كيمياء الحرف في اللسان
العربي المبين
من اجل حضارة عربية معاصرة
العربي المبين
من اجل حضارة عربية معاصرة
كثير من الناس بل كل الناس يعتقدون ان اللسان العربي هو عبارة عن الفاظ نطق بها العرب الاوائل وانحدرت في التاريخ حتى وصلت الينا ... تلك هي مستقرات عربية متقولبة لا تتزحزح من عقول الناس والعرب واكبر شاهد يشهد على ذلك القول ما احتوته المكتبة العربية من قواميس ومعاجم وارشيف لفظي عربي كله يؤكد مستقرات لفظية عربية مقرونة بمعانيها (مقاصدها) ..
اثارة العقل الاولى تتسائل كيف نطق العربي الاول العربية ومع من اتفق على مستقراته اللغوية ..
استفزني يوما احد اولادي الصغار وهو يتعلم النطق بداية فطلب مني ان يصعد بـ (الصعّاد) فلم افهم قصده ولكني عندما دققت في طلبه ومقولته الفطرية وجدته يرغب باستخدام (المصعد) الكهربائي ... وثار التساؤل من اين اتى هذا الطفل بلفظ (الصعّاد) فهو افصح عربية من لفظ (المصعد) ..!! ومن علم ذلك الطفل مثل ذلك اللفظ العربي الفصيح جدا والذي يعلو بفصاحته فصاحة اهله الكبار .. !! فلفظ المصعد هو للصعود وهي صفته (المصعد) اما (الصعّاد) فهو يعني انه يقوم بتصعيد الاخرين فهو الافصح في اللسان العربي من شفتي طفل يبدأ النطق (بريء)
عندما يدور الفكر في حارات العقل وزواياه وهو يمتلك اثارة فان العربية تعلن عن نفسها في العقل بل تفرض نفسها على العقل ... وانا اقلب التاريخ العربي شمالا وجنوبا تمر علي اسماء العرب في ماضيهم ... اسماء لا اعرف معانيها ومقاصدها فقد اختفت من قاموس حياتنا ولكنها في تاريخ العربية موجودة تفرض نفسها فلماذا سقطت من عربيتنا ونحن نرث عربيتهم ...؟؟
تلك الاسماء كانت بؤرة اثارة فكرية لانها اسماء اهملت ولوكانت مرتبطة بميراث عربيتنا لبقيت كما بقيت الالفاظ العربية الاخرى التي فرضها لغويوا العرب علينا .. اسماء لا نعرف مقاصدها ( مرثد ... عجرفة ... حذيفة .. عكرمة ... عدنان .. قحطان ... جندل ... براقش .. قريش .. جندب ... سفيان .. هريرة ... و .. و ..) واسماء لا تنتهي وما ورثنا من تلك الاسماء الا مسميات الصالحين تيمنا بصلاحهم دون معرفة مقاصدها في عربيتنا الموروثة ..
في لفظ اخر وفي حارة عقلية اخرى كان لفظ (طور) وهو يعني في معاجم العرب انه (جبل في سيناء) ارتبط بقصة موسى عليه السلام ... ولكني وجدت في صحاح الرازي قولا قال فيه ان العرب استخدموا لفظ (طور) للدلالة على (ملكة العقل) ولكن العرب يفرضون علينا ان (طور) هو جبل في سيناء ... وفي زماننا يقول اللسان العربي (تطور) وهو من بناء لفظ (طور) فما علاقة الجبل بلفظ التطوير والتطور ..!! وتبقى العربية رهينة تاريخها ونحن لها وارثون ولكن ...
ولكن عقولنا معنا ولا تقبل ان تستقيل من (التفكر) فنرى في الكيمياء مرابط في العقل لتحويل الكيمياء الى لغة ناطقة في الفهم فتكون المعادلة التالية
(h2o) تعني ماء وهي من ذرتين من الهيدروجين (h+h) وذرة او كسجين وهي تساوي(hh0) فهي حروف تدل على مقاصد في عقل الانسان وبالتالي تتراقص الحروف في مرابطها ازاء تراقص المقاصد المرتبطة بروابط كيميائية فيكون (ho) يعني مقصدا اخر يختلف عن مقصد (h2o) مثل لفظ (لله) عندما يتحول الى لفظ (له) ففي اختلاف القصد اختلفت مرابط الحروف ... ومثله ايضا (oh) تعني مركبا هاديدروكسيدي بما يختلف عن (ho) ومثله في المدرك العربي كالفرق بين لفظي (له) و (هل) ومثله في لفظ (رب) و (بر) .. اختلاف الحرف في موقعه الترابطي يعني اختلاف القصد ..
ذلك ليس بعجيب او غريب ولكن منهجيته مفقودة بين الناطقين بالعربية لانهم في غفوة على وسادة لفظية موروثة من ريش لفظي لا يبلى ولكن بلاء ما نحن فيه في نداء عربي غليظ ووحدة عربية جبارة وفي نفس الوقت ينغلق فهمنا للعربية نفسها فيكون كمن عشق امرأة مجهولة لم يراها وهو يعشقها ...
عندما يرتبط حرف الياء بالاسم في اخر اللفظ يدل في القصد على (ي) التملك .. اليس ذلك قول العرب (كتاب .. كتابي .. سلام .. سلامي .. سيارة .. سيارتي) اليست تلك كيمياء تركيبية تتركب فيها حروف النطق حسب مقاصد الناطق ...!!!
انها اثارة في لسان عربي مبين ... ليس لنكون عربا فصحاء ... بل لنقرأ القرءان كما يقرأ بلسان عربي مبين ... يحمل بيانه معه ... وليس بيان لفظي موروث لا نعرف مدى دقة مصداقيته ...
اثارة في العقل تنتقل الى قرءان يقرأ
الحاج عبود الخالدي
تعليق