موسى والحشر الفرعوني
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
كثير من النصوص القرءانية في القرءان لا تمتلك مفاتيح للفهم المباشر وفق معطيات الفاظها ومقاصدنا لها ولكن يقبلها حملة القرءان بموجب صفتها القدسية كما هي الحروف المقطعة وكما حملها الاباء وهم لا يفهمون كنهها وحقيقتها ولكن زمننا المعاصر اصبح الابناء يتعلمون اكثر من الاباء حتى ولو كان الاب استاذا جامعيا فان اولاده يجلسون على ناصية علمية اكثر رفعة من ناصيته فالعلم يتقدم ووسيلته تتقدم ايضا فما كان الاب في ميدان الحاسب الالكتروني فاصبح الابن حائزا لعلوم الحاسب ومنظومات التشغيل واصبح الاباء غير قادرين على توسيع الافق المعرفي من عقولهم والابناء دائما يقدمون اسئلة تعجيزية لابائهم ويوم سأل الولد ابنه يا ابت كيف يرجو الفرعون وهو ملك كبير وعال في الارض موسى الخائف منه ..؟ الا ترى في ذلك تناقض ..!!
(قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ) (لأعراف:111)
صفات العلياء في فرعون والمفسدة في الارض التي يقودها وموسى الخائف فكيف سطرها القرءان فينقلب الفهم في نص الاية اعلاه الى رجاء فرعوني لموسى واخيه هارون (ارجه واخاه) فكيف يمكن فهم الرجاء الفرعوني في وعاء العلو والفساد في الارض وذبح الابناء واستحياء النساء واي رجاء يصدر من فرعون لتكون اثارات عقل في قرءان ..
أرجه .. وهو من الرجاء والرجاء من لفظ (رج) وهو (وسيلة احتواء ماسكة) وذلك من علم الحرف القرءاني فمن يرجو شيئا انما يرنو الى وسيلة احتواء ماسكة الشيء فالذي يرجو من ربه رزقا انما يريد احتواء ماسكة الرزق ومن يرجوك في قرض انما يسعى لوسيلة احتواء المال منك ..
من اللسان العربي المبين يكون (أرج) هو تفعيل كينوني لصفة الرج .. مثلها مثل .. مر .. امر .. سم .. اسم .. فهو لتفعيل كينونة الصفة فيكون (ارج) ومنه لفظ (ارجاء) وهو في مقاصدنا تاخير النشاط فنقول (أرجأ العمل في المشروع) أي قام بتأجيل العمل في المشروع وذلك يعني ربط الرج بين كينونتين (الاولى) هي ...أرج ... وهي كينونة وسيلة احتواء ماسكة الصفة و (الثاني) هي .. أرجأ ... وهي ستكون كينونة وسيلة احتواء الصفة كينونة وذلك يعني ان المشروع يحتاج الى صفة تكوينية ليبدأ فكان أرجأ المشروع وبيانها في القصد استكمال تكوينة صفة المشروع كأن يكون اجازة رسمية عمل المشروع او مواد اولية في الطريق او لغرض توفير رأس المال ..
ارجه واخاه في مقاصد قرءانية (ارج موسى وهارون) أي (فعل كينونة وسيلة احتواء ماسكة موسى وهارون) ... فاذا كان موسى وهارون هما وعاء المساس العقلي في المستوى السادس وهارون هو المستوى الخامس فذلك يعني ان الوسيلة الفرعونية تسعى لفرض استخدامات الطاقة بين الناس (حملة موسى وهارون) وهو في فهم (ارجه واخاه) وذلك ظاهر مبين من خلال رقابة الصفات الفرعونية المعاصرة حيث استعرت الجهود الفرعونية بدعم غير مفهوم في شدته وغير مفهوم في تسارعه المذهل في تصنيع الاجهزة الكهربائية ونشرها بين الناس مما اوقع الناس في (حشّارة) حشرتهم رغما عنهم في حاجاتهم للطاقة الكهربائية حيث تم مسك موسوية وهارونية الانسان مسكا عقلانيا مبرمجا فاصبح الناس محشورين في عبودية الطاقة والطاقة بيد فرعون الزمان .. !!!! افلا يعقل الانسان كيف يستعبد وكيف يتم مسكه من خلال اغراقه في حاجته للطاقة وهي بيد فرعون هذا الزمان
(وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ)(يونس: من الآية83) ..!!
