علوم الله المثلى
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
علوم الله المثلى هو مصطلح اطلقته محاولتنا البحثية للدلالة على علوم القرءان حصرا وهو مصطلح وان وجد في الفكر العقائدي مثله الا انه يختلف من حيث القصد ذلك لان مقاصدنا في مصطلح (علوم الله المثلى) موضوعية القصد وهي تندرج تحت عنوان التعريف التالي :
تعريف علوم الله المثلى :
هي العلوم التي لا يمكن ان تقوم الا بدلالة الله عليها فهي علوم الله وهي واردة الينا مذخورة تحت الامثال القرءانية فهي مثلى لارتباطها بامثال القرءان .. فهي علوم الله المثلى
تلك الصفة التي تنحسر فيها الدلالة حصرا بالله سبحانه تمتلك موضوعية في مرابط الخلق ولا يمكن ان يرى تلك الروابط الا الخالق نفسه ولا يستطيع النشاط البشري ان يدركها يقينا الا من خلال الخالق وان تم ادرك مقترباتها فان قلب الحقيقة يبقى عصيا على طالبيه ... ذلك ليس بجديد في الفكر الانساني فعندما نرى مصمم لأي جهاز في حياتنا المعاصرة فالمصمم هو الذي يعرف تكوينة جهازه ويعرف مرابطه في الانشاء قبل التصنيع وهو الاكثر ولاية على تلك المرابط واي شخص يأتي بعده سوف لن يصيب ما استقر في عقل مصمم الجهاز لذلك عمدت الشركات المصنعة ان تلحق بمنتجاتها خارطة المنتوج ومواصفاته بكتاب تفصيلي اطلقوا عليه اسم (كاتالوج)
المثل في القرءان :
ورد المثل في القرءان ضمن نهج بالغ الحكمة في قصص وحكايات الانبياء وغيرهم ويمتاز المتن القرءاني بصفة سرد المثل لتثوير العقل او طرح المثل دون سرد مثل (ان اللذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد) او مثل (وانطلقوا الى ظل ذي ثلاث شعب) ومثله (ولا الليل سابق النهار .. ولا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر) فتلك امثال لا تتعلق بحكايات الانبياء او معانديهم بل تندرج في امثال قرءانية مستقرة في القرءان بما يثير العقل .. (ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون) وهو خطاب مباشر لقاريء القرءان ومثله كثير ...
القرءان وصف الامثال القرءانية وصفان رئيسيان
الاول :
صفة الشمولية والكفر بها :
أ ـ شمولية المثل القرءاني بـ ـ الكفر بالمثل من قبل اكثر الناس
(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرءانِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلا كُفُوراً) (الاسراء:89)
تلك صفة الكل في المثل القرءاني وشموليته المطلقة وان ما جاء من امثال في القرءان موصوف بصفة (الكل) وما من مثل يقوم بعد امثال القرءان الا ويكون جزء من مثل قرءاني وتلك أحجية قرءانية نادرة تحتاج الى تأمل طويل عريض .
(فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النحل:74)
فاي مثل يقول به الناس لا بد ان يكون ضمن الامثال التي قالها الله في قرءانه وما تقوم قائمة في حضارة او نشاط الا وامثال القرءان تحتويها وهي تقع تحت ناصية فكرية (كل مثل) وجاء المنع بضرب الامثال لله لانه يعلم ونحن لا نعلم .. ويترابط المثل مع العلم ربطا تكوينيا في الدلالة على العلم المكتنز تحتها وبنص قرءاني واضح البيان (الله يعلم وانتم لا تعلمون) .
شمولية المثل القرءاني تقرأ ايضا في كونه شاملا لكل الخلق ولا يقتصر على نشاط محدد من انشطة الناس أي ان المثل هو قانون عام (خام) ينطبق في مفاصل متعددة في منظومة الخلق .. ومن خلال تجربة هذا الانضباط الفكري يصدح اليقين في عقل الباحث القرءاني حيث يرى ان العلم المذخور تحت المثل يتحرك بصفته سنة تكوينية وسنة الله ليس لها تبديل او تحويل ...
