بني اسرائيل صفة في التكوين ..
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
هذه الاثارة تحتاج الى تأملات عالية في قظم بياناتها
لفظ اسرائيل كأسم منفصل عن لفظ (بني اسرائيل) ورد في القرءان في موقعين فقط :
(أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ ءادَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءايَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً) (مريم:58)
(كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرائيلَ إِلا مَا حَرَّمَ إِسْرائيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (آل عمران:93)
اما لفظ (بني اسرائيل) فقد ورد في القرءان كثيرا وذهب فيه الناس الى ان بني اسرائيل هم اليهود لارتباط امثال موسى مع بني اسرائيل بشكل مكثف وان حقيقة قوم موسى كانوا متصفين بصفة بني اسرائيل ولكنهم ليسوا حصرا بني اسرائيل على مر الاجيال كلها فقد انحرفوا وضيعوا صفتهم في بنية بني اسرائيل كما سنرى .. وعند رصد التاريخ بفكر مستقل يظهر ان اليهود هم الذين رسخوا انهم (بني اسرائيل) واستجاب الفكر العقائدي لذلك الترشيد المقرون بصفة بني اسرائيل من قوم موسى دون الانتباه الى نصوص قرءانية تضع العقل قادرا على ان يفرز صفة بني اسرائيل كصفة عامة وغير خاصة بقوم موسى النبي واكبر راسخة قال فيها اليهود هي في اسم دولتهم (اسرائيل) فاصبحت مستقرات العقول مؤكدة الى ان اليهود هم (بني اسرائيل) وانهم اولاد يعقوب ابن ابراهيم .. الفكر الاسلامي زاد في ذلك فقالوا ان اسم اسرائيل هو اسم عبري ترجمته العربية يعقوب . فيكون اليهود هم الذين رسخوا لفظ اسرائيل بصفته الخاصة بهم والمسلمون صادقوا على اقوالهم ولم يعارضوا ذلك الا في فتات كلام واكد اليهود ان بني اسرائيل هو شعب الله المختار وهم كاذبون وما صدقوا فان نظم التكوين تعلن عن نفسها لان (ءايات الله بينات) وان نور الله لا يطفأ ويبقى المصلون هم (بني اسرائيل) في التكوين فهم احباب الله وقد اختارهم الله لقربه ولكن اليهود انتحلوا الصفة واحبارهم يعلمون ..!! اما بيان تلك الايات فهو مرهون بصحوة اسلامية معاصرة .
تاريخ الفكر العقائدي يؤكد ان اسرائيل هو يعقوب النبي ولكن تلك المعالجة تاريخية ولا يمنحنا القرءان أي ترابط بين اسرائيل ويعقوب بل بالعكس ورد ما يدحض تلك الرابطة التاريخية في الاية 58 من سورة مريم (وممن حملنا مع نوح ومن ذرية ابراهيم واسرائيل ..) .. وضوح النص كبير جدا في فصل ذريتين هما ذرية ابراهيم وذرية اسرائيل فكيف يكون اسرائيل له ذرية مختلفة عن ذرية ابراهيم اذا كان اسرائيل ابن ابراهيم ...!!
العقل يرفض ان يكون للابناء دورا قدسيا بسبب البنوة والعقل هنا يطابق القرءان ففي مثل ابن نوح ما كان ابن نوح مؤمنا وفي نص قرءاني
(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (البقرة:124)
فهل ينفع الرجل ان يكون ابوه صالحا ان لم يكن هو صالحا .. وهل العقل يورث .. ام ان لكل عقل استقلالية فان كان العقل يورث فما كان ابراهيم في موقفه مع اباه المسطور في القرءان
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً ءالِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (الأنعام:74)
في العقل والقرءان اجازة تكوينية فالقرءان للذين يعقلون ... ففي مراقبة الايات المتتاليات ادناه تظهر حقيقة الاعوجاج الفكري في قصة الخلق وفي المسميات ايضا :
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ ءادَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ* مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) (المائدة:28 ـ 32)
فاذا كان المثل القرءاني يخص اول شخص بشري اسمه ءادم وابنيه فما علاقة بني اسرائيل بابني ءادم ..؟ واذا كان ما كتبه الله على بني اسرائيل مؤجلا من نشأة الخلق الاول (ابني ءادم) الى زمن يعقوب فهل سنة الله تتحول من زمن لزمن اخر وبين الزمنين تتعطل ..؟؟ وهل من المنطق ان يكتب الله قانونا في زمن ابني ءادم ولحادثة تخص ابني ءادم ويؤجل التنفيذ حقبة زمنية طويلة ..؟؟ ولماذا حادثة في ابني ءادم تسبب قيام قانون الهي في ابناء يعقوب ..؟ ذلك يؤكد ان هنلك حيود فكري في التصورات ولا ننسى مؤثر اليهوديات الفكرية وما تركته من اثر في مفاصل متعددة من الفكر العقائدي الاسلامي .. التصور ان ءادم هو رجل اول في البشر هو تصور بشري لا يؤكده القرءان .. والتصور ان (بني) تعني الاولاد حصرا دون غيرهم من الصفات هو تصور بشري ايضا يدحضه القرءان .. والتصور ان اسرائيل هو يعقوب فهو تصور من فكر بشري يهودي منقول الى المسلمين
من تلك وغيرها كثير نحتاج الى عقولنا لتمسك بضابطة قرءانية لا تريد ان تنضبط في التاريخ .. فمن يكون اسرائيل ... اذا لم يكن يعقوب .
