من مظاهر حكمة الله تعالى والمبينة في القران الكريم وحدة المسلك في تركيبة النفس وتطهيرها معنويا للوصول بها إلى أعلى مدارج الكمال وبين معرفة الله تعالى ويمكن توضيح ذلك وفق النقاط الثلاث التالية:
أولا: أن الإنسان خلق مفطور على حب الكمال . ومعنى ذلك هو أن الإنسان في اصل خلقته خلق على حب الكمال والكمال المطلق .................
كما هو الماء .. الله خلقه وفيه خصوصية السيل وهو موجود في اصل تركيبة الماء .. وهكذا الإنسان أحب الكمال وهي صفه ملازمه له..بل هي فطره فطر الله عليها الإنسان وهو أمر ذاتي وحقيقي في خلق الإنسان ثم أن هذا الكمال المطلق له هدف . هو معرفة الله
والسر في الإطلاق هو كونه معرفة لا حدود لها ولا يمكن الاحاطه بها لان الله ملأ اركان كل شيء .
ثانيا:
إن حب الإنسان إلى الكمال لا يكون قابل للتبديل والتحويل . لان حب الكمال ليس أمر عارض بل هو كيفيه مأخوذة من اصل تركيبته ونشأته فيكون افتراض عدمه افتراض لعدم الإنسان (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ }الروم30
ما دام الإنسان مفطور على حب الكمال وطلب الحصول عليه فأن هذا الحب لن يتبدل أو ينطفئ أبدا إذا لا تبديل لخلق الله تعالى(فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً }فاطر43
وذلك لا يتناقض مع ما نشاهده من انحرافات عن الفطرة السليمة والصبغة الحسنه فذلك لا يعد بطلان مطلق للفطرة وإنما هو استعمال خاطئ لها في غير ما أريد لها............ وكما نقل من أقوال العلماء الإجلاء
(وأما الانحراف المشهود عن أحكام الفطرة فليس إبطالا لحكمها بل استعمالا لها في غير ما ينبغي ...)
إن الرامي لا يصيب الهدف في رميته إن انحرف عن مسار الهدف فسائر شرائط الرماة موضوعه لغرض اصابة الهدف إلا إن الاستعمال خارج نظم الرماة يوقع الرامي في الخطأ .. إذن الفطرة باقية ولكن المشكلة في تحديد الهدف من خلقها فيتصور بعض الناس إن الكمال في جمع المال او في الجاه والشهرة والملذات ........... يغترف كثير من الناس من الماء الأجاج ظنا منهم بأنه عذب فرات فلا يزيدهم الشرب إلا عطشا وقربا إلى الهلاك .
ثالثا:
إن الكمال غير المحدود له طريق واحد إلى الله سبحانه وتعالى وهنا نصل إلى أن الإنسان إذا عرف ربه فأنه سوف يحب الله بضرورة يدركها العقل . وما دام المحبوب مطلق أي لا يحده شئ فأن الحب إلى الكمال يكون بدون حدود . وما يعاكس ذلك إذا كان المحبوب في الكمال محدود فأن الطالب سيكون في دائرة ضيقة محدودة وهو مخالف لفطرة الإنسان اللامحدودة.. مثال على ذلك من الواقع الحسي حين يرى اي واحد واحد منا ديموته حياته واستمرارها مرهونة بأكله وشربه وتنفسه فأن حاجته إلى ذلك سوف تفضي إلى حب الطعام والشراب والهواء . لان جمع هذه الأشياء تحفظ له مطلبة وهو في ديموته حيا ..............كذلك الإنسان الذي يعرف إن الكمالات التي هو بحاجه لها صفتها انها كثيرة لا تحصى ولا تنتهي في كل موجود مطلق فهو غير متناهي وحين يدرك العقل ان اللامنتهي هو الكمال فهو الله تعالى فأنه سيكون محبا له . وكلما زادت معرفته وإيمانه بغايته ومطلوبة في الله . صار أكثر طلبا له واشد حبا(وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ)
