دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الركوع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الركوع



    الركوع

    من اجل حضارة اسلامية معاصرة



    الركوع في منسك الصلاة هو فعل حركة منسكية في فريضة الصلاة اما الفهم الاوسع للركوع هو في اعلان الخضوع لله سبحانه وتعالى والاعتراف بعظمته المطلقة .

    السجود هو الخضوع لله في تعاليمه وفي الواجبات التي فرضها الله على خلقه .. اما الركوع فهو الالتزام فكريا بعظمة الله سبحانه وعدم الاتكاء على عظمة اخرى وبذلك الانضباط العقلاني يحصل الركوع لله سبحانه فمن ظن ان هنلك وسيلة غير الله فقد اختل ركوعه لله ..

    الركوع لله يحتاج الى مناظرة فكرية للتعرف على حقيقة تلك المضامين التي تضع الانسان في حالة ركوع لله سبحانه وتعالى حصرا دون ان يشرك بعظمته عظيم اخر

    تلك المناظرة لا يشترط فيها ان تجري بين عقلين منفصلين ولكن اعمال الفكر (تفكر) تمنح تلك المناظرة العقلية فرصة الامساك بمضمون الركوع في وعي المتفكر

    برنامج الفكر البشري له القدرة على امساك مضامين الحقيقة الفكرية دون تشويهات شرط ان يكون التنظير الفكري متعادل الصفة ولا يمكن ان يكون (المتفكر) متشنجا فكريا باتجاه محدد قبل ان يمسك بالحقيقة المبتغاة من تفكره حيث التشنج الفكري المسبق يفقد المتفكر صفة التناظر ولا يستطيع عندها انتاج الافكار الصالحة بل يمكن ان يتورط في افكار باطلة رغم استقرارها في عقلانية المتفكر , نجد مثل ذلك في امثلة القرءان عندما يتمسك الضالون بمبدأ (هذا ما كان عليه اباؤنا) حيث ما استقر في وجدان الاباء اصبح مستقرا في وجدان الابناء ففقدت المناظرة صفتها في عقل المتفكر ... مثل تلك الامثلة القرءانية هي مداليل لسنن العقل وردت في الذكر الحكيم حيث ركز النهج القرءاني على فسادها وعدم صلاحها وتلك المنهجية (امثال) هي صفة قرءانية راسخة في المتن المقدس باعتباره مدرسة فكر وليس راوي لحكاية مضى عليها الزمن لان في صفته القدسية الحاضرة في جيلنا او أي جيل سبق او أي جيل لاحق انه (يهدي للتي اقوم)

    عندما يحاول الباحث (المتفكر) ان يناظر مفهوم الركوع في عقله انما يحاول ان يضع للركوع برنامجا عقلانيا محدد المسار باتجاه الخالق لكي لا يكون الضلال نتاجا لمستقرات ما كان عليه الاباء وبالتالي فان عملية المناظرة تلك تحتاج الى وسيلة عقلانية باحثة عن الحقيقة كما هي سنة ابراهيم عليه السلام عندما انفرد عن قومه ليبحث عن الحقيقة بعيدا عن مستقراتهم في عبادة الاصنام

    نحن نحاول تجريد طرحنا هذا من دقائق مشروعنا الفكري المنشور لان هذه الاثارة مخصصة للبحث الفكري المجرد من التفاصيل المنهجية التي روجنا لها في بحوثنا المنشورة ولعل تبسيط الفكرة امر ملزم ونرصدها عندما تكون بعض العلوم في اختصاصها العميق مختصة بمهنية علماء تتحرك عقولهم بضوابط علمية دقيقة ذات منهج تخصصي ولكن اولئك العلماء يتحدثون احيانا كثيرة عن مضامين فكرية عامة لا تمتلك دقائق علمية عميقة لا يمكن مسكها الا من خلال عقلانية العالم المتخصص ومهنيته مثال ذلك نجده عند علماء الطب في نشرات طبية ومعالجات طبية في الاعلام العام مثل ما ينشر عن فايروس الايدز عندما يهاجم مراكز المناعة في الجسم ويستطيع الجمهور ان يتعامل مع تلك الاثارة العلمية الطبية الا ان تفاصيل الفايروس وتفاصيل مراكز المناعة تبقى في دائرة مهنية العالم المتخصص