والقول هو لفظ يدل على قصد (رابط لوسيلة متنحية منقوله) وهو ترجمة لفظ القول في علم الحرف القرءاني فالذي (يقول) انما يربط وسيلته المتنحية (مقاصده) فينقلها الى المتلقي فيكون القول رابط وسيلة متنحية منقوله ..(نقل المقاصد) .. ومن تلك الضابطة نفهم القول بصفته المطلقة وليس كلاما يقوله فرعون وهو ربط وسيلة متنحية منقوله فتكون الطاقة الكهربائية بعينها (قالوا ارجه واخاه) ربطوا وسيلة متنحية منقولة في ماسكات موسى وهارون وهو عموم البشر (الانسان) واغراقه بالأجهزة الكهربائية لكينونة وسيلة احتواء ماسكة الطاقة في المدائن ..
ان ارسل في المدائن حاشرين
حيث يتم الارسال بخطوط الطاقة الناقلة في (المدائن حاشرين) .. لفظ حاشرين هو في القصد كما تم معالجته في (يوم الزينة) ويحشر الناس ضحى ... ويراجع في ذلك ادراجنا تحت عنوان (موسى ويوم الزينة) ومنها يكون لفظ حاشرين (فاعلية فائقة تفعل فاعليات متنحية وسائل حيز) وهي من علم الحرف القرءاني وهو حصرا الطاقة التي تشغل حيز الاجهزة ... والناس محشورين فيها رغما عنهم لانهم امتلكوا الاجهزة الكهربائية بكثرة متكاثرة وهي ماسكات الطاقة والطاقة بيد فرعون فكان الناس في عبودية طاقوية وهم لا يعلمون ..!!
المدائن هي من لفظ (دين .. مدين .. دائن .. مدائن) فالمدائن هي لفظ في القصد (مشغل يقلب سريان تكوينة ناقل) وذلك من علم الحرف القرءاني وهي حصرا الطاقة الكهربائية فتكوينة الناقل هو التيار الكهربائي المنقول فيكون (مشغل) الحاشرين المحشورين في اجهزتهم المستهلكة للطاقة ومن كينونة التيار الكهربائي انه ينقلب سريانه كتيار كهربي من قطب موجب يرسل الكترونات منقولة تعود وترجع عبر قطب كهربي سالب راجع وهي الدائرة الكهربائية المغذية بعينها وهي تطبيق للفظ مدائن .. في غريبة اغرب من الغراب تقرأ في كتاب بالغ الحكمة ودقيق الحبك ..
تلك هي من مقاصد زماننا في (قالوا ارجه واخاه وارسل في المدائن حاشرين) وهي في نقل الطاقة الى الناس المحشورين في يوم الزينة ضحى وهم في مدائن تشغيل اجهزتهم الكهربائية التي روجها لهم فرعون فاكثر منها وكل كثيرة متكاثرة من تلك الاجهزة ما هي الا قيود طاقوية تربط الناس بفرعون لانه يمسك بالطاقة من كل بواباتها ...
ونحن في الوعد الالهي الحق ويتطابق هذا الانتاج القرءاني مع معالجتنا المنشورة في (يأجوج ومأجوج في التكوين) ويتطابق مع نص قرءاني في سورة الانبياء في مقتربات الوعد الالهي ليكون في تفاصيل اكثر حبكا وبناءا مع ادراج تحت عنوان (ذو القرنين صفة وليس اسم) وبشكل يجعل من رصانة العلم القرءاني فرضا على عقلانية المؤمن بالقرءان الذي يدرك بفطرته الايمانية ان القرءان هو لكل زمن من اجيال حملته وهو يهدي للتي هي اقوم في كل ساعة وصباح ومساء ومع كل ناشطة ينشط بها الانسان
(حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ) (الانبياء:97)
ذلك هو الوعد الحق وهو موعدكم يوم الزينة ويأجوج ومأجوج من كل حدب ينسلون وقرءان يقرأ ليتذكر الانسان قبل ان تفوته رحمة الذكرى فيندم يوم لا تنفعه الذكرى بل أنى له الذكرى
.
الحاج عبود الخالدي
تعليق