العلمانية هدف وليست منهج
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
العلمانية لها وجهان في تاريخها الحديث
الاول : أن الدولة الحديثة هي دولة اللادين
الثاني : أن الدولة الحديثة هي دولة كل الاديان
عمر الدولة الحديثة يزيد عن 200 عام اما التغيير التنظيري العلماني من دولة اللادين الى دولة كل الاديان فيزيد عمره عن 100 عام
العلمانية من صفة تكوينة اللفظ فيها انها من (العلم) وهي فطرة اللسان في التسمية فالسجود للعلم هو ناصية الوصف العلماني وهي حقيقة تسري في عروق الدولة الحديثة حتى في تلك التي تدعي الصفة الاسلامية فلو فرضنا انك اردت ان تقيم مصنعا غذائيا للعصائر او الاطعمة في الدولة الفلانية الاسلامية او الامارة الفلانية الاسلامية فعليك ان تطلب الترخيص لاقامة ذلك المصنع وتخضع الى نظم الترخيص الصناعي وهو يمتلك اكثر من مؤسسة منها ادارية (قانونية) كالبلدية او قوانين الملكية للارض والمكائن ومنها ما هو علمي محض وهي مؤسسات علمية تخصصت في الوقاية من الامراض او الوقاية من سوء استخدام المواد الغذائية (المعايير العلمية) وترى وعسى ان يرى معي متابعي الفاضل ان هنلك كم هائل من البيانات والمعايير وطرق الفحص الثابتة اكاديميا وطريقة قراءة النتائج المختبرية في الحد الادنى والحد الاعلى ... ولكن ... لا يوجد بينها بند واحد او نصف بند اسمه (أحلال اوحرام) او بند او نصف بند (طاهر او ونجس) او بند او نصف بند اسلامي يجيز او لا يجيز ذلك المنتوج ..!! هي تلك العلمانية ... في صورة مكبرة عشرات المرات ...
ولو اردنا تكبير صورة العلمانية مئات المرات سنجد ان القوانين النافذة لا تمتلك مصدرا في الحلال والحرام في البيوع او الرهن او الاجارة ... رسوم وضرائب ليس لها أي رابط مع العقيدة ... تجنيد اجباري لا يمتلك أي اجازة شرعية ... فوائد مصرفية يرفضها الدين ... اذونات سفر ورسوم سفر ما انزل الله بها من سلطان ... الباغية تمتلك اجازة ممارسة البغاء ... مصانع تمتلك اجازة انتاج الخمر ... تراخيص لفرق الرقص .. اكاديميات ومعاهد للرقص الماجن ... تراخيص لنوادي بغاء ... تراخيص لنوادي الفسق في الفن الرخيص ... سلب الناس اموالهم عن طريق ورق البنكنوت (عملة لا تملك قيمتها معها) يفرضها القانون كوسيلة لابراء الذمة في تجاوز اخطر من الخطير على النظم الدينية ...
لذلك يحق لنا ومن يرى ما نراه ان ينطلق صوت يقول (ايها الناس انتم عبيد العلمانية) ... فمن هي ومن ورائها ..؟؟
المنظرون للعلمانية هم انفسهم المنظرون للدولة الحديثة بدءا من تحضيرات الثورة الفرنسية الاولى ليومنا المعاصر فنحن عبيد لهم بسبب نجاح تنظيراتهم ونفاذها في جسد التجمعات البشرية بشكل منتشر لم يغادر موقعا ينشط فيه البشر حتى في ابعد نقاط في المحيطات فلصيادوا الاسماك هناك علمانية تستعبدهم ..!!
عندما تكون على سطح الارض فانت في سلطوية وطن (عبد) وما ان تعبر خط الحدود حتى يستبدل السيد مقعده فتكون عبدا في وطن جديد ... ولو اردت السفر عبر الطائرة فانت في وطن مالك الطائرة وانت تحلق على اكثر من 20000 قدم في السماء ..!!
العلمانية (هدف) ولن تكن منهج سياسي او اقتصادي او تعبوي او .. او ... فهي هدف لمناهج متعددة لا حصر لها (وطنية .. دولية ... علمية ... اكاديمية ... الحادية ... نفاق عقائدي .. بائعي ضمير .. قتلة ... مجرمين ... سينما ... مسرح ... احزاب .. بنكنوت ... مصارف ... سجون .. قوانين ... نعرات عرقية .. نعرات طائفية .. و ..و ..و ) كلها منهجية وسلوكية ينظر لها منظروا الدولة الحديثة ولكل منهجية منها اذرع متشعبة متعددة قوية متينة فيكون الوصف العلماني (هدف) تلك المنهجيات فكل شيء يسجد للعلم ... حتى الحديث الشريف ... ولغة الفطرة العربية .. واوتار العود والربابة والقيثار ... علم .. علمانية ... هدف ... غرقت به الارض ... فهل من مدكر
الحاج عبود الخالدي
تعليق