قارورة الزمن
من أجل نهضة إسلامية معاصرة
قارورة الزمن ... الكل شارب منها .. ولا خيار ... ولا احد من شاربيها يعلم كم باق فيها من مشاربه ..!! انها حاكمية الخالق في المخلوق ... قارورة تعطي ومضات زمن ولكنها تأخذ من العمر بقيته ... تأرشفه ... وتمنح جرعات الزمن كل ومضة ... وما هو ءاتي من زمن بلا بيان ... بلا عنوان ... فلا احد يعرف كيف سـَيـُصـْبـِحْ من ليلته ..!! إنه الزمن ..
(ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً) (لأعراف: من الآية187)
(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (الزخرف:66)
الزمن ... حافة علمية كأداء ... الزمن هيمنة الخالق في المخلوق ... لا يوجد مخلوق ينفلت من حاكمية الزمن وما استطاع العلم والعلماء أن يمسكوا الزمن في وعاء لوقفه ... وإن حشروا كافة تقنياتهم الارضية والفضائية ولعدة اجيال فما استطاعوا ولا اسطاعوا اختراق حاكمية الزمن .. فهو لا يتوقف ... وهو لا يتباطأ .. ولا يسرع ... ولكن المسرعون في عنصر الزمن ... مستعجلون ..!! وهم غير قادرين على أن يصنعوا ماسكة تمسك بومضة زمن واحدة فقط ..!!
(يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً يَسْأَلونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (لأعراف:187)
الساعة هي الزمن ... سنرى ..
لفظ الزمن لم يرد في لسان القرءان العربي المبين بل ورد لفظ (ساعة) .. ذهب المسلمون الى فهمها بانها يوم القيامة ... وهو حصرا يوم (مرساها) يوم يتوقف الزمن عن التكوين وتتحلل مرابط الزمن التكوينية مع الخلق اجمالا .. انه مرسى الساعة فقط .. اما لفظ الساعة فهو يعني الزمن في القرءان ...
توقف الساعة يعني توقف السعي ... ويعني توقف حركة كل شيء ..!! من ميزونات وفوتونات الى خلية او عضو او كائن حي الى الاجرام والمجرات ..!! تحلل رابطة الزمن التكوينية مع الخلق وهو نهاية برنامج الخليقة الاجمالي كما وصفه الله في مواقع قرءانية متعددة
لفظ ساعة في البناء العربي المبين
سع ... سعى .. يسعى .. سعي ... ساعي .. ساعة ...
سعى ... ساعة ... فيكون في بيان اللسان العربي ان (ساعة) تعني (حاوية السعي) وهو الزمن يقينا فلا مخلوق يسعى الا وحاوية الزمن ترافقه سواء كان ذلك المخلوق جمادا كما كان يتصور الاولون إلا أن علوم اليوم اثبتت أن جزيئات المادة تسعى وتدور والخلية تسعى واعضاء الانسان والحيوان والنبات تسعى واجرام السماء تسعى فكلها وجميعها في حاوية الزمن تسعى فكانت قارورة الزمن (ساعة) ...
تلك حاوية السعي وهل استطاع علماء العصر ان يشاهدوا بعيونهم أو باجهزتهم أي مخلوق او أي خلق لا يسعى ..!! متوقف عن السعي ..!! لن يستطيع كبار عباقرة الفيزياء ان يتعاملوا مع انعدام الزمن في أي واصفة علم ..!! ولا يوجد في علم الفيزياء مفصل يقول ولو بالظن أن هنلك شيء ساكن سكونا مطلقا لا يتحرك (لا يسعى) فكل جسيمات المادة تسعى .. وكل خلية تسعى .. وكل عضو يسعى والدم يسعى في عروق الانسان والهواء يسعى .. وما من شيء يمكن أن يوصف فيزائيا أنه متوقف عن الحركة ..!!
