اللهم صل على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والذي قال: (أنا ابن الذبحيين) ويعني بهماعبدالله بن عبد المطلب والده واسماعيل بن ابراهيم عليهما الصلاة و السلام . وبعد :
فقد أرسل الي أحد الاخوة ورقات تتحدث عن أصل العرب ، ولا ادري أهي من بحثه أم نقلها من المنتديات وهو ديدن أكثر باحثي عصرنا ، وأورد اوراقه فيما يلي مع بعض التعليقات ( باللونين الاخضر والاحمر ) واترك الباب مفتوحا للنقاش ،،، يقول مراسلنا الاخ الباحث في أوراقه :
كتب كثير من علماء الأنساب والتاريخ في اصل العرب وقد كثرت الأقوال وتضاربت الآراء خصوصا بين القديم والحديث فالاعتماد عند المتقدمين على الكتب المدونة وعند بعض العصريين على الآثار القديمة التي نقب عنها في جوف الأرض وحيث أن أمرالتنقيب عقيم في جزيرة العرب وبالأخص لم يجرِ تنقيب حتى اليوم في الـربع الخالي (مع صحراء الأحقاف ) فاصبح الاعتماد فيما يتعلق بشؤون العرب حتما على الكتب المدونة لأنه لم يكن أمامنا ما ينفي صحتها غيران كتب التاريخ والأنساب المتعلقة بأصل العـرب وتقسيمهم تحتوي على أقوال كثيرة وقد قمت بعملي فلخصت منها - ما أذكره تاليا - بعد جهد وتفحص دقيق فأقول ولله الحمد :
يرجع اصل العرب إلى سام بن نوح عليه السلام وكان مسكنهم قبل أن يسكنوا الجزيرة جهات العراق ثم نزح فريق منهم إلى الجزيرة التي يكون موقعها بالنسبة للعراق غرب جنوبي فسمى بنو سام النازحين منهم إليها (عـربــا) أي الغـربيـين لان حرف الغين المعجمة كان مفقودا من اللغة السامية فكانوا ينطقون بالعين المهملة عوضاً عن الغين المعجمة ويضعونها موضعها ومن ذلك الحين أطلق على من نزح من بني سام إلى الجزيرة العربية اسم العرب ، ثم سميت الجزيرة باسمهم . (( وهذا الرأي أضعفه أنا شخصيا ، اذ يقوم على الحدس والتوسـّــم ، لا على الدلائل والقرائن والاثباتات التاريخية ، أو اللقـى الأثريـة )) ..
ويضيف المرسـل ( الباحث المفترض ) والذي نزح هم ( عاد ) ومسكنهم الأحقاف المسماة الآن بصحراء الأحقاف الواقعة في القسم الجنوبي من الجزيرة . ( وثمود ) ومسكنهم الحجر ووادي القرى بين الحجاز والشام المسمى الآن بمدائن صالح الواقع في القسم الشمالي من الجزيرة . و ( طسم) و ( جديس ) ، ومسكنهما اليمامة الواقعة في قلب الجزيرة ، والبحرين المسماة الآن بالأحساء ، الواقعة في القسم الشرقي من الجزيرة على الخليج العربي .
و ( عمليق ) ومسكنهم عمان ، الواقع في القسم الشرقي بجنوب من الجزيرة .
قال الجرجاني : إن بني عمليق ملكوا مصر ، ومنهم فرعون إبراهيم ، وفرعون يوسف ، وفرعون موسى . و ( أميم ) ومسكنهم رمل عالج بين اليمامة والشحر ، والمسمى الآن
بالربع الخالي . و( عبيل ) ، ومسكنهم الجحفة بقـرب المدينة ( شــمالها المعـروف باسـم آبــار علي ، ) . و ( عبد ضخيم ) ، ومسكنهم الطائف . و ( حضروا ) ومسكنهم الرس ، وأما الكلدانيون ، قال ابن خلدون في تاريخه : إنهم من الطبقة التي قبل نوح عليه السلام ، فهم من بني آدم ، ولم يكونوا من بني سام بن نوح .
ويحد الجزيرة العربية شرقاً بحر الهند والخليج العربي المسمى بالخليج الفارسي ـ لأن العرب استعمرته وبنت فيه ملاحتها قبل الفرس ـ وبعض العراق إلى الكوفة . وغرباً البحر الأحمر ، على أيلة وهي العقبة ، ثم إلى البلقاء المسماة ( الأردن ) ، وبعض بادية الشام وفلسطين وشمالاً من الكوفة والفرات بالعراق ، إلى عانة
وبالس ، من الجزيرة الفراتية ، إلى سلمية وإلى مشارف غوطة دمشق إلى مشارف حوران
، إلي البلقاء من برية الشام وبعض فلسطين . وجنوبا بحر الهند .
