يا حرام ... !!
من اجل غسل الفطرة من عوالقها
من اجل غسل الفطرة من عوالقها
فطر الناس ان يقولوا (يا حرام ..) حين يشاهدون مشهدا مؤلما متصدعا فحين يرى احدهم تصادم سيارتين والخراب فيهما يقول ( يا حرام .. ) ومثل تلك الاقاويل كثيرة في مثل تلك المشاهدات ورغم كثرتها واختلاف الفاظها الا انها تتحد في مصدريتها الفطرية ففي العراق حين يشاهد احدهم حادث سير او يدا مقطوعة يقول (خطيه) وهي من اصل (خطيئة) والقرءان يقول فيما نحن نتقول به
(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم:41)
فحادث السير وصاحب اليد المقطوعة والساقط على الارض من عثرة او المقتول عمدا او سهوا (هو فساد ظاهر) والقرءان بدستوريته الهادية يؤكد ان سبب ظهور الفساد هو (بما كسبت ايدي الناس) ويمنح القرءان حملته منهجية خطاب مبين وواضح ان تلك الظاهرة (ظهور الفساد) هو امر الهي (نظم الهية) مسببة والسبب هو (لنذيقهم بعض الذي عملوا) وليس كل الذي عملوه بايديهم ويبين لنا ربنا ان سبب المذاق السيء ذلك هو (لعلهم يرجعون) فنطقت الفطرة التي فطرها الله فينا فقالوا ( يا حرام ..!!) وقال بعظهم (خطية) لان بيان الفساد وظهوره هو من ما كسبت ايديهم من حرام او خطيئة الا ان فطرتنا تم تغليفها بمتراكمات البيئة المجتمعية فبقيت (يا حرام .. !!) وبقيت (خطية ..) وكأنها عرفان عقل بشدة الفساد في حين هي عرفان عقل بوجود الحرام والخطيئة ..
ظهور الفساد في البر ... هو في (وسيلة القبض) فالناس في (البر) يقبضون وسيلتهم في السمع والكلام والمشي والمأكل والزرع والصنع في (بر) يقبضون وسيلتهم ولكنها تتوقف في (البحر) فلا مشي ولا كلام وسمع ولا زرع ولا صنع في البحر لان الفعل الفائق للبحر يوقف (البر)
ظهور الفساد في البر هو في قابضات وسيلة الناس في سياقة سيارة او سقوط من مرتفع او صراع شخصي او حادثة عمل او صعقة كهرباء
ظهور الفساد في البحر هو في الكوارث البيئية والفياضانات والامراض الفتاكة ومنها السرطان والايدز والزايهايمر والسكري وضغط الدم والاحتباس الحراري وثقوب الاوزون فهو فساد في البحر
فساد الاثنين (في البر والبحر) هو مما كسبت ايدي الناس وهي تعمل عمل (مقياس الحرارة) حين يؤشر مؤشر الخطر ليرجع الناس الى مفعل الماكنة ليقوم بتبريد ماكنته ومعالجة سبب ارتفاع الحرارة
يا حرام ... خطيه ... في فطرة عقل فطر على ادراك الحق كما تدركه القطة التي تسرق قطعة اللحم لتهرب بها مسرعة خوفا من العقاب الا انها لا تهرب ممن يعطيها قطعة اللحم طواعية ... تلك فطرة خلق حتى في الحيوان الا ان الانسان نسيها (اختزلها) من عقله ولكن الحيوان لا يزال يمتلكها ..
حين يظهر الفساد فذلك يعني ان مؤشر الذنوب يؤشر وكلما كان الفساد قاسيا كلما كان المؤشر في قراءة عالية وعلى فطرة الانسان ان تعي تلك الحقيقة لتدرك الرجعة الى الرب لتسوية ما علق من الذنوب في جنب المذنب فهو حمال وزر لا بد من تفريغه قبل خراب ماسكاته الدنيوية وقبل ان يكون من المغضوب عليهم ومن الضالين فيكون موعودا بأكنة على قلبه فلا يفقه ذلك المؤشر ويدافع عن برائته من الذنوب وهو غارق في بحر فساد ما كسبت يداه
يا حرام .... خطيئة ... وتلك ذكرى ... عسى ان تنفع الذكرى
الحاج عبود الخالدي
تعليق