ او في الحامض النووي ويحول دفة البحث في نظم العقل بمفاتيح الزمن والعقل لمعرفة تكوينية العقل بموجب نظم التكوين وليس ببطولات فكرية ومكتشفات سحرية وعباقرة يكتشفون الحقائق ...
المدرسة المادية عزمت امرها في وقف تلك البحوث تحت عنوان (العقل بلا جواب) وقد احتضن ذلك العنوان عرش علمي يتمركز في عاصمة العلوم المادية (امريكا) وان ملف العقل يفتح الان في قرءان عظيم ... بين يدي حملة القرءان .. ومنه بطاقة نصر على قدر فاعلية اولئك الحملة والذين جاء فيهم نص قرءاني فيه حرج كبير
(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (لأعراف:169)
حملة القرءان (درسوا مافيه) ولكنه لا يصلح للدرس .. بل يصلح للتذكير ... ومنه تقوم مسببات الذكرى ...
عندما نفعل الذكرى في العقل ونحن في صحوة ... نستذكر يوما ما في الطفولة ... لا احد يعرف مخازن الذاكرة .. ولا احد يعرف آلية الذكرى ... ولا احد يعرف لماذا يكون النسيان (اختزال الذكرى)
موسى ... مشغل المساس العقلاني ... فيه رابط بدلالة حرف (الواو) وحرف الواو دليل الربط من لسان عربي مبين .. فذلك الرابط (و) هو الذي يربط بين الميم (المشغل) وحرف السين فيكون (موسى) بدلا من (مس) ... والقرءان لا يمسه الا المطهرون (الواقعة) .. وموسى هو وعاء الربط بين المستوى الخامس والمستوى السادس فهو (مرسل) و (مستلم) ... وذلك ما يحصل في الذكرى ...
الرسول يتفعل في اتجاهين (يأتي ويذهب) .. يبلغ .. ويتبلغ ... وتلك هي نفس مرسلة تحمل صفة المراسلة بين الوعي (زمن دوار) وهو (اجل مسمى) وزمن اخر اطلقنا عليه (زمن العقل) في مستوى عقلي سادس من مستويات العقل ..
اذن اجسادنا لن تكون حاوية عقل ... الدماغ ما كان ولن يكون حاوية عقل كما استعرت حمى القشرة الدماغية بعد منتصف القرن الثاني على يد العالم (بافلوف) ... الحيوانات من الدم الحار تمتلك ادمغة وفيها قشرة مخية ولكنها لا تمتلك عقل الانسان ..!! النحل لا يمتلك جملة عصبية ولا يمتلك دماغ او قشرة مخية بل خلايا حسية ولكنه يمتلك نظم عقلية اذهلت العلماء في اقتصاد واجتماع وسياسة وكثير من العقل المحير لان الله اوحى للنحل ...
جسد الانسان يمتلك هوائي استقبال وارسال ... عندما ينام يتوقف هوائي الاستقبال (الاياب) ويضعف كثيرا هوائي (الذهاب) بسبب توقف الاستقبال ... وبذلك يكون العقل (مرسل) سواء في الصحو او في الموت ...
قدرات الانسان العقلية هي قدرات لا حدود لها ولكن هوائي العقل في الجسد يتحكم بالفيض العقلي وهو الذي يحجم تلك القدرات او يطلقها فمن كان يمتلك دماغا صحيحا وقشرة مخية فعالة فانه يمتلك هوائيا فعالا ويتألق في عقلانيته وذلك السبب البايولوجي والفيزيائي كان سببا مباشرا في غفلة العلماء والناس ظنا منهم ان العقل في تلك التجاويف المخية وفي قشرة الدماغ فهم كانوا يراقبون الهوائي ظنا منهم انه العقل ومكمنه هناك ولكن حقيقة التكوين معلنة في القرءان بما يختلف عن تلك المراصد والدليل العقلاني (الحق) هو ان العلماء لم يعثروا على العقل في قشرة الدماغ وضاعت جهود العلماء المضنية ولاكثر من جيل ...
في الموت يتوقف الهوائي بشكل نهائي وتنقطع اواصر الذهاب والاياب ويمكن ان يبقى الجسد تحت اجهزة الانعاش بلا وعي لفترة زمنية غير معروفة ولكنها لن تكون قصيرة ...
التعرف على كينونة العقل تكمن في معرفة نظم الاتصال بين المستوى السادس والخامس وهي تشمل نظم الاتصال العقلاني بشكل عام وهي تخضع الى نظام (اليسار واليمين) ويمتلك المستوى العقلي تياران متعاكسان الاول يسري من اليمين باتجاه اليسار (عقارب الساعة) والثاني يسري من اليسار نحو اليمين (عكس عقرب الساعة) .. ومن خلال فهم تلك المنظومة يتم فهم العقل ولن يكون لتلك النظم المعرفية سبيل غير سبيل القرءان ولن يكون لها منهج الا منهج (الذكرى) ..
الحاج عبود الخالدي
تعليق