الرجس في البطون مأكل ملعون
من أجل نقاء المأكل ليكتمل الدين
(13)
رجس المأكل
رجس المأكل
(قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الأنعام:145)
فما هو الرجس في واصفة علمية تقرأ في زمن العلم ... قال العرب ان (الرجس) هو اسم لكل مستقذر نجس ومن كلام العرب خلط بين الرجس والنجس فكل رجس نجس وكل نجس رجس وقيل في (الرجس) انه الصوت العالي من الرعد او رغاء البعير فيسمونه (رجس البعير) وقالوا ان (المرجاس) هو الحجر الذي يبرط بحبل فيدلى في البئر لمعرفة حجم الماء في قعره وقالوا في المرجوسة و المرجوساء انها دليل اضطراب الناس وارتباكهم فقالوا القوم في(مرجوساء) او تلك قبيلة (مرجوسة) دلالة ارتباك شأنهم ... في قول العرب الذي يخلط الرجس بالنجس او الرجس هو كل مستقذر من (القذارة) يحتاج الى وقفة تأمل في النص التالي
(وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ) (يونس:100)
لفظ رجس في علم الحرف القرءاني (غلبة فاعلية وسيلة احتواء ماسكه) وهو في التطبيقات يكون الرجس ذو (فاعلية وسيلة غالبة) تتغلب على (احتواء الماسكة) فيكون الله الذي (يجعل الرجس) على الذين لا يعقلون ان يجعل (فاعلية غلبه وسيله) عليهم في (احتواء ماسكة الايمان) وهو تأكيد (ما كان لنفس ان تؤمن من عندها) الا باذن الله وذلك مرتبطا بان الله جعل فاعلية غلبة وسيلة عليهم ان يتمكنوا من احتواء ماسكة ايمانية في عقولهم فيتوقف عندهم (فاعلية العقل في احتواء ماسكة الايمان) فيكونون في (رجس) مجعول من الله ونرى ذلك بوضوح عند علماء المادة المعاصرين فكلما يغورون في الحقائق العلمية ويرون (عظمتها) ودقة نظامها فان عقولهم لا تحوي ماسكة ايمانية فيما يرون لان رجسا قد حل عليهم فهم (ماديون) يرون المادة ولا يرون العقل (الذين لا يعقلون) فكان الرجس مجعولا عليهم ولو رأينا الحق ان العلماء هم المرشحين (لاحتواء ماسكة الايمان) لانهم يكتشفون حقائق تذهلهم (ماسكات) في خلق الله الا انهم لا يحتوون تلك الماسكات العلمية كدليل يدل على الخالق وهنلك مرصدا عجيبا في منهج علوم العصر فحين يجدون جرة فخارية او اناءا نحاسيا مدفون في الارض فانهم يربطون تلك الماسكة بمن صنعها ويبحثون عن القوم الذين سكنوا فوق ذلك الاثر المادي (ماسكة تاريخية) الا انهم حين يرون (الحمض النووي) لا يربطونه بصانعه وهو في مقاصد النص الشريف (وجعلنا الرجس على الذين لا يعقلون)
فاذا كان الرجس في مأكل فيكون ذو (غلبة فعل وسيلة) وتلك الغلبة تخص احتواء ماسكة وهي في المأكل الحرام وبالتالي يكون (احتواء ماسكة الغذاء) قد تعرضت الى (فاعلية غالبة) تغلب فعل وسيلة الخلق الطبيعية التي فطرها الله أي ان المأكل المحرم يمتلك فاعلية وسيلة غالبة (فَإِنَّهُ رِجْسٌ) وقد حاولنا التذكير في المسلسل التذكيري (اليوم اكملت لكم دينكم) ان اللحوم غير المذكاة تحمل علقات عقلانية من عقلانية المخلوق المضطرب قبل الذبح فيصلح عليها لفظ (مرجوسة) من التصاق صفة الرجس في مأكلها وتلك المعالجة الناطقة هي التي قال بها العرب في قبيلة مرجوسة فالذبيحة المحرمة (مرجوسة) والقرية المرجوسة هي القرية المضطربة التي اعتلتها (فاعلية وسيلة غالبة) غلبت احتواء ماسكتهم في الاستقرار فاصبحت قرية مرجوسة مرتبكة مضطربة ومثلها حين يأكل الناس محرمات اللحوم
(ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأَنْعَامُ إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) (الحج:30)
