الغبار النيوتروني والقرءان
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
(بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ * فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * َيَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ * أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ * ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ * إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ * يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ) (الدخان)
يؤكد النص الشريف ان الموصوفة القرءانية تأتي بعد قوم فرعون ... كما ان الواصفة الشريفة تصف اتهامات الجنون للرسول وكذلك تصفه بانه (مبين) والرسول هو المبعوث الفكري الغريب الذي وضعه الله في سنة الخلق (غراب أبني ءأدم) والنص لا يصف رسولنا فرسلونا عليه افضل الصلاة والسلام لم يوصف بصفة (المبين) ... وتضيف تلك النصوص الشريفة ان العذاب قائم فيهم وهم في شك يلعبون .. وان قسم قليل منهم (من العذاب عائدون) وهي تعني (يشفون من بعض ما يصيبهم) .. ويؤكد النص الشريف ان هنلك بطشة كبرى لها يوم معلوم ... ذلك اليوم (زمن) مرتبط بحادثة أتيان السماء بدخان صفته (مبين) ... وقد ربط النص الشريف (يوم تأتي السماء بدخان ... يوم نبطش) ... تلك البطشة تتصف بصفة الانتقام الالهي (إنا منتقمون) .. ذلك عقل يقرأ القرءان بلا وساطة تاريخية او تفسير ... عقل محض ..
المعالجة العقلانية في (يوم تأتي السماء بدخان مبين) .. ذلك الدخان غير مأتي من قبل الله بل السماء تأتي به ...
من نتاج طاولتنا البحثية العميقة في علوم القرءان السماء تعني في القصد الشريف (دائرة الصفات الغالبة) وتلك الصفات الغالبة سميت في القرءان (سماوات) .. تلك السماوات مترابطة فيما بينها
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) (الطلاق:12)
السماء التي نعرفها هي سماء مادية معرفة الينا بعناصر المادة الكونية سواء كانت في تراب الارض او الغلاف الجوي او في الاجرام السماوية الاخرى حيث لم يعثر العلم لحد الان على عناصر كونية غير العناصر التي بين ايدينا وقد بذل العلماء جهدا كبيرا في تحليل طيف الاجرام السماوية فلم يتأكد وجود طيف عنصر مادي غير معروف ...
هذه السماء وصفها الله في نشأة التكوين الاولى بانها كانت دخان
(ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) (فصلت:11)
في سورة الدخان وصف القرءان واصفة العذاب في سورة الدخان (يوم تأتي السماء بدخان مبين) ..
تقوم في العقل رابطة عقلانية تؤكد ان الدخان الذي تأتي به السماء هو الدخان الذي كان عند النشيء الاول ..
هذا الرابط العقلاني يتعامل مع صفة (مبين) وذلك يدفع العقل نحو البحث عن بيان الدخان ونتسائل عن نشأة التكوين لعناصر المادة .. والعلم يقول بيقين مطلق ان النيوترون هو اصل البناء الذري ..
عندما وجد العلماء ان الألكترون يتكون من شحنات (ميزونات) وان الميزونات عندما تتجمع وتتخذ لنفسها مدار فان جسيم المادة يتخذ هوية خاصة به سواء كان نيوترون او بروتون او الكترون ... ذلك البيان العلمي نستخدمه في تعيير العقل لفهم (لفظ) دخان في نشأة التكوين ومن ثم في (تأتي السماء بدخان) ... صفة المبين فيما تأتي به السماء من دخان يربطنا بنشأة التكوين الاولى بحيث يستطيع العقل ان يمسك باجزاء الذرة التي كانت متناثرة في النشأة الاولى فجمعها الله (دخان) .. وان عملية إتيان السماء بدخان هي تفتت المادة الى اجزاء فيكون دخان وتلك هي نفسها مراصد الهندسة العكسية التي يعرفها المختصين بالهندسة .
كان المنزل من طابوق فبنيناه ... يوم يأتي المنزل بطابوق ... ذلك يعني تحلل في البناء الاول للمنزل وان لبنة البناء (طابوق) قد تفككت مرابطها .. تلك هي الهندسة العكسية في مثل عقلاني بسيط .
المبين من ذلك الدخان هو الغبار النيوتروني الذي تتحدث عنه التقارير العلمية على استحياء شديد ... فهو قد بان للعلم وللناس واصبحت صفته (مبين)
الغبار النيوتروني المتولد من الموجة الكهرومغناطيسية يعتبر مجهول علمي ولا تزال علوم العصر تجهل تكوينة الموجة الكهرومغناطيسية وفي نفس الوقت تجهل تكوينة الحقل المغناطيسي سواء كان الارضي او الصناعي ... علوم القرءان تمسك بتلك الضوابط التكوينية بشكل يذهل العقل في حكمة الهية كبرى ... ولكن القرءان بلا علماء .. ليقولون قولهم الفصل ...
الغبار النيوتروني المتزايد والذي عرف العلماء اثره على بايوفيزياء المخلوقات ومنها الانسان في اثر الموجات الكهرومغناطيسية سواء في الهاتف النقال او في ابراج البث الراديوي عموما وحتى في الفرن المايكروي ...
والتقارير اغرقت الاعلام المرئي والمكتوب الا ان الحقيقة التكوينية ومرابطها مجهولة بين يدي العلماء ... ... انه الغبار النيوتروني والعلم يعرف اثره في بايوفيزياء المخلوقات ولكن العلماء لم يستطيعوا وضع تصورات لحقيقة ما يجري في الوعاء العضوي او الخلوي لغرض وضع الحلول الوقائية او معالجة الاثر السيء .
