السحر و العقيـــدة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
السحر لفظ استخدم جماهيريا تحت انشطة بشرية توصف بالشعوذة وعدم الصدق واصبح السحر والسحرة من علقات الماضي وان بقي له جذور معاصرة فهي لا تتعدى اكثر من انحرافات فكرية في المجتمعات عموما حتى في المجتمعات التي وصفت بالتحضر الفائق فيها زوايا مجتمعية تمارس السحر اما في الشرق الاقصى فان للسحر والسحرة كيانات اكثر لمعانا ولها مروجون يمتلكون شهرة غير قليلة
ورد لفظ السحر في القرءان قرابة 40 مرة بصفته نشاط من انشطة الانسان وغير الانسان ولكن القرءان حسم موضوع كينونة السحر بما يختلف عن مفاهيم الناس بموجب النص التالي
(إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً إِلا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ) (القمر:34)
النص اعلاه مشغل فكري حاسم يضع فارقة مهمة بين مفاهيم الناس للسحر والمفهوم العقائدي حيث لا يمكن ان يقوم تصور فكري في فاعلية السحر الالهي لانقاذ ءال لوط حيث القدرة الالهية تقول للشيء كن فيكون ولا يمكن ان يكون لمفهوم السحر البشري وصفا في الفعل الالهي
عندما يتم التعامل مع لفظ سحر بموجب علم الحرف القرءاني يظهر القصد الشريف من اللفظ فيكون السحر هو (وسيلة فائقة الغلبة) او سيله غالبة فائقة ولو تم تطبيق هذا النتاج في مفهوم السحر الذي نعرفه بين بعض الناس فان الوسيلة الفائقة هي عنوان سحر السحرة فنراهم فائقي الوسيلة سواء بالمخادعة كما في بعض العاب السحرة في السيرك حيث تكون حركات الساحر فائقة الوسيلة في الفعل فنراه سحرا
لو اجرينا تجربة فكرية نفترض فيها نقل مروحة منضدية صغيرة تعمل على البطارية وعرضت على قوم من الاولين قبل الحضارة لحزموا امرهم جميعا ان تلك المروحة سحر ساحر ..
فالسحر هو وسيلة غالبة متفوقة وهو موجود الان في كل تقنيات العصر ولا يخلو جهاز من السحر وان كان بين ايدينا لعبة طفل او كتاب مدرسي لا يحمل معه تقنية فان تصنيعه قد تم في تقنية فائقة فالماكنة المعاصرة هي وسيلة نشاط فائق غالب وتلك نتاجات من فطرة عقلانية وبداهة عقل ينتج فكر يلزم المتفكر ...وعندما تكتمل علوم العقل والمادة سويا سيكون لمعنى السحر معنى اخر يختلف عن معنى السحر الذي قد يكون حصرا في التقنيات العلمية القائمة حيث تختفي علوم العقل في حضارتنا القائمة والعقل في العلم ظلام كما تختفي مراصد العلماء في رصد مؤثرات العقل في الوعاء المادي فكان ما كان من امراض عصرية سببها مؤثرات عقلانية اضطربت بسبب الحضارة فاثرت في المادة اثرا بالغ الخطورة في سرطانات او احتباس حراري او فايروسات ..
نرى مثل هذه الضابطة الفكرية كجوهرة عقلانية في قرءان يقرأ بعقلانية باحثة
(وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (البقرة:102)
فيتعلمون منهما ما يفرق بين المرء وزوجه ... (بين المرء وزوجه) هو في وجه من وجوه الرصد هو (عقد الزوجية) فكيف يتم التفريق بينهما الا من خلال كينونة العقد نفسه وبما ان تكوينة العقد عقلانية محض (ايجاب وقبول) فان تفريق الايجاب والقبول يكون من اخطر المؤثرات في النشاط الانساني بشكل خاص كذلك يكون الاخطر في النشاط التكويني للخلق بشكل عام فالسرطان هو جنون خلوي خطير نرصده (عقلا) في تفكك الرابطة الرضائية بين مستويين للعقل وهما (عقل الخلية في المستوى الثاني وعقل العضو في المستوى الثالث) فعندما يتم التفريق بين عقلانية الخلية وعقلانية العضو (تفريق الايجاب عن القبول) تجن الخلية وتتسرطن وتعيث في العضو فسادا خطيرا كما هو معروف ..
