المرأة في علم قرءاني معاصر
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ )(النساء: من الآية34)
سيء فهم هذا النص الشريف من قبل المسلمين عندما نرصد تطرفهم مع المرأة وسيء فهمه ايضا من قبل اعداء الاسلام الذين ينادون بالمساواة بين المرأة والرجل اجتماعيا تحت شعار (حقوق الانسان) ومنها حقوق المرأة ... ويمكن ان تكون الازمة الحضارية بين الرجل والمرأة مفتعلة في غياب تام للبنود المعرفية التكوينية التي تضع في حسابها ان المرأة مرأة والرجل رجل بموجب ضوابط خلق لا يمكن عبور سقفها او التمادي في اهمالها ... موضوعية الاختلاف التكويني بين خلق المرأة وخلق الرجل ينظر اليها مركزيا في اختلاف الجهاز التناسلي ووظيفة المرأة في الانجاب ..!! ولكن القرءان يؤكد علوم تكوينية اكثر عمقا في منظومة الخلق وهي تمثل مركزية خلق غير معروفة للحضارة البشرية على طول تاريخها بسبب خفاء علوم العقل وظلام مساربه المعرفية مع ادراك رجال المعرفة الماديين وغيرهم ان العقل هو اساس منظومة الخلق ولا يمكن ان يظهر شيء ناشط في الوجود الا ويسبقه (برنامج) وهو (عقل) يسبق ذلك النشاط ويترابط معه في دورته التكوينية سواء كان في نبتة او حيوان (البرنامج الوراثي) او كان في صناعة علبة سكائر او اناء معدني فلا بد ان يكون خلف تلك المخلوقات والمصنوعات برامجية (عقلانية) انتجت ما نراه مترابطا في حواسنا ومنها خلق الزوجين (الذكر والانثى) حيث وجدنا ان علوم القرءان تدفع الباحث القرءاني نحو برامجية الخلق في (العقل) بصفته المركز الرئيسي للخلق اجمالا ومنها المرأة ...
ورد في القرءان اسم المرأة تحت لفظ (النساء) ومن الملفت للنظر ان عربية العرب فهمت لفظ (النساء) بصفته (جمع) ولكنه لا يمتلك صفة (فرد) وهذا يخالف المستقرات العقلية في النطق العربي فلا بد ان يكون لأي لفظ من الفاظ اللسان العربي في الجمع وجوبا لفظ (فرد) وهو ثابت عقلاني بداهة وربما يتصور متابعنا الفاضل ان هذه الاثارة تكون هامشية لانها تخص النشاط اللغوي الا ان البحث القرءاني يستخدم النص القرءاني بصفته سبب تذكير يذكر الانسان في قماقم عقله امورا كانت (منسية) والقرءان يعلن وسيلته أنه (بلسان عربي مبين) فيكون اللسان العربي المبين في برامجية سبب التذكير فيقيم الذكرى في العقل وهي صفة معروفة في احياء الذاكرة بوسيلة السبب (تذكير) فترى ان الانسان يحمل في عقله اشياء كثيرة الا انه يحتاج دائما الى سبب ليتذكرها ونرى ذلك في حياتنا اليومية فعندما نرصد شخص ما يقتني سيارة خاصة فانه يعلم نوعية سيارته او ماركتها ولكنها معلومة في العقل لا تطفو على مسطح صحوته وعندما يسمع أي لفظ قريبا من ماركة سيارته فانه (يتذكر) ان سيارته من النوع الفلاني ... وهكذا تقوم الذكرى في عقل الانسان وعندما لا تقوم فهو يتصف بصفة (نسي) والنسيان هو عملية (اختزال) او (سقوط) وفي حقيقتها هي عملية (انتقال) المعلومة من العقل المتفكر في الصحو الى حيز عقلي اخر فيقوم السبب في التذكير من خلال (ذِكر) يذكر الناسي ...