    لمثل ذلك المنحى الفكري نحاول ان نضع لبنات على هذه الصفحة الساخنة لاهمية موضيعها وخطورته حيث تم اختيار الركوع لمناظرته عقلانيا لنرى ان الركوع في ايامنا للعلوم المادية اصبح اكثر تأثيرا من كفر الكافرين على مر عصور الكفر في تأريخ الانسان

    الركوع لغير الله اصبح سنة حضارية يستن بها بني ءادم وبشكل مخيف قد يرعب الباحث الذي يرى في اسلام المسلمين خديعة عقل حيث يضيع الايمان في زحمة افكار مستحدثة وينحسر الركوع لله وينتشر الركوع بابهى صوره الفكرية نحو مدرسة الماديين (حضارة العصر)

    المسلم بصفاته الاسلامية عندما يتجرد من مضامين حقيقة الفعل الاسلامي فانه سوف يتمسك بالفعل المنسكي ويطلق لعقلانيته ان تحتضن الافكار الوثنية وهو معصوب العيون الا ان صورة الاصنام لن تكون كصورة اصنام قريش او قوم ابراهيم عليه السلام ولكن المضمون الوثني يبقى قائما بين اصنام قريش ومختبرات العلم المادية التي اصبح الركوع لها امر ملتصق بحضارة المتحضرين

    المناظرة الفكرية التي نحن بصددها تختلف بوسيلتها عن الافكار الصحفية حيث تطالب سطورنا ان يكون المتلقي لها مسيطرا على طرفي المناظرة في مساحة عقله ليمسك بالنتاج الفكري بوعيه العقلاني ولا يسعى لمسك النتاج الفكري خارج فعل المناظرة الذي نروج له على هذه السطور .

    عندما يخضع بني البشر الى نتاجات مختبرات العلم المعاصر فان ركوعا فكريا يجري على بصيرة الناس ولكنهم معصوبي الاعين فاصبحت الحقيقة العلمية هي تاج العقول وهي وسيلة الانسان المتحضر دون ان يكون للفكر العقائدي القدرة على كبح جماح ذلك الركوع

    لعل اكثر انواع ذلك الركوع شيوعا هو الركوع لمنظومة الطب ومختبرات الطب المنتشرة في الحارات والازقة في كل حاضرة للانسان من القرية الى اكبر مدينة في الارض .. الاتفاق الفكري الجماعي لكل بني البشر على صلاح تلك المنظومة ادى الى الركوع المطلق لها واصبحت تلك المنظومة هي المتكلم الاوحد عن صحة الانسان ومستقبله الصحي وحصل ركوع جماعي لعظمتها حيث وصفت بان عظمتها مطلقة واذا قال علم الطب قولا فهو مصادق عليه حضاريا

    لو اراد العقل المتناظر ان يمسك بنتاج تلك المنظومة على مدى عمرها المرتبط بعمر النهضة العلمية ويضع على طاولته البحثية تساؤلا فطريا بسيطا (هل استطاعت تلك المنظومة ان تتحكم بصحة الانسان بشكل مطلق ..؟) العقل المتعادل سوف يرفض أي اطلاق لصفة منظومة الطب في نجاحها فهي لا تتصف بصفة العظمة المطلقة بل بعظمة نسبية وفي تلك النقطة تتوضح معالم اولية لكفة ميزان عقلاني حيث ان ركوع الانسان لخالقه انما هو ركوع لعظمة مطلقة وليس لعظمة نسبية وبالتالي فان الركوع لمنظومة الطب بالشكل الذي يراه الباحث اليوم هو ركوع ضال وفيه من الضلال ما يخرج المسلم من صفته التي يتصف بها في ركوعه المطلق لله سبحانه بعظمته المطلقة وبذلك يكون المسلم قد اشرك مع الله شريكا في عظمته