هاروت وماروت مفصل من مفاصل خارطة الخالق لم تقرأ بعد وتحتاج الى سلالم علم قرءاني اكثر رفعة .. ان بقيت فيكم .. وان بقيتم معي ... سنعالجها باذن الله في زمن لاحق ... هاروت وماروت يعلمان الناس السحر .. وسيلة غالبة فائقة الفعل وتلك في راصدة علم لا يقوم الا من قرءان الله ولا يستطيع الحشد العلمي الكبير جدا ان يرى حقيقة التكوين الا في خارطة التكوين قرءان رب العالمين (رب الصورة واللاصورة) فيكون السرطان فعل ساحر لا يعرفه العلم بل يتحدث عنه القرءان ... وعندما تترابط علوم المادة مع علوم العقل يكون للسرطان فهما قرءانيا ونرى كيف يكون سحر ساحر ... وسيلة فائقة متغلبة الفعل ...
وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ... فالسحر مرتبط بالشياطين والشيطان كما روجنا له سابقا صفة في الخروج من سنن الخلق التي فطرها الله فيكون الفعل الفائق في الشيطنة هو في تعديل وراثي او ازيز لا يصمت او كهرباء مصنوع ... تلك اشارات تذكيرية استعدادا لملاحق كلام في مقامات لاحقة ...
السحر الذي يمارسه بعض السحرة يعتمد بشكل اساس على فعل فائق يسحر اعين الناس ويسترهبهم
(قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) (لأعراف:116)
واذا عدنا الى ادراج لنا تحت الرابط التالي
رباط الخيل في ارهاب الرهبان
فالرهب (قبض وسيلة مستقرة) ... فاسترهبوهم تعني في القصد قبضوا مستقر وسيلتهم فكانت اعين الناس مسحورة واذا ما تم ربط سحرة فرعون بعلماء العلم المعاصر سنجد ترابطا له قيمومة على العقل المتفكر في القرءان حيث نرى حاجات الناس في العلم وانبهار اعين الناس في تقنيات العلم واستقرار حاجات الناس في الاجهزة التقنية الحديثة (عصيهم وحبالهم)
ننصح متابعنا الكريم مراجعة ادراجنا في الرابط التالي
موسى وفرعون وهامان هذا الزمان
علماء فرعون في زماننا سحروا اعين الناس واسترهبوهم .. بما قدموه من تقنيات فائقة الفاعلية (سحروا) والتي كان دورها في قبض وسيلتهم المستقرة (استثمار) فالاجهزة والتقنيات العلمية ما صنعوها من اجل خواطر الناس وعزهم بل لقبض وسيلتهم المستقرة من تلك الاجهزة (ثلاجة جهاز تبريد سيارة طائرة) فاستثمار العلم هو استرهاب الناس بعد سحر العيون بما صنعوا من تقنيات فائقة الفاعلية ...
اعمال السحر (التقليدي) التي يمارسها السحرة في المجتمعات القديمة والحديثة انما يتعاملون مع مرابط عقلانية هم لا يفقهون مشغلها العقلاني فتكون فعّالة وغالبة في بعض الشواهد الذي يرى الناس نجاحها في سحر ساحر او كتابة طلسم سحري فيه مربعات وارقام ..
تلك المرابط العقلانية تقع حصرا في طالب السحر كأن تكون من زوجة تريد اهتمام زوجها بها وتتصدع الزوجة من هجر زوجها لها فتذهب الى الساحر ليقوم الساحر بوضع بعض الطلاسم او حرق بعض الاثار من ملابس الزوج فيقوم عند الزوجة طمأنينة انها فعلت ما يجب فعله في الحفاظ على زوجها ...
