فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ
من أجل بيان ءايات القرءان يوم نفاذها
ءاية قرءانية تنبيء بـ (دخان) صفته (مبين) في قرءان مهجور تم اتخاذه من قبل حملته وكأنه يروي حكايات الا ان استفزاز العقل في لفظ (فارتقب) وتلك الرقابة ليوم تأتي السماء بدخان مبين حدث مأتي بنص قرءاني (يوم تأتي) فما حكاية صفة الـ (مبين) المرتبطة بالدخان وكيف يكون للدخان (بيان) ... ننقل سباعية ءايات مزدوجة (سبع مثاني) من سورة الدخان لنرى متتالية الأاءيات فيها ففي توالي الأايات بيان ونبدأ بسبع
1) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ) (الدخان:10)
2) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ) (الدخان:11)
3) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ) (الدخان:12)
4) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ) (الدخان:13)
5) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ) (الدخان:14)
6) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ) (الدخان:15)
7) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ) (الدخان:16)
سبع ءايات قرءانية تصف أزمة بشرية فيها عذاب متأتي موصوف بصفة (دخان مبين) ... النصوص التذكيرية في القرءان تم ركنها من قبل حملة القرءان وهجرها لان القرءان مهجور في يومياته التي نحمله فيها وجعلوا القرءان ملتصقا بماضي يتحدث عن حدث ماضي او حدث اتي يوم القيامة اما ما يحصل لحملة القرءان في يومياتهم فالقرءان عنه معزول وكأن القرءان ليس لحامليه وكأن حملة القرءان لا يحملون القرءان لينذرهم ويبشرهم فيما يجري في يوميات البشر .
الرسالة الالهية (قرءان) تقول (فارتقب) والرقابة لحدث موصوف بوصف (يوم تأتي السماء) واتيان السماء محدد الصفة بـانها تأتي بـ (دخان مبين) وتلك الصفة المأتية من السماء فيها عذاب لهم (يغشى الناس هذا عذاب أليم) ... القرءان يصف في تلك السباعية ان الناس سيدعون ربهم (ربنا اكشف عنا العذاب انا مؤمنون) ... النص الشريف يؤكد ان هنلك رسول لكنهم عاجزون عن ادراك بيانه (أنى لهم الذكرى وقد جائهم رسول مبين) ذلك لان حملة القرءان يلصقون القرءان بماضيه فالرسول عندهم هو (محمد ) عليه افضل الصلاة والسلام ومن قبله من الرسل حصرا وبتلك الراشدة المستقرة في وجدان حملة القرءان يكون (أنى لهم الذكرى) فكيف سيذكرون (الرسول المبين) وهو بين ايديهم (قرءان مبين) فالقرءان رسالة (مرسلة) وبيانها هو (رسول) والله يقول في رسالته (فارتقب) وما كانت صفة محمد عليه افضل الصلاة والسلام (رسول مبين) ولم تكن صفة الرسل قبله متصفة بـ (الرسول المبين) فصفة مبين التحقت بالقرءان في نص مبين
(الر تِلْكَ ءايَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْءانٍ مُبِينٍ) (الحجر:1)
فالقرءان رسالة وبيانها (رسول) وصفته مبين وحين يكون حملة القرءان قد اتخذوا القرءان مهجورا فيكون نتيجة الهجر (أنى لهم الذكرى) لان الذكرى هي التي تقيم البيان في العقل فسقوط الذكرى يعني سقوط البيان لان الذكرى هي (بوابة العقل) والقرءان صفته (مذكر)
(ص وَالْقُرءانِ ذِي الذِّكْرِ) (صّ:1)
ومن تدبر النصوص الشريفة سيكون (أنى لهم الذكرى وقد جائهم رسول مبين) يكون الرسول المبين هو (البيان المبين) ويدعم ذلك التدبر للنصوص نصا بالغ الوضوح
(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرءانَ مَهْجُوراً) (الفرقان:30)
فأي رسول من الرسل قال ربي ان قومي اتخذوا القرءان مهجورا ..؟؟ هل هو محمد عليه افضل الصلاة والسلام ..؟؟ فهو (الرسول) قد (قال) ولم يقل ربنا ان (الرسول يقول) ... حين يكون الرسول هو مضمون الرسالة الالهية في القرءان وهو (البيان القرءاني) وهو حصرا رسول الله وله (قول) يمثل متن الرسالة الشريفة (قرءان) فيكون مضمون الرسالة (قرء) في قرءان الا ان (القرءان) مهجور فاصبح الناس بصفة موصوفة انهم (تولوا عنه وقالوا معلم مجنون) ..
تولوا عن (الرسول) وهو (البيان القرءاني) ذلك لان القرءان (متخذ مهجورا) ... الرسول وهو (البيان الرسالي) حين تولوا عنه قالوا (معلم مجنون) وحين ينفلق العقل لـ (يعقل القرءان) سيجد ان (معلم) هو في الفهم (معلوم) مثل (معالم) فهو في لوي اللسان (مـُعـْلـَم ْ) أي (معلوم) ... ومجنون في عقلانية النص لا تعني (مخبول) كما يذهب الناس في مذاهبهم الفكرية بل المعلومة قد تم جنيها فالبيان القرءاني (علم مجني) وانتهى فعل العلم فيه بين حملته ... وهو حال المسلمين في مدرسة التفسير فالرسالة الالهية (معلومة جنيت) من قبل الاوائل وبقي القرءان (متخذ مهجورا) والله يقول في رسالته يصف حال حملة القرءان (انى لهم الذكرى) وهي معلومات مجنية منذ القدم فهم قد اوكلوا العلم الى ما جنت مدرسة التفسير واصبحت ذكرى (فارتقب) وكأنها ما كانت في القرءان تكليفا يحمله المبلغين برسالة الله ان السماء ستأتي بدخان مبين ...!!
