غرابيب سود
من أجل علم من قرءان يقرأ
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ) (فاطر:27)
النص الشريف كان محل خلاف واختلاف في مدرسة التفسير ذلك بسبب الاختلاف في فهم الالفاظ فكل فئة لغوية عربية ذهبت باللفظ مذهبها فقيل في لفظ غرابيب انه يعني كثير السواد وقيل فيه في لسان العرب أن غرابيب تعني الحد او الحدود فيكون غراب الفأس يعني حده وغراب البعير يعني حافره ... نؤكد إن الاختلاف التفسيري اعتمد اللفظ القرءاني بصفته لفظ من مبتكرات العرب الكلامية فيكون من المحتوم في الفكر التقليدي ضرورة الذهاب الى مقاصدهم لفهمه الا ان القرءان يؤكد إن الفاظه بنيت بواصفة اخرى (لسان عربي مبين) ولما كان المسلمون يتصورون ان اللسان العربي المبين هو في لسان قبائل العرب فاصبحت الاستخدمات العربية لأي لفظ بصفتها دستور للفظ القرءاني فضاعت مقاصد الله في اللفظ وظهرت مقاصد العرب المختلفة فقام الاختلاف ...
غرابيب ... هي بناء لفظ (غرب) وهو قابض متنحي للوسيله (علم الحرف القرءاني) ومنها (غروب) و (مغرب) وهي الفاظ تستخدم كثيرا في غروب الشمس ومغربها وعندما نعالج غروب الشمس نجد ان هنلك فاعلية تنحت منها (قبضت) وفاعليتها المقبوضة تلك هي (وسيله) وعندما نرى مقاصدنا في غروب الشمس سنجد اشعة الشمس قد قبضت وسيلتها بسبب دوران الارض ...
غرب .. غراب .. غرابي ... غرابيب ... مثلها في البناء العربي (زمر .. زمار ... زمامير ... زهر .. زهار ... زهاهير ) ومثل هذه الالفاظ نادرة في الاستخدام العربي ذلك لانها تعتمد على نظام غير مستخدم كثيرا بين الناس ولكنه مؤكد في الخطاب القرءاني وهو (جمع الصفه) وليس جمع الاسم الذي فيه الصفه الغالبه فتكون غرابيب هي جمع صفة الغرب وليس جمع اسم الصفة الغالبة للغراب فالزمامير (مثلا) هو جمع لصوت الزمارة وليس جمع لآلة التزمير مثلها الزهاهير فهي جمع لصفة التزهر وليس جمع اسم الزهرة وتظهر تلك العقدة واضحة في صفة الاسم الشريف (الله) حيت اعتبره العرب هو اسم لله فقالوا (الله) هو اسم للخالق بل هو جامعية صفات الخالق وعندما تصوروه (اسم) اخطأوا كثيرا فيه فقد نقل عن سيباويه انه حلل الاسم فقال اصله (لاه) اضيف له الف لام التعريف فاصبح (الله) وقد اخطأ كثيرا ...!!
غرابيب هو جمع صفة فاعلية الغراب في حيز فاصبح (غرابيب) وهي مجموعة من الغاربات فاجتمعت صفتها في غرابيب ... فما هي الغاربات ... ؟؟؟ عندما نقول لاحدهم (أغرب عن وجهي) فذلك يعني ان تفعل فعلا ينحي الشخص عن من أمره فان فعل فاصبح (غراب) مثل ذلك عندما تقول لفلان (ارسم صورتي) فان رسمها صار (رسام) وهي عينها عندما تقول له اغرب فيغرب فيكون غراب الصفة وليس غراب الاسم ... وان قال لهم (أغربوا) فعندما يغربون يكونون (غرابيب) وهي جامعة صفة المغتربات...
جبل .. كما روجنا له في ادراجات سابقة هو (كثير مترابط متراكم) وهي صفة في الجبل الذي نعرفه جغرافيا الا ان تأويل المقاصد (اولياتها) تعني عدم تخصصية اللفظ بالجبل الذي نعرفه فقط بل سيكون الرصد للجبل في الخلق اجمالا ويكون الجبل الذي نعرفه هو واحد من تلك الموصوفات وليس الاوحد وفي ترجمة علم الحرف القراءني الجبل هو (ناقلية سريان احتواء قابض) وعندما نريد ان نربط النص القرءاني بيومياتنا فان (دائرة الرنين) هي عينها تندرج تحت لفظ (جبل) فتلك الدائرة الترددية هي جبل من (كثير مترابط متراكم) وهي (ناقلية سريان احتواء قبض) ... ففي المختبر مثلا عندما نطرق شوكة ذات تردد معروف لتهتز وتصدر طنين فان كافة الشوكات التي تحمل نفس التردد تهتز وتظهر طنين مماثل للشوكة المختبرية التي تم تفعيل ترددها فهي دائرة رنين (جبلت) على تردد محدد ...
