(الفقر في اللاإيمان) و(اللاإيمان
في الفقر)
في الفقر)
من اجل حضارة عقائدية معاصرة
افرزت الحضارة المعاصرة افرازات مجتمعية خطرة عندما اتسعت متطلبات اليوم المعاصر وكثرت الحاجات والضروريات بشكل مذهل فاصبحت صفة الفقر تختلف تماما عن صفات الفقر قبل النهضة الصناعية باختلاف معايير الفقر ومن ثم سقف الفقر .
النهضة الحضارية تجردت من النظم الايمانية بشكل مطلق بل حاربت النظم الايمانية بوسائل متعددة مما أدى الى اتساع دائرة (اللاايمان) بين الجماهير وتجمعات بشرية واسعة وابتليت الكثير من التجمعات البشرية بمؤثرات خطيرة ادت الى مغادرة الوازع الديني من اجل تأمين متطلبات الحضارة تحت ضغط الحاجة اليها كالسكن والطاقة وبهرج التقنيات وباي وسيلة متاحة خصوصا عندما تعبر الوسائل المتاحة الشروط والتوصيات الدينية عموما كالسرقة والنصب والاحتيال والحصول على المال من خلال فاعلية الاعتداء على الاخرين .
المنظرون للحضارة المعاصرة هم مستثمروها بشكل يقيني وهم انما يستخدمون العنصر البشري كأدوات لصناعة الحضارة فكانت همتهم التنظيرية ان تنتشر الفكرة اللاايمانية بين الجماهير ليكونوا عجينة سهلة التشكيل معتمدين على نظم خفية التفعيل منها ان (تنتشر بذور الفقر مع سقاية الفكر اللاإيماني) كصنوان لا يفترقان لسببين متلازمين متحدين
الاول : خطورة ثورة الفقراء واحتمالية قيامها في أي لحظة
الثاني : ازدهار ظاهرة الانفلات الايماني بين جماهير الفقراء
في هذه الراصدة الفكرية يكون المبدأ الثاني (اللاإيمان) خير وقاية من تأمين المبدأ الأول (خطورة ثورة الفقراء) ... فاصبح المنظرون للحضارة (مستثمروها) يسعون جاهدين من خلال اذرعهم (الحكومات) الى تهشيم المباديء الدينية في المجتمعات الفقيرة ..!!
اذا استطاع الباحث المستقل ان يرصد تلك المنهجية السوداء فان الرصد العميق سيمنح الباحث القدرة على اكتشاف حالة خطيرة تفعلت منذ بدايات التنظير الحضاري الاسود الا وهو استخدام العقيدة كمعول هدام يهدم مباديء العقيدة نفسها خصوصا في الجماهير الفقيرة ونرى ذلك في معالجة الاثارة التالية :
اختلاف التنظير العقائدي سمة من سمات كل العقائد دون استثناء بسبب التراكم الزمني الذي يبرز اختلاف الاراء الدينية في كل دين وفي كل مكان حيث استطاع مستثمروا الحضارة ان يجعلوا من ذلك الاختلاف اداة تخدم هدفهم المركزي في تهشيم العقيدة وافراغها من مضمونها العقلاني الى مضامين صراع واعتداء متبادل (صراء الاراء الدينية) وقد استخدمت الفئة الباغية جماهير الفقراء لهذه المنهجية مما جعل المجتمع الفقير اكثر بعدا عن المضمون العقائدي وذلك المنهج يؤدي الى مسربين تنفيذين
الاول : انفلات عقائدي عند الشباب بسبب المتناقضات العقائدية والصراع الفكري الذي يحيط بها (التمرد العقائدي)
الثاني : هيكلة العقيدة بمختلفاتها لتمييع مضامينها من خلال استخدام ادوات عقائدية (مروجي فتن) باجر مدفوع .. او .. بغفلة المروج .. او بمنصب او جاه .. باستخدام النزعات الاستفزازية التي تستفز المروجين الدينين .. ..
المسرب الثاني الوارد اعلاه من تلك المنهجية يستخدم بشكل فعال او يخفت بشكل ملفت حسب خطة مستثمري الحضارة وطبيعة الاقليم او المجتمع الذي يدخل خطة المصمم الحضاري الخفي ونرى ذلك بوضوح في البوسنة والهرسك وفي الهند وفي الشيشان عندما تم تشغيل المسرب الثاني في زمن مححد لهدف محدد وهنلك كثير من بقاع الارض استخدمت فيها منهجية (الفقر واللاايمان) من خلال تفعيل الاايمان في الفقر وتفعيل الفقر في اللاايمان ..!!
