التصوف الإسلامي وتحديات العصر
(اقوال لبعض العلماء )
كتبهاالمختار ، في 27 أغسطس 2009
(اقوال لبعض العلماء )
كتبهاالمختار ، في 27 أغسطس 2009
الطبعة الرابعة للملتقى الدولي للتصوف في الجزائر
في العاصمة الجزائرية ,المدينة المعلنة لعام 2007 م عاصمة للثقافة العربية والتي تعد حورية البحر الأبيض المتوسط وقلعة الصوفية وبستان الأولياء هذه المدينة التي كانت مستودعاً ومستقراً للولي الصالح الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي وغيره من الأولياء وبناء على الدعوة الموجهة من قبل وزارة الثقافة الجزائرية انعقدت الطبعة الرابعة للملتقى الدولي (تصوف – ثقافة – موسيقى ) للفترة من 9-11/9/2007 وقد مثل الطريقة العلية القادرية الكسنزانية كلاً من الدكتور عبد السلام بديوي الحديثي والأستاذ مجيد حميد والأستاذ نضال فاضل من العراق بالإضافة إلى الأستاذ حسن الخطيب من سوريا ، ومن جانب آخر حضر المؤتمر شخصيات صوفية وأكاديمية مرموقة من معظم دول العالم .
وافتتح المؤتمر بكلمة للسيدة وزيرة الثقافة الجزائرية رحبت فيها بالحضور الكريم أشارت فيها الى أنه إذا كانت الآثار المعلمية والمشاهد المرئية لثقافتنا الإسلامية دليلا على عراقة حضارتنا وتجذر مدنيتنا فإن تراثنا الصوفي يؤسس نص هويتنا ويحدد معالم شخصيتنا الروحية وقيمنا المعنوية القائمة على أسس التسامح والحوار والانفتاح , يتعلق الأمر إذاً والكلام لا زال للسيدة الوزيرة بحتمية استرجاع ذاكرة الأمة وروحها . إن فلسفة الحياة والقيم والأخلاق والفنون وطريقة التفكير المتوارثة تؤسس الركائز التي يستند عليها شعبنا الذي يجمعه موروث مشترك اسمه التصوف.
بعدها افتتحت أعمال الملتقى حيث قدم الدكتور عبد السلام بديوي محاضرة موسومة بـ ( الفناء في الطريقة العلية القادرية الكسنزانية ) وهو الموضوع الذي شغل أذهان الباحثين حيث تناولت الدراسة بالبحث العلمي الدقيق الفرق بين الفناء من جهة وبين الحلول والاتحاد من جهة أخرى مستشهداً بآراء نخبة كبيرة من أعلام التصوف عبر العصور.
و أما بالنسبة إلى دراسة الأستاذ مجيد حميد والتي جاءت تحت عنوان ( التصوف الإسلامي روح الأديان والمذاهب ) فقد ركزت على أهمية التصوف الإسلامي في حياة الأديان والمذاهب بل هو بمثابة اللب منها والروح حيث سلط الضوء على أقوال وآراء أشهر علماء الأمة الإسلامية في قضية تقريب وجهات النظر بين المذاهب والأديان وهو أمر ملح حسب وجهة نظر الباحث نظرا للمتغيرات المتسارعة في العصر الحديث
أما أنواع العلوم بحسب مصادرها وكيفية استحصالها فقد كانت المحور الأساس لدراسة الأستاذ الدكتور اسعد السحمراني من كلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلامية في لبنان والتي وسمت بـ ( الصوفي بين البياني واللدني) فقد عمد الأستاذ في مستهلها الى تقسيم العلوم إلى بياني ولدني وروحي غير انه ركز على اللدني والبياني لان الصوفي يسعى لتحصيل علمي الشريعة والحقيقة لحاجة الإنسان المستخلف في الأرض لهما ليؤدي دوره في حمل الأمانة وليتمم مقاصد الشريعة .