عزوف اكثر الناس عن تلك الامثال هو في المعنى ( كفورا) أي الكفر بها .. الكفر بعلومها .. وهو موطن من مواطن التفكر بالنص لمعرفة ماهية الكفران بالامثال ومعرفة حقيقة النص بوصف (اكثر الناس) وارتباط الكفر بالامثال دون غيرها وهل الكفر بالامثال يساوي الفكر بالقرءان او الكفر بوحدانية الله أي وجوب التفكر من اجل معرفة نوعية الكفر بالامثال .. الكفر بعلوم الامثال سنجده في اسطر قادمة ...
الثاني :
أ ـ الامثال محل جدل .. بـ ـ يعقلها العالمون .. جـ ـ تحتاج الى تفكر ..
(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرءانِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الأِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) (الكهف:54)
الجدل بالامثال القرءانية بلغ الاوج في ربيع المدرسة الفقهية في الربع الاول من العهد العباسي ..!! جدل محتدم متصارع مختلف ... بعض منه يناقض بعض اخر ..!!
(وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ) (العنكبوت:43)
هذا ربط اخر بين العلم والأمثال (ما يعقلها الا العالمون) وهو ربط قرءاني وليس من ولادة فكرية بشرية فيكون المثل هو ضرب (نضربها) في (عقلانية العالمون) ..
(لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرءانَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الحشر:21)
عندما يكون التفكر هو (تبادل الفكر) مثله في عربية بسيطة (تكاتب) يعني تبادل الكتابة ومثلها (تآخي) تعني تبادل صفة الاخاء فيكون التفكر هو تبادل الفكر ..
الفكر في مشروعنا الفكري هو (نتاج العقل) ... أي ان الفكر هو نتاج الفاعلية العقلية ... فالتفكر هو تبادلية تجري في العقل بين (عقلانية المثل) ونتاجه (فكر) وتكون نوعيته (تبادلية) أي يتبادل مع فكر عائم في نشاط الناس فيقوم العلم القرءاني وهو من (علوم الله المثلى) ... أي ان المثل يفعل العقل فيقوم فيه فكر يتم تبادله مع مرابط انشطة الناس (فكر قائم في الناس)
معالجة الموضوع بهدوء فكري يعني الاطالة بالسرد وهي صفة غير متوفرة في منشورات الانشطة الالكترونية حيث المطلوب (قليل مفيد) الا ان صعوبة الطرح لها موجبات فمعذرة في عبور سقف القليل المفيد الى ناصية كلام اكثر وسعة .
لغرض المناورة البحثية نعالج معنى لفظ المثل في القصد الالهي :
لفظ المثل في مقاصدنا يفعل العقل .. يمنح العقل فاعلية .. ذلك مدرك بديهي فعندما يقول المرء قولا يدعمه بالمثل هو انما ينوي الى تفعيل العقل بالمثل لذلك قالوا في القول المأثور (الامثال تضرب ولا تقاس) فهي ليست لقياسات فكرية او تطابقات فكرية بل لتثوير العقل ... تلك هي نفسها مقاصد الله سبحانه فالمثل لكي (يعقله العالمون) والمثل لكي (يتفكر الناس) والتفكر هو تبادل الفكر والفكر هو نتاج العقل وتترابط الراصدة المعرفية في حبك منضبط واضح البيان .
من ذلك نستنتج ان من لا يقوم بتفعيل المثل في عقله (يعقله) ولا يتفكر فيه (يتفكرون) فانه قد (كفر) بالمثل القرءاني واعتبره قصة في التاريخ لا تغني العقل ولا تقيم التفكر ... لو كان وزن موسى عليه السلام عشرة اطنان مثلا ... ما الذي سيتفعل في العقل لينتج فكر ثم ليتم تبادلية فكر ليقوم التفكر ..؟؟ كذلك كيف يمكن ان نستفيد من سابقية النهار على الليل او من ان الشمس لا تدرك القمر .. ستكون معلومات مجرد للخزن الفكري لا تسمن العقل ولا تقيم حلالا او حراما او مكروها او مستحبا ولا تدخل في عظمة الله في الخلق لكي تكون دافعا ايمانيا ... ذلك عندما نكفر بالمثل القرءاني ولا نقوم بتفعيله بالعقل ومن ثم لا نتفكر فيه ليقوم العلم منه ...