النساء والذكور صفتان في خلق صنفين من الانسان (المرأة والرجل) وورد اسم النساء في القرءان قرابة 50 مرة ويقابلها الذكر في الخلق ونحن نبحث عن الفارق التكويني في بناء العقل لنصل الى حقيقة التكوين في يومنا المعاصر لان العقل (البرنامج) يسبق التكوين ويلازمه ولن يفارقه من دون ان نكون مع الضالين ونرجع الى ما يسمونه انسان (النيارتدال) لاننا كمسلمين نتميز اننا نحمل القرءان وهو دستورنا ولم يفرط فيه ربنا من شيء ولقد صرف فيه من كل مثل ..!!
قدمنا في فترة سابقة ادراجا عنيدا تحت عنوان (ما ننسخ من آية او ننسها) وهو يتحدث عن مقاصد الله في (ننسها) بصفتها اختزال (نقل) وليس نسيان كما هي مقاصدنا للنسيان فالله لا ينسى مثلنا وننصح بمراجعة الادراج اعلاه تحت الرابط التالي :
ما ننسخ من آية او ننسها في كيمياء هذا الزمان !!
نساء لفظ عربي قرءاني مبين لا يحمل صفة الجمع ولا يحمل صفة الفرد بل يحمل صفة موصوفة بشكل مطلق كالهواء والماء فهي الفاظ لا تفيد جمع الاشياء او المخلوقات بل تفيد اعلان الصفة كما في سماء او نماء او رجاء او عزاء ويكون ما ذهب اليه القصد العربي ان لفظ (نساء) هو جمع كان يوجب استخراج لفظ الفرد من لفظ الجمع كما هي ثوابت لغة العرب الا ان عجز اللسان العربي استخراج لفظ الفرد في نساء يقيم البيان في اللسان العربي المبين ان لفظ (نساء) لا يعني الجمع بل يعني اطلاق الصفة تكوينيا مثل ماء وهواء ... ونرى البناء اللفظي العربي للفظ نساء
نس .. نسى ... نسيء ... نساء ... نسوة ... نسيان .. أنسانيه ... انسان .. أنس .. إنس .. ناسي .. إناسي .. ناس .. منسي .. نسوا .. ينسى .. تنسى ..
تلك الالفاظ واردة في القرءان في بناء لفظي بلسان عربي مبين وهي صفة (عربية العربة العربية) التي يكون اللفظ (عجلتها) فتتحرك العجلة ... تتحرك المقاصد ... ويقوم بيانها في العقل ...
نس ... هو اساس البناء اللفظي في لفظ (نساء) وهو يعني في العلم القرءاني (انتقال الصفة) أي ان الصفة منقولة وهي عندما تخص العقل تنتقل الصفة الى مركز عقلاني اخر غير الوعاء الذي ندركه عند الصحو ونسمي المكان الذي نقلت اليه المعلومة بـ (الذاكرة) واليها يتم انتقال المعلومة فتكون (نس) ويستخدمها بعض العرب الان عندما يخرج شخص من محفل خلسة يقال له (نسَّ) وعندما يدخل خلسة يقال له (أندسَّ) وعندما تعود تلك المعلومة الى وعاء الصحو تكون (ذكرى) وهذا النوع من التناقل يخص علوم العقل حيث تنتقل المعلومة من المستوى العقلي الخامس (السماء الخامسة) الى المستوى العقلي السادس (السماء السادسة) وقد جاء تفصيلهما في ادراجاتنا (العقل والسماوات السبع) وهي سبع ادراجات (1 ـ 7) ننصح بمراجعتها لطالبي الحقيقة في دوحة الثقافة الاسلامية ... عندما تكون المعلومة في المستوى الخامس وتقوم كافة مجسات العقل بتسجيلها تنتقل فور تسجيلها الى المستوى العقلي السادس وعندما يحتاجها الانسان (يتذكرها) فتكون (ذكرى) راجعة من مستقرها ويحتاج الى سبب لعودتها (تذكرها) والقرءان سبب (ص والقرءان ذي الذكر) ومن مراقبة البناء اللفظي العربي في (نس) يكون لفظ (إنسان) أي انه قام بتبادلية (نقل) المعلومة (من والى) فيكون (إنس + إنس) انس للذهاب وانس للاياب فيكون انسان حسب مسارب اللسان العربي المبين الذي يؤكد عليه النص القرءاني ..
(إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً)(التوبة: من الآية37)
لفظ (النسيء) هو الاقرب الى لفظ ( النساء) وهو (نقل حيز تكويني) والنسيء عند العرب له قصدان قصد (قديم) يخص نقل مسميات الاشهر فاذا كانوا في شهر محرم مثلا والقتال محرم في ذلك الشهر لانه من الاشهر الحرم فانهم (يختزلون) أي (ينقلون) الاشهر الحرم من يومهم (حيز زمن) ويقولون كذبا وكفرا نحن في شهر ربيع الاول غلا وعدوانا وهم يعلمون فيقاتلون ويغزون غيرهم لانهم اقاموا (النسيء) بكفرهم للاشهر الحرم فاستخدم اللفظ في (نقل حيز زمني) فسمي نسيء وهنلك قصد عربي للفظ نسيء لا يزال مستخدما (معاصر) وهو البيع على الذمة أي البيع دون دفع ثمن المبيع وتسجيله على ذمة المشتري وهو ليس بيع بالأجل لانه بلا اجل بل بيع الثقات على انفسهم فعندما يذهب السائق الحكومي الى محطة البانزين فانه يملأ خزان سيارته بالبانزين دون دفع الثمن ويملأ استمارة (النسيئة) فيكون عقد البيع قد (نقل حيز الثمن) الى منظومة الثقة بين الدوائر الحكومية (البيع بالنسيئة)
الناس ... لفظ من بناء لفظي عربي (نس) والناس هم مخلوقات بشرية تنقل حيز الفاعليات فيما بين افراد الناس فالنجار ينقل نجارته للحداد والحداد ينقل نتاج حرفته للخياط والخياط كذلك فيكون بمجموعهم يتبادلون نقل (نتاج الفاعلية العقلانية) في حرفياتهم وخدماتهم فيكون اللفظ في لسان عربي مبين (ناس) ... وهي خاصية بشرية لا يشاركها بها بقية المخلوقات ..!! وهكذا يكون اللسان العربي المبين يحمل بيانه في حركة المقاصد على عربة لها عجلات (الفاظ) فتكون الالفاظ دليل حركة المقاصد في العقل (لسان عربي مبين) لان اللسان هو محرك العربة والفكر مقود العربة والعقل وقودها (مشغلها) وننصح بمراجعة ادراجين (العربية عربة) و (معنى العربية) لغرض تمامية متابعة اثاراتنا التذكيرية .
من تلك البيانات تقوم لدى الباحث عن حقيقة التكوين ان لفظ (نساء) يعني (صفة نسيان تكويني) أي سقوط مورد عقلاني (منقول) بشكل تكويني ويقوم الذكر (الرجل) بعملية تجهيز ذلك المورد العقلاني (الذكر يذكر النسء) ...