علوم الله المثلى ... المستقاة من قرءان ربنا قالت وتقول إن (المستوى العقلي الخامس) عند الانسان يفقد مرابطه مع الزمن عند النوم ... ذلك ما لم يمسك به كبار علماء الفيزياء او البايوفيزياء مع وفرة تقنياتهم العملاقة لان القرءان بعيدا عنهم ... أما علماء المسلمين المعاصرين فهم يجعلون القرءان في رف قدسي ولا ينزلون قرءانهم في مختبراتهم فاصبحت قارورة الزمن (حاوية الزمن) هي في المستحيل العلمي ...
عندما ينام الانسان يتوقف الزمن في عقلانية النائم وننصح بمراجعة الادرجات ادناه
العقل والنوم في الزمن
العقل والموت في الزمن
علماء العصر يسيرون عكس مسار خارطة الخلق التي رسمها الخالق في القرءان وبالتالي فانهم في ضلال بعيد حسب وصف القرءان
(يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ) (الشورى:18)
وهل نحتاج الى تاريخ السابقين ونحن في عصرنا ..؟ فعندما اقيم مؤخرا مركز (التعجيل) في سويسرا تحت ضجة كبرى نرى مصداقية النص الشريف دون أن يكون للسابقين فرصة عقلية كالتي بين ايدينا ..!! انه مختبر التعجيل في سويسرا (يستعجلون بها) .. هم الذين لا يقومون بتأمين حاجتهم (بها) ... بل يجعلون حاجتهم (فيها) فيعجلون (فيها) في مختبر دائري لتعجيل المادة وهم يتصورون خلف ذلك التعجيل ستظهر نظم التكوين (الانفجار التكويني) .. الا ساء ما يصفون ..!! ذلك لانهم في ضلال بعيد ..!! وهل يمكن أن يقبل العقل الفطري أن بناء الكون جاء من خلال انفجار عظيم ..!! وهل يتصور عاقل أن برجي التجارة في امريكا تم بنائهما بانفجار ..؟؟ أم تم تحطيمهما بانفجار ..!! انها هيمنة علماء يقولون ما يحلو لهم في اروقة علم ساجدة لهم ولا من يعترض لان المعترضين سيكونون من خارج الوسط العلمي وبالتالي فان أي اعتراض يأتي فهو هراء عندهم ..!! كما كان كهنة الاصنام ايام زمان .. كل ما يقولوه فهو عين الحق ..!!
كل شيء في زماننا (عجول) ... مسرع .. لانهم جعلوا حاجاتهم في قارورة الزمن فالسيارة التي تقطع مسافة محددة بزمن أسرع هي التي تمتلك ناصية التفضيل على غيرها والماكنة الاسرع .. وغسالة الملابس الاسرع .. والانترنيت الاسرع .. هو الافضل دائما .. وكل ذلك محسوب (في) قاروة زمن (ساعة) ... ولكن بيضة الطير غير عجولة حتى تفقس ولم يستطع العلم تعجيلها فهي تقضي حاجتها (بالساعة) وليس (في الساعة) ..!!
لا يؤمنون حاجاتهم (بها) ...!!
بل في حقيقة التكوين أن حاجاتهم (بها) وليس (فيها) لانها حاوية السعي ...
نحن نحتاج ما ( بـ ) القارورة من رابط زمني
ولا نحتاج ما ( في ) القارورة نفسها من زمن ... بيننا وبين الزمن التكويني رابط يربطنا فقط ..
وتلك مراشد فطرية يمكن ان تستحلب من فطرة العقل الذي فطره الله فينا ... نحن نسعى بالساعة ... (بها) نسعى وندير شؤوننا ... وليس (فيها) ذلك لأن مسعانا في الحرث والنسل والانتاج والصناعة ومضغ الاكل وهضمه جميعها يتم (السعي بالساعة) وليس (السعي في الساعة) ذلك واضح جدا في فطرة العقل عندما نرى أن الساعة الزمنية تمر علينا سواء سعينا أم كنا قاعدين سواء كنا في مصنع سريع الانتاج او في زنزانة سجن .. فالساعة تمر علينا نحن وليس نمر فيها ..!!
