الأزيز .. صفة شيطانية
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
(أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ
تَؤُزُّهُمْ أَزّاً) (مريم:83)
فهل من يرى معي الازيز ..!! تَؤُزُّهُمْ أَزّاً) (مريم:83)
في علم النفس التجريبي قام العلماء بوضع مصدرا صوتيا للصخب في حقل لانتاج بيض المائدة ... ووضعوا مصدرا موسيقيا في حقل مماثل ومطابق لانتاج بيض المائدة وبدأت الرقابة ... سجل حقل الصخب تدني كبير في الانتاج في العدد وضمور في حجم البيضة المنتجة ...
سجل حقل الموسيقى تناميا في الانتاج في العدد وحجم البيضة المنتجة ... سجلت الرقابة تغيرات هرمونية وبايوفيزيائية واضحة ونشر تقرير اكاديمي عنها ...
اجريت تجارب مماثلة على الجرذان وكانت القرءاة الرقابية في ايقاعات الدماغ الكهربية فظهر ان الجرذان التي تعرضت للصخب سجلت ايقاعات (الفا) في ادمغتها وذلك يدل على اضطرابها وسلوكها المتوتر نتيجة الصخب حيث أكد اضطراب واضح بالفحص المختبري ... الجرذان التي تعرضت للموسيقى سجلت ادمغتها ايقاعات (بيتا) وهي ايقاعات تدل على الهدوء وظهر ذلك على تصرفاتها حيث كانت هادئة ووديعة اثناء التجربة .. تم قلب التجربة بين المجموعتين فسجلت الدراسة نفس المؤشرات ...
في تسعينات القرن الماضي كنت اراقب الاصوات في مكتبتي الخاصة وكان مسجل الصوت يمنحنى تسجيلا لصخب مخيف ينخفض تدريجيا مع ساعات الليل ولكنه لا يختفي كليا ... ويبدأ مسجل الصوت يسجل ارتفاعا مطردا منذ بدايات الصباح ... كنت اضع سماعة الطبيب على بعض الامتعة فاسمع ازيزها والصخب المؤثر فيها وكلما دخلت في بطن الليل ينخفض الازيز تدريجيا ولا يختفي .. يعود الصخب والازيز يسجل حضورا في جهاز التسجيل وتعود سماعة الطبيب تنبيء بازدياد الصخب والازيز في الامتعة مع بدايات النهار في تصاعد مستمر يذهل السامع ويجعل الاية القرءانية موضع تأمل عميق فيما يجري من حضارة لا تعرف غير الازيز والصخب ...
ماذا يحدث للعقل وسط تلك الزحمة الصوتية الهائلة ... ما من شيء حضاري الا وله صخب .. حتى الحاسب الذي اعمل عليه لن يكون صامتا ففيه ازيز وله صوت حتى لو كان خفيفا .. الآلة الصاخبة انتشرت في كل مكان .. في كل مفصل من مفاصل الانسان .. صخب صخب ..!!
قبل اسابيع اعلن الاعلام المرئي عن دراسة بريطانية اكاديمية أكدت ان الضوضاء سببا مباشرا في ارتفاع ضغط الدم ...
الناس يعرفون وجه الحقيقة في عقولهم .. في الريف والخلاء .. تهدأ النفوس .. تذهب التشنجات ... يستريح العقل ... انه الازيز ... ازيز الحضارة .. دمار العقول .. امراض ..؟؟ .. لا .. بل تشنج عصبي ...فليتصور المتأمل في ايات الله كيف سيكون وعاء الرضا في مجتمع متشنج الاعصاب .. كيف سيكون الناس وهم في توتر يأز العقول ويفقدها سماحتها فيكون السوء في دائرة الرضا بين الناس ..
حفيف الاشجار ... خرير الماء .. زقزقة العصافير .. جمال ساحر .. موسيقى طبيعية تريح الاعصاب .. وعندما تشتد الرياح عاصفة .. تقوم صلاة الخوف فيها .. تلك هي رحمة الرحيم .. ملأوا الارض ازيزا .. غادرت الرحمة ارضنا .. اصبح كل شيء فيها متشنج ..!!
كل المخلوقات تنتج بصمت ... لا تصدر ازيزا ... وعندما ينهق الحمار وصفه القرءان بانكر الاصوات !! فكم حمار ينهق من خلال آلة العصر الحضارية ..؟؟ الشجر ينتج بصمت .. حنطة .. رز .. بقوليات الدنيا .. فاكهة الدنيا .. انعام الدنيا .. كلها تنتج بصمت ... الا تقنيات العصر فالازيز جزء من تكوينتها .. لا تعرف الصمت .. بل تعرف الصخب والازيز ..
عرفت الصخب من صراخ الاطفال .. فعرفت ان صراخ الطفل دليل الالم .. سنة في التكوين ليسارع الاب والام والاحبة لاطفاء الم الطفل فصراخه الم ... صراخ الالة .. هل هو الم تعلنه عقلانيتها ..!!
يوم ندفع المادة للالم فتصرخ ولا مجيب لصراخها .. فهل سوف تنتقم منا بعقلانيتها هي .. سرطان وايدز وجنون بقر وانفلونزا طيور ..؟؟ اليس الفايروس عقلانية مادية في سلسلة دنا او رنا عاقلة تدمر اجسادنا ..؟؟
انهم الشياطين الذي اقاموا ازيزها .. اقاموا عذابها .. فكان ويكون عذابها عذاب لنا ونحن في غفلة عن قرءان ربنا ..!!
عندما اسير في الاسواق .. لا تخلو زيارة من عراك ارى تفاصيله واسمع انسان يشتم انسان في تشنج عقلي واضح ونرى صراع الانسان مع الانسان ويكاد الرضا بين الناس ان يكون حالة نادرة ...
انها أنكفائة حضارية ان نصنع من الحضارة ما لا يريحنا وما نراه من راحة في تقنيات عصر ما هي الا معاول تهشم الاستقرار النفسي وتدفع بالعقول الى هاوية سحيقة من الشد العصبي ..!!
ويضيع الرضا ويفقد وعاء الرضا (الارض) تكوينته فتكون الارض قد ملئت ظلما وجورا في ازيز متواصل لا ينقطع ..
(أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً) (مريم:83)
الم تر متابعي الفاضل .. الشيطان صفة وليس مخلوق ...؟؟ من تقمصه صار شياطانا ..!! الشيطنة هي خروج على سنن الخلق .. عندما نعرف ان الشيطان صفة في المخلوق ستكون حدقات العيون اكبر وسعة فيكون الازيز من شياطين يؤزنا ازا لانا كفرنا بطبيعة الخلق (أنعم الله) .. ونحن الكافرون بخلق الله الرصين .. الساعون لتقنيات تأز ازيزا قاسيا
بيننا وبين القرءان قيود تاريخية .. لو تحررنا منها فلسوف نقرأ القرءان في زمن معاصر ... والقرءان يذكرنا ... عسى ان تنفع الذكرى .
الحاج عبود الخالدي
تعليق