بريد العيون فطرت المعرفة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
يتناقل كثير من الناس لفظا في مقاصدهم (لغة العيون) وكثيرا ما يوجه الناس تهما للمحبين في تلك اللغة التي تجري على غرة من ذويهم ... فهل هي لغة ام بريد ...!!
المعالجة تنحسر في رجرجة العقل في نظم الخلق لمعرفة منظومة التبادل المعرفي وفق ما ثبته الله في برنامج الخلق . فقد اضطربت سنن الناس في تبادل المعرفة واضطربت في منهجية ذلك التبادل منذ بدايات الحضارة الانسانية واستقرت اخيرا في المنهج الاكاديمي المعروف بدءا من رياض الاطفال لغاية اعلى اوسمة العلم ...
(الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ) (الملك:4)
فارجع البصر .. هل ترى من فطور ..
البحث عن فطور هو البحث عن فطرة في بناء عربي مبين !!
طور .. فطور ... دخول حرف الفاء على اللفظ دخول شائع وهو دليل تبادلي .. سبب .. فسبب .. صبر .. فصبر .. فعل .. ففعل .. ومهما كانت تسميتها عند العرب فهي تفيد القصد في تبادلية الصفة سواء سببية او مصدرية ... والبناء اللفظي .. طر .. طير .. طور .. فطر .. فطور .. ..و .. ومقاصد العربي في عربته ..
فطور .. جمع فطر .. والفطر في الحائط يكون في بنائه نتيجة خلل تكويني في الجدار .. ونبات الفطر هو لفظ في فطرة اللسان العربي نبات تكويني لا يزرعه الزراع بل ينبت تكوينيا .. والفطرة هي حاوية مثل الجرة والقربة .. وتكون فطر .. هو تبادل وسيلة نافذة (علوم القرءان) ومنها افطار الصائم ففي افطاره عند الغروب يقوم الصائم بتبادل الجوع التكويني (كتب عليكم الصيام) بالشبع في وسيلة نافذة وهي الاكل والشرب .. تلك عربية في المقاصد قبل ان تكون في القواعد ....
اجتماع الطور والفطور في حاوية المقاصد قد يكون غريبا بسبب قلة استخدام اللفظ ولكن الفطرة العربية تنطق .. طور .. تطوير .. فطّور الناس صناعتهم ... فالاختلاف يكون في لوي اللسان فالمقاصد لا تتعامل مع لوي اللسان بل بارتباط الحرف بالحرف بدون حركات (ولا تحرك به لسانك ..)
ثم ارجع البصر كرتين ...
ثم ارجع البصر مرة تلو مرة ... سينقلب البصر وهو حسير ... وهو من حسرات في لسان عربي مبين
ولماذا البصر حسير الحسرات ..؟؟ لان البصر خاسئا .. !!
وما هو الخسيء وما هو البصر ...
(قَالَ اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ) (المؤمنون:10)
الخسيء ...هو سريان فاعلية تكويني ( نتاج من علوم القرءان) جاهز للتطبيق في العقل
خسيء الخونة .. لان نتاج خيانتهم سيكون في سريان فاعليتهم التكويني وهو ثمن الخيانة
خسيء الظالمون ... فهو سريان فاعلية الظالم تكوينيا وبالتالي فان الظالم يحصد نتاج ظلمه بقانون تكويني ... خسيء ..!! الظالم حين ظلم ...
البصر خاسئا وهو حسير ... فهو في سريان فاعلية في التكوين ان يكون حسير .. ومن الحسير حسرات ..
حسير هو ... تفعيل فائق في فاعلية حيز الوسيله (نتاج من علوم القرءان) ... ويكون في التطبيق
انحسر الفيضان .. فهو حسير ... وذلك بناء عربي .. وفيه توقف الفعل الفائق للفاعلية الطاغية للفيضان .. فحصر الفعل الفائق في حيز (حسير) هو خنق ووهن للفعل الفائق ..
انحسر انتشار المرض ... فهو حسير فقد انتهت فاعليته الفائقة ..!! وانحسر في حيز ضيق
حسرات ... هي حاوية انحسار الفاعلية الفائقة .. حسرات على ايام الشباب كما يقول الشيوخ دائما ... ولا تذهب نفسك عليهم حسرات ... فان فعلهم خافت بعد حين ولن يكون فائق دائم ..!!
فيكون البصر خاسئا وهو حسير ... في العقل ... الذي يعقل النص القرءاني ... البصر يرجع فيعود بسريان فاعليته التكوينية (خاسئا) .. وهو .. فقد فاعليته الفائقة في وسيلته (حسير) لانها تقيدت في حيز بدلالة حرف الياء .. ومثله نقول في العربية الفطرية البلغية عن الاعمى فهو (بصير) وذلك يحني ضياع بصره .. عربية بسيطة وعقل
وقرءان ...