تلك هي تثويرة في القرءان لا بد ان يمسك بها حملة القرءان ويجب ان لا نكون حاملين للقرءان كما حمل التوراة اهل التوراة (ولم يحملوها) لان رسالتنا المحمدية الشريفة هي خاتمة الرسالات ولان القرءان اخر كتاب يتم انزاله على البشر ولن يكون بعده كتاب منزل .... وذلك يعني انها بالضرورة يجب ان تلبي حاجات المسلمين ولا يمكن ان يتسكع المسلمون على اعتاب غيرهم لاستجداء العلم منهم لان في ذلك طعن في شعار اسلامي مركزي نستدرجه في عقولنا عدة مرات في اليوم وهو (الله اكبر) ويجب ان يردف شعار (الله اكبر) الشريعة المحمدية وحملة تلك الشريعة ولا يمكن ان تكون الرسالة المحمدية الشريفة سببا في انكفاء حملتها في مثل ما نراه في ايامنا القاسية هذه ...
نجترح من الاسطر شيئا لنضع فيها مثلا للتوضيح .. تفعيل العقل .. نتاجه فكر .. ومن ثم تبادل الفكر .. ليكون تفكر ..
(قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخَاسِرُونَ) (يوسف:14)
الذئب قوة منفردة ... العصبة قوة متحدة .. فان محقت القوة المنفردة قوة متحدة ذلك هو الخسران ..!!
ذلك قانون منزل في قرءان يمثل اخر كتاب كان ويكون على الارض .. تفعيل العقل (عقلانية المثل) فالقوة الفردية ان محقت قوة معصوبة بعصابة فذلك هو الخسران .. تبدأ مرحلة اخرى في تبادل الفكر (تفكر) .. في التفكر يقوم الانتاج بعيدا عن قصة يوسف فقصة يوسف تحتها القانون المطلوب تفعيله في العقل ..
في ميدان التفكر سيظهر لنا في عملية تبادل الفكر مع الطاقة النووية القائمة في عصرنا سنجد ان الانفلات النيوتروني الحاصل من قصف نواة الذرة هو خسران لان النيوترون قوة فردية تمحق قوة معتصبة في عصبة اسمها الذرة !!
تلك ليست وحدات عقل متقاطعة بل تلك من علم علام الغيوب وضعها دستورا في قرءانه الذي يمثل خارطة الخلق الاجمالية
ميدان تبادل الفكر (التفكر) يتوسع في دائرة اخرى لان المثل القرءاني يمتلك صفة الشمولية (سنة خلق) فعندما نرصد الفايروس (قوة فردية) أي هو بمثابة (ذئب) يمحق قوة عصبة جسد المخلوق ... انما ذلك خسران ... اذا اردنا ان نكون علماء قرءانيون سنجد ان الفايروس هو من نتاج انفلات نيوتروني (الغبار النيوتروني) احدثته الحضارة العملاقة في (خسران مبين) .. تلك مجرد اثارة لتثوير العقل كمثل قرءاني يتم تشريحه على طاولة العلم القرءاني كما يفعل العلماء في مختبراتهم ...
ربما يكون الطرح قاسيا لغرابته الا ان مفاتيح العلم في القرءان لم تستخدم بعد لعدم وجود علماء قرءانيون حقيقيون بل القرءان فينا مهجور بوجهه العلمي .
