الشجر الاخضر نارا .. تذكرة
ومتاعا للمقوين
ومتاعا للمقوين
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
الارض قرية صغيرة كما يقولون
تقرير وثائقي متلفز يستفز العقل .. يقول ان ضحايا حوادث السيارات سنويا بلغ معدل مليوني قتيل سنويا واضرار مادية بنحو 80 مليار دولار سنويا ..!!
كيف تكون الارض صغيرة وكارثتها بهذا الحجم المروع ..!! وهل اجدادنا كانوا يعانون من تصادم الخيل والبغال والابل ويدفعون ثمنا لها مليوني قتيل ..؟ او الفين ... ؟ او مائتين ...؟ او اثنين فقط ..!!
مليوني قتيل ..!! فكم مليون مفجوع ... ؟؟ كم مليون يتيم .. ! كم ارملة ..؟ كم ثكلى ..؟ انها كارثة كبيرة في ارض صغيرة
خسائر بمعدل 80 مليار دولار ... كم لقمة عيش لجياع الارض تساوي ..؟؟ انها كارثة كبرى لو نعلم بلاء حضارتنا ...
الاحساس بثقل الحضارة وقساوة ذلك الثقل حيث بدأ كثيرا من الناس بالاستبراء منها خصوصا في مهد انطلاقها اوربا ... الاغذية الطبيعية المنشأ سعرها الان يفوق سعر الاغذية المنتجة حضاريا باربعة اضعاف تقريبا حتى هنا في شرقنا الكئيب سعر دجاجة من ريف طبيعي يفوق اربعة اضعاف سعر دجاجة من حقل معاصر رغم انها مغلفة باغلفة ملونة تسر الناظرين ..!! الاوربيون قبل غيرهم يتزاحمون الان على الاستشفاء العشبي وبرأوا من الاستشفاء بالاقراص الدوائية الملونة البراقة ..
لم تكن هذه السطور مناورة صحفية ولا تكون بل تذكير بسنن خلق الله التي عبثت بها الحضارة المعاصرة ايما عبث حتى اثخن الانسان بشرور صادرة من بريق الحضارة نفسها فاصبح الانسان لا يعرف عدوه من يكون ... بل يتمسك بصديق حميم وما هو الا عدو أشر ..!!
وجدوا في السرطان اثار سلاسل كيميائية (بوليمرات) فقالوا ان البلاستك سبب مسرطن ومنعوا استخدامه في اغلفة الاغذية الرطبة او السائلة ولكنهم تكابروا في كبرياء اجوف مع عوادم السيارات والمحركات التي تعمل بالنفط المحروق فدخانها هو فيض لا ينتهي من البوليمرات المتطايرة في الاجواء والتي يستنشقها الانسان كل يوم وكل حين فظهرت مؤشرات قاسية لا يريدون اظهارها الا ان الحقيقة لا تموت فنسبة سرطانات سكان المدن لا تتناسب مع نسبة سرطانات الارياف والمناطق النائية ولكنهم لا يتكلمون الا همسا رغم انهم ركعوا لحكمة الاحصاء كبديل لحكمة الانسان وعجبا يفعلون حين يتنازلون عن عقولهم لارقام صماء جعلوها رأس الحكمة كدليل على عجز تنظيراتهم وخيبة عقولهم التي عبدت المادة عبادة طاغوتية تفوق عبدة الاوثان ايام زمان .. ارقام الاحصاء ستكون في ما رسخ عند حملة القرءان أن (الزموهم بما الزموا انفسهم) ومنها تكون الحكمة في رد حكمتهم اليهم ... تركوا الحقيقة السوداء في بوليمرات متطايرة في الاجواء ونقروا على طبول غجرية (لا قانون حكيم يحكمها) حين حاربوا دخان السكائر ودخانها من شجر اخضر ربطه الله بسنة الخلق
(أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ * نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِلْمُقْوِينَ) (الواقعة) ..
وحين يعلنون بـ 2 مليون قتيل من حوادث السير .. و .. بـ 12 مليون اصابة سرطان في عام 2007 في امريكا فقط ... فما هو حجم الكارثة .. هل هو مثل في قرية صغيرة ..!!
انها في تذكرة ومتاعا للمقوين ... ومن هم المقوين ... لنرى
قوي .. قوين .. جنة .. جني .. جنين ... سما .. سميّ ... سمين ... رص .. رصيّ .. رصين .. مع .. معيّ .. معين ... كمأ .. كميّ .. كمين ...
النون تدل في القصد على ان الفاعلية انتقلت بشكل طاريء الى حيازة اخرى ... فالمعين هو الذي ينقل جهده الى طالب العون (نقل الجهد يكون مؤقت طاريء) .. والجنين هو في جنة مؤقتة فيكون ...
القوين هو في حيازة قوة عند الغير من حائزها التكويني ولما كانت حرف الميم يدل على مشغل متنحي فاصبح لفظ (مقوين) في القصد هو (مشغل القوى المؤقت) ..
مشغل القوى التكويني هو الانسان فهو مشغل القوى في الزرع والبناء والسفر والنجارة والخياطة وكل شيء .. ولكنه انتقل الى قوة مؤقتة في الالة المعاصرة فاصبح (المشغل للقوة) وليس هو (القوي) فكان من (المقوين) وترك النار فذهب دخانها ... فاصبحت النار أنس للمتحضرين ودخانها (متاع) لهم وهم (المقوين)
فيها تذكرة لسنن الخلق .. تذكرة لنا ... افلا تتذكرون
الحاج عبود الخالدي
تعليق