وتنقسم الجزيرة إلى خمسة أقسام كبيرة :
الأول : القسم الشرق ، وهو يشتمل على عمان وقطر والأحساء والكويت وما حاذى ذلك من مدن وقرى ، من الجهة الشمالية إلى الكوفة .
الثاني : القسم الغربي ، وهو يشتمل على اليمن وتهامة وعسير والحجاز إلى أيلة وما حاذاها من جهة الشمال إلى البلقاء .
الثالث : القسم الشمالي ، وهو يشتمل على كل ما وقع ما بين الكوفة وحوران والبلقاء إلى أيلة من قرى وبادية
الرابع : القسم الجنوبي ، وهو يشتمل على حضرموت .
الخامس : قلب الجزيرة ، وهو يشتمل على عموم نجد ، بما فيه اليمامة والقصيم وشمر وجبلي سلمى وأجا ، وما جاور ذلك مع الربع الخالي بصحراء الأحقاف ونجران .
والارجح ان الجزيرة العربية تمتد الى جبال طوروس ومنابع الفرات ودجلة في تركية وتضم العراقين وسيناء . ومن يريد البحث هنا فعليه التفكر ان الحديث الشريف (( بارك الله في شامها ويمنها )) معناه شمال الكعبة أي القسم الشــآمي من الجزيرة ، وجنوبها أي القسم اليماني منها ، فكل ما على يسار الكعبة – شمالها / شــآمهــا ، هو شـــــام ، وكل ما على يمينها - جنوبها – فهو يمن ، ومفاد هذا البحث ان الجزيرة كما ذكرنا تضم الشام والعراق وصحراء ســينـاء اضافة لمـا سُــمِّـي حديثا شبه الجزيرة ، وهو تعبير مُستحدث لم تعرفه العرب ابدا من قبل ... ويشجع الغربيون عادة على تعميم مصطلح شبه الجزيرة للتملص من حديث وحكم شرعي آخــر وهو : (( لا يجتمع دينان في جزيرة العرب )) وهو ما سنتحدث عنه في مكان آخر ان شاء الله .
ملوك العرب :
كان ملك العرب في ثماني قبائل ، سبع من قحطان ، وواحدة من عدنان ، أما السبع الذين هم من قحطان ، فهم : (1) حمير ، (2) همدان ، ( 3) كندة ، (4) لخم ، (5) دوس ،( 6) جفنة ، (7) بنو الصوار ، وأما القبيلة التي من العدنانيين ، فهم ، بنو قنص .
فكان ملوك بني الصوار ، هم أهل البأس والشرف القديم والعز التليد والملك الوطيد والمجد الأثيل فقد فتحوا البلدان ، وأخضعوا الممالك وقهروا الأقران وتركوا الآثار العظيمة ، التي لا يزال المنقبون يعثرن على بعضها في كثير من الأقاليم ولا يزال التاريخ يحدثنا بأخبارهم العظيمة التي سادوا بها على الأمم الأخرى في
تلك العصور . ومن هؤلاء الملوك يعرب بن قحطان ، وسبأ بن يشجب ، والحارث الرائشي ، وأبرهة ذو المنار ، وعمرو ذو الأذعار ، وأفريقس باني أفريقة ، وسمر يرعش باني سمرقند , وتبع الأكبر , وتبع الأوسط , واسمه أسعد ويكنى أبا كرب , وتبع الأصغر , واسمه عمرو بن حسان بن أبي كرب .
وأما بنو قنص , فهم الملوك العدنانيون ، وهم بنو قنص , بن معد , بن عدنان , فقد ملكوا العراق , والجزيرة الفراتية ، ولهم غارات على الروم , والفرس .
وسائر العرب , بعد الملوك ، طبقتان , كسائر الأمم , أهل مدر , وأهل وبر , فأما أهل المدر , فهم الحضر سكان المدن والقرى , فكانوا أصحاب زرع , من نخيل , وكرم , وأهل الوبر , هم قطان الصحاري وعمار الفلوات , معيشتهم من ألبان الإبل , ولحومها , وفي زمان النجعة ووقت التبدي يرعون ماشيتهم , جهات إيماض البرق ومنشأ السحب , وجلجلة الرعد , فيؤمون منتجعين لمنابت الكلأ , مرتادين لمواقع القطر .
وهذه حالتهم قديما وحديثا حتى اليوم .
فمن حضرموت ( الحضارم ) وهم سكان جنوب الجزيرة إلى اليوم , وسميت القطعة التي
سكنوها باسم جدهم حضرموت , ومنهم ملوك ( كندة ) ، قال ابن خلدون في تاريخه :
أول من ملك منهم عمرو ألأشنب بن ربيعة بن برام , بن حضرموت .