جبال الرنين كثيرة ليس في الوصف الموجي اللاسلكي الذي نعرفه فقط فهو مفصل من مفاصل الخلق التكويني في العالم المادي ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ماء ... وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا) وهنا تقوم الرؤيا المادية في المستويات العقلانية الاربع في المادة والخلية والعضو والكائن الحي وكلها تخضع لدوائر رنين يقول بها العلم المعاصر فهنلك رنين نووي ورنين خلوي ورنين عضوي ورنين جسدي كما نراه في اجساد المخلوقات ذات الفصائل المتنوعة ... جبال مختلف الوانها واللون كما يفصله علم اليوم هو حالة موجية وقد استطاع العلم الحديث ان يقرأ طول تلك الموجات اللونية في الافلام السينمائية القديمة ذات اللون الاسود والابيض الا انهم استطاعوا مختبريا اعادة تحميض الافلام حسب الوانها يوم صورت وقد اعلن هذا الانجاز العلمي في الاعلام المرئي العلمي بشكل واسع قبل عدة سنين ... اللون هو حالة موجية ترتبط بدائرة رنين في الخلق فالنص انما يبين مفصل تكويني علمي من مفاصل الخلق الاجمالية
جدد ... انقلاب سريان فاعلية السريان لينقلب سريانه (علم الحرف القرءاني) وهو تخريج من المقاصد موجود في مقاصدنا في لفظ (التجديد) حيث يعني التجديد قلب سريان فاعلية السريان وهو عندما نقوم بتجديد المنزل يعني قلب سريان خدماته القديمة لتسري مرة اخرى (من جديد) فهو تجديد ... تلك الجبال (دوائر الرنين) مختلف الونها (حالتها الموجية) بشكل يؤدي الى انقلاب سريانها في حاويتها لينقلب سريانها ايضا فدوائر الرنين جبال جدد (الموجة لا تموت) كما يؤكد العلم تلك الظاهرة وتصطدم وتنعكس وتصطدم وتنعكس وهكذا تستمر حتى قيل عن امكانية تسجيل اصوات السابقين لانها لا تزال موجودة في عجينة الكون (الاثير)
تلك الجبال (الرنين) منها (بيض) وبيض تعني (خروج القابض من حيز الحيازة) ومنها في مقاصدنا في البيضة الخارجة من المبيض ويعقوب عليه السلام (ابيضت عيناه) أي خرج القابض من حيازتها ولم تبصر الاشياء (أعمى) ... فتكون دوائر الرنين (الجبال) منها بيض يعني خارجة من حيازة القبض (لا يمكن قبضها) الا ان النص يؤكد مسكها (الم تر) وهي اشارة الى دوائر رنين العقل والتي لا يمكن الامساك بها الا من خلال علوم الله المثلى المذخورة في القرءان وهي اشارة للعالم اللامادي تكون حيث جباله بيض وفيها (ألم تر) ... ومن تلك الجبال (دوائر الرنين) حمر وهي تمثل العالم المادي ولعل العلم الحديث وضع الحد الاحمر الموجي كحد مرئي والاشعة (تحت الحمراء) غير مرئية فكل مرئي (مادي) يكون في القصد (حمر) وهو في علم الحرف القرءاني (وسيلة فائقة المشغل) واللون الاحمر الذي نعرفه هو اكثر الالوان ادراكا في العقل فيستخدم للدلالة على الخطر دائما لان وسيلته فائقة التشغيل
الغرابيب ... الغاربة التي تغرب من مصدرها وهو ترددها التكويني فاذا كانت الجبال هي دوائر الرنين الموجية فتكون جوهرية الموجة في ترددها (الاهتزاز) وهو الذي يمثل الغاربة عندما تغرب في تكوينة الموجة التي تمثل دائرة الرنين فتكون تلك الغاربات (غرابيب) وهي الترددات ذات سيادة على مجال الدائرة (سود) فالتردد ذا سيادة معروفة علميا عندما تكون دائرة الرنين فالشوكة الصوتية المحددة ذات التردد المحدد عندما تهتز (طنين) فان ترددها يمتلك سيادة مرتبطة على كل شوكة من نفس التردد تكون موجودة في المختبر .. لفظ سود لا يعني اللون الاسود حصرا بل يعني السيادة في مقاصدنا حيث يتمتع اللون الأسود بسيادة على بقية الالوان (الطول الموجي) فيمتصها ولا يعكسها فيكون سيدا عليها ... من ذلك تكون (سود) هو (انقلاب سريان فاعلية الربط ) فالامبراطور (يسود) الرعية فهو يقلب سريان فاعليته يربطها بالرعية فيأمر ويطاع ... مثلها (الغرابيب) فهي (سود) تسود دائرة الرنين فالتردد هو السيد في كل دائرة الرنين وهو تكوينة دائرة الرنين ...