الطمأنينة العقلانية كفاعلية في العقل ترفع درجة (الايجاب) كثيرا وقد ورد في القرءان ما هو دستور عقلاني
(فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ)(النساء: من الآية103)
وذلك يعني ان القبول (قبلة المصلي) تكون اكثر فاعلية من خلال ايجاب خلفه طمأنينة ... نجد ذلك عند العاقل .. فالتاجر المطمئن من تجارته يكون الايجاب الصادر منه في بيع سلعه اكثر رصانة واكثر حجما في مقياس العقل غير المعروف للعلم .. اما التاجر القلق فتراه يبح صوته مناديا على سلعته لانه قلق من عدم بيعها فيكون ذو ايجاب مضطرب ضعيف الفاعلية
الايجاب الرصين والمستقر يمتلك كينونة جاذبية للقبول بحيث يطغى الايجاب القوي على القبول فيجذبه وذلك يحصل من طمأنية صاحب الايجاب مؤثرا في صاحب القبول ... يظهر ذلك واضحا في عروض المحلات التجارية حيث يتسابق التجار في تفخيم عروضهم السلعية لان فخامة الايجاب تتفعل في جاذبة القبول عند الزبائن وقد انتبه الاوربيون لذلك الامر العقلاني قبلنا في حين نراه مسطور في قرءاننا لكننا لا نفقه مرابطه مع حاجاتنا .
الزوجة التي تريد وفاقا مع زوجها عندما تستخدم وسيلة الطلاسم والسحر انما تقوم بمنح عقلها طمأنينة فيما فعلت وعندما تطمأن يتضخم الايجاب الصادر منها للوفاق مع زوجها وذلك الايجاب الفخم يتفعل تكوينيا بطبيعته فيزيد من جاذبات القبول من قبل الزوج فيعود الزوج لزوجته ودودا حنونا معها فتتصور الزوجة ان طلاسمها نجحت وتزيد من هديتها للساحر في حين ان الساحر ما فعل شيئا تكوينيا بل قام بربط المادة بالعقل ظاهريا فتفعل ذلك الرابط في زرع طمأنينة عند طالبة السحر ... الساحر الذي ينجح في زراعة حجم اكبر من الطمأنينة في نفس الزبون يكون ذو شهرة كبيرة والناس يتصورون ان طلاسمه فائقة الفاعلية الا ان مرابط العقل تفعلت والساحر وزبونه لا يعلمان تكوينة تلك المرابط بل امتلك الساحر ناصية شعوذة ناجحة يسمونها في العلم النفسي (العلاج النفسي) وعلماء النفس يمارسونه باستخدام الالوان والموسيقى وبعض التصرفات هي في حقيقتها توسيع بعض القنوات العقلية الضيقة واهمها قناة الطمأنينة ...
اللهم اعمي بصائر سحرة فرعون عن العقل فوالله لو عرف علماء العصر اثر العقل في المادة لاصبحوا اكثر استثمارا للبشر وتزداد عبودية الشعوب لسحرة فرعون بمعدلات تفوق ما نحن فيه بوصف مذهل ... ما ان عرفوا فطرة الانسان بالتملك ونهمه في الملكية الخاصة حتى اثخنوا الانسان ذلا وهوانا من خلال العملة الورقية .. وما ان عرفوا ان عقول البشر تتبادل الفاعلية بين الجنس الذكوري والجنس الانثوي حتى قاموا باستحياء النساء وابراز انوثة المرأة وذكورة الرجل لاخراج البشر من رعاية الله لتكون قيادتهم سهلة يسيرة .. بل ليكون البشر عبيدا لهم يتحكمون بهم كيفما يشاؤون لانهم خارجين عن رعاية الله ..
ذلك هو السحر والناس بفطرتهم يعرفون النقود انها (اوراق ساحرة) والجميلات المتبرجات (حسناء ساحرة) وهو السحر الذي روجت العقيدة له وسطر في القرءان وبما ان كثيره المتكاثر تكاثر حديثا في زماننا فان مرابط العقل عند الاولين لم تكن تحمل هذه المضامين ووجب علينا ربط السحر بمضامين عقائدية كما هي قائمة اليوم ولا نحمل الاجداد مسؤولية فهم القرءان مستقبليا فيكونوا وكأنهم يعلمون الغيب فيما سيحصل في تاريخ ابنائهم ولا نعد اولادنا واحفادنا اننا قادرون ان نربط لهم القرءان بمستجدات ستحصل في زمانهم هم فنحن لا نعلم الغيب وكل جيل مسؤول عن نفسه وبين يديه القرءان يذكر الناس بفطرة الخلق التي فطرها الله في الناس اجمعين
الحاج عبود الخالدي
تعليق