في هذه النقطة من هذا الطرح الموجز سنرى تلك التفاضلية في الخلق التي اشار الله لها في خارطته القرءان (الرجال قوامون على النساء بما فضل بعضهم على بعض) وسوف نرى دقة النص الشريف وحكمته البالغة
فما هو منسي عند المرأة ليكون وصفهن (نساء) ..؟؟ علينا ان نعود الى ادراج سابق تحت عنوان (قطبا العقل) وهو تحت الرابط
قــطـبـا الـعـقــل
ويمكن ايجاز ما جاء في ذلك الرابط بالقول ان خارطة العقل تمتلك قطبين ايسر وايمن وهما متفاعلان كما يتفاعل (السالب والموجب) ... ذينيك القطبين يمتلكان فيضا تكوينيا نشبهه بالفيض المغنطي المادي (شمالي جنوبي) وفي تكوينة العقل يكون (يسار يمين) وهو يعمل بصفة مزدوجة حيث يكون فيض اليمين الباثق للفيض العقلي متمثلا في مركز قبة الصخرة (القدس) والذي ينطلق من هناك ليغذي الخلق اجمالا فيمر في كل خلق مادي ونباتي وحيواني وبشري (كما هو فيض المغناطيس الارضي) ويفرغ في القطب الايسر (الكعبة) ... ويكون الفيض الايسر الباثق من مركزه التكويني (بيت الله الحرام) الذي يسري في الصالحين فقط فيمر عبر اجساد البشر الصالحين حصرا (اسراء) ليتم افراغه في مركز القطب الايمن (بيت المقدس) ... هذه البيانات غير موجودة في الوعاء المعرفي العقائدي او الوعاء المعرفي المادي وهي بيانات تصدر من قرءان الله (يذكرنا بها) في زمن مكتوب في نهوض العلم القرءاني وهيمنته على العلوم كلها ... وهنا بدايات متواضعة عسى ان تكبر بين حملة القرءان ..!!
المرأة لا تمتلك مستقطبات فيض اليسار الا عن طريق (الذكر) لانها (نساء) أي (نسيئة) وهذه انضباطة عقل مع قرءان احكم اياته بلسان عربي مبين يلزم حملته بمنهجه المعلن في صفته الدستورية للمسلمين فيكون الرجل هو (الذِكر) لـ (نساء) لان المرأة تتصف بصفة (نساء) والذكر هو (سبب) تكويني في وصول الفيض الايسر لها (إسراء) وهنا مركزية فكرية تفصلها وتقوم ببيانها آية الله المفصلة التي تفصل وتبين (تفضيل) الرجال على النساء وقيموتهم عليهن من خلال تغذية المرأة بفيض اليسار الذي ينبثق من بيت الله الحرام الذي (يستلمه) الرجل (الذكر) فيكون (قياما) أي (سببا) لذات الصفة نسيان (نساء) فينتقل الفيض العقلي الايسر الخاص بالصالحين الى نساؤهم (محارمهم) ومن هنا تقوم القيمومة التكوينية وقد احكم النص الشريف حكمة بالغة تظهر في (بما فضلنا بعضهم ـ رجال ـ على بعض ـ نساء) وتلك الحكمة تؤكد ان الفيض القدسي الايسر الوارد الى الرجال من بيت الله الحرام في (إسراء) لا ينطلق الى عموم النساء بل يكون التفصيل ان بعض (من الرجال) يغذون بعض (من النساء) بذلك الفيض وهن المحارم حصرا المثبتة علاقتهن بين رجالهن بما هو مشهور في المنظومة الاسلامية (الزوجات في ذمة الرجل والمحارم من الامهات والبنات والاخوات والعمات والخالات وزوجات الابناء وبنات الاخ وبنات الاخت وبنات الابن وبنات البنت ... ) ... فالرجل الصالح لا يغذي فيض اليسار لجارته او احدى قريباته او زميلته في العمل بل هن لهن من يغذيهن وهو له من يغذيهن (فضلنا بعضهم على بعض) وهي نظم تكوين يمكن الامساك بها بوسائل مختلفة بعد التعرف عليها وانضباط العقل المعرفي ازائها لحيازة بنودها المعرفية ... من خلال تلك النظم التكوينية كانت :
لا يجوز الزواج بغير الكتابية ... لانها لاتستلم فيض اليسار اساسا ..!! لان فيض اليسار (حرام) على من لا ايمان له بالله لانه من بيت الله الحرام
امرأة لوط .. كانت من الغابرين (غبار) منفلت من اهل لوط (غير مرتبط) مع لوط عليه السلام
امرأة فرعون طلبت من ربها بناء (بيت) في الجنة ... لتحصل على فيض يسار لان فرعون لا يملكه بسبب كفره ...