هنلك دعوة قرءانية (الم تر) الى مفصل تكويني في السماء المرئية (العالم المادي) لترى الماء (المشغل التكويني) الذي يرينا المرئيات (فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا) ومن تلك المتراكمات المترابطة الموصوفة (جبال) وهي دوائر رنين منها بيض خارجة من حيازة القبض ومنها حمر ذات فائقية تشغيل مرتبطة بالغرابيب بدلالة حرف الواو (وغرابيب) تمتلك سيادة ...
العلم المعاصر في حافة من حافاته العلمية قال رواده أن كل شيء (حالة موجية) واكثر العلماء وضوحا بحديثه عن ذلك التخريج العلمي هو (ستيفن هوكنغ) الذي وصف كل شيء بالموجية وفي مؤتمر لاهاي في تسعينات القرن الماضي حول فايروس الايدز تحدثت تقارير عن الصفة الموجية لفايروس الايدز ... العلم القرءاني الذي يمثل قراءة خارطة الخلق يصف مفاصل الخلق صفة علمية تقيم اليقين وليس الريب ذلك لان الراسخ في العلم القرءاني يربط المادة العلمية القرءانية بخالقها (يقولون كل من عند ربنا) ولن يكون القول من عند ستيفن او غيره وبالتالي فان صفة اللاريب ستكون مع قاريء القرءان من أجل العلم ...
هذه الاثارة حرجة جدا وقد تكون في غير محلها الا ان الرغبة في بيان الوجه العلمي للقرءان تدفع الى رسم مثل هذه المعالجات ليس كنتاج علمي بل لغرض الغور في المقاصد الشريفة في الوعاء العلمي لتقوم همة البحث في القرءان من اجل العلم فقط دون غيره ..
قراءة خارطة الخلق من خلال بناء القرءان بتكوينته اللفظية (بلسان عربي مبين) تدفع العقل البشري الى التذكرة ومعالجة النصوص بصفتها الراسخة (يقين) لأن العلم لن يقوم الا من خلال اليقين والوعاء العلمي مليء بمثل تلك التجارب الميدانية فالاكتشاف الذي تفرضه الصدفة لا يقيم العلم بل يقيم نتيجة علمية مثل عملية صعق مريض الشيزوفرينيا بالصعقة الكهربائية فقد حصلت تلك النتيجة الطبية صدفة وهي لغاية اليوم بلا يقين ولا يعرف العلماء سبب اتزان عقل المريض بمرض ذهاب العقل عند صعقه بالصعقة الكهربية رغم استخدامها الواسع الا انها لا ترقى الى واصفة العلم اليقيني ... مثلها الموجة الكهرومغناطيسية فقد اكتشفت صدفة ورغم التطور التقني الذي صاحبها منذ يوم اكتشافها الا انها لا تزال مجهولة التكوين لفقد الراسخة العقلانية التي يتولد في رحمها العلم الراسخ باليقين (لا ريب فيه) ... اللاريب موجود حصرا في علوم الله المثلى المسطورة في القرءان والتي لا يمكن مساسها الا بالتطهر والتطهر يحتاج الى الصفة الابراهيمية وهي البراءة من المنهجية التقليدية سواء كانت مع القرءان او مع العلوم المعاصرة . فابراهيم موعود أن يرى ملكوت السماوات والارض ... ليكون من الموقنين ...!!
(وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) (الأنعام:75)
والنص يتحدث عن حال (وكذلك نري ابراهيم ... ليكون من الموقنين) فالنص واضح وما كان (وكذلك أرينا ابراهيم ... فكان من الموقنين) ....!!!
قد تكون نافعة فهي تذكرة ولن تكون رأيا في سطور مسطورة
الحاج عبود الخالدي
تعليق