    لعل بعض الدلائل تشير الى ان هذا الطرح يدعو الى اسقاط منظومة كمنظومة الطب الا ان المتمعن بهذه السطور سيدرك ان دعوتنا ليست لاسقاط منظومة الطب او تهميشها ولكن المعالجة تقع حصرا في ركوع المسلم لها فهو الضلال المرصود فكريا وتبقى منظومة الطب قائمة كضرورة في نشاط الانسان ولكن منحها صفة العظمة المطلقة هو الضلال بعينه وهو الركوع لغير الخالق والشرك به

    هذا التناظر الفكري لا يزال يحمل صفة اولية يحتاج الى مساند فكر متعادل ليمسك حقيقة الركوع لعلوم العصر بصفتها العظيمة والتي منحت الاطلاق بحيث تم محق واسقاط كل نشاط خارج انشطة العلم المعاصر .. في هذه النقطة على المتفكر ان يضع لنفسه اسانيد فكرية لاخراج منظومة العلم المعاصرة من صفة العظمة المطلقة وبالتالي فان عقل المتفكر يأبى ان يركع لها لان اسلاميته لها مضمون مستقر باطلاق عظمة الخالق ونسبية عظمة المخلوق

    الغرق في فلسفة الكلام تخرج محاولتنا من جوهرها الملتزم بالمعالجة الفكرية لواقع مادي وان مهمتنا هي منح العناوين مضامين حقيقية وعلى سبيل المثال فان كهنة الاصنام في عصور الوثنية لا يختلفون كثيرا عن كهنة مختبرات العلوم المعاصرة ... عندما كان يروج كهنة الاصنام لافكار فيها مرابط لانشطة الانسان حيث يطلب الكاهن من العبد تقديم قربان للوثن ليقضي حاجة له فان كهنة مختبرات اليوم ينحون نفس المنحى المهني مع اختلاف العنوان واتحاد المضمون ... عندما يروج الكاهن لوثنيته يروج عالم المختبر لمختبره في وعاء فكري واحد هو اتحاد طرفي الوصف باطلاق عظمة الصنم واطلاق عظمة المختبر ... ذلك الترويج هو الذي اوقع الجمهور في ركوع لغير الله وهو وصف دقيق لمبدأ اطلاق العظمة للصنم والمختبر على حد سواء

    الكلمات الحذرة التي نسوق بيانها بتحفظ بالغ تسعى الى رفع العصابة عن العيون المعصوبة والتي ترى الحقيقة بخيال فكري مبرمج تحت عناوين الامعان بالكفر ... ذلك ليس اتهام تصوغه هذه الاسطر بل ان مدرسة الماديين يوم بدئها امعنت في الفكر الكافر عندما تم احتضان فكري مبالغ فيه لنظرية التطور والارتقاء لداروين حيث سجلت المدرسة المادية منهجا كافرا صاحب كل تطور مادي والغرض الذي تم التنظير له هو اسقاط عظمة الخالق المطلقة ومنح المخلوق صفة الاطلاق في عظمته بحيث اصبح قادرا على التطور بشكل ذاتي من خلية الى سمكة الى مخلوق برمائي الى طير الى قرد الى انسان .. ذلك هو الوصف الدقيق لاطلاق صفة العظمة للمخلوق لتجريد الافكار من مستقرها العقائدي لعظمة الخالق فاصبح ويصبح الركوع ذا مسرب خاطيء عندما يتم احتضان الفكر الفاسد والركوع لعظمة المخلوق وليس لعظمة الخالق

