{وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} (27) سورة الحـج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بناءا على الحوار الكريم في مضمون الآية الكريمة أعلاه الذي تداخل في موضوع مصافحة النساء مصافحة النساء
وقد إرتأينا فصله من هناك ووضعه هنا لأهميته في الحوار الخاص في منسك الحج ونستدرج كل ما يتعلق بهذا الحوار كما في أدناه:
إثارة من العضو الكريم الحنيف:
أخي الكريم إن حمل القرءان يحتاج الى المنهج العلمي الذي يتوخى الاحتجاج ولا يترك مجالا للجدل فلا جدال في الحج , وهذا هو منهج ابراهيم في مسيرته الخلافية , اذ عند الحج يفيض الى عرفات فدعنا نبدأ الحج بهذه الآية لنفك بها اقفال القلوب ونتعرف أكثر على دلالة كلمة (النساء).
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴿14) آل عمران.
اذ هذه الآية جعلت الفقه البقري يُرسخ الخطاب الذكوري للقرءان الذي صنعوه باللغو وتحريف الكلم من موضعه اذ كيف زُين للناس (ذكور واناث) حب الشهوات من النساء؟!
ان هذا يجعلنا نقع بتناقض عند تتدبرنا للقرءان وهذا لن يستقيم مع آياته فكل آية برنامج محكم ومفصل من داخله وعند ادخال كلمة اناث مرادفة للنساء يُخرج لنا القرءان رسالة (Erorr) يخبرنا بها ان هذا المعنى لن يستقيم مع السياق تماماً عندما نُنزل على Windows برنامج لا يتوافق مع نظامه فيخرج لنا نفس الرسالة ويحذرنا اذا استمرينا فلن يعمل النظام بشكل سليم.
وعند ادخال برنامج آخر كهذه الآية:
وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴿27﴾ الحج.
ونجعل الرجال (الذكور) هم المخصصين بالنداء في حين ان خطاب الآية للناس جميعاً فهذا ايضاً سيجعل القرءان يُعطينا نفس الرسالة
الرد على هذه الإثارة من قبل العضو أيمن الحاج عبود الخالدي:
الأخ الفاضل الحنيف نرحب بكم بتحية الإسلام ويسعدنا متابعة إثاراتكم الكريمة.
وأستميحكم عذرا في مداخلتي في حواريتكم مع الوالد الكريم التي نأمل أن ترقى إلى ما نطمح له جميعا في توحيد المفهوم في تدبر القرءان الكريم. ومن الله التوفيق.
لي وجهة نظر في تدبر الآية التي أسلفتم في ذكرها والتي إعتبرت بأنها في نداء للرجال دون المرأة. وهذا ما لا يقبله العقل بإعتبار إن المرأة جزء من الناس ولها حقها في تقبل النداء الإلهي وما يبنى على هذا النقيض.
فنرى إن الآية الكريمة قد أنصفت وأفصلت مفصلا مهما في بيان كيف يأتي الرجال وكيف يأتي النساء.
الرجال: يأتوك رجالا.
النساء: على كل ضامر يأتين.
وعند العودة إلى الذكرى كي نتذكر ما المقصود بالضامر.. نرى إن الضامر هو الخافي كما في (ضمر.. يضمر..ضمير..مضمار.. ضامر). فالنساء لا حج لها إلا بمحرم. فهي المسألة ليست مسألة مزاجية في تفعيل الغيرة على المحارم.. فلا حج للمرأة بمفردها مهما كان عمرها.. فالمرأة يجب أن تكون في رفقة زوجها بالدرجة الأولى إن كان مستطيع إليه سبيلا وإلا فلا إستطاعة لها في الحج رغم إستطاعة أبيها أو أخيها طالما زوجها ليس له الإستطاعة.
مجرد إجتهاد في النص.. وأترك الساحة الفكرية في هذه الحوارية لكم وللوالد لنستفيد من معلوماتكم الثرية بإذن الله تعالى.
رد الحاج عبود الخالدي على تلك الإثارة:
النساء عموما هي صفة وليست مخلوق مسمى باسم (نساء) وتلك الصفة لها حضور تكويني عند الاناث كما اوجزنا بيان ذلك في الادراج الذي دعوناكم لتصفحه (عقل النساء في قراءة قرءانية) ...
الرجل صفة وليس مخلوق مسمى باسمه وتلك الصفة لها حضور تكويني عند الذكور (البالغين) والفطرة العربية تطلق على القدم لفظ (رجل) وجمعها (ارجل) وقد ورد اللفظ في القرءان
رجل ... لفظ يدل في مقاصد العقل (ناقل وسيلة احتواء) وهذا القصد ينطبق على (الذكر) لانه يمتلك (الحيمن) الذي يتصف بصفته (ناقل) للكروموسومات وهو يتصف انه مرتبط بـ (وسيلة احتواء) البنوة في نظم الخلق ... القدم هي (رجل) وتحمل نفس المقاصد فالقدم (ناقل) تنقل (وسيلة الأءدمي) لاحتواء سبل العيش فـ (الارجل) موجودة عند الذكور والاناث لنفس المقاصد العقلية ...
حين تكون صفة (النساء) هي في المقاصد الالهية بما يخص الاناث فتلك المقاصد سيكون لها (بيان) (مبين) في القرءان (المبين) مثل (واعتزلوا النساء في المحيض) فالقصد الشريف يقيم البيان في الاناث وعندما تكون صفة النساء في مقاصد الله في غير مخلوق الاناث فان القصد الالهي سيكون مبين ايضا لان الله تكفل بيانه (ثم ان علينا بيانه ـ القيامة) ومثل تلك الصفة في نص
(نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (البقرة:223) فلفظ (نساؤكم) في البيان القرءاني هنا هي (منسياتكم) فكل ما ينساه الانسان يبقى حرث له فليحرث في ذاكرته فيدرك ما نسيه الا ان الاية جعلت من الاناث رق مستعبد بين يدي حملة القرءان ..!!
لماذا (نساؤكم) وليس (نسائـُكم) ... تلك تحتاج الى سطور في صفحات متعددة فهذه السطور لا تفي بيانها
الذكور في عرفة في الحج يمتلكون صفة (رجل) وهو ناقل وسيلة (فيض اليسار) صفة تلك الوسيلة هو الاحتواء والانثى هي التي تحتويها لذلك جاء في منسك الحج (لا حج للمرأة بلا محرم) لان الذكر (رجل) هو الناقل لوسيلة احتواء (المرسلات عرفا) وتلك هي من علوم (بناء الاسراء) ليكون النتاج (بني اسرائيل) وتلك هي مجرد اشارات في علوم الله المثلى عن فيض اليسار (الجاريات يسرا) ونحتاج الى مساحات بيانية معكم حين تكون لكم رغبة كريمة في ما تسعون اليه وسوف تجدون موجزات كلام تذكيرية في متصفحات المعهد
نأمل خيرا في حواركم من اجل البيان المبين الذي يرتقي لدرجة اليقين في فكر ابراهيمي مستقل وما قدمنا رأيا سوى (تذكرة) ومفتاح تلك التذكرة ليست بيد كاتب السطور او اي شخص اخر بل بيد الله حصرا (وما يذكرون الا ان يشاء الله هو اهل التقوى واهل المغفرة) المدثر
الوقت ... خادم لكم ... ولن تكونوا خدما له باذن الله ..!!
وقفة اعتزاز لمشاركتكم التذكيرية الكريمة.
تعليق