لقد روجنا في مقامات سابقة في من يكون ابراهيم فهو صفة وهو من .. البريء من فكر قومه .. وله ذرية ... واسرائيل له ذرية .. فما هي الذرية ... هل هي الابناء حصرا كما يذهب الناس ..!!
الذرية من لفظ (ذر) وهي في البناء العربي .. ذر .. ذرأ .. ذرو ... ذروا .. ذاريات .. ذروة .. ذرة ..
العقل في القرءان ليعقل النص وبين ايدينا نص شريف :
(وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً )(البقرة: من الآية234)
(وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ)(البقرة: من الآية240)
(وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً) (النساء:129)
فهل الزوجة من ابناء المتوفي ذرية ..؟؟ افي القرءان عوج ..؟ ام في عقولنا ..؟ فتذروها فهل هي ذرية الابناء ام الزوجة المتروكة او المتوفي عنها زوجها فهي متروكة ايضا (تركة) .. ؟؟
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (البقرة:278)
(وَذَرُوا ظَاهِرَ الأِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الأِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ) (الأنعام:120)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (الجمعة:9)
من النصوص الشريفة لا يبقى مناص للعقل في ان يفهم الذرو فهو (الترك) وهي في فطرة عربية الناس (تركة) ولكن الناس ذهبوا الى التركة حصرا في المال ولم يحسبوا حسابا اخر للتركة عدا بعض التراثيات الفكرية مثل المؤلفات او مسميات شارع او مدينة .. ذرو .. هو ترك .. وباضافة التاء في اخر اللفظ (ذرو) يقوم بيان اللسان العربي المبين في لفظ (ذورة) لتكون حاوية الذرو مثلها في العربية .. صر .. صرة .. مشي .. مشية .. كلم .. كلمة .. در .. درة .. سفر .. سفرة .. تلك عربية بسيطة
اضافة حرف الياء الى اللفظ تفيد في قصد القاصد الى الحيز الذي تشغله الصفة (الشيء) فتكون (ذرية) هي (حاوية حيز متروك) وهي (تركة) .. ومثل هذا القصد يمكن ان يكون في الاولاد وغير الاولاد فكل ما يتركه المتوفي هو (حاوية حيز متروك ـ تركة) سواء كان زوجة او ولد او مال او مسكن او تراث او مجرد حدث (رواية) ... وبذلك تكون الذرية في الفطرة العربية تشمل الاولاد وهو اهم ما يتركه المتوفي ولكثرة استخدام تلك الفطرة اصبح لفظ الذرية محصورا بالاولاد دون غيرهم فقام الاعوجاج في العقل ...
من ذلك يتضح ان ذرية ابراهيم واسرائيل هي (حاوية حيز متروك) وهي تركة ابراهيم واسرائيل ولا تذهب مقاصدنا الى الاولاد لان القرءان اخر كتاب سماوي وجاء بعد بضعة الاف سنة عن حياة النبي ابراهيم في التاريخ كما قالوا وان اولاد ابراهيم لم يبق لهم رابط مع جد عاش قبل اكثر من اربعة الاف سنة ولماذا هذا الترابط الذي لا يستطيع بموجبه واحد من الناس يعيش في هذا الزمن ليربط نفسه موضوعيا بشخص عاش قبل قرابة خمسة الاف سنة ..؟؟ في أي حارة من حارات العقل يمكن ان يمسك العاقل بمثل ذلك الرابط الابوي البعيد جدا عبر الزمن برابط موضوعي .. ويبحث العقل عن (حاوية حيز متروك) هي ذرية ابراهيم ومن ثم ذرية اسرائيل ..