    كهنة العلم المعاصر على اختلاف اجيالهم امعنوا كثيرا في تغيير مسارب الركوع لعظمة الخالق المطلقة وتحويل مسرب الركوع لعظمة المخلوق ولنا في ذلك المنهج الفاسد طروحات تم الترويج لها في مشروعنا الفكري في علوم الله المثلى على صفحات منشورة ومن تلك العظمة الزائفة ما تم الترويج له في منتصف القرن العشرين من نجاح للحاسب الالكتروني وما صاحب ذلك من اعلام مكثف في عملية صناعة الذكاء عن طريق بناء الحاسوب وان العقل يمكن ان يصنع وينتج في آلة مادية (الكومبيوتر) وقد تحدثت تقارير العلماء (كهنة المختبرات) ان الذكاء الانساني الآلي الجديد سوف يمحق ذكاء الانسان الاعتيادي وان تطورا هائلا في الذكاء سوف يحصل من خلال استخدام الحاسوب الا ان تلك الالسنة الطويلة خرست ولم تستطع ان تفي بما وعدت به الجماهير كما هي سنة كهنة الاصنام الذين عجزوا عن محاججة ابراهيم عليه السلام عندما حطم اصنامهم ووضع الفأس عند كبيرهم حيث سقطت حجتهم الا ان سنة ابراهيم عليه السلام لم تتكرر مع علماء العصر لان الناس كلهم راغبون عن سنة ابراهيم وتصوروا ان سنة ابراهيم عليه السلام ما هي الا حكاية يرويها القرءان ولكنهم استمسكوا بسنة داروين فاصبح وكان ويكون ويصبح الركوع لغير الله سنة اهل هذا الزمان ولكنهم يؤدون منسك الصلاة وهم راكعون لله في فريضة الصلاة وبعد الفراغ من تلك الصلاة فان مسرب الركوع يتجه نحو حضارة العصر العظيمة

    علماء اخرون بعد فترة من الزمن اعلنوا وروجوا للانسان الآلي (الريبوت) وقالوا ان ذلك الانسان سوف يحل مكان الانسان الاعتيادي في المصنع والحقل وحتى في الخدمات حيث اظهرت محطات التلفزة في ستينات القرن الماضي انسان آلي يعمل في خدمة نادل مقهى ويقدم الشاي والقهوة لرواد المقهى في سخرية خالق يخلق انسانا آليا يمتلك السمع والبصر وله وسيلة تتطابق مع وسيلة الانسان المخلوق ... تلك الاخبار (العلمية) والتي روج لها كهنة علم قدمت الى البشرية اعمالا لها عناوين خطيرة في عقلانية المنظر لها حيث اصبح من الممكن ان يكون الانسان المتحضر خالقا وليس مخلوقا لان نظرية التطور والارتقاء لداروين تؤكد ان الانسان قد تطور من اصل بدائي كما هومسلسله الشهير في التطور وان الانسان عندما استكمل عظمته (مطلق العظمة) بدأ يخلق الريبوت وهو الانسان الآلي

    مسلسل كهنوتي علمي اخر استصرخه كهنة العلم المعاصر عندما تم الترويج بشكل اعلامي مكثف عن نجاح استنساخ النعجة (دوللي) وان امكانية العلماء لا تقف عند استنساخ نعجة بل يتعدى ذلك لاستنساخ انسان متكامل وبالتالي اصبح بمقدور الانسان ان يستنسخ العباقرة امثال انشتاين (العظيم) او نيوتن (العملاق) ومن ذلك اصبح العلم المعاصر قادرا على تحسين البشر من خلال استنساخ الافضل فالافضل وترك سنن التزاوج البالية التي تمتلك مسببات الامراض الوراثية ... تلك هي العظمة المطلقة التي روج لها كهنة الطاغوت ولكن تلك الالسنة قد خرست ايضا

    في اخر مسلسل تلك العظمة يطل علينا اليوم كهان العلم (منظمة ناسا الفضائية) باكثر من مضمون عظيم الا وهي حرب النجوم .. استكشاف الكون .. السكن في الفضاء ... تلك هي احابيل تمسك بالجمهور لاركاعها لعظمة تلك العلوم المطلقة

    نعود فنؤكد ان محاولتنا لا تستصغر الجهد العلمي او تسخر منه بل تسخر من منحه صفة الاطلاق في عظمته لان تلك الصفة هي حصرا للخالق ولا يمكن لاي مخلوق او نشاط لمخلوق ان يشارك الخالق في تلك الصفة (ولم يكن له كفوا احد)

    المناظرة الفكرية المنضغطة في السطور السابقة حاولت ان تضع عناوين كثيرة من المدرسة المادية تحت عناوين عقائدية لمنح صفة نشاط العلم المعاصر نقاط الاختناق والحرج بين العقيدة والعلم وتضع بين يدي المتابع افكارا قابلة للتطبيق في ميدان (الركوع) للعظمة المطلقة حصرا دون ان يكون الركوع لكل وصف عظيم لان العقل عندما يدرك الوصف (العظيم) في نشاط معين او كيان معين عليه ان يحذر من الركوع له الا اذا كانت صفة العظمة فيه صفة مطلقة وهي حصرا في الخالق وليست صفة نسبية في المخلوق قابلة للضمور او التلف او الانقلاب

