الوسواس الشيطاني
من أجل رفع الضبابية عن الصفات الشيطانية
(2)
الوس الشيطاني
(فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا ءأدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى) (طـه:120)
الوس الشيطاني
(فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا ءأدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى) (طـه:120)
من النص الشريف تقوم ذكرى ان وسوسة الشيطان تصاحب الأءدمي في بديء منظومة الخلق الأءدمية فما هي الوسوسة واين تكون الصفة الشيطانية في الاءدمي نفسه او في غيره خصوصا ان الأدمي منذ صغره لا يمتلك مساحة معرفية تعرفه بمحيطه وبيئته ... ننصح بمراجعة ادراجنا ءأدم في رحم أمه
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) (قّ:16)
في النص الشريف تأكيد يحمله الخطاب القرءاني يبين ان الوسوسة لصيقة في نظم الخلق للانسان وهي تحصل من النفس التي يحملها الانسان بصفته وحدة خلق خلقها الله ومن تلك البينة تقوم راشدة عقلية تفيد ان صفة الشيطنة تكون في النفس الانسانية نفسها وهي جزء من فاعلية النفس البشرية وهي التي تظهر مع الأءدمي في نشأة الخلق وظهور تفاعلياته العقلانية ... من هذه الماسكة القائمة من تذكرة قرءانية نستطيع ان نحلل البيان القرءاني بموجب تبصرة عقلية تصاحب النص فنرى :
لا بد لفاعلية العقل ان تسبق أي فاعلية نشاط مادي حتى في شربة ماء ... لا يمكن ان يقوم اي تصرف مادي انساني الا وان يكون العقل هو الاسبق في الفاعلية ومن فاعلية العقل يترشد التصرف المادي ... تلك راشدة من فطرة عقل تجريبي يحملها كل انسان ويعي مضامينها والا لن يكون للتصرف المادي وجود ما لم يسبقه التفعيل العقلي ... وهنا نمسك بالوسواس الذي يوسوس في النفس البشرية وهو يقع حصرا في الفاعلية العقلانية التي تسبق النشاط المادي ويظهر بوضوح بالغ ان النشاط العقلاني في (النفس) الذي يتصف بصفة الترشيد لفاعليات مادية تتصف بالصفة الشيطانية انما هو (وس عقلاني) يسبق الفعل الشيطاني النافذ ماديا
وسواس ... لفظ يدل في مقاصد العقل بموجب علم الحرف القرءاني (غلبة رابط يفعل غلبة ربط) وعندما نطبق تلك المقاصد العقلية لذلك اللفظ سنجد ان تلك المقاصد تنطبق على القائم للصلاة (مثلا) فالقائم للصلاة يتفعل في عقله (غلبة رابط) وهو وجوب الصلاة في ضرورة قيامها ... تلك الغلبة تؤدي الى تفعيل غلبة اخرى وهي (القيام للصلاة) وهي لتفعيل رابط الصلاة نفسها بفعلها المادي ... فيكون الوسواس هو فعل عقلاني يقيم في العقل (غلبة) وهي ان تكون (ضرورة) او (حاجة مطلوبة) وتلك الغلبة الرابطة انما تقوم بدفع حامل العقل لتفعيل الرابط المادي التفعيلي .... اذا كانت غلبة الرابط العقلي في غلبة نشاط متصف بصفات شيطانية فهو (وسواس شيطاني) وان كانت غلبة الرابط في تفعيل رابط رحماني كان وسواس نفسي ايجابي ونقرأ
(مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ) (الناس:4)
(الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) (الناس:5)
