وهناك بون شاسع ما بين ألمصلحه وألحقيقه ، وشتان بين ألمنفعه ألسياسيه وألمعارف ألعلميه .
وما أشبه ألمصالح ألسياسيه بسنابل ألقمح ألفارغه خاويه لكنها شامخة ومتحدية ألفضاء ....
، وما أقرب ألحقائق ألعلميه من سنابل ألقمح ألممتلئه تكون منحنيه متواضعه حيث ألأنسان كلما أزداد علما أزداد تواضعا .
وحاول كثير من ألباحثين أن يقدموا دراسه فلسفيه عن ألسياسه، ومن هؤلاء ألفرنسي (فلوبير) حيث يقول
( أنني أعرض ولا أفرض، أقترح ولا ألزم ، أناقش ولا أقرر .)
وكذلك قال ألعرب
( ألرأي رأيان : رأي لي قد يكون صوابا يحتمل ألخطأ أو بألعكس، ورأي لك قد يكون خطأ يحتمل الصواب أو بألعكس .)
نستحلب من كل ذلك حاجتنا ألملحه أليوم أن نخرج وبجرأه من شرنقة ألذات وألأنا وألتعصب وألجهل وألعناد وألغرور وألأستبداد بألراي وقبول ألرأي وألراي الأخر.
وعلينا أن نستذكر قول (سقراط )
{ أن ألحياة ألتي لا يتفحصها ولا ينقدها ألأنسان بألعقل ، ليست جديره بأن يحياها ألأنسان )
وكذلك قول ألفيلسوف ( أرسطو) تلميذ ألفيلسوف (أفلاطون ) ألذي قال من زمن بعيد
(أفلاطون أستاذي وصديقي ، وألحق أيضا أستاذي وصديقي ، ولكن ألحق دائما وأبدا أستاذ عظيم وصديق أصدق ) .
ولكن عندما نستعرض تاريخ ألفكر ألأسلامي نجد هناك مفارقه هي
أن عقليات ألرواد ألأوائل للفكر ألأسلامي كانت اكثر أنفتاحا على ألحضارات وأكثر أحتراما للأنسان وتفاعلا مع روح ألعصر ،
متحررين من كل رواسب ألتعصب ، أكثر من مثقفي هذه ألأيام .
وعندما نقرأ في كتاب ألكندي ( ألفلسفه ألأولى في عصر ألنشؤ) يقول
( من واجب ألحق أن لا نذم من كان أحد أسباب منافعنا ألصغار ألهزيله، فكيف بألذين هم أكثر أسباب منافعنا ألعظام ألحقيقيه ألجديه.
فأنهم وأن قصروا عن بعض ألحق ، فقد كانوا لنا أنسابا وشركاء فيما أفادونا من ثمار أفكارهم.)
وقد اغنى رواد ألفكر ألأسلامي ألحضاره ألأنسانيه أدبا وعلما في سبيل اكرام ألحياة وأحترام ألأحياء عبر ألتأريخ ،
وقد جسد ذلك ألأمام علي بن أبي طالب عليه ألسلام في قوله
( أتقوا ألله في عباده وبلاده فانكم مسؤولون حتى عن ألبقاع وألبهائم .
وألله لو أعطيت ألأقاليم ألسبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي ألله في نملة أسلبها لب شعيرة ما فعلت .
وأن دنياكم عندي أهون من ورقة في فم جرادة)
تعليق