بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرائنا الأكارم من بين قرائاتنا المتعددة أخترنا لحضراتكم هذا المقال لكاتبه د.معتز الصباح..من واقع حياته ؟؟ لما رأينا من أهمية تعميمه .. عسى ولعل أن يكون فيه مايفيد الخلق أجمع..وبما يرضي خالقنا الواحد الأحد..
ربي وربكم ورب العالمين أجمع
ربي وربكم ورب العالمين أجمع
هل يمكن لأمتنا ان تنهض؟؟!!
قصة حقيقية موجهة لجميع العراقيين
كتابات - د.معتز الصباح
منذ نعومه اظفاري كنت اسمع والدي (ادام الله ظله علينا) يردد عبارة ( عيش وشوف ازرع قطن يطلع صوف)!! كنت لا أعرف معناها لكن قافيتها عجبتني فكنت ارددها دائما عسى ان افهمها عند الكبر وكان هذا في ثمانينيات القرن الماضى .
مضت الأيام ودخلت مرحلة الشباب وبدأت أفكر في حال الامة وبالأخص مجتمعنا العراقي فرأيت دكتاتورا تصفق له الجماهير بمناسبة وبغير مناسبة مع انه أذل القوم وسفك دمائهم صحيح ان هناك من يجبر في مناسبة ما ان يمجد الدكتاتور ويصفق له لكون حياته تصبح على المحك ولكن وجدت أناس يمجدوه ويصفقوا له دون مناسبة ويسفكون دماء من اجل ارضاءه ويصعدون على اكتاف الخيرين وعلى جثث الأبرياء
فصعدت الى العلا الدنيوي اراذل وطمر اخيار.
فصعدت الى العلا الدنيوي اراذل وطمر اخيار.
بدأت ارى في اواخر التسعينات العجب العجاب من سلوكيات ابناء هذا المجتمع اناس تسعى الى الصعود بأي ثمن دون استحقاق ويجرفون الخيرين في طريقهم ويقتلون طموحات اخرين وشبان خيرين.
طفا الى السطح الكثير من الانتهازيين واصبحوا قادة وشرد الألاف من الكفاءات ودارت الامور بهذه الامة من سئ الى اسوأ.
طفا الى السطح الكثير من الانتهازيين واصبحوا قادة وشرد الألاف من الكفاءات ودارت الامور بهذه الامة من سئ الى اسوأ.
بدأ الانترنت يصلنا في 2002 وبدأت اطلع على احوال الامم وبالاخص الغربية ووجدت انهم يتقدمون بنفس السرعة التي نتراجع بها وانا اتسأل
نحن أمة فضلها الله على بقية الأمم ونحن خير أمة أخرجت للناس فنحن أهل الدين ومنبع النبوة والامم الغربية ليست كذلك . اذن ما هذا التناقض؟
المهم اصبحت طبيبا وبلغ عمري 33 سنه وتغير النظام وسقط الدكتاتور وذهب الظلم واخذتني الغبطة وقلت في نفسي لدينا الفرصة لنلحق بالأمم فثرواتنا اصبحت لنا وجاء من يعدل كفة الميزان .
الى ان صادفتني انا شخصيا هذه التجربة..............!
جائتني دعوة لحضور مؤتمرا طبيا في ايطاليا وفرنسا وكانت فرصة عظيمة لشاب طموح مثلي ان اطلع على ما وصلت له الامم ونقل تلك الخبرة الى زملائى ومؤسساتنا الصحية التي تحتضر والتي تمارس بعضها ممارسات ليس لها علاقة بالطب اصلا!!!
اخذت موافقة رئيس القسم وعميد الكلية التي اعمل معيدا بها وذهبت الى رئاسة الجامعة لكي احصل على دعم مالي حسب توجيهات الوزارة التي شجعت المشاركة بتلك النشاطات الثقافية في اوربا ووافق رئيس الجامعة ومسؤول القسم المالي على هذا التخصيص بعد شهرين من البيروقراطية والتأخير !! ذهبت بعدها الى قسم البعثات والعلاقات الثقافيه لطبع الكتاب عند السيد............... رئيس القسم فدخلت الى مكتب ( معاليه ) فوجدت رجلا بلغ من العمر عتيا واصفرت اسنانه وازرقت شفتاه من النيكوتين فسلمته الكتاب وقرأه وقال:
انته بعدك صغير على هيج مشاركات اذا انته بهلعمر تسافر لأوربا.. شخليت للكبار!!!
فاستغربت كثيرا من رده وعذره فقلت له انا مسؤول ردهة الانعاش الوحيدة في المحافظة والجمعية الاوربية قد اختارتني للمشاركة والمسؤولين الكبار في هذه المؤسسة قد وافقوا على تخصيص دعم مالي لانجاح المشاركة في هذه المؤتمر وكنت اول السباقين في هذا المجال . فأخذ الكتاب وذهب الى رئيس الجامعة وغير هامشه ليلغي امر ايفادي وقال.. البكلوريوس يحضرون ورشا تدريبية وليس مؤتمرات!