فالناس جميعا يحملون فاعلية الوسواس وفي تلك الفاعلية (شر) عندما يصدر الناس قرارا بتفعيل الوس العقلي الذي يحمل الصفة الشيطانية (صدور الناس) فيكون التعوذ بالله من ذلك الشر امر تكليفي يؤكده الخطاب الرسالي ولعلنا نحتاج الى فهم التعوذ بالله وقد اشرنا له في ادراج سابق (نزغ الشيطان) واوجزنا فيه ان التعوذ بالله يعني تفعيل نظم الخلق في أي ناشطة تتحصل بين يدي العبد فالتعوذ بالله من شر الوسواس الخناس يعني ان تكون الناشطة التي يفكر الانسان بها في عقله منضبطة مع فاعلية نظم الخلق والا ستكون شيطنة ذات شر ... ونقرأ
(أَمْ لِلإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى) (لنجم:24)
ففي امنية الانسان فاعلية عقل (وس) فان كانت الأمنية شيطانية الصفة فان الشر سيصاحب تطبيقها المادي وان كانت الامنية غير شيطانية الصفة فان الخير سيصاحب تفعيلها المادي
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (الحج:52)
وهنا امنية يتمناها الانسان عموما وهي من امهات الايات في نظم الخلق الا ان الله يحمي الانبياء والرسل من ان تكون امانيهم من صفات شيطانية فينسخها الله مع محكم اياته فتكون ناشطاتهم في امنياتهم متطابقة مع نظم الخلق وهنا لن تكون مفاهيمنا للفظ (النسخ) يعني الالغاء بل يعني دمجها مع ايات الله فتذهب عنها الصفة المقدوحة في الشيطنة والتي تحمل الشر وتلك الراشدة ليست من بنات افكار كاتب السطور بل من ءايات تتلى حق تلاوتها
(وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ) (الانبياء:82)
نرى في المثل الشريف لسليمان عليه السلام (شياطين) يغوصون لسليمان ويعملون له عملا دون ذلك والله حافظا لهم لان انشطتهم تم نسخها دمجا مع محكم ايات الله الفعالة مع منظومة الخلق في عملية حفظ الهي يوضحها النص الشريف في بيان مبين
الوسواس الشيطاني فيه شر لمفعله والله غني حميد اذا ان الله انما ينذر عباده ليحميهم من غائلة الاستخدام السيء لنظم الخلق كما نرى في يومياتنا المعاصرة حين يقوم صنـّاع الاجهزة الحديثة بطبع (كتاب) يبين نظم الاستخدام الامثل وطرق تجنب الاستخدام السيء لمنظومة عمل الجهاز وذلك الكتاب نسمية في زماننا (كاتولوك) يخطه المصمم والمنفذ للجهاز التقني ومن ذلك الفهم نفهم ان (الله اكبر) من مصنعي زماننا فالله قد وضع كتابا واسع البيان يحذر البشرية من الاستخدام السيء لنظم الخلق ويبدأ من حيث يبدأ نفاذ نظم الخلق في نفس الانسان عندما يبدأ بالتفكير في الناشطة والشر الذي يصاحب تلك الفاعلية (توسوس له نفسه) ليكون الانسان مؤمن عليه من قبل المنظومة الالهية بشكل لا يحمل الشر (الضرر) ومن تلك الفاعلية يطالب الله عباده الذين يريدون تأمين نشاطهم بمنظومة الله ان يقوموا بالـ (تعوذ) من الشيطنة في ما ينشطون فيكون لزاما عليهم ان ينظبطوا في تطبيق ايات الله ومنظومة الخلق في انشطتهم فيقوم التعوذ وينتفي الضرر وتنغلق نافذة الشر
تلك المراشد التدبرية في نصوص القرءان تدفع العقل الحامل للقرءان ان يقوم بتعيير كل ناشطة تطبيقية في زمننا المعاصر والتعيير يجب ان يقوم في كل جهاز تقني وفي كل ناشطة معاصرة غير مرتبطة بالنظم الطبيعية ليعيد ربطها بالطبيعة التي فطرها فاطر السماوات والارض ليأمن شرها ويؤمن نشاطه في نظم الخلق التي تحمل الخير ولا تحمل الشر وعندما يجد حامل القرءان ان جهازا ما او نشاطا لا يمكن ربطه بنظم الخلق الطبيعية فيكون هجره اولى من استخدامه للحفاظ على التأمين الالهي في فاعلية نظم الخلق في جسد الانسان او في حاجاته من محيطه الدنيوي .