فأذا انجلت غبرة الغفلة وعرف الإنسان هدفه وغايته في محبوبه ومقصوده وأمن به فأنه سوف ينطلق إليه بكليته مسخرا لذالك جميع طاقاته وامكانياتيه وبذلك سوف ينفتح بقلبه وعقله ويلهج لسانه بغير المتناهي في أسمائه وصفاته ومجمل خلقه ...ظاهرها وباطنها (قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى)وفي ضوء ما تقدم نصل إلى نتيجة بان الحب الذي يكون عن معرفه يورث لنا أمرا أخر لابد منه وهو الإخلاص للمحبوب مع زيادة مطردة في درجة الإخلاص إلى المحبوب بدرجة حبنا لكمال انفسنا في الله وهو ما ينسجم مع فطرة الانسان
هناك أمراض معنوية تطغى على هذا الحب أللامتناهي كما هو الحال في الرياء والتكبر فالرياء في طلب المحبوبيه في قلوب الناس حيث يرائي المرائي للآخرين طلبا للمنزلة عندهم فيكون الآخرون هم المقصودين بالعمل من اجل الكمال وهذا هو الشرك الخفي أو الشرك الأصغر لا الأكبر .... عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام (ان أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر) قالو: ما الشرك الأصغر يا رسول الله؟قال الرياء وقد رئي الرسول الأكرم باكيا فسئل عن سر بكائه فقال (إني أتخوف على أمتي الشرك أما أنهم لا يعبدون صنما ولا شمسا ولا قمرا ولكنهم يراءون في أعمالهم )
فأن وقع الحب الإلهي في قلب الإنسان المؤمن فهوفي الجنة التي بها يهنأ العبد في الدنيا قبل الاخره وهي الجنة التي تقيه الوقوع في المعاصي والمهالك لان الحب الله كفيل بتوحيد الاراده التي يريدها المحب لله مع إرادة محبوبة في كل نشاط يسعى اليه يكون محبا لله فيكون كل مراد يريد المحب هو مرآة تحكي إرادة الله (المحبوب)
(القلب حرم الله فلا تسكن في حرم الله غير الله)
ولابد هنا الاشاره الى عدم حصول هذه النظرة القدسية لان الاعم الاغلب من الناس قد استحوذ على قلوبهم الشيطان (لولا أن الشياطين تحوم على قلوب بني ادم لنظروا الى الملكوت القدسي)
الكمال في حب الله وطاعته
أولا: أن الإنسان خلق مفطور على حب الكمال . ومعنى ذلك هو أن الإنسان في اصل خلقته خلق على حب الكمال والكمال المطلق .................
كما هو الماء .. الله خلقه وفيه خصوصية السيل وهو موجود في اصل تركيبة الماء .. وهكذا الإنسان أحب الكمال وهي صفه ملازمه له..بل هي فطره فطر الله عليها الإنسان وهو أمر ذاتي وحقيقي في خلق الإنسان ثم أن هذا الكمال المطلق له هدف . هو معرفة الله
والسر في الإطلاق هو كونه معرفة لا حدود لها ولا يمكن الاحاطه بها لان الله ملأ اركان كل شيء .
ثانيا:
إن حب الإنسان إلى الكمال لا يكون قابل للتبديل والتحويل . لان حب الكمال ليس أمر عارض بل هو كيفيه مأخوذة من اصل تركيبته ونشأته فيكون افتراض عدمه افتراض لعدم الإنسان (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ }الروم30
ما دام الإنسان مفطور على حب الكمال وطلب الحصول عليه فأن هذا الحب لن يتبدل أو ينطفئ أبدا إذا لا تبديل لخلق الله تعالى(فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً }فاطر43
وذلك لا يتناقض مع ما نشاهده من انحرافات عن الفطرة السليمة والصبغة الحسنه فذلك لا يعد بطلان مطلق للفطرة وإنما هو استعمال خاطئ لها في غير ما أريد لها............ وكما نقل من أقوال العلماء الإجلاء
(وأما الانحراف المشهود عن أحكام الفطرة فليس إبطالا لحكمها بل استعمالا لها في غير ما ينبغي ...)