وكل حيرة في القرءان تنقلب الى ضديدها لان القرءان ممسك حق ما ان نتمسك به لن نضل ولن نحتار :
(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (البقرة:127)
اليس البيت (مكة) كما يقولون هي (حاوية حيز متروك) ... ذرية ابراهيم ... فيه مقام ابراهيم
(وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) (البقرة:125)
(فِيهِ ءايَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ ءامِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (آل عمران:97)
فيه ءايات بينات .. مقام ابراهيم ... وعقل يقرأ القرءان وذكرى للذاكرين ..!!
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ ءايَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الاسراء:1)
اليس مسرى المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى هو (حاوية حيز متروك) ذرية ..!!
ولكن ذرية من ... ذرية اسرائيل .. لانه مسريّ به فهو اسرائيل ... وكل عبد مؤمن يسري بفيضه اليسار من المسجد الحرام للمسجد الاقصى يستمر بتلك الفاعلية وعندما يتوفاه الله يتوقف ذلك الاسراء ولن نسمع في القرءان ان الاموات يقيمون الصلاة لان ذلك الحيز يكون (ذرية) وهو شيء متروك ...
مثله ابراهيم وفي أي زمن ... فاي ابراهيم (متبرهم) يتوفاه الله في زمنه (في اجله المسى) يترك ذلك الحيز ولم نسمع في القرءان ان الاموات لهم (قبلة) ذلك لان العبادة تتوقف في النوم (موت قصير) وفي الموت الابدي .. وعند الموت الابدي يكون ذلك الحيز متروك فهو ذرية ... وهو من باقيات العبد الصالحات ... ذريته .. في صفة ابراهيم وفي صفة اسرائيل
بني اسرائيل .. هم ذوي الرابط المربوط في اسرائيل (بناء) .. وهو رابط ورد في القرءان فيه صفة البناء
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الحجرات:10)
رابط الاخوة في معارفنا ومقاصدنا يقع في مربطين (الاول) رابط الصلب من الاب (الثاني) رابط الرحم من الام .. والقرءان اكد رابطين اخرين لتكون روابط الاخوة اربع ففي القرءان رابط (اول) في اخوة الرضاعة ورابط (ثاني) في اخوة المؤمنين .. تنفرد اخوة المؤمنين في عدم حرمة الزواج بينهم ..!!
اخوة المؤمنين تقع في رابط (بني اسرائيل) وهم الحاصلون على الفيض العقلاني الايسر من بيت الله الحرام (قبض منقول) ذلك لانه (حرام) فان غير الصالحين لا ينالون ذلك الفيض وبما ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر فانهم مؤمنون بالله ويمتلكون صفة الاسراء من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى فهم (بني اسرائيل)
لفظ بني في لسان عربي مبين .. بن .. بني .. بنين .. بناء .. بنات .. ابنية .. بناية .. بنيان .. و .. و ... وعربة عربية تتحرك تحمل المقاصد .. اللسان محركها ... اللفظ عجلتها .. ولا تحرك به لسانك لتعجل به ... بل نبحث عن مقاصد اللفظ (البيان) ونحن فيها والله القائل (ثم ان علينا بيانه)
فالبناء في مقاصدنا هو (قابض منقول) ولا يمكن ان نبني بستان او حديقة او نهر لان لبنة البناء في البستان والحديقة ليست صفة المنقول ولكن طوبة البناء (الآجر) هي مقبوضة منقولة يتم ربطها ببعضها فيقوم البناء ...
الياء في لفظ (بني) دلالة القاصد الى الحيز مثل .. كتاب .. كتابي .. فتكون (بني) في القصد (قبض منقول في حيز) وهما في (قواعد) بيت الله الحرام ... ما يتركه ابراهيم (ذريته) والاخر في مسرى بين مسجد الله الحرام والمسجد الاقصى (اسراء) ... وهو ما يتركه (اسرائيل) ذريته وتلك هي باقيات صالحات المؤمن بعد موته ... وهو يصلح في الاولاد ايضا فالابناء هم (قبض منقول في حيز الابن) وقد اكد العلماء المعاصرون وحدة ذلك البناء في الحامض النووي (دنا ورنا) وكأنه (طوب او آجر) مربوط كما يربط البناء في بناية وهو منقول من الابوين
ويبقى لفظ اسرائيل الذي قالوا بعبريته الا انه في لسان عربي مبين
سر .. سرى ... اسراء ... اسرائيل ... بناء عربي في لسان عربي نبحث عن بيانه
اضافة الياء في اخر اللفظ العربي ..