وسواس الشياطين ملأ حياتنا المعاصرة وعلى حملة القرءان ان يلتصقوا بقرءانهم اكثر من اجيال ما قبل العلم وان يتحرروا من وسيلة الاباء مع قرءانهم بسبب اتساع حجم الشيطنة (الخارجات على سنن الخلق) المتكاثرة في الزمن الحضاري لكي يحصل حملة القرءان على بطاقة نصر اسلامية فينتصروا على دولة الكفر القائمة اليوم نصرا مؤكد مؤزرا بمنظومة التكوين وينتهي عصر الهيمنة الكافرة على المسلمين ويتخلصوا من شياطين الانس وما افرغوه من وسواس شرير في تطبيقات معاصرة تنذر بكارثة متحققة قد حلت في المجتمعات البشرية في امراض عصرية واختناقات بيئية تتصاعد يوما بعد يوم بشكل طردي مع توسع التطبيقات الحضارية واجهزتها المتكاثرة
1 ـ (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) (الناس:1)
2 ـ (مَلِكِ النَّاسِ) (الناس:2)
3 ـ (إِلَهِ النَّاسِ) (الناس:3)
4 ـ (مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ) (الناس:4)
5 ـ (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) (الناس:5)
6 ـ (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) (الناس:6)
1 ـ رب الناس في زماننا هي حضارة معاصرة بكل نظمها واجهزتها فللحضارة ربوبية واضحة على الناس
2 ـ انه وسواس تملك نفوس الناس في حضارة متألقة فرضت نفسها وتسلطنت على انشطة الناس (ملك الناس) فهي قد ملكت الناس ملكا تطبيقيا
3 ـ إله الناس في زمننا هي الآلات المنتشرة في آلة نقل وألة تدور بالكهرباء ولكل ناشطة في زمننا (آلة) هي (إله) يقدم للانسان ما يريد
4 ـ شر الوسواس الشيطاني الصفة فهو (خناس) لانه (خانس) تحت بهرج حضاري وزخرف ارضي براق وكل شيء يمتلك قوة جذب لرغبات الناس
5 ـ هو وسواس (عقلي) مزخرف عند الناس في بهرج حضاري ادى الى ان يقوم الناس بـ (اصدار) قراراتهم باحتظانه وتفعيله فصدور الناس في مصدرية قراراتهم من الوسواس الخانس تحت زخرف حضاري براق
6 ـ الجنة هي تلك الاجهزة التي يحركها الجن فلو كان للجن صفة يعرفها البشر فان اجهزة العصر هي (جن) بمعناه في مقاصد العقل ولو استطاع انسان اليوم ان يرحل الى الماضي باي جهاز تقني وعرضه على بشر قبل الحضارة وسألهم ما هذا لقالوا (جن) فكل جهاز كهربائي هو كـ (الجنين) له مربط مع (مولد كهرباء) ورغم ان ما نسطره لا يعني اننا نرصد مخلوق الجن بل هو (جنة) أي (حاوية جن) وهي صفة مخلوق الجن الا انه ليس مخلوق الجان ... فالجنة والناس فيها شر مستطير من وسواس وسوس في ما صدر من الناس (صدور الناس) من قرار باستخدام تلك الاجهزة التي تحمل شرا كبيرا للبشرية ... لو لم يصدر الناس قرار بحيازة الاجهزة الكهربائية لما كان لها ضرر عام شامل شمل كل بقاع الارض ..!!
المسلمون مرشحون لاخراج البشرية من السوء المحدق بالبشرية جميعا واذا اراد المسلمين ان يعود مجدهم فهو لن يعود بسلطنة واقاليم ترفع راية الاسلام كما كان العهد القديم بل يجب ان ترفع راية الاسلام في تطبيقات تعيد البشرية الى نظم الخلق ومعالجة الشر المستطير من تطبيقات حضارية تضر باهلها وتنبيء بكارثة آتية ... الناس اليوم يعلمون ان صنـّاع الحضارة عاجزون عن انقاذ البشرية وان الانشطة التي تدعي انها تستطيع تقويم الضرر في سرطان او زايهايمر او احتباس حراري قد فشلت بصفة مطلقة فالسرطان لا يزال يهدد الناس والاحتباس الحراري بدأ يقض مضاجع الناس ولا حلول .. ولا حلول الا حين يقوم المسلمون بقرءانهم لانقاذ انفسهم فيكونوا اسيادا على البشر وعلى العلم المعاصر ايضا ..!!
