(ق وَالْقُرءانِ الْمَجِيدِ)
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
ما كانت مهمتنا تفسيرية ولن تكون ... نتصدى للتذكير فمن تذكر فهو نور على نور ومن استعصت عليه الذكرى فذلك عقله وربه ولن يكون لسطورنا الزام في الفكر او منهج في الاقناع كما هي العلوم المكتسبة ..
في هذه الاية (ق والقرءان المجيد) مطرقة تطرق العقل ليستذكر (ق) فهي حرف والحرف لا بد ان يكون تحته قصد والقصد في التكوين ولن يكون في التنفيذ فهو في رحم ولادة العقل فان استكملت ولادته صار بيان ولا يقوم البيان الا في ارتباط حرف بحرف ولكن الله سبحانه يحفز عقولنا لنربط (ق) مع القرءان المجيد وفيها ثورة واثارة ..
عندما نضع لحروف الهجاء تسلسلية في عقولنا فنقول (ابجد هوز حطي ..) فان استخدامنا للحروف يقيم البيان عندما يرتبط الحرف بمقطع للقول فنقول مثلا ان القضية الفلانية تحتاج (أ ـ كذا وكذا ... ب ـ كذا وكذا ... ج ـ كذا وكذا ) فيكون الحرف قد ادى وظيفة في البيان عندما ارتبط بالتسلسل الابجدي اما لو كان الحرف لوحده فهو لن يكون ذو بيان بل يبقى في رحم العقل (قصد) ولن يكون له بيان الا اذا ارتبط .. في مثل هذه الرجرجة العقلية نبحث عن رابطة تربط (ق) مع القرءان ونرى كيف يكون (ق) في القصد ونربطه بلفظ (القرءان المجيد) لنعرف البيان
نبحث عن مقاصد الحرف (ق) في عربيتنا الفطرية لنناور في الطرح بسبب عدم ظهور علم الحرف القرءاني بعد ونحن نثور له مع من ينتفع بتلك الثائرة
قلق ... حرفان للقاف بينهما (ل) فهل نعرف مقاصد اللسان العربي في (قلق) .. ونحاول تعريف القلق فهو الانتقال من قاف الى قاف بواسطة اللام .. فالللام ناقله للصفة كما في لـ تكون .. لـ تمشي ... لـ يعصر فهي لـ نقل الصفة من حال الى حال وذلك موجز متواضع جدا
والقلق ناقل بين صفتين ... اخسر في تجارتي او لا اخسر .. يشفى من مرضه او لا يشفى .. ينال مراده او لايناله .. ذلك القلق في ابسط وصف عقلاني تدركه العقول
فما الذي يتناقله القلق ... انه (مربط الصفة) هو الذي يتم نقله بين صفتين (مربط الخسارة) ينتقل الى (مربط الربح) في التجارة ... مربط الربح يعود ينتقل الى مربط الخسارة فيقوم القلق ايضا ... الخسارة والربح لم تتحقق بعد فاصبح الرصد الفكري الى ذلك المربط انه ذو صفة متنحية لان الخسارة لو تحققت ذهب القلق ولو ان الربح قد تحقق لذهب القلق واصبح واقع حال فيكون القصد في (ق) هو (رابط صفة متنحية) وبامكان المتابع الفاضل ان يقوم بتطبيق هذا النتاج مع كل لفظ فيه حرف القاف سيجد ان في الكلمة دلالة على (رابط صفة متنحية) كما في لفظ (عقل) ولفظ ( قول) ولفظ (شرق) فشروق الشمس لانها متنحية فشرقت .. وكثير كثير من الالفظ فيها القاف يكون دلالة رابط صفة متنحية
نحبو في ميدان التفكر في الاية مع مسربنا الفكري فيكون ( رابط صفة متنحية والربح الخسّار) يساوي في التركيب اللفظي او البناء اللفظي مثله (ق والقرءان المجيد) فاذا عرفنا القرءان بين ايدينا فان الترجمة العقلية للقصد ستكون ( رابط صفة متنحية و القرءان المجيد) فما هو المجيد
نحن نعرف الجيد في اللسان العربي (المبين) فيكون للجيد مشغل بدلالة الميم ليكون (مجيد) فالمجيد هو مشغل الجيد في عربية بسيطة ..
الجيد هو الحيز الذي نحوي ماسكته ذات الفائدة .. اذا كان بين ايدينا مصباح فانه سيقلب ليلنا صبحا بحيث يكون ذلك الحيز قد قلب سريان فائدته الينا فاصبح المصباح جيد وعندما نشغله سيكون (مجيد) لان احتواء ماسكته للنور انقلب سريانها الينا فاصبح المصباح هو مشغل الجودة التي نحتاجها
فالقرءان مجيد ... يشغل احتواء حيز يقلب سريان الصفة الينا
فتكون ق والقرءان المجييد في الفهم (رابط صفة متنحية والقرءان الذي يشغل حيز يقلب سريان فاعلية الصفة)
عندما نطبق هذا القانون المستحلب من القرءان مع الفطرة التي فطرها الله فينا سيكون النص تطبيقا لنشاط (رابط الفطرة والقرءان يشغل حيز يقلب سريان فاعلية الصفة) .. والفطرة صفة متنحية ينطبق عليها مقصد (ق) لانها متنحية ورابطها يكون القرءان بدلالة الحرف (و) في (والقرءان) وبالتالي ينقلب سريان الفطرة من حيزها التي هي فيها (العقل) الى مفاهيمنا فتقوم الذكرى ... فيكون التطبيق ان (ق والقرءان المجيد) في الفهم ان أي صفة متنحية تمتلك رابط مع القرءان ينقلب سريانه من صفة متنحية الى صفة ظاهرة غير خفية فيكون القرءان في هذه النقطة (محرك بحث) يبحث في كل صفة متنحية يحتاجها الانسان .. النوم ... الموت ... العلوم غير المعروفة ... العقل .. الاحتباس الحراري .. سر الحرارة .. الكهرباء .. الموجة الكهرومغناطيسية .. المغناطيس وكل شيء بلا استثناء لان القرءان لم يفرط فيه ربنا من شيء ..
تلك الاية المستقلة في القرءان تنبيء البشر وحملة القرءان ان القرءان يمتلك رابط لكل صفة متنحية يقلب سريانها المتنحي الى ظاهر (بيان) ولا يبق شيء الا وفي القرءان له رابط للبيان ...
هذه الضابطة المستحلبة من القرءان عندما تكون بين يدي العلماء فان العلم ينثني بين ايديهم ولن يبق شيء يحتاجه البشر متنحيا عن عقولهم (يهدي للتي هي اقوم)
ان القرءان يدفع العقل الى البيان لان القرءان مبين (ص والقرءان ذي الذكر) وهو مفصل تفاعلي اخر يوضح فاعلية الترابط بين القرءان والفطرة الكونية التي فطر الله فيها الخلق .. ولها مقام لاحق
تلك ذكرى لا تمتلك قناعات فائقة بل تمتلك سببا للذكرى يراجع فيها الانسان عقله ليدرك ما اودع الله في عقله (علم الانسان ما لم يعلم) ...
الحاج عبود الخالدي
تعليق