في هذا الايجاز الموجز جدا جدا نطرح لمتابعينا الكرام متابعة بحث مجتمعي بين الناس ونرى مثل إمرأة فرعون في زماننا وفق منهج الوصف التالي :
امرأة مؤمنة ... زوجها غير مؤمن
لا يوجد لتلك المرأة في المدينة محرم غير زوجها (المتفرعن) بنظم فرعون القائمة فينا (نظم كافرة) أي لا يوجد في تلك المدينة رجل (مؤمن) اب او اخ اوعم اوجد او أي شخص محرم يمكن ان يغذيها فيض اليسار غير زوجها او ان يكون لها محارم في تلك المدينة الا انهم غير مؤمنين بالله فيكونون كزوجها لا يملكون ذلك الفيض المحرم على الكافرين الوارد من (بيت الله الحرام)
تحت تلك الموصوفات (إمراة مؤمنة لا تمتلك مغذيات فيض اليسار) ستكون تلك المرأة المؤمنة معذبة (غير مستقرة) تعتريها المشاكل ... تتعرض الى ازمات عقلية (نفسية) شبه مستمرة
الحل : قيام تلك المرأة بطلب (عقلاني) تطلب فيه ولاية المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام عليها فيكون (القطب المحمدي الشريف) وليها ويمدها بما (نسي) من تكوينتها اينما كانت فتستقر حالها النفسية وتهدأ النفس المضطربة فتكون كما هي (إمرأة فرعون) قد حصلت على بيت يغذيها بفيض اليسار (في الجنة) بديلا عن زوجها المحرم عليه فيض بيت الله الحرام ... الاستبدال في الوسيلة الموصلة للفيض الأيسر وليس استبدال لبيت الله الحرام فهو الاصل في بثق الفيض الايسر (الجاريات يسرا) الذي يقيم (الاسراء) من (المسجد الحرام) الى (المسجد الاقصى) وهما قطبا العقل .. اما موضوعية (القطب المحمدي الشريف) فهي موضوعية علمية معرفية كبرى في علوم القرءان الا انها خفية خفاءا يكاد يكون تاما على المسلمين عدا بعض العناوين التي يرددها المسلمون (يا أيها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) ولكن كينونة تلك الصلة غير معروفة الا ان البحث العلمي القرءاني يمنح الباحث قدرة الوصول الى تلك المراشد التكوينية عندما يمتلك الفكر المستقل (الابراهيمية) فيرى ذلك الملكوت القدسي بوعد الهي مسطور ...
كثير من الناس يقولون ان (المرأة ناقصة عقل) ولكن المرأة خصوصا المعاصرة اثبتت انها قد تكون افضل عقلا من كثير من الرجال ولكنها (ناقصة وسيلة عقلانية تخصصية) فهي (نسيئة نساء) وذلك النسيء يخص (الصلاح) ولا يخص شيئا غير الصلاح فقد تكون المرأة في بعض مؤسسات الغرب اوالشرق عبقرية العقل ولكن (نسئها) الصلاح الآدمي تكوينيا والذي جعله الله اساسية من اساسيات الخلق (ليعبدون) فقد نرى بوروفيسورة (خبيرة) في العلم لكنها لا تمتلك أي علاقة رصينة مع ربها ... فيكون عقلها موصوفا بالسيخ في واحدة من امهات اسباب الخلق (وما خلقت الجن والانس ... الا ... ليعبدون) فيكون علمها وخبرتها وعقلها المتألق لا يوصلها الى الصلاح العقلاني الثابت في سنن التكوين الا ان يصلها (الجاريات يسرا .. الحاملات وقرا) فتقوم المنسئة في العقل جراء ذلك من خلال رجل (ذكر) يمثل النصف الثاني للخلق (نسيئة ... ذكر)
الفيض العقلاني (الايسر) الذي يغذي المرأة من زوجها او احد محارمها ينقطع بالمسافة والزمن لذلك جاء في الحكم الشرعي ان لاتسافر المرأة مسيرة ساعة عن دارها الا صحبة محرم ولا يحق للمرأة السفر مطلقا الا بمصاحبة محرم ولا حج للمرأة الا مع محرم لان محرمها هو الذي يغذيها مستلزمات الحج العقلانية سواء كان زوجها او ابنها او اخيها او .. او .. لتمام محارمها المسطورة صفاتهم في القرءان ...