ذلك هو البصر في السماوات السبع
السماء الاولى .. سماء المادة
السماء الثانية ... سماء الخلية
السماء الثالثة ... سماء العضو في المخلوق
السماء الرابعة ... سماء الكائن الحي
السماء الخامسة .. عقل الانسان الناطق
السماء السادسة .. . مكامن عقل الانسان وذاكرته وتفاعلياته (حيز العقل)
السماء السابعة .... نظم التكوين والطبيعة والزمن وكل ما يحيط بالانسان من كون وخلق
أي بصر فيها ... سيرجع ... سيعود ... فاقدا بريقه (حسير) كما هو البصير (اعمى) .. سريان فاعليته التكوينية (خاسئا) وتلك هي قوانين خلق يسطرها الخالق في كتاب ليس بعده كتاب من الله ..!!
انه العلم والمعرفة في ساعي بريد فاشل ... (بصر) بريد عيون خاسيء حسير ... فما هو البصر
البصر هو ... وسيلة قبض فاعلية متنحية ... (نتاج من علوم القرءان) .. قابل للتطبيق ليصادق عليه العقل
الماء من هيدروجين واوكسجين .. وجدوا ذلك حين ابصروا فيه (سماء اولى) وهي سماء المادة فهي فاعلية (متنحية) بين الهيدروجين والاوكسجين لم يشاهدها الناس في الهواء او في الماء فهي متنحية خضعت للبصر ... فابصروا فيها فوجدوا ان الماء من هيدروجين واوكسجين ..
لم يجدوا فطرت الله (فطور) ... وهم لحد يومنا هذا لا يعرفون كيف يكون الماء وسيلة حياة المخلوقات لانهم ما عرفوا فطرت الله وجمعها (فطور) .. بريق تلك العلوم وفاعليتها الفائقة رجعت .. عادت ... بصر يرجع خاسئا وهو حسير ... فما عرفوا فطرت الله التي فطر بها السماء الاولى والماء نقطة من بحر في تلك السماء ولن يعرفوها الا في قرءان وفي صفة ابراهيمية تتفعل في القرءان .
ذلك هو ابراهيم
(فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ * َقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ) (الصافات)
وعند ابراهيم استبدل البصر بالنظر ... فكان سقيم .. ونظر من نظرية .. وما نجحت نظرية الناظرين .. افلا تقرأون معي قرءان ينبئني ما يكون في يومي ولن يكون في امس سحيق ..!! (ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون ـ الانعام) ..
وتلك نظرياتهم .. سقيمة .. فقد سقمها ابراهيم الذي يرى ملكوت السموات والارض بوعد الهي .. فالنظر في النجوم ... فظاهرة المد والجزر .. نجم .. مشهور .. وفيها نظرية ... والنفط .. مادة سحرية مشهورة فهي نجم .. وما اكثر النجوم في زماننا ..!! ولكل منها نبأ وله مستقر .. وسوف تعلمون .. لو تتبرهمون ...
ولم يجد ابراهيم بدا من امره وسقمه
(وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ) (الصافات:99)
وهو القائل
(إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (الأنعام:79)
وفي وجهه عيون .. ترى الحق واليقين .. لان الله (يري ابراهيم) وابراهيم لم يستخدم البصر (مختبرات واجهزة قياس) .. ولم يستخدم النظر (نظريات) بل يريه الله فيرى ابراهيم ملكوت السماوات والارض
وهن ثلاث ... بصر .. نظر ... رؤيا .. فابراهيم يرى
(وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (الصافات:105)
بصر .. خاسيء
نظر ... سقيم
رؤيا .. صادقة ... وشرطها ابراهيمية المورد والتطبيق
تلك وجهة ابراهيم موجهة الى من فطر السماوات والارض فرأى اول ما راى فطرته فعرف خالقه
ابراهيم يمتلك ستة مستويات من العقل .. ست سماوات .. اربعة في جسده وخامسة في عقله الناطق وسادسة خارج زمن الفلك ... لو اكتملت ابراهيميته فيكون في سماء سابعة فيرى ملكوت السموات والارض لانه سيرى فطرت الله بكاملها ويكون في حاوية حكومة الله (الطور)
التفريق بين الانشطة الثلاث (بصر ... نظر .. رؤيا ) يحتاج الى مقام لاحق فتكون الرؤيا بريد عيون قدسي وفيها احاديث شريفة عن صفات المؤمن الذي يرى بنور الله ولكن معالجتنا تفتح ملفا تخصصيا في بساط علمي مقترح سيكون القرءان دستورا لها في الحبو المعرفي فهو يمتلك سببا للتذكير في فطرت الله التي فطر بها السماوات والارض
ما كانت تلك السطور ولن تكون تفسيرية المنهج بل تذكيرية الفاعلية تساعد في التربع على بساط علمي قرءاني ولن تكون دستورا معرفيا لان مقاصد الناس تتحرك وانشطتها تتنوع فما تطابق بين يدي من مرابط لن يكون مربطا وحيدا بل هنلك مرابط لا حصر لها يرتبط فيها القانون الالهي الخام في البصر والنظر (بريد العيون) مع انشطة اخرى يتفعل فيها القانون الالهي في صفات لا علاقة لها بما استحضرته محاولتنا من صفات حملنا بها سطورنا التثويرية ...
الحاج عبود الخالدي
تعليق