لانه عذاب الهي (تصيبهم بما صنعوا قارعة او تحل قريبا من دارهم ـ الرعد) كذلك ما اكده النص الشريف في سورة الدخان (يوم تأتي السماء بدخان مبين * غْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ) ... وهو الدخان
ذلك الوصف يحتاج الى (غراب) يبعثه الله الى الابن القاتل من ابني ءأدم وهو غريب (رسول مجنون) وقد تولو عنه وهو (رسول مبين) وقد تأكد نصه ايضا في سورة الدخان (أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ) وهنا القصد يتطابق مع (فبعث الله غرابا) ولا يرتبط برسول الرحمة محمد عليه افضل الصلاة والسلام حيث الربط العقلاني بين (دخان مبين) و (رسول مبين) وكلاهما في وعاء فكري واحد ورسولنا عليه افضل الصلاة والسلام موصوف بصفات كثيرة ولكن (صفة مبين) تعني انه يجب ان يبقى على قيد الحياة ولا يقبض الى ربه ليكون (مبين) ..
انى لهم الذكري .. فالدخان رسول مبين ينذر بقارعة .. بل قد حلت القارعة ونحن نسمع عن 12 مليون اصابة سرطان في امريكا لعام 2007 فقط وتلك نسبة تعبر سقف الصفات الوبائية 5% التي اعتمدت في المعايير الدولية الا ان الاعلان الوبائي للسرطان في امريكا يعني نهاية امريكا عندما تقوم الطامة الكبرى ويرفض البشر في كل مكان اعتماد الدولار الامريكي كوسيلة تبادلية سلعية فان جبروت امريكا سيكون تحت اقدام الشعوب ..!!!
نبقى في الدائرة العلمية مع الغبار النيوتروني وبين ايدينا بيانات قرءانية تضع جبروت العلم بكامله في بطاقة ساخرة ... تلك في كلمة اقولها ولا تعقيب عليها لانها تحتاج الى وسعة العلم القرءاني لكي يستطيع متابعي ان يتلقف تفاصيلها اما ما يمكن طرحه هو ان اجزاء النيوترون لا يمكن رؤيتها او الاحساس بها من خلال المجسات العلمية المعاصرة ... ولا يستطيع عالم مادي ان يدرك تكوينتها لان تلك الاجزاء النيوترونية تكون في حاوية كونية لا يستطيع العلم ادراكها كما تدرك الاشعة النووية او جسيمات المادة او النيوترينو او البوزترون !!
الغبار النيوتروني .. أي اجزاء النيوترون تنقسم الى قسمين .. قسم مرئي معروف مختبريا والنصف الثاني يخرج من زمن الفلك ولا يمكن رصده باجهزة العلم لذلك هم حيارى في شحنة النيوترون كيف تعادلت !!!! ذلك لان نصف منها غير مرئي ..!!
ان مفاتيح القرءان العلمية تشير الى يوم يركع فيه العلماء لها .. في خارطة الخالق نقرأ الخلق المتكون من ثمانية مفردات خمسة منها خارج قدرات العلم لانها تكون خارج الوعي الانساني ولا يمكن الامساك بها الا من خلال علوم القرءان ... مجمل الخلق في سبع سموات وارض (ثمانية) .. وان الامر يتنزل بينهن .. والعلم لا يعرف سوى ثلاث مرابط (نيوترون , بروتون , الكترون) .. اما بقية مفاصل الخلق فهي غير معروفة التكوين .. لذلك كانوا في شك ومنهم خليفة نيوتن (ستيفن هوكنغ) الذي اضطر لان يتصور ان هنلك مادة ضديدة تمسك بالمادة التي نعرفها ولكنه نسي او تناسى انه لا يعرف كينونة الجاذبية وهي بين يديه .
الانتقام الالهي قائم وان بعضا منهم يُكشف عنهم العذاب ولكنهم يعودون الى نفس حاوية العذاب مرة اخرى ولكن بصيغ اخرى (إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ) .
العودة تتم الى التلوث النيوتروني فان الحاصل على فرصة الشفاء من مرض سرطان فانه سيكون عرضة لمرض اخر (انكم عائدون) ويبقى العذاب النيوتروني في فاعليته المؤذية .
ويبقى ابن ءأدم القاتل في عذاب حتى يتذكر (الرسول المبعوث من الله الغريب المجنون ) وهو (المبين) وهو (الغراب .....!!) وانى لهم الذكرى وهم (يلعبون في شك) فكل شيء مريب (شك) ولعل من يتابع كتابات كبار علماء المادة سوف يرى بوضوح بالغ ان علومهم تحاط بالشك والريبة فذلك عملاق منهم (انشتاين) يفقد الثقة بكل فيزياء عرفها وذلك (ستيفن هوكنغ) يصف الحيرة والشك في كل شيء وهو القائل بنظرية (المادة الضديدة) .. فهم يلعبون في شك في اعلى درجات حكمة النص القرءاني
ما سيق اعلاه لا يمثل تقريرا علميا متكاملا بل يمثل تثويرة فكرية يراد بها التذكير من اجل احتضان القرءان علميا .. كما نؤكد ان المعالجات الفكرية مبتورة البيان بسبب حرج التفاصيل فهي تحتاج الى وسعة واسعة في علوم الله المثلى
الحاج عبود الخالدي
تعليق