المسلمون وملة ابراهيم ..
تكون ..؟
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
تكون ..؟
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران:85)
انه تحذير شديد الوصف قاسي على العاقل الحكيم ... يحتاج الى تمحيص عقلاني فائق الوصف ..
فطر المسلمون على تسمية الدين الاسلامي (اسلام) وقد روج الفقهاء لذلك الاسم تحت عناوين مشهورة جماهيريا (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده) وان كانت هذه المقولة حكمة بالغة الا انها لا تمثل المحتوى الفكري للفظ الاسلام .. بل صفة من صفاته ليس اكثر
(وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً) (النساء:125)
فهنلك امران غفل عنها العنوان العقائدي في تكوينة الاسلام
الاول : اسلم وجهه لله
الثاني : اتبع ملة ابراهيم
شرط البند الاول فيمن اسلم وجهه لله ان يكون (وهو محسن) وتلك هي من راشدة حكيمة في (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده) ولكن اين الباقي ... اسلم وجهه لله واتبع ملة ابراهيم حنيفا .. فهل المسلمون الان يتبعون ملة ابراهيم ...؟
كثير من غير المسلمين خصوصا في اوربا وديعون هادئون لا يؤذون احدا بالفعل او القول (سلم الناس من لسانهم ويدهم) ولكنهم ليسوا مسلمين ... فما هي حكايتهم مع ثوابت فقهية اسلامية راسخة ..؟
بل ما هي ملة ابراهيم وكيف نستطيع ان نمسك بها لـ (نتبعها) فهي ركن في تشغيل صفة الاسلام كما هو ثابت في النص الشريف ..؟
في منهجنا الاستقرائي للقرءان والمعلن لمتابعينا الافاضل ان (الاسم في القرءان) هو دليل الصفة الغالبة وهو وان كان يمثل شخصية في التاريخ تفعلت في زمنها الا ان (الصفة الغالبة) تبقى في فطرت الخلق التي فطرها الله وهي تتكرر في كل جيل وفي كل زمن ... فما هي الصفة الابراهيمية في ابراهيم ...
من دواعي الاسف ان لفظ (ابراهيم) قيل فيه انه اسم توراتي (ابراهام) وهو طعن في القرءان وفي صفة مطلقة من صفات القرءان وانه (بلسان عربي مبين) ولكن ..!! حسبنا الله فيما قالوا ويقولون ..!!
البناء العربي في لفظ ابراهيم:
بر ... برء ... .. مثله في الفطرة العربية .. قر .. قرء .. رد .. ردء (ردءا يصدقني) .. مر .. مر ء ... در .. درء ... صد .. صدء ... مل .. مليء ...
بر ... في معالجة سابقة وضحنا فيها انها (قبض الوسيلة) فمن كان في البر استطاع قبض وسيلته في التنفس والمشي والسمع والشم وكل الانشطة اما في البحر فالبحر هو الذي يقبض الوسيله وبالتالي يفقد المخلوق وسيلته في البحر فيغرق .. فالبحر قابض الوسيلة الفائقة الفعل وبالتالي يقبض وسائلنا ..
البر هو قبض وسيله ... الرب هو وسيلة قبض (كيمياء الحرف العربي المبين) .. اضافة حرف الهمزة هو دليل كينونة الفعل ونجد ذلك في الالفاظ التالية
أم .... هي مشغل تكويني بدلالة الهمزة .. الام ولادة
ماء ... هو مشغل تكويني فعال بدلالة الهمزة (وجعلنا من الماء كل شيء حي)
صدء ... هي فاعلية تكوينية في اتحاد الاوكسجين مع الحديد فيصدأ (عربية فطرية)
ردءا ... هي فاعلية تكوينية في الرد سنجدها عند معالجة لفظ (هارون) وهي في رد تكويني يجري بين موسى (العقل) وهارون (العقل ايضا) في احلى حكمة في البيان القرءاني ... ومنه لفظ (رداء) الذي يرد (تكوينيا) مؤثرات الحرارة والرياح واشعة الشمس ونظرات الناس فيكون الثوب رداء يرد بشكل تكويني كل تلك المؤثرات ...
سماء ... وهي دائرة الصفات الغالبة (تكوينيا) بدلالة الهمزة ...
البريء هو الذي يجعل (البرء) في حيازته ... أي هو القابض التكويني للوسيلة ... فيكون بناء اللفظ الابراهيمي
بريء ... أبريء ... مثلها في الفطرة العربية درء .. أدرأ عن نفسي المكاره ... مرء .. مريء .. أمريء ...
ويستمر البناء العربي المبين
بريء .. براء .. ابراء .. مثله .. مريء .. مراء .. امراء .. رديء ... رداء .. ارداء .. علي .. أعلى .. اعلاء ..
الهاء حرف في العربية دليل فاعلية في مستقر ... لفظ مثل (كتابه) .. الهاء تدل فاعلية مستقر المالك .. (نتائج من علوم القرءان)
الميم دليل (مشغل متنحي) مثل مشغل الماكنة فهو متنحي عن جسم الماكنة ولن يكون جزءا منها مثل (محرك) فالمحرك لن يكون جزءا من الحركة مثله مثل الماء فالماء لا يكون الا وسطا للحياة وعندما تجف البذور يغادرها الماء وتبقى ضرورات حياة النبته قائمة والماء قد غادرها وعندما يعود الماء تنفلق وتنبت فالماء مشغل تكويني بدلال الميم في التشغيل والهمزة في الفاعلية التكوينية في الخلق ..
أبراهيم ... هو ... فاعلية تكوينية بدلالة الهمزة في اوله وهو قابض وسيله (بر) في مستقر (هاء) يشتغل تكوينيا بدلالة (الهمزة والميم) ... والحيز في دلالة الحرف (ي) ... فهو ابراهيم ... ذو تركيبة تكوينية تمتلك مشغل تكويني في قبض الوسيلة ..
تلك الصفات في اسم ابراهيم تحتاج الى اتباع (ملة) وهذه الملة هي في البراءة التي نعرفها ... البراءة من كل شيء هي ملة ابراهيم فمن اتبعها حصل على صفات ابراهيم وحصل على التشغيل التكويني الذي فطره الله
(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30)
وتمامية الاثارة التذكيرية يراجع ادراجنا على الرابط
الفطرة الانسانية مصدر المعرفة الوحيد
وذلك هو ابراهيم (الصفة) حين يقول
(إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (الأنعام:79)
فيرى ابراهيم ملكوت السموات والارض كما ثبت ذلك في القرءان في نص صريح
(وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) (الأنعام:75)
فمن فعل ذلك فقد اسلم وجهه لله واتبع ملة ابراهيم فكان مسلما ... اما غير ذلك فهو في تذكرة الذاكرين ولن يكون في كلام مسطور بل صفة يدركها من تنفعه هذه الذكرى ..
الحاج عبود الخالدي
تعليق