لم تكن تلك المعالجة نشاطا تفسيريا بل تبصرة في نص تم تطبيقه على يومنا ويومنا لا يشبه الامس وهو لن يشبه الغد ففي كل زمن يكون للنص القرءاني حضورا يعالج يوم قرائته وله حملة يحملون القرءان ولهم حاجات تخصهم كما لنا اليوم حاجات خصنا وتخص زمننا دون غيره ولن يكون لهذه السطور صفة كالتفسير فالتفسير يمتلك ثابتا لا يتحرك عبر الزمن
تلك هي سطور تذكيرية تذكر حامل القرءان في زمن معاصر
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:55)
في النص الشريف تأكيد يحمله الخطاب القرءاني يبين ان الوسوسة لصيقة في نظم الخلق للانسان وهي تحصل من النفس التي يحملها الانسان بصفته وحدة خلق خلقها الله ومن تلك البينة تقوم راشدة عقلية تفيد ان صفة الشيطنة تكون في النفس الانسانية نفسها وهي جزء من فاعلية النفس البشرية وهي التي تظهر مع الأءدمي في نشأة الخلق وظهور تفاعلياته العقلانية ... من هذه الماسكة القائمة من تذكرة قرءانية نستطيع ان نحلل البيان القرءاني بموجب تبصرة عقلية تصاحب النص فنرى :
لا بد لفاعلية العقل ان تسبق أي فاعلية نشاط مادي حتى في شربة ماء ... لا يمكن ان يقوم اي تصرف مادي انساني الا وان يكون العقل هو الاسبق في الفاعلية ومن فاعلية العقل يترشد التصرف المادي ... تلك راشدة من فطرة عقل تجريبي يحملها كل انسان ويعي مضامينها والا لن يكون للتصرف المادي وجود ما لم يسبقه التفعيل العقلي ... وهنا نمسك بالوسواس الذي يوسوس في النفس البشرية وهو يقع حصرا في الفاعلية العقلانية التي تسبق النشاط المادي ويظهر بوضوح بالغ ان النشاط العقلاني في (النفس) الذي يتصف بصفة الترشيد لفاعليات مادية تتصف بالصفة الشيطانية انما هو (وس عقلاني) يسبق الفعل الشيطاني النافذ ماديا
وسواس ... لفظ يدل في مقاصد العقل بموجب علم الحرف القرءاني (غلبة رابط يفعل غلبة ربط) وعندما نطبق تلك المقاصد العقلية لذلك اللفظ سنجد ان تلك المقاصد تنطبق على القائم للصلاة (مثلا) فالقائم للصلاة يتفعل في عقله (غلبة رابط) وهو وجوب الصلاة في ضرورة قيامها ... تلك الغلبة تؤدي الى تفعيل غلبة اخرى وهي (القيام للصلاة) وهي لتفعيل رابط الصلاة نفسها بفعلها المادي ... فيكون الوسواس هو فعل عقلاني يقيم في العقل (غلبة) وهي ان تكون (ضرورة) او (حاجة مطلوبة) وتلك الغلبة الرابطة انما تقوم بدفع حامل العقل لتفعيل الرابط المادي التفعيلي .... اذا كانت غلبة الرابط العقلي في غلبة نشاط متصف بصفات شيطانية فهو (وسواس شيطاني) وان كانت غلبة الرابط في تفعيل رابط رحماني كان وسواس نفسي ايجابي ونقرأ
(مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ) (الناس:4)
(الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) (الناس:5)
فالناس جميعا يحملون فاعلية الوسواس وفي تلك الفاعلية (شر) عندما يصدر الناس قرارا بتفعيل الوس العقلي الذي يحمل الصفة الشيطانية (صدور الناس) فيكون التعوذ بالله من ذلك الشر امر تكليفي يؤكده الخطاب الرسالي ولعلنا نحتاج الى فهم التعوذ بالله وقد اشرنا له في ادراج سابق (نزغ الشيطان) واوجزنا فيه ان التعوذ بالله يعني تفعيل نظم الخلق في أي ناشطة تتحصل بين يدي العبد فالتعوذ بالله من شر الوسواس الخناس يعني ان تكون الناشطة التي يفكر الانسان بها في عقله منضبطة مع فاعلية نظم الخلق والا ستكون شيطنة ذات شر ... ونقرأ
