جنون القلم في زحمة الكلم
من يوميات محبرة بلا قلم
يوم ثار سيباويه على المتنبي في حضرة الحمداني كانت محبرة سيباويه الفضية سلاح هجوم على نبي الشعراء ... ولو تقابلوا اليوم ... كلاهما بلا محبرة ... الحبر ضاع والمحبرة جفت ... جن جنون القلم ... الله علم الانسان ... علمه بالقلم ... ولكن القلم مجنون ... في زمن جفاف الحبر ... قلم الانسان صار في مفاتيح حاسوب المعلم به من صنـّاعه ... القلم صار حبيس الجعب ... حبر الحاسوب من الكترون غير مرئي ... الوانه كاذبه ... مداده هلام ... محبرة سيباوية صارت بنادق في الحارات ... تقتل ... تدمر ... فهي رباط الخيل في زماننا ... جنون القلم من جنون حملته ... هلامية الحبر من هلامية العقول ... فكان للبغضاء شجرة في العقيدة ... مورقة بلون الكتروني اخضر ...!! سقطت رسالة الكلمة
الكلمة رسول العقل ... حروفها اعضاء رسالة ... ولكنها لا تصل الى صناديق بريد العقول ... فالكلمة اصبحت رسول طائش ... هائم في هلام ... عجينة ملؤها خمائر تفسد العجين ... فأصبح ... ويكون ... القلم في زماننا .. مجنون ..
جنت انامل الحاسوب على سقيا اشجار بغضاء وعدوان ... حرام ذلك الحلال ... مقيت ذلك المحبوب ... قبيح ذلك الجميل ... تحولت اقلام العصر الى مطايا ... مطايا تحمل اسفارا ... لها غايات ... مرابطها عقيدة ... اهدافها هدم العقيدة ... يحرك ازرارها ... شخوص هلامية الشكل ... مثل هلامية الحبر ... في جنون القلم .
الحاج عبود الخالدي
تعليق