    علوم الطب وعلوم العصر كلها لا تمتلك ثباتا مطلقا وقد انهارت الكثير من الحقائق التي روج لها باعتبارها حقائق ثابتة .. بالامس القريب كان (القلب) ليس اكثر من مضخة دم وقد ثبتت هذه الحقيقة العلمية مع نجاح اول عملية زراعة قلب حيث تعرف ذو القلب المستبدل على زوجته بعد افاقته من العملية الجراحية وشطبت المدرسة المادية أي علاقة عقلية بالقلب وثبت لديها ان القلب (مضخة دم) ... ذهب جيل العلماء الذي ثبت تلك الحقيقة (كهنة العلم) وجاء جيل علماء جديد (كهنة جدد) فاعلنوا ان القلب غدة تفرز بعض الهرمونات المعقدة واعلنوا ان في سقف القلب جملة عصبية لا يستطيع الجراح استبدالها او العبث بها ... لقد كذب الكهنة الجدد جيل الاباء من كهنة العلم ...

    بالامس كان الراكعون لعلوم العصر يستعملون حبوب تنظيم الاسرة (منع الحمل) تحت تأكيدات مطمئنة من كهنة العلم (اطباء الخمسينات من القرن العشرين) ان تلك الاقراص السحرية لا تمتلك أي تأثيرات سلبية وليس لها مضاعفات .. ركع الناس لتلك المنظومة رغم تحفظات فقهية كثيرة روج لها بعض العقائديون (يقتلون اولادهم خشية املاق) ولكن التحفظات الشرعية لم تفعل فعلها والتهمت النساء من تلك الاقراص حد الثمالة حتى جاء جيل علم جديد (علم الاحصاء) وله كهنة جدد بمنهجية جديدة واثبتوا ان تلك الاقراص سبب من اسباب سرطان الثدي عند المرأة

    بالامس المتحضر سرت حمى اجهزة التكييف معتمدة على غاز (الفريون) الذي يدخل عنصر الكلور في مركبه وقد تم الاستفادة من مواصفات ذلك الغاز بسهولة تسييله وسهولة تبخره للحصول على جهاز صناعي يقوم بتبريد الهواء داخل المساكن والابنية ... بعد اكثر من نصف قرن ثبت لجيل من كهنة العلم ان تلك الغازات سببا رئيسيا في اتلاف طبقة الاوزون التي تغلف الطبقة العليا من اجواء الارض وقد تسبب ذلك التلف من حصول ثقوب في تلك الطبقة وعزى العلماء الى تلك الثقوب بعض انواع السرطان كسرطان الجلد وامراض اخرى منها اصفرار الدم عند حديثي الولاده

    تلك الثوابت المنتقاة من مدرسة الماديين لا يراد منها الهجوم على تلك المدرسة والعودة الى الحمار والثور في نشاط الانسان بل تلك النقاط دلائل عقل يناظر النشاط الانساني ليرفع عن العلم الحديث والمدرسة المادية عملقتها الموصوفة باطلاق العظمة وبالتالي الركوع لها كما ركع الاولون لاصنامهم لاعتقادهم الفاسد في عظمتها المطلقة

    مهمتنا في هذه المحاولة في رسم معالم ميزان فكري تتناظر فيه كفتي العقل والمادة ولا يمكن ان تكون كفة المادة هي الارجح على حساب كفة العقل ويصبح العقل منقادا ولا يملك وسيلة الاستقلال في اتخاذ القرار الحق وهو القرار المتعادل الذي يجب ان يكون المسلم حصرا فيه لانه ارتبط بالقوة الاعظم حيث الارتباط بالقوة الأعظم يجب ان تؤتي ثمارا بعدم الخضوع او الركوع لقوة ادنى ... موقف المسلم في اسلاميته الحق وليس اسلامية الضلال كما هم المنافقون الموصوفون في الذكر المبارك عندما يكونون مسلمين في وسط مسلم كأن يكون الرسول فيهم وعندما يخلون الى شياطينهم تنتزع منهم الصفة الاسلامية وهم المنافقون في عصرنا عندما يكونون في الجوامع فهم مسلمون وعندما يكونون متسكعين على عتبات العلم المعاصر فهم الراكعون لغير الله فحق علينا ان نسميهم بالمنافقين

