الأعلام العقائدي تحت صفر
الرجاء
الرجاء
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
اتسمت حضارة زماننا بكثافة اعلامية ما سبق مثلها في التاريخ وقد تم بناء الاعلام المعاصر وفق نظرية قامت على حاشية الاخلاق البشرية
وفيها قولان :
الاول : ان الاعلام هو وسيلة الدولة الحديثة في الاتصال بالجماهير
الثاني : ان الاعلام هو وسيلة الدولة الحديثة في قيادة الجماهير
من تلك المنهجية تم احتواء الاعلام العقائدي وصودرت المنهجية العقائدية في الاعلام بعد ان تم احتواء الاعلاميين العقائديين (الخطباء) في منهجية مسبقة الاعداد مرت على العقول بل ضحكت على الذقون .
في القرن التاسع عشر قدم (السير ويليامز) وهو المندوب السامي البريطاني في ايران تقريرا الى وزارة المستعمرات البريطانية يؤكد فيه ان عملية غزو الشرق الاسلامي سوف تصطدم مع الفكر العقائدي الاسلامي في نقطة جوهرية (لا ولاية للكافر على المسلم) والمسلمون يعتبرون المسيحيون كفارا ولا يمكن التلاعب بهذا المبدأ لانه مثبت في كتابهم المقدس (القرءان) ... وقال السير وليامز في تقريره ان قدسية القرءان عند المسلمين مذهلة ..
وجاء في التقرير ان القرية التي يحل فيها القرءان تحتفل حتى الصباح اعتزازا بدخول نسخة من القرءان فيها ...
وجاء ايضا ان من يكمل قراءة القرءان (يختم القرءان) من اولاد المسلمين يحتفل به في حفلة كريمة وكأنها حفلة عرس وذلك من عظيم اعتزازهم وتقديسهم للقرءان ... وفي القرءان امر بعدم ولاية الكافرين ..
طلبت وزارة المستعمرات البريطانية من السير وليامز اعداد تقرير يضع فيه تصوراته لمواجهة ذلك الكتاب المسمى (قرءان) .
قدم السير وليامز تقريرا موسعا اكد فيه ان (محاربة القرءان بالقرءان) هو السبيل الوحيد لنزع قدسية ذلك الكتاب من نفوس المسلمين واقترح القيام بطباعة ملايين النسخ وتوزيعها على المسلمين وعندها سيكون القرءان كأي سلعة في متناول الناس ويفقد قدسيته الهائلة ...
تم طبع اول نسخ للقرءان في لندن وهي طبعة حجرية وتم توزيعه في ديار المسلمين واردفتها المطبعة الفرنسية في مصر وتوالت طبعات القرءان بشكل ملفت للنظر وتراكمت نسخ القرءان وتكدست في البيوت والجوامع وفي كل مكان واصبح القرءان (العزيز) بين الناس متيسرا منتشرا في كل ركن وزاوية .
عند بديء البث الاذاعي بدأت هيئة الاذاعة البريطانية ببث القرءان (المجود والمرتل) منها وسط فرح غامر من المسلمين ..!! وهي اول اذاعة من دولة غير اسلامية تبث القرءان ولا تزال ..!! استكملت المهمة ذاتها اذاعة (الشرق الادنى) التي كانت تبث من القدس قبل قيام دولة اسرائيل وهي اذاعة تابعة لبريطانيا ايضا وكانت تبث القرءان بين برامجها ... والمسلمون فرحون بذلك ..!!
لا تزال الاذاعة الاسرائيلية تبث القرءان كل يوم ...!! والمسلمون فرحون ..!! ونستذكر منهج اقرته وزارة المستعمرات البريطانية (محاربة القرءان بالقرءان)
معظم الدول الاسلامية تطبع نسخ مذهلة من القرءان وتتبنى الدولة ميزانية الطبع الانيق جدا ويوزع مجانا وهي من مكارم الرؤساء والملوك دائما ... ونستذكر طبعة لندن والمطبعة الفرنسية للقرءان وتقرير السير ويليامز ... والمسلمون فرحون باسلامية دولتهم الرشيدة ..!!
اذاعات تقرأ القرءان ليلا ونهارا ... تذكرنا بهيئة الاذاعة البريطانية ومحاربة القرءان بالقرءان والاذاعة الاسرائيلية ... والمسلمون فرحون بها ...!!
فضائيات تبث القرءان ليلا ونهارا ونستذكر الاذاعة الاسرائيلية التي تبث القرءان وتقرير السير وليامز ... والمسلمون فرحون بها ..!!
فرحون ... ام غافلون ...
فاصبح القرءان رسما ...
وخطباء المنابر مسيرون لا يفقهون حقيقة الاعلام العقائدي الذي خط حروفه الاولى في وزارة المستعمرات البريطانية ..
فهل الاعلام العقائدي في نقطة الصفر ...؟ ام انه تحت الصفر
بكثير ..!!!
واين الرجاء ...؟؟ بل متى الرجاء .. !! والناس نيام على نغمات
قرءانية !!
لقد ضاع قدس القرءان فهو في الطرقات وبين احاديث الناس وكأن القرءان ما قال :
(وَإِذَا قُرِئَ الْقُرءانُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (لأعراف:204)
واي رحمة واللغو قائم والقرءان يصدح في كل مواطن اللغو ..!!
وهل كلمات مسطورة على صفحات الكترونية منثورة تكفي لصحوة امة من غفوة طال امدها ..!!
وسلام على الاسلام في يوم صحوة المسلمين
الحاج عبود الخالدي
تعليق