(أَمْ لِلإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى) (لنجم:24)
ففي امنية الانسان فاعلية عقل (وس) فان كانت الأمنية شيطانية الصفة فان الشر سيصاحب تطبيقها المادي وان كانت الامنية غير شيطانية الصفة فان الخير سيصاحب تفعيلها المادي
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (الحج:52)
وهنا امنية يتمناها الانسان عموما وهي من امهات الايات في نظم الخلق الا ان الله يحمي الانبياء والرسل من ان تكون امانيهم من صفات شيطانية فينسخها الله مع محكم اياته فتكون ناشطاتهم في امنياتهم متطابقة مع نظم الخلق وهنا لن تكون مفاهيمنا للفظ (النسخ) يعني الالغاء بل يعني دمجها مع ايات الله فتذهب عنها الصفة المقدوحة في الشيطنة والتي تحمل الشر وتلك الراشدة ليست من بنات افكار كاتب السطور بل من ءايات تتلى حق تلاوتها
(وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ) (الانبياء:82)
نرى في المثل الشريف لسليمان عليه السلام (شياطين) يغوصون لسليمان ويعملون له عملا دون ذلك والله حافظا لهم لان انشطتهم تم نسخها دمجا مع محكم ايات الله الفعالة مع منظومة الخلق في عملية حفظ الهي يوضحها النص الشريف في بيان مبين
الوسواس الشيطاني فيه شر لمفعله والله غني حميد اذا ان الله انما ينذر عباده ليحميهم من غائلة الاستخدام السيء لنظم الخلق كما نرى في يومياتنا المعاصرة حين يقوم صنـّاع الاجهزة الحديثة بطبع (كتاب) يبين نظم الاستخدام الامثل وطرق تجنب الاستخدام السيء لمنظومة عمل الجهاز وذلك الكتاب نسمية في زماننا (كاتولوك) يخطه المصمم والمنفذ للجهاز التقني ومن ذلك الفهم نفهم ان (الله اكبر) من مصنعي زماننا فالله قد وضع كتابا واسع البيان يحذر البشرية من الاستخدام السيء لنظم الخلق ويبدأ من حيث يبدأ نفاذ نظم الخلق في نفس الانسان عندما يبدأ بالتفكير في الناشطة والشر الذي يصاحب تلك الفاعلية (توسوس له نفسه) ليكون الانسان مؤمن عليه من قبل المنظومة الالهية بشكل لا يحمل الشر (الضرر) ومن تلك الفاعلية يطالب الله عباده الذين يريدون تأمين نشاطهم بمنظومة الله ان يقوموا بالـ (تعوذ) من الشيطنة في ما ينشطون فيكون لزاما عليهم ان ينظبطوا في تطبيق ايات الله ومنظومة الخلق في انشطتهم فيقوم التعوذ وينتفي الضرر وتنغلق نافذة الشر
تلك المراشد التدبرية في نصوص القرءان تدفع العقل الحامل للقرءان ان يقوم بتعيير كل ناشطة تطبيقية في زمننا المعاصر والتعيير يجب ان يقوم في كل جهاز تقني وفي كل ناشطة معاصرة غير مرتبطة بالنظم الطبيعية ليعيد ربطها بالطبيعة التي فطرها فاطر السماوات والارض ليأمن شرها ويؤمن نشاطه في نظم الخلق التي تحمل الخير ولا تحمل الشر وعندما يجد حامل القرءان ان جهازا ما او نشاطا لا يمكن ربطه بنظم الخلق الطبيعية فيكون هجره اولى من استخدامه للحفاظ على التأمين الالهي في فاعلية نظم الخلق في جسد الانسان او في حاجاته من محيطه الدنيوي .