ومن ملوكهم ذوعيل بن ذويقعان قد غزا الصين , وقتل ملكها , أخذ سيفه .
كذلك سنان ذو ألم غزا الصين , والروم ثم من ملوكهم حماد بن بدعيل قد غزا فارس في عهد سابور ذي الأكتاف وهو أول من اتخذ الحجاب من ملوكهم .
ومن ملوكهم يشرح ذو الملك , بن ودب فكان أول من رتب الرواتب , وأقام الحرس والروابط .
وتوارث ملكهم إلى البعثة النبوية .
وكان ملكهم في ذلك العصر ( وائل بن حجر ) رضي الله عنه , وقد وفد على النبي صلى
الله عليه وسلم بنفسه فأكرمه , وأحسن منزله , وأيده في ملكه , وأرسل معه معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه وله معه قصة , تأتي في الوفود .
ومن يعرب اليمانيون وهم سكان القسم الغربي الجنوبي من الجزيرة إلى اليوم ، وهو القسم الواقع بين حضرموت وعسير .
ومنهم ملوك سبأ والتبابعة , وقد توارث ملكهم إلى البعثة , ولأحد ملوكهم ( سيف بن ذي يزن الحميري ) قصة مع عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم تتعلق بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم , ستأتي في هذا الجزء . وأما جرهم , فكان مسكنهم الحجاز ثم اضمحلوا واندمجوا في العدنانيين من قبل البعثة النبوية .
وأما ( السلف ) فقد اندمجوا في اليمانيين , قال ابن خلدون : وأهل التوراة لا يعرفون شيئاً من أخبار عاد وثمود , لأنهم لم يقع لهم ذكر في التوراة , ولا لهود ولا صالح عليهما السلام بل ولا لأحد من العرب العاربة , لأن سياق الأخبار في التوراة عن أولئك الأمم , إنما هو لمن كان في عمود النسب , ما بين موسى وآدم ,
صلوات الله عليهما , وليس لأحد من آباء هؤلاء الأجيال ذكر في عمود النسب فلم يذكروا فيها .
وعليه فليهدأ بال الملاحدة , في قولهم : إن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ أخبارالأمم السالفة من التوراة , فظهر أن هؤلاء العرب العرباء لم يكن لهم ذكر في التوراة , وقد جاء في القرآن المجيد جمل من أخبارهم لم يكن لها نظير في التوراة , فلم يبقى لمفترياتهم محل .
وأما بنو ( فالغ ) بن هود عليه السلام , فنزحوا من جنوب الجزيرة إلى شمالها , أقاموا بين بابل والجزيرة الفراتية بين سوريا وفلسطين , وتناسلوا فيها , واقتبسوا شيئاً من لغة تلك البلاد الآشورية والسريانية , واختلطت مع لغتهم العربية , فتولدت منها لغة سميت ( بالعبرانية ) نسبة إلى جدهم هود عليه السلام
, المسمى عندهم ( عابر ) , فصار يطلق على تلك اللغة ( العبرانية ) . ومن بني فالغ بن هود عليه السلام , نبي الله ( إبراهيم ) صلى الله عليه وسلم , وهو إبراهيم بن تارح , المسمى آزر , بن ناحور بن شاروخ بن أرغو بن فالغ بن عابر ، وهو نبي الله هود عليه السلام , ثم أن إبراهيم صلى الله عليه وسلم رحل بهاجر أم
ولده إسماعيل , مع ابنها إسماعيل عليه السلام , من فلسطين إلى مكة , وتركهما بها , وعاد إلى فلسطين , فنشأ إسماعيل عليه السلام بمكة وصاهر بني جرهم , وتكلم اللغة العربية , من أصل نشأته .
ومن ولد إسماعيل عليه السلام ( عدنان ) , ومن عدنان ( معد ) , ومن ولد معد (نزار ) .
ومن ولد نزار ( أنمار ) , وقد اضمحل بنو أنمار , واندمجوا في بجيلة وخثعم .
ومن ولد نزار أيضاً ( أياد ) , وقد اندمج بعض ولده في مضر , ومن ولد أياد ( قس بن ساعدة الأيادي ) , الذي يضرب به المثل في البلاغة ، وهو أول من اظهر التوحيد بمكة ، مع ورقة ابن نوفل , وزيد بن عمرو بن نفيل .
ومن ولد نزار أيضاً ( ربيعة ) , ومسكن بنيه بين اليمامة والبحرين , والعراق .
ومن بني نزار أيضاً ( مضر ) ومن مضر قريش .
