سخرية البكاء على سطور البلغاء
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
التباكي على المجد الاسلامي الضائع في يومنا المعاصر وصل الذروة القصوى في انشطة الشبكة الدولية وغرقت الجهود الفكرية في نواح مستديم على مجد ضائع لامة الاسلام وسط الامم المتحضرة المتصفة بصفة التسلط على الامة الاسلامية ولعل القضية الفلسطينية تمتلك الحظ الاوفر والقسط الاعظم من قصائد النائحات الباكيات والمنثورات التي تلطم على الوجوه في ازمة وهن اسلامي متزايد امام نافذة الفضائيات التي تسخر من الاسلام واهله وتتزايد بلاغة العويل عمقا بلاغيا ولعل ذلك يعتبر صفة ايجابية في صحوة الفكر الاسلامي المتباكي كثيرا ولكننا لا نتصور ان تلك النائحات سوف تتحول سخرية من جيلنا المتباكي على اطلال حضارة تمتلك اغنية تدغدغ مشاعر المستكينين حتى استبدل العنفوان الاسلامي بالعنفوان الوطني ففي كل وطن نشيد مستبدل يتغنى للاسلام ويرفع من بهرج ماضيه والحيارى من المسلمين يتقمصون الماضي بادق تفاصيله ويفقد الفعل الاسلامي حاضره وكأن الاستكانة عدوى سرت في جسد المجتمع المسلم ..
السخرية من البكاء المتزايد سوف تكون في زمن لاحق ليس لنا وجود جسدي فيه بل سيكون لموقفنا هذا وجود ... افلا يكفي البكاء ... والانتقال الى العمل ... واي عمل ... وتكثر المقترحات والمشاريع ونرى من يحتظن البندقية ويرتقي الى كهوف الجبال ليحارب من اجل الاسلام في مناطق نائية وثغور هي اساسا خارجة عن مساحة ظلم المتسلطين على اسلامنا ...
اخرين يحتظنون بضعة متفجرات يدورون بها في الحارات والشوارع لنصرة الاسلام في تفجير مبرمج وسط زحمة الناس ..!! واخرين ... واخرين ... ومشاريع نهضوية اسلامية لا تزيد الطين الا بللا في شراسة سلطوية ظالمة كافرة على السابلة من الناس او لتزداد وقاحة الحكام ضد المحكومين ..!!
هل يمكن ان تنتهي لغة العويل الثقافي الاسلامي المعاصر ..؟؟
متى ..؟
كيف ..؟
سلطوية الظلم لا تمتلك صفة تعلو فوق صفة العلم ..!! كل صفات الظالمين الذين يستهدفون اسلامنا ترتبط بقدراتهم العلمية ..!! اذا استقرت تلك الضابطة الفكرية استقرار البديهة في العقل فان جواب (متى وكيف) سيكون في حيازة السائلين وتبدأ رحلة اللابكاء .. واللاعويل ... بل تبدأ رحلة الامل في قرءان قائم فينا يسمو بعلمه على كل امجاد الماضي ويجعل من امجاد الماضي كلها في جزء من جزء من كفة ميزان في الحاضر الذي يمتلك قدرة اختراق العلم والهيمنة عليه واذلال من اذلنا ... بالحق ... بالحق ... بالحق فقط ... وتبقى (كيف ومتى) سؤالا منقلبا على مرابطنا بالقرءان فيكون السؤال (متى وكيف نقرأ القرءان علميا ..؟؟) ... ذلك ما يندرج تحت نص شريف
( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ) (الرعد:11)
اللهم ارحمنا في الوهن الذي اصابنا من سوء افعالنا
الحاج عبود الخالدي
تعليق