    كلماتنا الحذرة لا تتنازل عن جرأة التبليغ والتذكير بايات الله وفطرته التي فطرنا عليها ..تلك توجب ان ترفع الحذر من عقول من يتابع هذا الطرح حيث ان طرحنا لا يطالب ان يسقط المسلم كل حساباته وتطبيقاته العلمية ويعود الى حياة ما قبل الحضارة ولكن كلماتنا تطالبه بسحب اعترافه بعظمتها المطلقة لان اطلاق عظمة تلك العلوم (في العقل) يعني الركوع لها ويعني الركوع لغير الله وتلك الصفة تخرج المسلم من اسلاميته حتى ولو صلى الليل والنهار او صام الدهر كله وحج كل عام ..

    صفة اطلاق العظمة لا يمكن ان تكون لمخلوق اونشاط لمخلوق اوكيان لمخلوق .. ذلك المستقر هو الركوع بعينه لله سبحانه واي تلاعب بذلك المستقر انما هو شطب للعقلانية الايمانية وليس ثغرة او ثلمة في الايمان لان الاعتراف بعظمة المخلوق هو اسقاط لعظمة الخالق وبذلك يخرج المسلم من اسلاميته من اوسع ابواب الخروج ..

    بعد ان حاولنا اثارة مناظرة فكرية مجردة من مضامين علوم القرءان التي روجنا لاثارات ذكيرية فيها نضع بين يدي متابعنا الفاضل موجز تذكيري من اثارة الركوع في علوم الله .

    الركوع في قاموس العلم القرءان هو (وسيلة مسك رابط نتاج) ... فهو وسيلة .. كما في ركعات الصلاة .. تلك الوسيلة مهمتها مسك نتاج .. وهو متحصل بالصلاة في فهم ثوابها فنتاج الصلاة في فهم متواضع على حاشية العلم القرءاني انها تنهى عن الفحشاء والمنكر .. فوسيلة مسك النتاج لا يمكن ان تؤتى من غير الله سواء في الحرث او في الرزق او في الصحة البدنية والانجاب ولم يستثني الله سبحانه أي وسيلة فيها نتاج من بين يديه (سبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وهو على كل شيء قدير) .. ولكن الناس جبلوا على وسيلة مسك النتاج من غير الله واشهر تلك الوسائل ركوعهم لعلوم العصر واكثرها جماهيرية هي وسائل الطب
    الحديث ..


    ما هو بحديث عابر بل ذكرى لمن يشاء الذكرى

    الحاج عبود الخالدي

    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ


  • #2


    الركوع لله وحده تعظيما وطاعة(سبحان ربي العظيم وبحمده)....عليه نتوكل وبه نستعين ولا يغرننا لعب الأطفال وعبثهم...


    سلام عليك أخي الحاج عبود الخالدي

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      مقتبس
      السجود هو الخضوع لله في تعاليمه وفي الواجبات التي فرضها الله على خلقه .. اما الركوع فهو الالتزام فكريا بعظمة الله سبحانه وعدم الاتكاء على عظمة اخرى وبذلك الانضباط العقلاني يحصل الركوع لله سبحانه فمن ظن ان هنلك وسيلة غير الله فقد اختل ركوعه لله ..