عندما يكون المثل القرءاني مفعل للعقل يكون القرءان بكامل متنه يمثل خارطة الخلق الاجمالية بسبب شمولية المثل في القرءان (من كل مثل) وهي تعني في الحبو المعرفي (من كل مفعل للعقل) ... فكان .. ويكون ... ولسوف يبقى القرءان دستور كل شيء بما فيه العقل نفسه المستعصي على الحضارات كلها ..!!
منهجية تفعيل المثل القرءاني وردت في القرءان بشكل منهجي كبير
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ) (آل عمران:7)
لنترك المتشابه فيه وابتغاء الفتنة وما اشدها في اسلامنا بسبب الحرج في طرحها .
حسم القرءان منهجه في ان علوم تأويله محصورة في وعاء الله والراسخون في العلم ..
..الله هو مصدر العلم .. المصمم .. الخالق .. الرابط للخلق ..الخالق للرابط والمربوط والمربط والمفعل لعملية الربط
الله هو مصدر العلم .. الخالق ..
نجد ذلك واضحا بعيدا عن منبر الكلام في نبات ينتج الاوكسجين ومخلوقات تستهلك الاوكسجين وتنتج ثاني اوكسيد الكربون ليكون ثاني اوكسيد الكربون للنبات متنفسا ... هذا المربط في الخلق يقرأ في خارطة الخالق عندما يمسك به العقل من مراقبة المخلوق فهو (تفكر في خلق الله) فيكون مع القرءان في موقع تبادل الفكر (تفكر) فتكون للامثال فاعلية عقلانية في (يتفكرون) ...
الراسخ في العلم هو ذلك الشخص الذي يتعامل مع العلم تعاملا مستقلا فيضع للريب مخافة في صدره ... كل ضابطة عقل لا يقبلها ذا الرسوخ العلمي اذا التف بها الريب والظن ... تلك منهجية ابراهيم عليه السلام عندما رصد الكوكب قال هذا ربي فعندما افل دخل الريب صدره فانتقل الى القمر فداخله الريب ايضا فانتقل للشمس فداخله الريب مرة اخرى فخرج من المادة كلها ليرى ربه في عقله وعرف ان المادة فيها ريب وحصر عقله في زاوية ربه (لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين) ـ الانعام ـ
ذلك هو الرسوخ في العلم .. لا تستقر في العقل ضابطة علم او بند معرفي الا ويكون اليقين مصاحبا لها والا لن تكون راسخة ... تبقى تدور مع العالم في عقله وفي مرابط ما حوله من معرفة حتى تكون في دائرة اليقين فتكون مفردة علمية في عقل الراسخ في العلم .
اما العالم الذي ينسخ العلم من علماء اخرين ويقبله لانه راسخ عند اولئك العلماء فهو انما يبني بنائه العقلي على الضنون لان اليقين لا يمكن ان يكون ظاهرا في عقل اولئك العلماء الذين قالو باليقين في راسخة علم عندهم .. وان ادعوا اليقين صادقين فهو لا ينتقل الى العالم الراسخ بالعلم به او الى أي عقل عالم اخر الا ان يكون اليقين بين يديه هو وليس بين يدي غيره ..!!
تلك هي اعلى درجات الصفة الابراهيمية وهي البراءة من أي شيء يريد ان يلج العقل بصفته المعرفية بل يجب ان يكون الابراهيمي بريئا منه حتى يتيقن منه بعقله فيرسخ فيه وهنا تقوم رابطة خلق تكوينية سطرها القرءان وكثير من الناس عنها ساهون
(وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) (الأنعام:75)
الله يري ابراهيم ملكوت السماوات والارض ليس لشيء بل ليكون من الموقنين لانه ابراهيم متبرهم بريء من كل ما يقال
(إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (الأنعام:79)
الشرك هنا شرك في فاعلية العقل .. العقل صنيعة الله ... الله يودع فيه ما يريد ان يودع
(وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً) (نوح:14)
ففي كل فرد طور عقلي خاص به والله هو الذي يودع فيه ما يريد ان يودع فلا يشرك ابراهيم مع ربه احدا في المورد العلمي والله تكفل بتوفير اليقين له وذلك وعد الهي مسطور في القرءان ومنه (وقل ربي زدني علما) ومنه
(قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي) (طـه)
ماذا بقي من صلاحيات للمؤمن بالله ... حتى وصلت الى ما يقوله العبد ويتلفظه وسلطان الله فيه فيقول من امره ولكن هو من الله لانه عبد الله بامر الله يأتمر ...