المسرب الاول يمتلك منهجية انفلات عقائدي ويتحول فيه الفقير الى مجرم او منحرف او سيء النشاط وذلك واضح في الاحياء الفقيرة في كل انحاء العالم وما انتجت تلك التنظيرات الخفية (الفقر واللاايمان) و (اللاايمان في الفقر) من عولمة البغاء وعولمة الجريمة وقد ساهمت المخدرات بشكل خطير في تفعيل تلك المنهجية الشيطانية التي تألقت في المسرب الاول بصفتها منهجية تحمل استجابة جماهيرية (اغواء) كما تمتلك ادوات تنفيذية اكبر مساحة واكثر تفعيلا للهدف المرجو عند مصممي حضارة العصر
ادوات الفئة الباغية منتشرة في كل مؤسسة ونشاط في حضارة اليوم ففي الاعلام الرخيص وفي الاباحية وفي التنظيرات الالحادية وفي الاكاديميات ونظم السياحة والحروب وافتعال الازمات حتى داخل السجون ..!! ولكن الفاعلية الاكثر نتاجا والاكثر سوءا تكمن في تنظير مركزي (الفقر في اللاايمان) و ( اللاايمان في الفقر) وهذه المركزية تمتلك مساحة فطرية فطر عليها الانسان كمخلوق وهي معروفة بشكل تكويني للمصمم لان من صفات المنظرين للحضارة انهم يمتلكون مساحة معرفية مهمة في سنن التكوين فكانت مركزيتهم في (قتل الطفولة في الفقر) وهذه الصفة تمتلك فاعلية مزدوجة حيث تقيم عند الطفل رغبة التمرد على واقع الفقر على حساب الوازع الديني فتتم زراعة (اللاايمان) في فطرة التملك التي فطرت في الانسان منذ بداياته التكوينية في طفولته وبذلك يكون الفقر هو المشغل الاول للهدف طفوليا والمشغل الفعال للهدف عند النضوج والكبر فتكون توأمة (الفقر واللاايمان) شجرة خبيثة لها اغصان واوراق وتنمو بشكل خطير في المجتمعات البشرية عندما يكون مجتمع انساني محدد قد ادخل دائرة الهدف ..
عندما يكون الاغنياء ادوات في نفس الخطة السوداء فان الغني المغفل سوف يسهم بشكل فعال في تفعيل الخطة من خلال القسوة على الفقراء بموجب نظم الاستثمار القاسية التي تزيد مما يطلق عليه بالحقد الطبقي الذي يعشعش اولا في النفس البشرية من خلال فرص الربح السريع والانتفاخ المالي للأشخاص يصاحبه الكبرياء الذي يمارسه الاغنياء في ادارة مشاريعهم واستثماراتهم فيكون (اللاايمان) في الطبقة الغنية سببا في تأجيج فاعلية الخطة السوداء المبنية على سنن التكوين بموجب نظم معرفية سايكلوجية مدروسة بشكل فائق الدقة حيث يتم استفزاز الفقراء وتفعيل نشاطهم المطلوب كأداة مستخدمة في الخطة السوداء .
أي خطة في أي نتاج تمتلك أدوات تنفيذية ..
اخطر المخاطر ان يكون الانسان اداة لخطة سوداء على غفلة منه
الوعي الفكري الانساني هو السبيل لتدمير سواد الخطط ذات اللون الاسود الكالح
المنظرون لها يختفون خلف حواجز للخفاء لا تعد ولها سماكات مبالغ فيها مما ادى الى سماكة الغفلة العقلية عند الجماهير المستخدمة كأداة للخطة ...
الطرح اعلاه لا يعتبر مادة فكرية جاهزة للاحتظان الفكري بل تمتاز سطورها بمنهجية تثوير العقل ليبحث عن الحقيقة السوداء التي أُغرقت بها الجماهير في زمن الحضارة فاصبحت الحضارة عبارة عن قوة غازية غزت الانسان فدمرت انسانيته بانامل ذهبية ..
الحاج عبود الخالدي