      ما يكون له صفة الاصل أي ( الآسبق ) في العبادة هل ( الركوع) ام (السجود ) ؟
      مصداقا لقوله تعالى (واذ بوانا لابراهيم مكان البيت ان لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود )
      لماذا غيب حرف ( الواو ) بين لفظ ( الركع ) ( السجود ) وحضر بين لفظ ( الطائفين ) و ( القائمين )
      وهل دلالة حرف ( الواو) للترتيب ؟ أم لحرف ( الواو ) دلالات اخرى ؟

      في فقه ( التقديم والتاخير ) نلاحظ ان جميع الآيات ذكرت لفظ ( الركوع ) قبل ( السجود ) الا في آية مريم حيث قدم ( السجود على الركوع )
      قوله تعالى : ( يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ واسْجُدي وارْكَعي مَعَ الرَّاكِعِيْنَ ) (28) .
      كيف نفسر هذا الاستثناء ؟
      مع الشكر الجزيل لمتابعتكم وردكم الكريم
      جزاكم الله كل خير ..والسلام عليكم ورحمة الله
      sigpic

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        نعلن عن شكرنا الجزيل ..لما تثورين من اثارات فكرية تغني موضوعية الطرح وتزيد من مساحة التدبر في النص الشريف

        في وسعة بصيرة مع تطبيقات النصوص الشريفة سنجد ان السجود هو (قرار عقلاني) ينقلب الى (ممارسة مادية) في وصف يشمل (الركوع) فالركوع يختص بالمخلوقات التي تمتلك الخيار وهو مخلوق الانسان ويمكن ان نمسك بتلك الصفة في نص شريف

        (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) (الحج:18)

        في النص تثويرة في دعوة إلهية (الم تر) والرؤيا ستكون في عملية سجود مجمل الخلق في السماوات ومن في الارض من شمس وقمر ونجوم وشجر ودواب وكثير من الناس وليس كلهم ... ذلك الوصف في فاعلية السجود لله (ان الله يسجد له) وذلك التفعيل (يسجد) مرتبط بماديات يمكن رؤيتها (الم تر) ومن خلال رؤرية تلك الفاعليات ندرك ان كل تلك الموصوفات خاضعة لله سبحانه وتلك مدركة فطرية نمسكها بعقلانية فطرية محض فالله سبحانه لا يخلق من في السماوات والارض ليخالفوه ويخرجوا على نظمه فالشمس لو خرجت عن منظومة الخلق لتدهورت واندثرت وتلك الصفة تشمل ايضا (وكثير من الناس) وهم الذين لا يخالفون منظومة الخلق وخاضعين للطبيعة ويرفضون اي ممارسة خارج فاعلية الطبيعة التي فطرها الله .. اما الاخرين وهم من (حق عليه العذاب) فهم ايضا في برنامج الهي محكم ليعذبهم الله ولا يستطيع مخلوق بشري ان يتمرد على الخالق بل الانسان انما يخرج من منظومة احسن تقويم الى منظومة اسفل سافلين بفعل ارتدادي (ثم رددناه اسفل سافلين)... الركوع يقع في خيار المكلف وهو نتيجة للسجود فيكون السجود هو الاصل والركوع نتيجته

        الركع السجود ... هي نص تأكيدي لذلك المسرب الفكري فالركع موصوفين بالسجود مثلما نقول (الرضع الجياع) فالجوع هو الاصل والرضاعة نتيجة لتلك الصفة في الجوع ... اما الواو الرابطة في نص (للطائفين والقائمين) فللطواف قيامة صلاة (صلة) فيكون وصف الطائفين مرتبطا بالقائمين ويسمى في مناسك الحج والعمرة (صلاة الطواف) وتقام بعد منسك الطواف وهي ركن من الاركان لا يمكن اهماله ففي اهمال صلاة الطواف فساد الحج وبطلانه ... فهم (طائفين و قائمين) وصفتهم انهم مرتبطين بصفة سابقة وهي (ركع) وصفة الركع انهم (سجود) ... النية في الحج تسبق كل منسك وفيها وجوب وهي ركن في بدء منسك الحج عند الاحرام من المواقيت وبعد النية تبدأ التلبية (لبيك اللهم لبيك ... لبيك لا شريك لك لبيك ...) وتلك التلبية هي ركوع من اصل سجود مسبق فالسجود المسبق (خضوع لنظم الخلق) حصل في العقل (نية الحج) تلاها ركوع واوله التلبية وحين الوصول الى الحرم والبديء بالطواف وقيام صلاة الطواف تكتمل صورة البرنامج الالهي في الحج (الطائفين والقائمين والركع السجود) وحين نعيد ترتيب تلاوة تلك الايات ستكون متوالية في وصف موصوف من اخر المتوالية لغرض ادراك البيان