اصر .. اصري .. بداء .. بدائي .. عزاء .. عزائي .. كفؤ .. كفائي.. هواء .. هوائي .. اول .. اولي .. اسراء .. اسرائي ...
الياء هنا تشير الى دلالة القاصد في تفعيل الصفة في حيز فعندما تكون الصفة (هواء) فان لفظ (هوائي) يعني تفعيل الصفة الهوائية في الحيز المقصود .. ومثله كفائي فيكون الحيز كفؤ ومثلها (اسرائي) فيكون الاسراء في حيز كما نقول لون قهوائي نسبة للون القهوة ..
اضافة حرف اللام الى اخر اللفظ العربي
كف .. كفي ... كفيل ... الكف هو ماسك تبادلي (يأخذ ويعطي) فالكفيل هو الذي يكون حيز منقول من الاصل فيكون كف الكفيل هو البديل المنقول عن كف المدين في تسديد الدين او اي كفالة غيرها
سرب .. سراب ... سرابي .. سرابيل ... السرب هو ذلك الجمع المتحرك غير ثابت ... سراب .. هو سرب متحرك في العقل أي (غير ثابت في العقل)
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً )(النور: من الآية39)
فهو متحرك في العقل غير ثابت ( غير مستقر) فهو سراب
سرابيل هو سراب (غير ثابت)
ولكن كتاب التاريخ قالوا في لفظ (سرابيل) انه لفظ اعجمي غير عربي وهو يتناقض مع التأكيد القرءاني انه (بلسان عربي مبين) وبيانه بين ايدينا نذكر به قومنا عسى ان تنفع الذكرى
(وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ) (النحل:81)
فهي (سرابيل) غير ثابتة وتكون بدلالة حرف اللام منقولة على الاجسام البشرية وليس كالريش والصوف والاوبار كما في بقية المخلوقات ولكن الانسان اختص بهذه الصفة دونا من كل المخلوقات فوردت في خارطة الخالق في رائعة وصف وحكمة بلاغ ..
ولكن العرب عجموا لغتهم ففقدوا لفظ سرابيل وقالوا (سروال) مثلما فقدوا لفظ اسرائيل العربي فقال اشياخ العربية انها اعجمية مثل سرابيل ... وتطبيقا لذلك الحبو العنيد على لسان عربي مبين اطلقنا بيانه للتذكير به وما كان لنا ان نقوم بعملية الاقناع لمن يسمعنا .. ولا تمتلك منهجيتنا برنامجا اقناعيا مفروضا على العقول وكأنه رأي فكري يطرح او رأي يحمل قناعات اجبارية على العقول كما تفعل الاكاديميات لان العلم يضطرب عند الانسان فيكون (سراب) لانه يفقد مصدريته الالهية فالمعرفة هي الهية المصدر ولكن (نظم الاقناع) في الاكاديميات والمذاهب الاسلامية والاراء الفلسفية دفعت العلم الى مصدرية بشرية غير الهية التكوين فتصدع العلم وضاعت الحقيقة على البشر وما احتلبه العلماء من علم بشري (اقناعي) سيدمر الحرث والنسل ويبشر بكارثة كبرى ...
