النقد العقائدي ووسائل المعرفة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
النقد يعتبر من مظاهر الصراع الفكري وقيل في بعض مقاماته انه محرك معرفي يمتلك ايجابية عالية تدفع الفكر الى التطور .
القاريء للقرءان يدرك صفة النقد بهويته العقائدية وبشكل واضح .. والنقد يضع الباحث في موقع معرفي ملزم بموجب الزامية القرءان ذاته بصفته دستور المؤمنين ولغاية انتهاء برنامج الانسان على الارض ولا يوجد كتاب سماوي بعده ولا رسالة اخرى ..
(وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ) (البقرة:89)
مثل هذا الوصف الناقد في القرءان انما يمثل محورا معرفيا يقيم قانونا عاما ومطلقا في برامجية الخلق المرتبط بعقول الناس .
ذلك القانون يشير الى ان المستقرات العقائدية عند حملتها مرتبطة بروابط لا تقبل الفتح حتى لو كان ما جائهم معرف عندهم ... ذلك الوصف موصوف بلعنة الهية مقروئة في خارطة الهية ستبقى حتى نهاية البرنامج البشري (خاتمة الرسالات)
من ذلك النقد العقائدي اللاذع يبرز البند المعرفي في سلوكية حملة العقيدة ومرابطهم التي كانوا يستفتحونها على الذين كفروا ولكن عندما تأتيهم البنود المعرفية من كتاب الله مصدقة لما معهم وهم يعرفونها .. يكفرون بها ...
عندما تم ربط هذه الاية ومثلها كثير من الايات مع اليهود او النصارى او كفار ايام زمان ... تم فتح رابط فكري بين الاية والنصارى .. تم فتح رابط اخر واخر مع كثير من الكفار (يستفتحون من قبل) .. تم بعدها اغلاق الروابط والمرابط وعندما يقوم في كتاب الله بيان الحاجة اليه في زمن يزداد قساوة على الاسلام يرفض حملة العقيدة فك تلك المرابط رغم ان ما جائهم من العلم في القرءان انه دستور علمي في سيل من الاعجازات العلمية التي انتشرت في الآفاق مع انتشار العلم المادي في حضارة العصر ... كلما يتوسع العلم كلما تظهر اعجازات القرءان العلمية .. ولكن مرابط العقائديون لا تقبل التفكك وتبقى مرابطهم العقائدية غير مفتوحة ...
يكفرون باي رابط قرءاني جديد .. يكفرون بدستورية العلم القرءاني بعدما جائهم العلم من القرءان نفسه باعجازه العلمي في زمن العلم ... وتبقى هذه الاية بعيدة عن التطبيق بل تبقى قصة في التاريخ تفعلت في حينها وانتهى دورها سوى وهي مجرد رواية قرءانية ..!! وهو الكفر بعينه بها ...
يتضح من المثل المساق بحرج شديد ان النقد العقائدي مصدرا معرفيا يجب ان يحتضنه العقائديون كوسيله لتقوم معرفة معاصرة من قرءان بين ايديهم .
ذلك قانون خام في قرءان ليس بعده كتاب سماوي .. فان كان اليهود او النصارى كفروا ورفضوا فك مرابطهم بانبيائهم عند نزول القرءان واعادة ربطها بمحمد عليه افضل الصلاة والسلام فاننا ايضا نرفض فك مرابط القرءان بما ربطه الاجداد لاعادة ربطه بالعلم ليقوم منه العلم وقد جاء الاعجاز العلمي للقرءان مع الحضارة المعاصرة مصدقا لما بين يدينا من صفات اعجازية في القرءان ...
النهج القرءاني يتصاعد فيه النقد .... في صفات لاذعة فالله يستهدف استفزاز العقول الى وسيلة معرفية
(وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (البقرة:171)
الكافرون بالقرءان كثرة كثيرة الا المسلمون فهم الاكثر كفرا به لانهم يعلمون اعجازه وهم يدركون دون غيرهم انه كتاب سماوي اخير وانه يجب ان يفي بحاجات المسلمين الى يوم القيامة ..؟؟ ويكفرون بعلمه ولم يتصدى للقرءان حشد علمي ولم تقوم منه مصدرية علم فهو كفر في دستورية القرءان
ننعق ... وكم نعق المسلمون على اطلال افغانستان والعراق وغزة ولبنان وفلسطين المشردة وقدس اسيرة ..!! نعيق ونعيق ...
نعق بما لا يسمع الى دعاء ودعاء ودعاء ..
ادعية وانين ... اللهم انصرنا .. اللهم فرج كربنا ... كيف ..؟؟؟
اللهم انزل غضبك على اعدائنا ... وذلك يعني ان اللهم حارب الاعداء ونحن هنا قاعدون ... اللهم اجعل الفتنة في اعدائنا ... اللهم شتت جمعهم ... اللهم احرق الارض تحت اقدامهم .. اللهم اشفي قلوب المؤمنين ... اللهم انصر الغزيون الذين يقتلون بعضهم .. اللهم انصر العراقيون الذين يقتلون بعضهم .. اللهم انصر الافغانيون الذين قتلوا بعضهم ...!!
(وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ)(الرعد)
نداءات ... للنهوض ... لاعادة المجد ... لمقاومة الاعداء لنصرة الغزيين .. لنصرة العراقيين .. لنصرة افغانستان ولبنان ... اجمعوا الدراهم .. اجمعوا الاغذية .. ندوات .. مؤتمرات .. قاعات فخمة واعلام اوثانهم ملونة ... بل مؤامرات ومعابر مغلقة لكي لا تعبر الصدور الهائجة فتزعج الاعداء المحيطون بغزة .. وحدود مفتوحة في حوض عراقي مليء بالدم ليدخل من يدخل وليقتل ويقتل !!!
وقرءان يصدح على مدار الساعة .. ولكن من يسمع ... انهم صم .. بكم ... عمي ... فهم لا يعقلون ...!!!
ما قريء القرءان في زمن مثل زماننا ابدا .. حتى جعلوه بديلا لموسيقى الانتضار في التلفونات ... مقروء .. مقروء .. في كل زاوية .. في كل ركن .. في كل فضائية .. في كل اذاعه .. في الهاتف النقال .. ولكن السامعون .. صم بكم ... عمي
نقد عقائدي متصاعد يستفز العقول
ان لا يكونوا عمي عندما يقرأون القرءان
ان لا يكونوا بكم عندما يسمعون القرءان
ان لا يكونوا صم صامتين فيما يرون ويسمعون في القرءان
اذن هي بنود معرفية عقائدية وليدة نقد عقائدي
فهل يستفز العقل اكثر من هذا الاستفزاز
ما قلت من عندي شيئا بل قمت بربط صفات قرءانية لاذعة بواقع عقائدي قائم فينا فان كانت تلك المرابط باطلة فليحاورني صاحب حق في مربط حق .
الحاج عبود الخالدي
تعليق