الجبابرة
نحن الآدميون ... نعود الى زمن الغزواة وكأن البشرية بدأت تسير نحو عصور الظلمات ... بل اشد قسوة واحلك ظلما ففي عصر الظلمات ما كان السلاح كما هو اليوم فتاك يمزق المدن وهو في حيازة أوغاد الآدميين يدمرون دماثة الخلق الآدمي ويزرعون دميمه .. ويفعلون حقيره ... وكأن الآدمية انحسرت في اشكال بشر ... لا يحملون صفة بشر ... فيقتلون ... ويقتلون ... هنا وهناك باشرس ما عرفته شراسة الطغاة في التاريخ ... بل أمر وأدهى وسط تقنيات مدمرة تدمر الناس جملة ... وتحصد الاطفال والنساء والشيوخ ... وتفزع الآمنين في مسلسل عدوان لا ينتهي ... وكأن الحلول الآدمية في صندوق مقفل ليس له مفتاح ... ولا حكيم الا حكمة العدوان .. ولا عظيم إلا عظمة العدوان ... وآدميون متحضرون .. بشكل فائق وببريق فائق ...
يقولون حضارة الرفق بالحيوان ... ويفقدون صفات الرفق بالانسان .. حتى ضاعت القيم ... وفقدت الذمم .. وانطفأت آمال حضارة الآدميين ... معايير الحضارة صارت تقنيات ... لها ازار سحرية ... والبشر مجرد من الحضارة ... هنا فساد أخلاق .. وهنا الحاد حاد ... وهناك اغتصاب ارض الاجداد ... والظلم بين اضلعنا ... والظالم حضاري الملبس .. حضاري التقنيات ... لكنه لا يحمل عاطفة كلب ... ويمتلك حضارة افعى ... تنزع ثوبها كل عام ... فقد نزع المتحضرون ثوب حضارتهم ... فقد شممنا دخان بارودهم ... في حارات اهلنا .. وذهب عنا عبق بريق حضارتهم .. لاننا نرى فيهم خروج على الآدمية ... وضياع لخلق الإنسانية ... عدوان ... عدوان ... حتى ضجت الارض بالبشر ... فانذرت بالخطر ... تصحر ... وشحة ماء ... وجهنم حرارة ... فذاب الجليد في قطبه الادنى خجلا ... من فعل احفاد القرود .. ودنا البحر مزمجرا ... يصنع بطاقة الهية الصدر والمصدر ... طوفان يدمر بشر .. لانهم خرجوا من قوانين البشر .. سيلقون يومهم الاشر ... الصابرون في حياض ربهم بلا خطر ... مأمونين من خالق اعد للمؤمنين سفينة نجاة ... يركبها الذين آمنوا ... فهم قلة قليلة .. في كفة ميزان ... تعادل كل البشر ... ومن لا يرضى فليقرأ في مثل نوح القدر
الحاج عبود الخالدي
تعليق