فبنو عدنان , هم سكان نجد إلاّ قريشاً , فهم سكان مكة وضواحيها , ولا يشارك بني عدنان من العرب في أرض نجد من القحطانيين إلا ( طي ) من كهلان , فيما بين جبلي ( أجا ) و ( سلمى ) , ثم تفرق بنو عدنان في تهامة والحجاز والعراق والجزيرة وسورية وبعد الإسلام تفرقوا في عموم الأقطار .. فحاصل ما تقدم أن العدنانيين , والقحطانيين , يرجعون في النسب إلى أصل واحد وأب واحد ومسكن واحد ولغة واحدة وجد واحد وهو هود عليه السلام , وهود من بني عاد كما تقدم .
وأما من قال : إن كان من سكان فلسطين وكانت لغته ? العدنانيين هم العرب المستعربة , فذلك لأن إبراهيم المستعارة للعبرانية , كما تقدم , ثم لما نشأ ولده إسماعيل عليه السلام بمكة , وتكلم العربية التي اقتبسها من جرهم , عده المؤرخون , أعجمياً واستعرب , وسمو بنيه العرب المستعربة , والصحيح أنه من أصل
عربي , وجده الخامس هود عليه السلام , فإذا كان سلفه نزحوا من جنوب الجزيرة إلى شمالها , وتغيرت بسبب ذلك لغتهم العربية باللغة العبرانية , فهل يخرجهم ذلك من أصلهم العربي بناءً على تغير اللغة ؟ ما أظن أن هذه القاعدة صحيحة , عند علماء النسب حيث أن تغير اللغة لا يغير الأصل .
وأما قول المؤرخين : إن العرب تنقسم إلى ثلاثة أقسام , بائدة , وعاربة , ومستعربة , فهذا اصطلاح جرى عليه المؤرخون , ولا يكون حجة يستند عليها في أصل العرب , والصحيح , أن بني عاد لم ينقطع نسلهم , وذلك أنه لما هلك بنو عاد , وهم قوم هود عليه السلام , بقى هود ومن آمن معه من بني عاد وذلك بنص القرآن المجيد , ثم تناسلوا .
ويؤيد ذلك ما روي عن ابن عباس , رضي الله عنهما , قال : ليس في العرب قبيلة إلاّ وقد ولدت مضرها وربيعتها ويمانيها . رواه عبد بن حميد , وابن أبي أسامة , وابن? رسول الله المنذر .
ولم يفرق ابن عباس بين مضر وربيعة واليمانيين , بل سماهم العـرب , فلم يقل في ربيعة ومضر : العرب المستعربة . وكذلك ما روي عن عبدالله ابن عمر رضي الله : "
خلق الله الخلق فاختار من الخلق بني آدم ,? عنهما , قال : قال رسول الله واختار من بني آدم العرب , واختار من العرب مضر , واختار من مضر قريشاً , واختار من قريش بني هاشم , واختارني من بني هاشم , فأنا خيار من خيار إلى خيار , فمن أحب العرب فبحبي أحبهم , ومن أبغض العرب فبغضي أبغضهم " رواه الطبراني , والحاكم والبيهقي وأبو نعيم .
ومن كان قوله المرجع في كل شيء يقول : "?فهذا قول سيد العرب : اختار من العـرب مضر"
" ومن المعلوم أن مضر من ولد عدنان , وعدنان من ولد إسماعيل عليه السلام , وعليه فيكون إسماعيل من أصل عربي , يرجع إلى هود بن عاد المتفرع منه الفرعان , العدناني والقحطاني .
فمضر بقول سيد العرب , من أخيار العرب ولا يكون الخيار إلا من الأصل المختار منه مضر , هـم العرب العرباء الصرحـاء , الحقيقون .
ولشيخنا اللغوي الباحث المرحوم " محمد عنبر " رأي في أصل العرب ان التسمية عبارة عن وصف لهم في الغالب ، فهم عرب لانهم يحبون التفرد وعدم العيش في الحواضر ، يحبون العيش في البادية ومن هنا سُــموا اعرابا ،،، في اللغة نقول عرّبَ أي فـرَّق ، ولا يزال البدو والحورانيون وهو اصحاب اقرب لهجة للفصيح يقولون للرعاة او لاولادهم اذا أرادوا ايواء الماشية في حظائرها مساء :
"عـَرِّبــوا الاغنام " ، أي فرقوا ما بينها وبين أولادها كي لا يرضع اولادها الامّــات ليلا فيما لو ناموا في مأوى واحد . وهو رأي وجيه يؤيدهُ تاريخيا أن كســرى لما عاب على العرب ألا مملكة لهم قال له موفد العرب اليه :
" انّ كل واحد منا ملك في حماه " ، هذا والله اعلم والموضوع مطروح للنقاش ورأينا نراه صحيحا لكنه يحتمل الخطــأ ورأي مراسلنا خطأ يحتمل الصواب ،، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..
وكتب : د/ محمد فتحي راشد الحريري – جامعة الشارقة
تعليق