{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (10) سورة الحجرات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بعد الإذن من الحاج الوالد والإشراف العام الكرماء.
الأخ الكريم ياسر سالم،
لنستذكر أولا قوله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} (34) سورة فصلت.
يؤسفنا كما يؤسف الأخوة الكرام المتابعون للحوارات هنا ما آلت له نتائجها رغم إنها قد أخذت جدالا إلا إنها وفرت طقسا إسلاميا في الحوار نطمح له أن يكون في شفافية و ثقافة إسلامية هدفها ردف المنظومة الإسلامية ببيانات قرءانية تعالج الكثير من المرافق المتصدعة في يومنا هذا .
مناقشة الأفكار هو الهدف الذي نسعى له من أجل حصد فكر يقترب مع فكر الآخر وليس بالضرورة تكون الأفكار موحدة مما يجعل دائرة الحوار مغلقة.. فلدى المؤمنين "إختلاف الرأي لا يفسد في الود قضية" لكننا فعلا بحاجة إلى إختلاف الرأي الآخر والجهد في نقض الفكر بالفكر.. فصاحب الفكر لو حمل فكرا لا بد له أن يجهد في توفير الدلائل والبينات والقرائن.. وكذلك الحال للمتلقي عليه أن يجهد للبحث في نقض كل فكرة جديدة على مسمعه أو مملكته العقلية.. وبحزام أخوي هدفه النهوض بالواقع الفكري المتدهور سنكون في رعاية إلهية الذي بيده مفتاح التفكر بلا شك.
وسبق وإن ذكرنا في موضوع آخر.. إن إبراهيم (ع) حينما قال القمر ربي .. إنما هو مسرب عقلي في النظر(كيف البدء؟).. ثم الله ينشأ النشأة الآخرة. طالما يكون الله من وراء القصد.
الأخ الكريم ياسر.. مازلنا بحاجة إلى قلمكم .. إلى فكركم في دعم مسيرة هذا المعهد.. وما تقدمونه من آراء لا بد أن تكون في محل إحترام وتقدير من جميع أعضاء هذا المعهد. لكن أنظر ياأخي بأني لا أشهد لكم الأحقية فيما طرحتموه من ردود مقابل ما طرحه الوالد أو الأستاذة الباحثة وديعة عمراني أو السيد المشرف العام طالما أمامي والدي في هذا المعهد .. لكني لأشهد أمام الله بأنكم من أخذ بنقض أفكار الآخر بإعتباره لا يطابق مسيرتكم الفكرية ولم تقدموا البديل الفكري. فلنأخذ مقعدا عند الزائرين الكرام ونكون متفرجين على هذه الحوارية وتلك.. سنجد أنفسنا في متاهة فكرية فهناك من طرح فكرة وهناك من يدحضها دون بديل فكري يجعل الحوارية في جو يملأه عشق البحث عن الحقيقة.
نستطيع أن نسجل في أي معهد بأي إسم أو رقم تسلسلي.. ونطرح الأفكار والآراء كما يحلو لنا بدون تبني الفكرة.. ونستهجن كما نشاء .. لكننا وجدنا فيكم صفات تدل على قوة صاحب الفكر بإستخدام إسمه الشخصي مع كامل بياناته مما يؤكد على الرغبة الحقيقية في دعم الفكر الإسلامي وإخراجه من أسره.
أملي كبير بالله أن نكون جميعا في عباده الصالحين.
ونرجو منكم مراجعة قراركم فهو شأنكم أولا وأخيرا إلا إننا نكون سعداء لإستمرارية التحاور كما ينبغي لنا ولكم في دائرة القربى إلى الله.
والله من وراء القصد..
{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (105) سورة التوبة
السلام عليكم،
تعليق