وسواس الشياطين ملأ حياتنا المعاصرة وعلى حملة القرءان ان يلتصقوا بقرءانهم اكثر من اجيال ما قبل العلم وان يتحرروا من وسيلة الاباء مع قرءانهم بسبب اتساع حجم الشيطنة (الخارجات على سنن الخلق) المتكاثرة في الزمن الحضاري لكي يحصل حملة القرءان على بطاقة نصر اسلامية فينتصروا على دولة الكفر القائمة اليوم نصرا مؤكد مؤزرا بمنظومة التكوين وينتهي عصر الهيمنة الكافرة على المسلمين ويتخلصوا من شياطين الانس وما افرغوه من وسواس شرير في تطبيقات معاصرة تنذر بكارثة متحققة قد حلت في المجتمعات البشرية في امراض عصرية واختناقات بيئية تتصاعد يوما بعد يوم بشكل طردي مع توسع التطبيقات الحضارية واجهزتها المتكاثرة
1 ـ (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) (الناس:1)
2 ـ (مَلِكِ النَّاسِ) (الناس:2)
3 ـ (إِلَهِ النَّاسِ) (الناس:3)
4 ـ (مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ) (الناس:4)
5 ـ (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) (الناس:5)
6 ـ (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) (الناس:6)
1 ـ رب الناس في زماننا هي حضارة معاصرة بكل نظمها واجهزتها فللحضارة ربوبية واضحة على الناس
2 ـ انه وسواس تملك نفوس الناس في حضارة متألقة فرضت نفسها وتسلطنت على انشطة الناس (ملك الناس) فهي قد ملكت الناس ملكا تطبيقيا
3 ـ إله الناس في زمننا هي الآلات المنتشرة في آلة نقل وألة تدور بالكهرباء ولكل ناشطة في زمننا (آلة) هي (إله) يقدم للانسان ما يريد
4 ـ شر الوسواس الشيطاني الصفة فهو (خناس) لانه (خانس) تحت بهرج حضاري وزخرف ارضي براق وكل شيء يمتلك قوة جذب لرغبات الناس
5 ـ هو وسواس (عقلي) مزخرف عند الناس في بهرج حضاري ادى الى ان يقوم الناس بـ (اصدار) قراراتهم باحتظانه وتفعيله فصدور الناس في مصدرية قراراتهم من الوسواس الخانس تحت زخرف حضاري براق
6 ـ الجنة هي تلك الاجهزة التي يحركها الجن فلو كان للجن صفة يعرفها البشر فان اجهزة العصر هي (جن) بمعناه في مقاصد العقل ولو استطاع انسان اليوم ان يرحل الى الماضي باي جهاز تقني وعرضه على بشر قبل الحضارة وسألهم ما هذا لقالوا (جن) فكل جهاز كهربائي هو كـ (الجنين) له مربط مع (مولد كهرباء) ورغم ان ما نسطره لا يعني اننا نرصد مخلوق الجن بل هو (جنة) أي (حاوية جن) وهي صفة مخلوق الجن الا انه ليس مخلوق الجان ... فالجنة والناس فيها شر مستطير من وسواس وسوس في ما صدر من الناس (صدور الناس) من قرار باستخدام تلك الاجهزة التي تحمل شرا كبيرا للبشرية ... لو لم يصدر الناس قرار بحيازة الاجهزة الكهربائية لما كان لها ضرر عام شامل شمل كل بقاع الارض ..!!
المسلمون مرشحون لاخراج البشرية من السوء المحدق بالبشرية جميعا واذا اراد المسلمين ان يعود مجدهم فهو لن يعود بسلطنة واقاليم ترفع راية الاسلام كما كان العهد القديم بل يجب ان ترفع راية الاسلام في تطبيقات تعيد البشرية الى نظم الخلق ومعالجة الشر المستطير من تطبيقات حضارية تضر باهلها وتنبيء بكارثة آتية ... الناس اليوم يعلمون ان صنـّاع الحضارة عاجزون عن انقاذ البشرية وان الانشطة التي تدعي انها تستطيع تقويم الضرر في سرطان او زايهايمر او احتباس حراري قد فشلت بصفة مطلقة فالسرطان لا يزال يهدد الناس والاحتباس الحراري بدأ يقض مضاجع الناس ولا حلول .. ولا حلول الا حين يقوم المسلمون بقرءانهم لانقاذ انفسهم فيكونوا اسيادا على البشر وعلى العلم المعاصر ايضا ..!!
لم تكن تلك المعالجة نشاطا تفسيريا بل تبصرة في نص تم تطبيقه على يومنا ويومنا لا يشبه الامس وهو لن يشبه الغد ففي كل زمن يكون للنص القرءاني حضورا يعالج يوم قرائته وله حملة يحملون القرءان ولهم حاجات تخصهم كما لنا اليوم حاجات خصنا وتخص زمننا دون غيره ولن يكون لهذه السطور صفة كالتفسير فالتفسير يمتلك ثابتا لا يتحرك عبر الزمن
تلك هي سطور تذكيرية تذكر حامل القرءان في زمن معاصر
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:55)
الحاج عبود الخالدي
تعليق