إغتيال الإسلام تم قبل إغتيال المسلمين
من أجل ان يكون للحقيقة وجه واحد
مصطلح إغتيال الإسلام غريبا وكأنه مصطلح صحفي إلا انه يمثل حقيقة إسلامية قائمة حين نرى بين ايدينا (جثة إسلامية هامدة) في التاريخ لا حراك فيها ولا تمتلك سبل نهضوية معاصرة الا من خلال بناء جامع وفق نظم هندسية مدروسة في أكاديمات معاصرة ..!!
تلك الجثة الاسلامية التي نتحدث عنها متقلبة بين ايدينا ولا نحتاج الى لجنة خبراء لكي يقروها بمصادقة رسمية بل ان أي نشاط اسلامي في حلال او حرام لا بد ان يكون موصوفا في ماضي لا يتصل بحاضرة اليوم الا من خلال قراطيس كتبت في حالات الامس اما اليوم فالاسلام لا يمتلك أي صفة نهضوية تتوائم مع مستجدات عصرية متكاثرة متصفة بصفة منقطعة عن الاسلام فهي لا تمتلك أي رابط بالاسلام كالاغذية المختلطة بعناصر مادية كيميائية ونظم تربية مواشي تدخلت فيها تقنيات علمية حديثة مع ما ملئت به ساحة المسلمين من البسة تركيبية وأدوية واجهزة تقنية تتدخل بجنين المرأة واجساد المسلمين ومساكنهم وملابسهم وجثة اسلامية هامدة لا تمتلك أي رابط يربط العلم الحديث بمنظومة الاسلام الا من خلال تبعية الملسمين لعلوم معاصرة صفتها انها تعلن كفرها بشكل واضح فالله مشطوب في كل شيء معاصر سواء كان مجتمعي او سياسي او طبي او صناعي او علمي فالعلماء الاكاديميون يرفضون ان يكون الله وقدرته وقوانينه وحلاله وحرامه في مادة علمية اكاديمية الا حين يكون الدين في اكاديميات تخصصية لا ترى الدين الا في ماضيه فقط اما يومه المعاصر فلا يمتلك حراكا يعالج قضايا اسلامية معقدة ...
تلك المنهجية لم تكن وليدة صفة اسلامية فالقرءان لكل الازمان والدين الاسلامي دين فعال بصفته اخر رسالة سماوية للناس لغاية نهاية برنامج البشر على الارض الا ان عملية اغتيال تمت على غفلة قاسية من حملة دين الاسلام وبشكل خطير ... الكل يعرف ان الماسونية حين نجحت في اوربا وفي فرنسا تحديدا سعت الى فصل الدين المسيحي عن انشطة العلم والحكم والتحكم بالسياسة او الحراك المجتمعي حيث تم حشر دين المسيح في كهنوتية فاتيكانية منحت هيبة ووقارا الا انها حرمت من اقامة رابط ديني مع انشطة الناس الا من خلال ترانيم منسكية ضيقة للغاية ... عندما زحف المد الماسوني في اقاليم الاسلام تحت ظل الدولة الحديثة كان على الماسون ان يغتال الاسلام قبل استفحال امره في فاعليته التنظيمية والعقائدية وكان عليهم ان يغتالوا الاسلام من غير استفزاز المسلمين الذين يملكون قرارا بالموت من اجل دينهم (ركن الجهاد) وهي صفة فارقة تفرق المسيحيين عن المسلمين مما جعل الماسون يختلف في منهجيته مع الاسلام ولم تكن الخطة التي استخدمها الماسون مع الدين المسيحي صالحة لاغتيال الاسلام فوضع خصوصية خاصة لاغتيال الاسلام ... كانت عملية الاغتيال للاسلام قد جرت على مرأى المسلمين انفسهم بل استوظف كثير من المسلمين كمجندين لصالح الماسون من اجل ممارسة عملية الاغتيال وقد وقع ذلك مع بدايات انشاء الدولة الحديثة في اقاليم الاسلام وبدأ المنهج الماسوني في التعليم الابتدائي في منهج تمجيد الاسلام في ماضيه ليكون جثة هامدة في حاضره واستعرت ثقافة احياء التراث الاسلامي بمزيد من المطبوعات الممولة من قبل جهات مجهولة فقد طبع القرءان لاول مرة في لندن وتم توزيعه على المسلمين كما بدأت هيئة الاذاعة البريطانية ببث القرءان المجود والمرتل في القسم العربي منها كذلك استمر بث القرءان عبر اذاعة (الشرق الادنى) التي كانت تبث من القدس قبل قيام كيان اليهود في فلسطين واستمرت منهجية الاغتيال عندما طبع صحيح البخاري في بدايات الجهود الاولى عند انشاء المطبعة الفرنسية في مصر وتصدت لاحياء التراث الاسلامي الفقهي اكاديميات ومعاهد ومؤسسات نشر ومؤسسات طباعية في جهد ضخم قامت جميعها مشتركة في إحياء الاسلام في ماضيه لغرض اغتياله في حاضره فاصبح الاسلام منزوع الوسيلة من أي عنصر من عناصر التطور المرحلي الذي يستوجب مواكبة الاتساع الكبير في التطبيقات العلمية ...
