وحدة العقائد في تحرير العقول
من أجل وحدة عقائدية معاصرة
الانسان هذا الكائن الذي يعجب كل انسان يتفق بمنهجيته في امور كثيرة لا تعد ولا تحصى الا انه يختلف عقائديا ويتصارع من اجل ما يحمله من عقائد فتقوم قائمة في العقل تتسائل عن السبب ... لماذا اتفق الناس جميعا على قرص الاسبرين واختلفوا في عقائدهم ..؟؟ ذلك لأن قرص الاسبرين دخل في حارة عقل غير مستعمرة كما دخل الناس في امريكا وهي حارة في الارض غير مستعمرة فاستعمرها بشر من كل بقاع الارض وصهرت عروقهم جميعا ذلك لان حارتهم الامريكية كانت حارة بكر لم يستعمرها الانسان ليبني فيها عروقه ويوم قامت الامريكيتان وابتنيت العروق فاصبح الداخل اليها غريبا فيها وكأن من كان قبلهم ليسوا غرباء ذلك لان البشر الذين استعمروها افقدوها صفتها الانسانية المطلقة ووضعوها في صفاتهم العرقية رغم صفتها المبعثرة .
لو قمنا بتجربة عقلانية افتراضية واخذنا مجموعة من حديثي الولادة وبحجم (قوم) وليكن افتراضيا مائة الف حديث ولادة من كل اعراق الانسان في الارض وذهبنا بهم الى جزيرة منقطعة عن الفكر الانساني ونتركهم حتى يكبروا وينضجوا دون ان يتم استعمار عقولهم ويوم ينضجون يطالبون بسؤال كبير (من خلقكم ..؟) ... فماذا نتصور ان يفترض العقل ... ؟؟
لو قمنا بتجربة افتراضية اخرى واستطاع احدنا ان يقوم بعملية استبدال وتغيير بين طفلين حديثي الولادة واحد يعود الى كاهن وثني والاخر يعود الى امام عقائدي موحد وكان الاستبدال دون علم احد فهل نتوقع ان يكون ابن الوثني الذي تربى عند العقائدي وثني ..؟ وهل يمكن ان يكون نفس الاحتمال في الانسان المستبدل الثاني فيكون ربيب الوثني عقائدي موحد ..؟ ام ان يكون كل وليد نتاج لعقله الذي استعمره محيطه البيئي التربوي ..؟؟ ولن نجد للعرق استعمارا في العقل فالعقل الانساني لا يستعمره العرق ...
تلك الافتراضات ترقى الى بداهة العقل التي فطرنا عليها جميعا فكان لقرص الاسبرين مدخلا في حارة عقل غير مستعمرة وهو وصف يخص العقل الانساني حصرا فلم نسمع ان الحيوانات تبتلع طواعية اقراص مصنوعة كالاسبرين ..!! كما يفعل الانسان مختارا ... عندما نرصد الحيوان الذي لا يمتلك عقلا انسانيا فاننا نجد بسهولة مطلقة ان تلك المخلوقات لا تختلف بينها الا تلك الاصناف المفترسة التي احكم خالقها فيها تلك الصفة وعندما تدجن (تستعمر غريزتها) فانها تتحول الى حيوانات راقصة في مسارح السيرك والبهلوانات ... لان غرائزها استعمرت ..!!
تلك ليست دعوى فكرية لعقد مؤتمر نناقش فيه اسلوب تحرير العقل من استعماره بل هو جهد فردي عقلاني يقوم به الانسان بتحرير عقله المستعمر ليتخلص من متراكات الاستعمار فيتحرر حتى يدرك ربه بفطرته البريئة التي فطرها الله فيه فيحصل على ميزان فكري خالي من أي معايير ترسبت ويبدأ بصناعة معايير جديدة يمتلكها هو بذاته كما امتلكها مصنعوا قرص الاسبرين عندما انتجوا اول قرص ..!!
الحاج عبود الخالدي
تعليق