بعدها بشهر جائتني دعوة من جامعة كوبنهاكن الدنماركية لحضور ورشة عمل في امراض القلب واخذا الموافقات الاصولية وذهبت الى نفس العبقري وكان هذا في صيف 2008 فقال معاليه انني يجب ان اعرض الموضوع على مجلس الكلية وهو يعلم اننا في عطلة صيفية وان المجلس لن يجتمع من اجلي !! ثم قال بعد موافقة مجلس الكلية يجب عرضها على مجلس الجامعة وهو يعلم ان رئيس المجلس خارج العراق ولن يعود قبل ايلول 2008 وكان تدريبي سيبدأ بعد اسبوعين فقط من تقديم طلبي وان تاشيره الدخول تحتاج الى اسبوعين في الاقل.
هذا هو الجانب الاسود من القصة لكن اسمعوا الجانب الابيض....
اتصلت بمسؤول التدريب وكان بروفسورا دنماركيا لم اتصل به من قبل قط فاخبرته ان حضور التدريب على نفقتي سيكلفني مبلغا طائلا لا استطيع الوفاء به فاخبرني ان امنحه فرصه ليبحث كيف يمكنه مساعدتي!!
اتصل بي بعد يومين وقال لي ان احد المشاركين قد انسحب وفاض بعض المال لديهم فحوله لي ليدفع رسوم الاقامه واجور المشاركه في التدريب لي !! فسألت نفسي لماذا لم يضع الاستاذ الدنماركي ما فاض من المال في جيبه ؟؟ الا يعرف كيف يضع اسما وهميا و( يلغف ) ما بقي من المال كما يحصل في ( ولاية فرهود!!)
بعده بيوم اتصل بي وقال انسحب شاب اخر وفاض مال اخر!! سادفع لك اجور الطيران كذلك لمساعدتك في الحضور! عجيب قلت في نفسي لماذا يسلك ذلك الدنماركي مثل هذا السلوك معي
وانا لست من بلده ولا من دينه ولا من سنه ولا من مرتبته العلمية؟؟
وانا لست من بلده ولا من دينه ولا من سنه ولا من مرتبته العلمية؟؟
ذهبت الى السفاره الدنماركية وقدمت طلبا للحصول على تاشيره دخول واجابني القنصل ان نسبه الموافقه هي 1% فقط !!
لماذا ؟ عرفت بسرعة .. عادي اني عراقي! اتصلت بالرجل الطيب واخبرته ان هناك مشكله في السفاره فقال انا ساتكفل بالامر!
اتصل الرجل بوزراه الخارجية الدنماركية وكفلني هناك واتصل بي وقال ان الفيزا قد صدرت لي فعلا وعلي الذهاب لاستلامها!! الامر الذي اثار استغراب موظفي السفارة حول سرعة اصدار الفيزا وكيف اني عرفت بأمر اصدارها حتى قبل السيد القنصل نفسه؟!!
استلمت الفيزا يوم الخميس وكان الجمعة عطلة رسمية لم احصل على حجز طيران وعلي الحضور يوم الاحد هناك
فاتصلت بالرجل الطيب وعرضت عليه مشكلتي وقال لي ساحجز لك الكترونيا على الخطوط البريطانية وستصلك تذكره السفر خلال دقائق!!
وفعلا وصلت !! ذهبت الى دمشق وراجعت مكتب الخطوط البريطانية وقالوا لي انني لا يمكنني الطيران لعدم امتلاكي تاشيرة دخول مؤقتة الى لندن حيث ساهبط ( ترانزيت)
كيف احل تلك المصيبة بعد كل هذا العناء لن اتمكن من السفر؟؟!
كيف تعتقدون انى وجدت حلا؟ طبعا اتصلت بالرجل الطيب واخبرته بالمشكلة وقد (اعتذر لي ) لعدم معرفته بتلك المسألة وبعث لي بتذكره الكترونية اخرى على متن الخطوط التركية حيث الامر لن يحتاج الى تاشيرة مؤقتة!!!
طارت بي التركية باتجاه كونبهاكن وانا اكاد لا اصدق ما فعله ذلك البروفسور . لماذا قدم لي هذا العون الفائق وهو لا يعرف عني أي شئ وكنت اقارن دائما موقفه مع موقف ( المسلم ابن بلدي ) مسؤول قسم البعثات والعلاقات الثقافية في جامعتي
في الدنمارك شاهدت قوما اخرين واخلاق اخرى وتوجه اخر يختلف عن ماشاهدته في بلدي اختلافا عظيما..!!
عندما رجعت الى العراق سألني زملائي : ماذا تعلمت؟ اجبتهم :
عرفت ( ليش الله موفقهم ) الان تم الاجابة على تساؤلاتي منذ الصغر لماذا الامم الغربية في عليين وامتنا اسفل سافلين
!!
قصة موجهه الى الجميع
نعيب زماننا والعيب فينا وما في زماننا عيب سوانا
رحم الله نزار قباني عندما قال:
نصنع من اشرافنا انذالا نصنع من اقزامنا ابطالا
نرتجل البطوله ارتجالا تنابلا كسالى
ونشحذ النصر على اعدائنا من عنده تعالى
ارواحنا تشكو من الافلاس
ايامنا محصورة بين الزار والكأس والنعاس
هل نحن خير أمة أخرجت للناس؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شكرا للدكتور معتز على مقاله الرائع وكثر الله من أمثاله وبارك الله في قلمه لما فيه الخير لقرائه
سوران رسول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شكرا للدكتور معتز على مقاله الرائع وكثر الله من أمثاله وبارك الله في قلمه لما فيه الخير لقرائه
سوران رسول
تعليق