عندما نجح الماسون في اغتيال الاسلام وحشره في (تراث) تاريخي وبعد قرابة نصف قرن من نجاح هيكلة الاسلام في تاريخه وقبر أي محاولة لحضور اسلامي معاصر حيث اطمأن الماسون الى ثبات عملية اغتيال الاسلام في تسارع حضاري تقني غزا النشاط الاسلامي بدأت عملية أغتيال المسلمين في مرحلة متقدمة على اغتيال الاسلام وكانت البداية في الحملة على الاخوان المسلمين في مصر وعلى الاصوليين في تونس حتى وصلت عملية الاغتيال المتعمد للمسلمين الى ما اطلق عليه تنظيم القاعدة والجهاد الارهابي فاصبح المسلمون ارهابيون في ثقافة اممية منتشرة فكان اغتيال الاسلام والمسلمين في واحة نافذة واحدة فاصبح عملاء الماسون يطلقون علنا فساد الاسلام كمنظومة دينية بشكل لم تشهده فترة بدايات قيام الدولة الحديثة في اقاليم المسلمين خوفا من ردة فعل اسلامية اما بعد نجاح الماسون فان الذين طبعوا القرءان بمطابع ميكانيكة عصرية لاول مرة في تاريخ القرءان أحرقوا القرءان علنا في احتفاليات صاخبة فكان ذلك في مرحلية تالية على هيكلة الدين في ماضيه فاصبحوا لا يخشون من أي نهضة اسلامية حقيقية لان مسلمي اليوم تابعين للتطبيقات العلمية المعاصرة بنسبة عالية ملأت مجمل نشاطهم فهم لا يملكون عنصرا تطوريا اسلاميا واحدا الا ويكون تابعا لمنظومة ممنهجة في (علم + دولة) نافذة في المسلم الواحد ونافذة في جمع من المسلمين اينما يكونون وكيفما يكونون فمن اين لهم بعنصر نهضوي يقيم فيهم نهضة تحيي جثة الاسلام الهامدة في التاريخ ..!! فاسلامهم في ماضيهم ولا يمتلك سوى منسك غير مفهوم وقرءان غير مفهوم في زمن فهمت فيه اللغة الفرعونية الهيروغليفية وتم حل الغاز الخط المسماري واللغة البابلية وفهمت محتويات مسلة حمورابي الا ان المسلمين كانوا في عجز تام عن فهم قرءانهم وهو بلسان عربي مبين ...!! لماذا لان القرءان تم تقييده في ماضيه فاصبح القول الفرعوني مفهوما في زمن معاصر اما قول الله العربي بات غير مفهوم ... انه اغتيال الاسلام واغتيال المسلمين في مرحلتين متعاقبتين الفعل والاثر ... لقد شرب الاباء رحيقا مسموما اورثوه لجيلنا ونحن سنورثه لاولادنا واحفادنا ... نحن بحاجة الى مراجعة المسؤولية وكيف تكون لتقوم وسيلة معاصرة لاحياء الدين وليس لاحياء تراث الدين لنعود مسلمين غير متأسلمين ...
تعليق