إن الرامي لا يصيب الهدف في رميته إن انحرف عن مسار الهدف فسائر شرائط الرماة موضوعه لغرض اصابة الهدف إلا إن الاستعمال خارج نظم الرماة يوقع الرامي في الخطأ .. إذن الفطرة باقية ولكن المشكلة في تحديد الهدف من خلقها فيتصور بعض الناس إن الكمال في جمع المال او في الجاه والشهرة والملذات ........... يغترف كثير من الناس من الماء الأجاج ظنا منهم بأنه عذب فرات فلا يزيدهم الشرب إلا عطشا وقربا إلى الهلاك .
ثالثا:
إن الكمال غير المحدود له طريق واحد إلى الله سبحانه وتعالى وهنا نصل إلى أن الإنسان إذا عرف ربه فأنه سوف يحب الله بضرورة يدركها العقل . وما دام المحبوب مطلق أي لا يحده شئ فأن الحب إلى الكمال يكون بدون حدود . وما يعاكس ذلك إذا كان المحبوب في الكمال محدود فأن الطالب سيكون في دائرة ضيقة محدودة وهو مخالف لفطرة الإنسان اللامحدودة.. مثال على ذلك من الواقع الحسي حين يرى اي واحد واحد منا ديموته حياته واستمرارها مرهونة بأكله وشربه وتنفسه فأن حاجته إلى ذلك سوف تفضي إلى حب الطعام والشراب والهواء . لان جمع هذه الأشياء تحفظ له مطلبة وهو في ديموته حيا ..............كذلك الإنسان الذي يعرف إن الكمالات التي هو بحاجه لها صفتها انها كثيرة لا تحصى ولا تنتهي في كل موجود مطلق فهو غير متناهي وحين يدرك العقل ان اللامنتهي هو الكمال فهو الله تعالى فأنه سيكون محبا له . وكلما زادت معرفته وإيمانه بغايته ومطلوبة في الله . صار أكثر طلبا له واشد حبا(وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ)
فأذا انجلت غبرة الغفلة وعرف الإنسان هدفه وغايته في محبوبه ومقصوده وأمن به فأنه سوف ينطلق إليه بكليته مسخرا لذالك جميع طاقاته وامكانياتيه وبذلك سوف ينفتح بقلبه وعقله ويلهج لسانه بغير المتناهي في أسمائه وصفاته ومجمل خلقه ...ظاهرها وباطنها (قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى)وفي ضوء ما تقدم نصل إلى نتيجة بان الحب الذي يكون عن معرفه يورث لنا أمرا أخر لابد منه وهو الإخلاص للمحبوب مع زيادة مطردة في درجة الإخلاص إلى المحبوب بدرجة حبنا لكمال انفسنا في الله وهو ما ينسجم مع فطرة الانسان
هناك أمراض معنوية تطغى على هذا الحب أللامتناهي كما هو الحال في الرياء والتكبر فالرياء في طلب المحبوبيه في قلوب الناس حيث يرائي المرائي للآخرين طلبا للمنزلة عندهم فيكون الآخرون هم المقصودين بالعمل من اجل الكمال وهذا هو الشرك الخفي أو الشرك الأصغر لا الأكبر .... عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام (ان أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر) قالو: ما الشرك الأصغر يا رسول الله؟قال الرياء وقد رئي الرسول الأكرم باكيا فسئل عن سر بكائه فقال (إني أتخوف على أمتي الشرك أما أنهم لا يعبدون صنما ولا شمسا ولا قمرا ولكنهم يراءون في أعمالهم )
فأن وقع الحب الإلهي في قلب الإنسان المؤمن فهوفي الجنة التي بها يهنأ العبد في الدنيا قبل الاخره وهي الجنة التي تقيه الوقوع في المعاصي والمهالك لان الحب الله كفيل بتوحيد الاراده التي يريدها المحب لله مع إرادة محبوبة في كل نشاط يسعى اليه يكون محبا لله فيكون كل مراد يريد المحب هو مرآة تحكي إرادة الله (المحبوب)
(القلب حرم الله فلا تسكن في حرم الله غير الله)
ولابد هنا الاشاره الى عدم حصول هذه النظرة القدسية لان الاعم الاغلب من الناس قد استحوذ على قلوبهم الشيطان (لولا أن الشياطين تحوم على قلوب بني ادم لنظروا الى الملكوت القدسي)
الكمال في حب الله وطاعته
تعليق