المرأة لا يجوز لها ان تكون (إمام صلاة) لانها لا تمتلك فيض الاسراء الايسر اساسا والإمام يربط المصلين بالفيض الايسر (مشغل) والمرأة لا تمتلك ذلك المشغل .. ... المرأة لا تمتلك ولاية شرعية على القاصرين لانها لاتمتلك فيض الاسراء الايسر والولاية تعني الفيض العقلاني للصغار وليس ادارة الاموال ...
تلك هي المرأة (نساء) في منظومة الخلق وقد يتصورها الناس منقصة في المرأة الا انها كمالية المرأة في الرعاية فوليها لا يشترط ان يكون زوجها بل يمكن ان يكون وليها هو ابنها الاكبر عند سفر الزوج او فقدانه وهنا تنتفي الصفة الذكورية الزوجية وتظهر الصفة الذكورية التكوينية في مرابط الخلق الذي فصله الله سبحانه على شكل متناصف (زوجين) وكل شيء مخلوق هو زوجي الصفة (متناصف)
سالب .. موجب
شمال ... جنوب
شرق ... غرب
ايسر ... ايمن
ذكر ... انثى
ذلك هو خلق الله فلا السالب منقوص ولا الجنوب منقوص ولا الغرب منقوص ولا الايمن منقوص ولا الانثى منقوصة ... فهي منظومة خلق مترابط فالرجل لا يقوم مالم تكون الانثى ... فمن ولد الرجل ... ؟؟ .. من الضلالة ان نفهم نظم الخلق بصفة (ناقص وكامل) فكل جزء من الخلق مكتمل تكوينيا فان تصورنا نقصه فهو يتبادل التكامل مع منظومة التكوين في رديفه كـ (الذكر والانثى) سواء نظرنا اليه (سالب) او نظرنا اليه (موجب) ولعل ازمة المرأة والرجل في الصراع الحضاري القائم يسبب ازمة حقيقة للمرأة المسلمة التي تحيط بها الافكار من كل صوب فيستوجب ان تعرف حقيقتها التكوينية لتعرف موقعها من خارطة الخلق وترى الاحكام الشرعية كما هي منظومة الخلق وليس كما يصورها اصحاب الحضارة المنقلبة على رأسها عندما يقولون ان الرجل يستعمر المرأة .... لو اردنا ان نجري تجربة في العقل في مختبر عقلاني فان نتائج الفحص المختبري سوف تحسم النزاع فتكون التجربة (هل تستطيع المرأة ان تنقل رحمها ومبيضها الى الرجل ..؟؟؟) الجواب سيكون ان المرأة هي منظومة خلق تكويني لا يمكن ان تخضع لتغيير بشري او ان تكون طموحاتها خارج تكوينتها في الخلق لانها ستخسر تكوينتها ولا تستطيع عبور سقف منظومة الخلق التي فطرها الله عليها
(وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ)(النساء: من الآية127)
فلا فتوى فيهن من صلاحيات بشرية بل الفتوى في النساء فتوى ربانية حصرية ولا يمتلك الانسان ان يضيف عليها او يعدلها او ينتقص منها سواء كان الناشط بالتغيير الرجل او المرأة نفسها ..!!
تلك ذكرى ... من شاء ذكر ... ومن شاء هجر .. ولن تكون تلك الاثارة لبنات رأي يقال في نص منشور .. بل اثارة في عقل ... نجاح الذكرى (سبب التذكير) مرهون بامر الهي وليس من ساطر السطور .. او داعية اسلامي .. او كتاب معرفي ..
(كَلا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ * وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) (المدثر:56)
وما يذكر احد الا بمشيئة الهية (وما يذكرون الا ...) لان الهداية من صلاحيات الله حصرا ولا يمتلكها بشر او نبي او رسول ...
سلام على الذاكرين
الحاج عبود الخالدي
تعليق