ولم يغب التاريخ الحافل بسير الأولياء عن بحوث هذا الملتقى فقد قدم الدكتور ( ديلاور غورار ) من جامعة سلجوق تركيا دراسة بعنوان ( قبل الشمس وبعد الشمس ) تناول فيها دراسة حياة العارف بالله شمس الدين التبريزي شيخ مولانا محمد جلال الدين الرومي ودوره في انتقال الرومي من العلوم الظاهرية إلى المعارف الباطنية والترقي إلى المقامات الروحية الرفيعة .
أما الدكتور محمد ماجد سيد صلاح الدين فقد أفرغ بحثه لدراسة رحلة الغوث أبي مدين إلى فلسطين ، فتحت عنوان ( حارة المغاربة وصلتها بالغوث الصوفي أبو مدين شعيب ) كتب الباحث عن قدوم الغوث أبي مدين إلى بيت المقدس ووقفه والوثائق التاريخية وصلته بحارة المغاربة والوثائق التاريخية الوقفية التي تثبت وقفية حارة المغاربة وموقعها من البلدة القديمة بالقدس ومن المسجد الأقصى بعامة وحائط البراق بخاصة وعدد مواطنيها وعدد منازلها ومتاجرها وعلاقتها بالوقف , ثم قيام الدولة العبرية بهدم حارتي المغاربة والشرف وإقامة ما سمي بحارة اليهود مكانهما وما بقي حتى الآن من الحارتين , ومصير وقف الغوث أبو مدين شعيب كما أرفق بحثه بصور للوثائق التاريخية والوقفية وصور للاماكن والمباني في حارة المغاربة قديماً وحديثاً .
ولا زلنا في رحاب سير الأولياء حيث تناول البحث المعنون (إطلالة على الحضرة العلوانية ) للأستاذ عبد العزيز سلطان طاهر المنصوب جامعة صنعاء – اليمن سيرة الولي العارف بالله الشيخ أحمد بن علوان شيخ صوفية اليمن .
أما عن المخطوطات ذالك التراث النفيس قدم الدكتور الحسن تاوشيخت من المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بحثا بعنوان ( مخطوطات التصوف بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية ) اشار فيه إلى ان المكتبة المغربية تحوي على ذخائر مهمة ونادرة من المخطوطات التي تتناول مختلف المواضيع والفنون وتشكل مخطوطات التصوف أهمها وأنفسها مع التركيز على مخطوطة دلائل الخيرات والتي انتشرت بشكل واسع والكلام لازال للباحث في كل أصقاع العالم الاسلامي وكان مثار إهتمام وجدل منذ تصنيفه إلى اليوم .
وفي إطار الذود عن رحاب التصوف والمدرسة الصوفية ضد التهم التي تكيلها بعض الاطراف من هنا وهناك وخاصة تلك التهم التي تركز على عدم إسلامية مصادر التصوف الاسلامي قدم الدكتور محمد فتحي محمد راشد الحريري من جامعة الشارقة في الامارات العربية المتحدة بحثا بعنوان (المؤثرات الخارجية للتصوف) كان من أنجح ما قُدِّم في المؤتمــر وكان موثقا موفقا موضوعيا فقهيا وعقلئديا .
إن الاهتمام بالدور التربوي للطرق الصوفية حظي بأهمية كبيرة في هذا الملتقى وخاصة دور الطريقة القادرية في بيت المقدس حيث كان محور بحث الدراسة المقدمة إلى الملتقى بعنوان ( التربية في الطريقة القادرية الصوفية في بيت المقدس ) والتي أعدها كلاً من الأستاذ الدكتور مشهور عبد الرحمن حسين سرور و الأستاذ الدكتور محمد ماجد سيد صلاح الدين , فقد تناولت الدراسة بالإسهاب نشأة وتطور الطريقة القادرية وأهم شيوخها ثم تطرقت إلى أداء الطريقة التربوي والعلمي في بيت المقدس خاصة وفي فلسطين عامة وكذلك الخطوات التي يتبعها شيوخها في تعليم المريدين والمنهاج الذي يسيرون عليه وأهم العلوم التي يتعلمونها .
تعليق