تلك هي مراشد قرءانية + فطرية لا يعرفونها ولن يعرفونها (لا يمسونها) الا اذا تطهروا من رجسهم الذي ملأ الخافقين ..!! كفر على كفر .. فكيف يكون الطهر ..!!
الذين .. يمارون ... (في) الساعة لفي ضلال بعيد ...
يمارون ... من بناء عربي ( مر .. يمر ... يمار .. يمارون ) .. فعل المرور من (فطرة عقل) هو (حركة على ثابت) فمن قام بتحريك الخلق (في ثابت زمن) انما هو في ضلال بعيد بنص قرءاني ... وكل علوم الفيزياء هي حركة على ثابت زمني فاصبحوا في الوجه الثاني من الحقيقة لا يرون يسارها الا يمين ولا يرون يمينها الا يسار فاصبحوا في متاهة مستديمة ..!! وهو الضلال البعيد
عندما (يؤمنون بها) أي (يؤمنون حاجاتهم بها) وليس (فيها) فيكونون (مؤمنون بها) ويبحثون عن نشأة التكوين خارج المختبر السويسري التعجيلي وسيجدون ان نشأة التكوين في العقل وليس (في الساعة) ولكن عندما ينشطون فانهم (ينشطون بها) وسنرى هنا معالجة فكرية كالشمس ...
عندما يريد الانسان أن (يسعى) ويبني عمارة متعددة الطوابق .. إنه في (نشأت تكوين) قبل أن يسعى .. فهو لا يحتاج الى آليات او عمال بل يحتاج الى (عقل يصمم) .. يصمم خرائط البناية ويحسب كل حساباتها عقلا ويضع تصاميمه على خارطة .. ويضع الخارطة في ارشيفه فهي (نشأت تكوين البناية) قبل السعي في بنائها ... يوم يبدأ السعي بالبناء يبدأ (عداد الزمن) ... فحاجة المنفذين الى الزمن يكون لتغطية حاجات البناء (بـ عنصر الزمن) وليس (في عنصر الزمن) كما هي بيضة الطير حتى تفقس .. اي (يبني البناية بزمن) وهو سعي البناء ... اما المخططات والخرائط فهي خارج الزمن ولا تستهلك أي زمن لانها (دلائل عقل) وليس (سعي) ويوم يكون السعي تكون (الساعة)
الذين يؤمنون حاجاتهم (بها) هم مشفقون (منها) والمشفق في علوم الحرف القرءاني هو الذي ( يبادل ربط مشغل الفاعليات) وهو الساعي يأخذ (من) الساعة قدرا يتم (به) السعي ...
قد يتداخل الرصد العقلي في ان خرائط البناية (عقل التصميم) يحتاج الى زمن ايضا ... تلك هي فقط عند البشر ولكن الذي صمم الكون (يقول للشيء كن فيكون) حتى في مراصدنا لمصمم البناية فهو يحتاج الزمن عند تصميم واحد فقط فلو أن المنفذين نفذوا مئات البنايات لخارطة تصميمية واحدة فان المصمم لن يحتاج للزمن لأن خرائطه معدة (مأرشفة) في وعاء عقلاني ولا تحتاج الى زمن تصميمي كما هي (نشأة التكوين الاولى) ...
قارورة الزمن (الساعة) هي حاكمية الخالق في الخلق ولا تتوقف في مرسى (مرساها) ولا يعلم توقفها أحد الا الله وهو (مرسى الساعة) والمرسى في فطرة اللسان هو (التوقف بعد حركة) وذلك يحصل في مراسي السفن وفي المرسى تتوقف بعد حركة رحلتها في البحار و (إيان) ظرف زمان ومكان ولا يعلمه الا الله ... ومرسى الساعة هو انفصال تكوينة الزمن عن الخلق (توقف السعي) .. فيكون يوم القيامة (الميعاد)
علم من أمثال الله والله يدل عليه ... يولد من قرءان ... والناس عنه معرضون
(قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)
وهي ذكرى فمن شاء ذكر
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:55)
الحاج عبود الخالدي
تعليق