اختراق العقل الشخصي للانسان
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
لغرض التعرف على منظومة العقل يحتاج الباحث الى تثوير عقله بما يدعم ثورته بالمثل سواء في الاشياء او الانشطة او المنظومات لغرض توسيع قنوات الفهم التي اتصفت بضيقها في علوم منظومة العقل
من اجل ذلك كان اختيارنا لمنظومة الانترنيت لا ستخدامها محطة للمثل والتشبيه ...
اهم ما يمتلكه العقل الانساني (الشخصي) هو الحصانة من الاختراق ولا يستطيع كائن من يكون ان يدخل على عقلانية شخص ما ليقرأ ما في عقله وكأن ذلك العقل يمتلك (كلمة مرور) لا يحملها الا صاحب العقل شأنها شأن أي موقع الكتروني لا يسمح بالمرور الى مفاصله الا من خلال كلمة سرية ...
حاول علماء النفس وعلماء البايوفيزياء اختراق العقل البشري وقد استخدمت في البحوث شتى الوسائل التقنية والوسائل الباراسايكولوجية (القدرات العقلية الفائقة) لغرض اختراق العقل البشري ... كان من اكبر النتاجات التقنية جهاز (كشف الكذب) الذي حاول العلماء زجه في برامجية التحقيق الاجرامي الا انه فشل في توفير الادلة القاطعة التي يمكن تقديمها للقضاء وقد اعتمد الجهاز على ظاهرة (بايوفيزيونفسية ..!!) وهي ارتفاع مقاومة الجسم للتيار الكهربائي عند الكذب وقد استطاع فريق علمي اخر ان يثبت ان حالات الارتباك والخوف تزيد من مقاومة الجسم للتيار الكهربائي ايضا وبذلك فشلت عمليات اختراق العقل البشري تقنيا ..
لوحظ ان بعض ذوي القدرات البارسايكولوجية يستطيعون قراءة افكار محدثهم ويعرفون مزيدا من التفاصيل عن اسم محدثهم وبعض مشاكله الشخصية وهذا ما يفعله العرافون وبعض المشعوذين عندما يمتلكون ملكة التعرف على بعض خصوصيات العقل الشخصي ..
لقد وجد الباحثون ان تلك القدرات هي قدرات عشوائية غير منضبطة وغير يقينية ولا يستطيع المستبصر ان يقرأ ما يريد من عقل محدثه بل تكون البيانات التي يحصل عليها مبعثرة لا تخضع لارادة المستبصر
ذلك لا يعني عدم الاختراق بشكل مطلق فان الله سبحانه اعلن في قرءانه انه يمتلك كلمة مرور في عقول كل البشر دون استثناء
(يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) (غافر:19)
خائنة الاعين هي ما تسجله العين من مشهد رغما على ارادة الناظر فهنا تكون العين (خائنة) لانها لم تأتمر بامر صاحبها وتخونه في اختلاس النظر رغما عنه .. ذلك يعني ان الاختراق الالهي للعقل يشمل كل مستويات العقل بما فيها المستوى العقلي الثالث (العضو) وهو في العين او في بقية الاعضاء
المشرف العام في المواقع الالكترونية يمتلك القدرة على الدخول والتحكم بكل زوايا الموقع و (قيل) ان هنلك برامج قادرة على الدخول الى الحاسب الشخصي والتعرف على كافة مفاصلة بمجرد ان يجري صاحب الحاسوب اتصال بذلك الموقع !!! ولكن الله اكبر فهو القادر على ان يتحكم بكامل عقلانية الافراد واعضاء الجسد والخلايا والمادة ...
(وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (فصلت:21)
ذلك هو الله (المشرف العام) كما في الشبكة الدولية .. يتحكم بكل شيء ... ولو تعلمون ان الله هو (المشرف العام) على (المشرف العام) لان (الله اكبر) في تطبيقات ميدانية في زمن العلم ...
مثلما تحوي الشبكة الدولية كل حرف يكتب على مواقع الانترنيت فان الله يجمع كل ناشطة فكرية ومادية لانه (رب العالمين) المادي واللامادي .. فهو الجامع لكل شاردة وواردة في المادة وفي العقل
(وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (الأنعام:59)
فهل هنلك اكبر من الله ...!! مهما بلغ العلم طولا .. الله اكبر
(وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرءانٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (يونس:61)
اختراق تام للعقل ولكن .... (قتل الانسان ما اكفره) ...
(قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً) (الجـن:22)
ذلك يعني ان اردت اختراق عقل احد من الناس فعليك ان تمر في دائرة الهية محض وفيها يتألق الفهم الكبير لمنظومة داوود عليه السلام الذي يحكم بين الناس بلا بينة لانه (ملتحد) مع صاحب اللحد .. وفي ذلك اختراق للعقل البشري وتظهر على هذه الاسطر خطوط حمراء في المزيد من الكلام ...
يقول الفقهاء تعلم السحر جائز لابطال السحر فقط .. اما تعلم السحر من اجل السحر فهو محظور ... والقرءان يقول لا سحر الا باذن الله
(وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (البقرة:102)
(انما نحن فتنة) تلك هي خطوط حمراء .. وما تكون هذه السطور فتنة ولن تكون ولكن اختراق العقل بالسحر ورد في قرءان ربك وهي ذكرى للذاكرين .. من اجل علوم العقل ورد المثل القرءاني ومن اجل علوم العقل نثور في عقل الذاكرين
الحاج عبود الخالدي
تعليق