الطاغوت ... من يكون ..؟؟
من أجل ان يكون للقرءان ممارسة معاصرة
الطاغوت لفظ من (طغى) ويذهب الناس فيه مذهبا محددا في صفات بشرية طاغية في طغاة السلاطين او الاقوياء او الطغاة في وسعة المال او وسعة النفوذ الا ان القرءان وصف لنا حالة طغيان لا ترتبط بفاعلية البشر وسلطانهم الطاغي فنستمع لقول الله في رسالته
(إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ) (الحاقة:11)
طغيان الماء لا يمت بصلة مع موصوفات طغيان الجبابرة او أي طغيان بشري موصوف بفاعلية بشرية وبالتالي يكون لفظ (الطاغوت) شاملا لمقاصد عامة نحاول ان نستذكرها قربة لله سبحانه لتكون رسالة الله في حيازة فكرية فعالة في يومنا (الخانق) الذي يزيد من حاجاتنا لرسالة الله التبشيرية والانذارية كلما زاد الاختناق نتيجة الغرق في السوء النافذ ..
طغ ... جذر لفظ (طغا) او (طغى) وبين الرسمين علم قرءاني فيه تذكرة في الرابط التالي :
بيان الألف المقصورة والألف الممدودة في فطرة نطق القلم
طغ في علم الحرف هو (فاعلية حيز متنحي نافذ) ... نجده في الطغيان عند الملوك والجبابرة فهي صفات متنحية عن الانسان لان الانسان ودوود والملوك انما في اصل برامجية ملكهم يجب ان يكونوا خدما رعاة لرعيتهم يرعون مصالحهم وحاجاتهم وحين يكونوا طغاة انما قاموا بتفعيل حيز (صفة) هي متنحية اساسا في نظم التكوين فكل طاغية انما يفعل حيز متنحي عن نظم الله التكوينية ولذلك يرفضها كل الناس في مختلف معتقداتهم لانها صفات متنحية فطرة من خالق فطر السماوات والارض وفطر عقول الناس جميعا ..!!
تلك هي صفة طغيان البشر اما طغيان الماء فهو لا بد ان يكون في نفس المقاصد حيث يكون الماء في (فاعلية حيز متنحي عن نظم التكوين) ومثل تلك الصفة تظهر في فيضان الماء وعلوه فوق مستوياته النافعة فيكون قاسيا على الناس حين يطغى الماء فيكون الطوفان وفيه اختناق وغرق ...!!
طاغوت ... هو لفظ يدل على ان صفة الطغيان لها (حاوية) وتلك من فطرة عقل ناطق حين نقول (سفر .. سفرة) فالسفرة هي حاوية السفر ومثلها ساقية فهي حاوية السقي ويكون الطاغوت هو حاوية الطغيان وعندما نريد ان نمعن برسم لفظ (طاغوت) لمعرفة البيان خلف رسم الحرف بتاء طويلة (ت) وليست قصيرة (ة) نحتاج الى مراجعة تذكرة تحت الرابط
التاء الطويلة والتاء القصيرة في فطرة علم القلم
فالطاغوت هو طغيان مسبق (نافذ الحيازة) بدلالة التاء الطويلة في رسم حرفية اللفظ بالقلم في لسان عربي مبين ... اما الماء فهو (طغا) في الف طويلة تدل على (حاضر تفعيلي وليس في ظرف زمني مسبق) كما هو الطاغوت...
عندما يكون الطغيان حاوية (طاغوت) فذلك (المحتوى) يعني ان الطغيان قد ارتبط بمحتوى فعال نافذ وله رابط بدلالة حرف (الواو) الذي يستخدمه العقل الناطق كدليل للربط وتلك من فطرة نطق يمكن ان يدركها العاقل الناطق ... عندما يكون للطغيان (محتوى) مربوط فذلك يعني ان الطغيان قد تحول الى حالة ثابتة مستقرة (نافذة) فجاء رسمه في البيان القرءاني (طاغوت)
(لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:256)
أي صفة متنحية الحيازة عن نظم التكوبن ومن ثم (تحولت) الى (صفة نافذة) وكأنها مستقر نافذ بين الناس وهي ما كانت ولن تكون من سنن الخلق التي أمنها الله لعباده او امر بها فانما هي (طاغوت) ..!! ..؟؟
وهنا نتسائل :
هل الحضارة التقنية القائمة الان هي من سنن الخلق التي فطرها الله في الناس ..!! بما فيها هذه السطور الالكترونية المرسلة عبر قنوات تقنية نافذة ..!! كاتب السطور لا يبريء نفسه ولا سطوره من طاغوت ساري النفاذ في الناس جميعا ..!! فمن يكفر بمثل هذا الطاغوت ويعبد الله من خلال تأمين نفسه ومن معه في منظومة خلق الله التي تمتلك صفة (حيازة غير متنحية) فـُطرتْ فـِطرة ً نافذة ..!!... اما الطاغوت فهو تفعيل حيازة متنحية عن سنن الخلق التي فطرها الله وانما يتصور الناس انها ضرورة لانها (نفذت في مرابطهم) واصبح الناس عبيدا لها تحت تصور (ضرورتها) ولا احد يقدر على (الكفر بها) لانها (نفذت) فيهم بـ (تاء طويلة) كما هو (طاغوت) بتاء طويلة ... سنن الخلق التي فطرها الله في الناس في مأكل ومشرب وملبس وسكن وسفر وحضر تم هجرها من قبل الناس تدريجيا بعد نفاذ نظم الطاغوت المعاصرة في كل جديد في زخرف الارض ... هنا نسمع كلام الله في رسالته الينا
(وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ) (الزمر:17)
(الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ) (الزمر:18)
انها تذكرة ومن يتصور ان السبيل مسدود فليسمع قول الله في رسالته
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69)
رسالة إلهية تنذر وتبشر في يوم معاصر جدا عسى ان نسمع من يسمعنا فتقوم الذكرى بتوفيق إلهي وتر
(وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) (المدثر:56)
اعتزال الحضارة النافذة فيما خرجت فيه عن سنن خلق الله الطبيعية (طاغوت) لن يكون مستحيلا ..!!
(وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ) (الدخان:24)
(كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) (الدخان:25)
(وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ) (الدخان:26)
(وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ) (الدخان:27)
ـ
ـ
ـ
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ) (الدخان:51)
ذكّرّتَ قومي في ممارسة سنة نبوية شريفة مسطورة في قرءان الله وهي سنة التذكير برسالة الله فهي تذكرة من قرءان وليس من قول البشر
الحاج عبود الخالدي
تعليق