        السجود ـ نية الحج

        الركوع ـ الدخول من المواقيت

        الطواف ـ حول البيت

        القائمين ـ صلاة الطواف

        في تلك المتوالية نفهم فقه التقديم والتاخير في (تلاوة الايات) وهي في وجوب ءاية تتلو ءاية


        (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) (آل عمران:43)


        مريم لا تعلم ما جرى في رحمها فطلب منها ربها (القنوت لامر الله) فمريم لم تقم باي فاعلية للانجاب فوجب عليها القنوت لربها وبعد فعل القنوت تتفعل اية (السجود لله) وهي في فاعلية عقلانية تنقلب الى فاعلية مادية في الصبر على الحمل وعدم محاولة التخلص منه حتى نفاذ الحكم الالهي فيها وبعد تلك الايات يتم الركوع كما يركع غيرها (مع الراكعين) في تفعيل غلة السجود المتأتي من فعل القنوت فتكون تلاوة الايات عند مريم من اخرها
        الركوع كما يركع الناس في الحمل ودورته والمخاض في الولادة وكل تلك الفاعليات هي نتيجة تتصف بصفة الركوع لنظم الله كما يركع كل النساء الحوامل لتلك المنظومة (مع الراكعين)
        السجود لله ـ قبول تلك المنظومة المتفردة التي وضعت مريم في قمة الحرج الانثوي المعروف عند الناس وعدم محاولة التخلص من وليدها خوفا من الناس وتلك هي تفردية مريم ان يكون السجود بعد الركوع
        القنوت والذي حصل في عقل البتول حين احست بالحمل وعرفت انه من امر الله
        نأمل ان يكون الموجز فعالا في قيام الذكرى
        سلام عليكم
        قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

        قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة الحاج قيس النزال مشاهدة المشاركة


          الركوع لله وحده تعظيما وطاعة(سبحان ربي العظيم وبحمده)....عليه نتوكل وبه نستعين ولا يغرننا لعب الأطفال وعبثهم...


          سلام عليك أخي الحاج عبود الخالدي
          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اخي الاغر ابو محمد ولكم منا وقفة اعتزاز كبيرة حين تنثرون كلمات الود على حاشية سطورنا الداعية الى نفض (الخيال) عن المثل القرءاني لمعرفة مكنونات تلك الرسالة الشريفة التي لا بد لحملة القرءان ان يدركوا مكنوناتها قبل قيام القارعة التي وعد الله بقيامها للحصول على سبل النجاة منها
          اخي ابو محمد نحن نغمض اعيننا عن الحقائق القرءانية عمدا وباصرار في حين نرى اعدائنا يبحثون الليل والنهار في اسرار الخلق دون ان تكون لرسالة الله فيهم دليلا يدلهم فاصبحوا في حال احسن بكثير من حالنا بل اصبحنا عبيدا لعلومهم وساجدين لقولهم راكعين لممارساتهم
          جيل الاباء اليوم هو المسئول عن الغفلة الجامحة في خيال العقيدة الذي لا يغني غفلتنا شيئا بل يركسنا في الغفلة الى اعمق اعماق الضلال في حين نفقه علم اعداء الله ونلتهم مادتهم العلمية بلا خيال بل نردد ما يرددون وكأن الله قد كتب علينا الذلة والمسكنة لاننا في غضبة الهية عارمة
          شكرا لحضوركم الكريم
          سلام عليكم
          قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

          قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

          تعليق


          • #6
            رد: الركوع

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله عن الاسلام كل خير
            نرفع من علو ( بيان ) هذه ( التذكرة ) لما حملت من حقائق قرءانية هامة
            فشكر الله لكم
            والله الموفق

            .................................................
            سقوط ألآلـِهـَه
            من أجل بيان الشاهد والمشهود في شهادة ان لا إله الا الله

            سقوط ألآلـِهـَه

            تعليق

            الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 3 زوار)
            يعمل...
            X