اذا خرج الانسان من تلك الدائرة الى دائرة دنياه وما تعلمه من قومه واهله وما اكتسبه من معرفة فهو ليس ابراهيم بل (ضديد ابراهيم) فيكون مثل ريشة في ريح فربما تكون فوق حقول البنفسج والبساتين او فوق صحراء قاحلة او فوق حقول الشوك ..!! تلك هي دائرة الدنيا التي يتشدق بها اكثر الناس ..
عندما يكون الابراهيمي في القرءان يبحث عن اوليات القرءان (بيانه) أي مقاصد الله .. اذن سوف يكون تحت وعد الهي مسطور
(لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرءانَهُ * فَإِذَا قَرَءنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرءانَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) (القيامة)
اذا اتبعنا ما قالوا فيه فلن يتحقق بيانه الموعود وشرط الله في اتباع قرءانه حصرا .. ممنوع ان تحرك به لسانك وهو من لسان قومك يقينا .. وهو شرط ثان من شروط تحقق الوعد الشريف
في موضوع تحريك اللسان نحتاج الى وسعة موضوع منفصل ونضطر هنا لنقول بايجاز موجز :
لا يعتمد في البحث القرءاني المنتج للعلم تحريك الالفاظ (لي اللسان) بل يقوم البيان عندما يرتبط الحرف بالحرف دون حركات نلوي فيها السنتنا لا غراض تخصنا ..!!
نقول دَين بفتح الدال وهو القرض .. نقول دِين بكسر الدال وتعني الاحكام الشرعية .. ذلك لوي السنتنا لتفريق المقاصد في حياتنا اليومية .... في القرءان كلاهما في قصد واحد سواء كان قرض او كانت شريعة وهي (حقوق مسترجعة)
(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ)(لأنفال)
فتكون الحقوق المسترجعة كلها لله سبحانه .. وتحت تلك الضابطة علم كبير ...
ذلك هو لا تحرك بالقرءان لسانك الذي هو من لسان قومك حتى اذا كان الكلام موجها للمصطفى عليه افضل الصلاة والسلام فنحن ملزمون بسنته وكل منا لسانه بلسان قومه وهو ممنوع في القرءان (لا تحرك به لسانك) ...
عائدية علوم الله المثلى هي لله حصرا
منهجية تلك العلوم هي حصرا بيد الله
(أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) (النور:40)
ذلك هو الله سبحانه وتلك هي علومه وهذه شروطه ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور
الابراهيمية
اتباع قرءانه
بموجب توفر شرطان فقط يتفتح المنهج العلمي بين يدي قاريء القرءان فتقوم في عقله علوم الله المثلى
هذا الموضوع مفتوح للحوار سواء لتوأمة الفكر او لغرض دحضه كليا او لفقرة من فقراته ونكون ممتنين لكليهما لان في الدحض مدعاة للرد لغرض تقويم بنوده لانه بين ايدينا في دائرة يقين مطلق والله من وراء المقاصد
لا نطلب احتضان الفكر المطروح بل في تبادلية فكرية من متابع كريم يحصل عنده التفكر في المثل القرءاني والقرءان على طاولة تبادل الفكر عسى ان يكون وعد ربي .. وعدا قريبا
مهمتنا مرتبطة بسنة نبوية شريفة في التذكير بالقرءان ولن تتعدى مهمتنا حدود التذكير لان في نفس السنة النبوية الشريفة في منهج التبليغ الرسالي (ليس عليك هداهم) .. لأن الله يهدي من يشاء .
الحاج عبود الخالدي
تعليق