الظل والضلال
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
الضاد والظاء معضلة عربية لا قواعد منهجية لها وقد احتار فيها اهل اللغة فلم يجدوا لها قاعدة لغوية واضحة راسخة وقد ظهر بيان العجز المنهجي التام في قواعد اللغة العربية للفصل بين رسمين لحرف الضاد والظاء (ض .. ظ ) عندما اضطرت منهجية قواعد اللغة العربية الى احالة الفارقة تلك الى الفطرة ... فطرت الله التي فطر الناس عليها في اللسان العربي المبين فنطق الضاد عندما يكون اللسان خلف الاسنان الامامية والظاء عندما يخرج اللسان قليلا امام الاسنان ..!! والعرب رسخوا ان الضاد والظاء حرفين اثنين في العربية وليس حرفا واحدا وثبت ذلك الترسيخ على طول زمن الفقه والنحو العربي
لم نجد فروقات في القصد العربي في علم الحرف القرءاني فقد وجدنا في مقاصد اللسان العربي المبين ان :
ظل ... هو في القصد حجب الضوء عن حيز ... فالظل هو النور المحجوب .. انه (منقول) فالنور لا يتوقف بل صفته التكوينية انه (منقول) وعندما يخرج من الحيازة يكون الظل ... فالشجرة لها ظل وظلها هو كينونة خروج النور (المنقول) من ذلك الحيز فيكون (ظل) لان الشجرة اخرجت النور من حيز الظل فكان ظل الشجرة
ضل ... هو الخارج من حيازة منقول ايضا فنقول ان (فلان ضل الطريق) وهو يعني انه خرج من حيازة الطريق فهو ضال عن الطريق لان حيز الطريق محجوب عنه ... الضالون وهم الخارجون من حيازة الحق ..
ذلك لان قواعد اللغة تسقط في لوي اللسان وتقوم المقاصد في العقل بدون حركات وبدون لوي لسان ويظهر لوي اللسان عند التكلم والقول فيعتمده السامع لذلك نرى ان الكتابة الحديثة على صفحات الصحف والانترنيت لا تمتلك حركات (لوي اللسان) ولكن القاريء يستطيع ادراك مقاصد الكاتب من خلال سياق الكلام (فطرت السامع تتطابق مع فطرت المتكلم)
من ذلك يقوم دليل عربي اللسان يؤكد ان قواعد العربية وليدة عرف تعارف عليه اهل الكلام واعتمد من قبلهم وعندما تقوم اعراف اخرى فان احتضانها لا يؤثر على عربة العربية لان العربية عندما تنشأ في المقاصد تنشأ غير مقيدة وان تقييدها بقواعدها هو عرف يلزم اهل العرف ولا يلزم العربية التكوينية ونرى ذلك في اثارة موجزة
مَعدْةً ... مُعّدَةً ... فالاولى هي معدة الانسان في جوفه والثانية هي لانتاج شيء ما كمعدات الشركة ومعدات الحداد
كلا اللفظين يؤكدان قصدا واحدا هو (ماكنة انتاج) وهو تمكين حائزها من الانتاج سواء في معدته لانتاج الغذاء المتحلل القابل للامتصاص وعند الحداد فان المعّدَة لتمكين الحداد او الشركة من الانتاج القابل للتسويق .. ولكن الناس قاموا بلوي اللسان لتفريق معدة الطعام عن معدة الحرفي والصناع ...
في موضع الحاجة لبيان صفة (المبين) في علم الحرف القرءاني وضعنا في الرابط ادناه القاعدة (العقلية) في الفارقة بين الضاد والظاء في (نطق القلم) كالتالي ...
عندما تكون الصفة لصيقة بفاعليتها فيكون حرف الظاء مثل لفظ (ظل) فالظل كصفه لا يفارق فاعليته
عندما تكون الصفة غير لصيقة بفاعليتها ويمكن ان تتفعل في حيز غير حيز الفعل فيكون اللفظ (ضل) فالظل لا يتفعل الا في حيز فاعل الظل كالشجرة اما الضلال فيتفعل فير غير مفعل الضلال وذلك من نص قرءاني (قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ)(لأعراف: من الآية38)
ومن خلال تدبر النص وعقلانيته نجد ان الضلال يتفعل في الضال او قد يرد من الغير كما في امم سابقة فعلت الضلال في امم لاحقة (قالت اخراهم لاولاهم) الا ان ظل الشجرة والحائط وغيرها لصيق بالشجرة اي بفاعل الظل ...
الناطقون بالضاد عاجزون فيها
الحاج عبود الخالدي
تعليق