وعندما نتسائل عن (الكاربون المتراكم في السماء) في زمننا .. هل هو خفي ام مبين ..؟؟ ومن هنا تبدأ رحلة العقل في رسالة الله ليعرف (المرسل اليه) وهم حملة القرءان ان الرسالة الالهية لكل عقل ءأدمي على مر العصور ونحن في جيلنا نشهد الخطير الاخطر من تلك البرامجية الموعودة في برنامج الخليقة والله سبحانه سوف يستجيب جزئيا للدعاء الموصوف (ربنا اكشف عنا العذاب انا مؤمنون) الا ان استجابة الدعاء لن تكون تامة فقد جاء بها البيان الشريف (انا كاشفوا العذاب قليلا .... !!! ... انكم عائدون) وهنا الخطر الاخطر من الخطر حيث ان استجابة الدعاء من قبل الله سوف لن تكون مطلقة بل نسبية الصفة (انكم عائدون) لان كشف العذاب كان قليلا ونحن فيه الان وفي يومنا احتباس حراري ينبيء بكارثة مبينة من دخان مبين ينذرنا الله في رسالته انذارا خطيرا للغاية القصوى (يوم نبطش البطشة الكبرى انا منتقمون) ... الله سبحانه يربط تلك (الأاية) بالمثل الفرعوني وبشكل واضح ومهم لذوي الالباب ونقرأ (المثاني) من الأايات السبع بصفتها المتوالية (تلاوة ءايات)
8) وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ) (الدخان:17)
كان رسول قوم فرعون في التاريخ (موسى عليه السلام) رسول (كريم) وحين كلمهم موسى وصف رسالته اليهم بـ
9) أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) (الدخان:18)
وهنا رسول أمين ... وكان لنا ولجيلنا (دخان مبين) + (رسول مبين) وعلى ذوي العقول ان يعوا تلك الحقيقة التي تحمل الانذار الخطير والكبير وقد رتب الله توالي الأايات فيها بشكل يذهل العقل حيث كان رسول قوم فرعون الاوائل قد أتى القوم بصفة كبرى كالتي بين ايدينا
10) وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي ءاتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ) (الدخان:19)
الأايات المتوالية السبع والتي تأتي بعد السبع الاولى لتصف لنا البيان القرءاني في المثل الفرعوني الذي يرتبط بمثل (إتيان السماء بدخان مبين) فجاء فيها موقف الرسالة الشريفة في البرنامج الالهي
11) وَإِنِّي عُذتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ) (الدخان:20)
ذلك لان الله قد قلل العذاب الا اننا عائدون وان الفرعونية كصفة متصلة بالدخان المبين ذات امر واضح (مبين) بيننا حيث الاصرار من قبل الجبروت الدولي (فرعون زماننا) على الاعتماد على الطاقة الضارة من نفط محروق ومادة نووية منفلقة انما هي سبب الدخان المبين وفيها تعويذة من (يوم نبطش البطشة الكبرى) وجاء في التذكرة القرءانية شأن كبير يخص شؤون المسلمين في يومنا المعاصر خصوصا وهو مع رابط تكويني موصوف في مثل قوم فرعون
12) وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ) (الدخان:21)
وهذه التذكرة ترتبط بالأاية 3 من المتوالية السباعية المزدوجة (ربنا اكشف عنا العذاب انا مؤمنون) وجوابها كان (انا كاشفوا العذاب قليلا انكم عائدون) وبين الكشف القليل للعذاب والعودة اليه مساحة زمن على المسلمين ان يتخذوها مركبا للنجاة لان الله سيعزلهم عن الايمان والتأمين (وان لم تؤمنوا لي فاعتزلون) والتأمين والايمان ليس لله بل برسالته (بيانه القرءاني) الذي بينه للناس في قرءان مبين ... حين يتم الاعتزال عن التأمين الرسالي فان لتلك الصفة فاعلية مأتية في البرنامج الالهي
13) فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ) (الدخان:22)
فمن لا تنفع معه النصيحة فهو المجرم بحق نفسه وعياله ومن كتب له ان يكون مع بناة الاسراء (بني اسرائيل) سيكون من الناجين
14) فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ) (الدخان:23)
وهنا تقوم قائمة مستلحبة من متوالية ءايات سباعية مزدوجة تؤكد ان المستسلمين للدخان المبين سيكونون في عزلة (فاعتزلون) من رحمة الله ولن يجري اسراء لهم فهم مجرمون والله ينتقم منهم وهنا الخطر الخطير فلا تنفع عندها صلاة ولا يستجاب بعدها دعاء فقد انذرنا ربنا (انا كاشفوا العذاب قليلا انكم عائدون) وحين تحل (البطشة الكبرى) فان القوم معزولون وما ينجو الى من بقي من بناة الاسراء فيتم الاسراء بهم (ليلا ) وهو لا يعني ليل الارض بل يعني (ليل) التكوين في (نقلتان) بينهما حيز وتلك تحتاج الى ملفات واسعة يمكن ان تكون على صفحات منشورة في زمن اتي بعد ان نرى مدى استجابة الناس لهذه التذكرة التي ما كانت تفسيرا من رأي يقال (معلوم تم جنيه) بل من (بيان) تم تذكير متابعينا الافاضل به من قرءان بلسان عربي مبين
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:55)
الحاج عبود الخالدي
تعليق