سر ... هي وسيلة فاعلية غالبه (علم الحرف القرءاني)
سير ... هي وسيلة فاعلية غالبة الحيز .. ومنها المشي وفي المشي وسيلة الغلبة على الحيز فالشجرة لا تمشي لانها لا تمتلك وسيلة فاعلية غالبه على حيزها لان جذورها ثابتة في الارض
أسر ... وسيلة مكون غالب ومنها الاسير وهو لن يكون في نظم التكوين (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى) لان كينونة تفعيل (سر) هي في منظومة الخلق وليس من صلاحيات بشرية فالاسر هو وسيلة مكون غالب تحصل في الحروب
اسرى ... تنحى نفس المنحى سواء كان بجمع اسير او كان اطلاق الصفة في فعل ماضي (أسرى) ولكن علم الحرف القرءاني يؤكد فاعلية الوسيلة لمكون غالب أي ان القصد (كينونة فاعلية وسيلة مكون غالبه)
اسراء ... يكون القصد الشريف (مكون تكويني لـ فاعلية غالبة الوسيلة) اي فعاله تكوينيا بشكل غالب
اسرائي ... يكون القصد الشريف (حيازة مكون لكينونه غالبه لـ فاعلية وسيله)
اسرائيل ... يكون القصد الشريف (حراك مكون لحيازة غالبه لكينونة وسيله فعاله)
ذلك اسرائيل الذي قالوا في لفظه انه اعجمي اللفظ من عبرية اليهود بل هو من لسان عربي مبين وما هو بيعقوب اذ قالوا ... بل هو من (اسرى به ربه من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى) في (حراك مكون لحياز ة غالبه لكينونة وسيله فعاله)
الحيز المنقول هو (مكون) في جسد المؤمن المصلي فهو اسرائيل ...!!
كينونة الوسيله الفعاله هي في طرح اولي تذكيري فقط
1 ـ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً (الذريات:1)
2ـ فَالْحَامِلاتِ وِقْراً (الذريات:2)
3 ـ فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً (الذريات:3)
4 ـ فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً (الذريات:4)
5ـ وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً (المرسلات:1)
6 ـ فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً (المرسلات:2)
7 ـ وَالنَّاشِرَاتِ نَشْراً (المرسلات:3)
8 ـ فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً (المرسلات:4)
9 ـ فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً (المرسلات:5)
10 ـ عُذْراً أَوْ نُذْرا (المرسلات:6)
عشر فاعليات .. نظام عشري ... تتفعل في اسراء العبد تكوينيا لبناء عشر صفات في منظومة اتصال كونية بين نظم الخلق والعبد (سبحان الذي اسرى بعبده) .. تلك هي مستقطبات اسرائيل
ذاريات ... يستقطبها اسرائيل .. فتكون ذرية اسرائيل ... تترابط .. تبني .. (بني اسرائيل) وهم المؤمنون المصلون .. وتلك هي فاعلية تكوينية
وهم عباد الرحمن
(وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً) (الفرقان:63)
وهم الذين يسري بهم ربهم من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى .. فرادى ... فرد فرد .. وليس جماعات او زمرا فيكون :
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ ءايَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الاسراء:1)
ولما كانت تلك السارية تمنح ذلك العبد (ذاريات ذروا) فتكون له ذرية .. والذرية هو كل ما تركه العبد فيكون بناء فيكونون (بني اسرائيل) .. وهم بناة الاسراء
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) (الصف:4)
ولا يمكن ان يكون المقاتلين في المعركة (صفا) فالعراك يفرق الصف حتما ولكن (القتل) في قاموس العلم القرءاني هو (وقف فاعلية لوقف فاعلية اخرى) فيكون المقاتلون في سبيل الله هم الذين يوقفون كثيرا من الفاعليات لتتوقف فاعليات اخرى في سبيل الله فالصدقة هي (قتل) لمال المتصدق .. ولكنها تفعل فعلها في القرب من الله وفق نظم منهجية تكوينية في الخلق وليس في حشو كلام غير مرئي للعقل ... والصلاة هي (قتل) لطغيان الماديات لتفعل فعلها في تقوية اللاماديات (فيض اليسار) ... ذلك هو القتال في سبيل الله ... ولكنهم اتهموا الاسلام بنظمه القتالية والمسلمون هم الذين ساعدوهم على ذلك الاتهام ولا يزالون ....
تطفوا ذرية الباقيات الصالحات في منظومة الاسراء وفيها الذاريات ذروا لتكون لبنات البناء في بني اسرائيل
لم نستخدم طرق الاثبات والاقناع المعروفة بل استخدمنا طرق التذكير بايات الله فان كانت غريبة فهي في وعد رسالي من المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام (يعود الاسلام غريبا كما كان فطوبى للغرباء)
فما كان اسرائيل يهوديا وما كان اسرائيل هو يعقوب بل هو
بني إسرائيل
(حراك مكون لحيز غالب لكينونة وسيله فعاله)
(حراك مكون لحيز غالب لكينونة وسيله فعاله)
فمن شاء ذكر ومن شاء هجر
الحاج عبود الخالدي
................................................
تعليق