اللحوم حلت للمأكل البشري الا ما حرم منها فالاجتناب يقع من الرجس ومصدره (الاوثان وقول الزور) فما هي علاقة (الاوثان) بالمأكل وما هي علاقة (قول الزور) في المأكل ..؟؟؟
لفظ وثن في علم الحرف القرءاني هو (تبادلية رابط يطلق الفاعلية) وقد قال فيه العرب انه الصنم المجسم او غير المجسم وهو في اوليات العقل (تبادلية) رابط يطلق فاعلية العبادة عند عبـّاد الاوثان فالوثن عند العرب يطلق فاعلية رابط العبادة بالصنم او أي شيء معبود غير الله ... فاجتناب (الرجس) في المأكل جاء في مقاصد الله في اجتناب الرجس من (تبادلية رابط يطلق فاعلية) هي مرجوسة بالوصف القرءاني لانها تمتلك غلبة فاعلية وسيلة تحتوي ماسكة البطون في المأكل فتضطرب أي ان التذكرة القرءانية تؤكد ان هنلك (تبادلية انطلاق فاعلية مرجوسة) أي وثنية الصفة
لفظ (زور) في علم الحرف القرءاني (وسيلة مفعل رابط) ومنه لفظ (زر) وهو يعني (وسيلة تفعيل) كما في زر الكهرباء الذي يفعل سريان التيار الكهربائي ... وقيل (زير) وهو وعاء فخاري يوضع فيه الماء لغرض تبريده فيكون (زير) مفعل وسيلة التبريد في حيزه ويقال (زيارة) وهي حاوية تفعيل وسيله مرجوه من هدف الزيارة في عيادة مريض او استخلاف حدث او تواصل رحم فالزيارة تفعل وسيلة فيكون (قول الزور) هو ( وسيلة تفعيل رابط ) ذلك الرابط قدحته العرب فقالو ان (قول الزور) هو شهادة كاذبة او باطلة والقول في اوليات العقل ايضا (وسيلة تفعيل رابط) يربط المقاصد بهدف باطل ذلك لان (القول) هو ناقلية (رابط من العقل) فعندما يكون في قول الزور رابطان يتفعلان (قول) + (زور) يكون احدهما باطل ففي المأكل يكون الاكل الحلال (ماسكة) والاكل الحرام (ماسكة ايضا) وبما ان الاكل الحرام (رجس) يمتلك (غلبة) على ماسكة الحلال ويجعل ماسكة الماكل مرجوسة فيكون (قول الزور) دليل قيام رابطين احدهما صالح والاخر غير صالح (باطل) كما في قول الزور فوجب الاجتناب من الرجس في امرين (تفعيل رابط وثني الصفة) وتفعيل رابط مزدوج (قول) + (زور) فيكون هنلك مفعلين لرابط المأكل ففاعلية الرجس تغلب فاعلية نظم الخلق الطبيعية (حلال المأكل)
تلك التذكرة تمنح المؤمن ان (تذكر) مفاصل علمية في وصف التحريم مع بيان تفصيلي (ايات بينات مفصلات) وبالتالي تكون محرمات الاكل موصوفة بصفة الرحمة وهو (بلاغ) يقوم المصمم بتبليغه لعباده لكي لا يقوموا باضرار اجسادهم ويبين لهم (آياته المبينة) في محاسن استخدام اجسادهم التي خلقها لهم ومساويء استخدام اجسادهم التي جعلها في احسن تقويم وتلك فطرة ندركها في صانع السيارة الذي صمم السيارة على وقود (بانزين) فهو (لا يرضى) ان يقوم المستهلك بوضع الديزل (المازوت) بديلا عن البنزين لذلك نرى ان النص جاء في الاية 3 من سورة المائدة في محرمات اللحوم مقرونة برضا الله
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً )(المائدة: من الآية3)
لا يقبل الله لنا دينا اسلاميا (سلام) ونحن نعبث باجساد هو خلقها فلو ان صانع سيارة تعمل بالبنزين شاهد مستخدما يضع المازوت في سيارته بدل البنزين فانه سوف يسحب وثيقة الصيانة منه ويسقط عنه (تأمين) سلامة الصنع ولا يرضى للمستخدم ذلك السوء الذي يغير من منظومة التصنيع التي خصصت لتلك السيارة المصنوعة ... وهنا قيامة الدين فطرة لنرى ان التأمين الالهي يسقط تجاه المسلم حين لا يلتزم بتعليمات الاستخدام
(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30)
تلك ذكرى فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا
الحاج عبود الخالدي
تعليق