تويت
حكم على منسأة سليمان
بقلم : د/ محمد فتحي الحريري
بقلم : د/ محمد فتحي الحريري
هناك بعض من زعمائنا خاصة ومن زعماء العالم عامة يحكمون شعوبهم على عصا سليمان ، سيدنا سليمان عليه وعلى نبينا افضل الصلاة واتم السلام حكم الجن عدة سنوات وهو متكئ على عصاه ، وهم يعملون بجد وكدح وهو منتصب امامهم يظنونه حيا ، وأكلت الأرَضـَةُ عصا سليمان وهوى الجسد الذي أخاف الجن ، وعرفوا انهم كانو يؤدون فروض الطاعة لجســـد متهالك ميت ..
قال ربنا جلَّ في علاه مصورا هذه الحادثة
فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) ,,, فكم من حاكم من حكامنا حكمنا على عصا ، واستمرت فرماناته تتواتر وتتوالى علينا وهو جثة هامدة في احدى ثلاجات المشفى او القصر ..ولم يتم الاعلان عن وفاته الا بعد ترتيب الاوضاع بشكل يخدم سياسة خلفه من الطغاة ، الذي ينقض على الكرسي الملكي او الرئاسي ويعيث في البلاد فسادا مكملا مشوار سلفه الراقد جثة محنطة يحكم الامة على عصا سليمان !!!
هذا ما حصل في تونس لم يتخلَّ ابن علي عن الرئاسة واستصدر فرمانا يحكم به الشعب التونسي - ولو على عصاه - مدى الحياة ، غير آبه بالفكر والشعب والمنطق وووو ..ز بل كان يخطط لتوريث الحكم الى عصابة من بعده ليتم توريث الحكم حتى بعد أن تنهار المنسأة !!!
وابن على امتداد لحكم أكثر قسوة هو حكم بورقيبة الذي ورثه بن علي ، فكان مثل الشعب التونسي كمثل المنتقل من الوكف الى تحت الميزاب " من الدلف الى المزراب " !!! انه النظام البوليسي الأكثر قمعا ودموية وحربا على الإسلام وأهله، وهو النظام الوحيد في العالم الذي أوقف الحج في الموسم قبل السابق بحجة أنفلونزا الخنازير، ومنع الحجاب وراقب المساجد وزج بالدعاة والمخلصين من أبناء تونس في سجونها، وشرد مفكريها وأحرارها، ونال رضا الغرب وزعمائه ودوائر استخباراته في "حربه ضد الإرهاب". لقد منع التعدد والزكاة وصوم رمضان و.... وقد حدثني زميلي في الجامعة انه تزوج امرأة ثانية وداهمته الشرطة في بيته لزجه في السجن فلما قال لهم هذه عشيقتي وليست زوجتي تركوه !
هذا المخلوع الفار من بلده ، كان لأيام خلت يراقب حركات النظام التونسي من قمع للشعب وإهدار لكرامته ظنا منه أنه سيبقى خالدا مخلدا أبدا مع آله وآل " طرابلسي " ذوي زوجته ، وقبيل ساعات من فراره أعلن عن عدم ترشحه لانتخابات الرئاسة عام 2014 ، وما درى انه لن يبقى لنهاية يوم 14-1-2011 ، وقبل هذا كان نظام الشاه في إيران (صاحب السافاك)الذي خر صعقاً وفر من ايران في 15-1-1979 الأعتى دموية ولم يجد مكانا يؤويه في العالم ، ومثله نظام جعفر النميري ونظام كاسترو في كــوبا وتيتو في يوغوسلافيا، ومثله كان نظام تشاوشيسكو في رومانيا، وغيرهم كثير!
لقد انهاروا رغما عنهم وبشكل دراماتيكي مفاجئ بعد ان حكموا الشعوب على العصا السليمانية ، وتبا وخسارة لهم من ان يقاربوا سيدنا سليمان في عدله !
والكلمة الاخيرة : أما آن الآوان لبقية من يحكم في أرضنا على عصاه - لا عصا سليمان - يحكمنا بالعصا والنار والقهر والموت ، أما آن له أن يفيق ويأخذ الدرس من احرار تونس !
__._,_.___
تعليق