الحقيقة وسام العقل
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
بعد ان قطعت الانسانية شوطا كبيرا ومذهلا في التقدم العلمي والذي صاحبه عملاق حضاري في التقدم التقني راجت في بدايات القرن الجديد ثقافة جديدة قد لا يكون لها اسم واضح وقنوات فكرية واضحة الا انها تمثل ثقافة الحيرة التي تنتشر هنا وهناك فاصبح العقل الانساني يبحث عن حقيقة الحقيقة بعد شوط حضاري عريض طويل شارك به اكثر من جيل متحضر .
الانسان هو هدف الحضارة الاول في راسخة فكرية اجبارية فلا يمكن ان يقيم الانسان حضارة تراجعية في تكوينة الانسان الصحية والمجتمعية والا فان الانسانية تمتلك حضارة زائفة لو تم القبول بشطب الانسان كهدف من أي حضارة مرجوة .
يمكن ان نرصد تلك الراصدة القاسية في تراجعات حضارية خطيرة في كوارث محتملة بيئية كانت او انسانية .. صحية كانت او مجتمعية ... علمية كانت او عقائدية ... ففي كل هذه القنوات تسجل الحضارة انكفاءا ينبيء بكوارث عامة شاملة او بكوارث اقليمية او فئوية وكل ذلك بسبب مركب حضاري يأبى ان يقيم منظومة فكرية تعيد تعيير الحقيقة وفق ناظور انساني محض .
صناعة الالة القاتلة للانسان في تقنيات الاسلحة التدميرية تتقدم وتتطور وتمتلك عروشا لا تناقش وتمتلك هيمنة لا يستطيع الانسان كأنسان ان يناقشها ... ميزانيات هائلة مخيفة من اجل التسلح تحت صفات حضارية انسانية والانسانية بعقلانيتها الانسانية ترفض ان تكون الانسانية قاتلة لبعضها ..
مستقرات علمية تتحول الى استثمارات مادية قاتلة ... ادوية وعقاقير بنيت في مراكز علمية امتلكت ثقة الانسان ولكنها تتدهور رويدا رويدا وتعلن الحضارة عن ديدنها الاستثماري الذي يستعبد الانسان في كل رقعة في الارض .
اجهزة تقنية تعمل بالكهرباء غزت كل مفصل من مفاصل الحياة حتى حلاقة الذقن او تحضير الطعام ولكنها تتحول الى قيود تقيد الانسان باسلاك الطاقة الكهربائية في كل مكان وتجعل الانسان عبدا مملوكا لمستثمري تلك الاسلاك وكلما تزداد تقنيات الاجهزة ويكثر استخدامها كلما ازداد الرق الحضاري ..
عمارات شاهقة وحضارة وردية تصاحبها عبودية السكن مع اول سنوات الصحوة عند الشباب وتقوم قائمة عبودية استثمارية يحميها القانون دون ان تكون هنلك حلول فردية كان يمتلكها الانسان قبل الحضارة عندما يبتني الانسان لنفسه سكنا يتوائم مع حياته الفطرية فاصبح انسان اليوم عاجزا امام عملقة حضارية ان يسجل حضورا رصينا في تكوين عائلة بسبب ضخامة الحضارة وضعف وسيلة الانسان الفرد ..
شطب الحيوان كوسيلة نقل كانت طاقته من فضلات فائضة واليوم نقل يأسر المنقول في كل صفة من صفات الاسر الحضاري فالطاقة الاحفورية تنقل انسان وأسياد تلك الطاقة يستعبدون الانسان المتحضر في الزمن الحضاري . فيكون الانسان اسيرا في تنقلاته الحضارية ..!
علم وعلوم ومدارس واكاديميات ما هي الا مصانع تصنع الخدم لاسياد الارض الذين يختفون خلف واجهات رسمية او اكاديمية او مؤسساتية تستقطب الابناء من احضان اسرهم ومجتمعاتهم لتحولهم الى ادوات خدمية مقابل اجور محسوبة بالسعرات التي يحتاجها الانسان كحيوان وليس كبشر له كيان عقلي يجب ان تكون الحضارة في خدمته
تحولت الماكنة الحضارية من هدف معلن الى اهداف خفية فاصبح الانسان في خدمة الحضارة لان للحضارة اسياد يختفون خلف واجهات حضارية فتحول الانسان ذلك المخلوق العجيب الى مجرد قطعة من قطع تلك الماكنة يستعبد كما يستعبد العبيد في وسط تضيع فيه الحقيقة وتطفو شعارات الوهم في كل مكان وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن اسياد الحضارة في خفاء يمسكون بزمام العقول فاصبح الانسان المتحضر حاوية افكار مسبقة الاعداد تم اعدادها في قيادات مظلمة لا يصلها النور فلا يراها الناس فاصبحوا في سكرتهم يموجون ..
فلسطين ... ازمة انسان ... عراق ... لبنان .. افغانستان .. بوسنه .. هند .. او صين .. او عربستان ... كلها ازمة انسان ... ولن تكون ازمة مكان ... اطنان من الحقائق ... متصارعة ... مختلطة ... متراكبة .. متشابكة ... والحقيقة انها ازمة انسان في حضارة انسانية متألقة جدا جدا .. !!
فهل للحقيقة ان تكون وساما لعقل الانسان في حضارة انسانية يضيع فيها الانسان على مرأى ومسمع كتل حضارية واجيال من المتحضرين ... ام ان الحقيقة مخفية خفاء صناع الحضارة الذين يعملون مستترين خلف واجهات الوطن والحضارة ...
بين الانسانية والحضارة رابط ممزق متهدم ولكنه براق يلهب مشاعر الناس في كل مجمع فكري او مجمع مكاني او عقائدي او عرقي ... ويبقى الانسان هو صاحب الحق الاكبر في الحضارة ... الا انه يتحول الى عبد اسير تأسرة حضارة اليوم في كل مفصل من مفاصل حياته وفي كل امل يرتجيه الانسان لنفسه ولاهل بيته او لمجتمعه او للارض كلها ... فلتكون (ارضستان) موطن حضاري للانسان وليس عبودية مستثمري الحضارة ..!! ولكنها حقيقة تم تزييفها وشرب الناس حقائق مزيفة ...
وهل للعقل وساما غير الحقيقة ..!!
واذا كانت الحقيقة مزيفة فكيف يكون عقل الانسان ..؟؟
الحاج عبود الخالدي
تعليق