هل يبعث فينا محمدٌ من جديد
(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (التوبة:105)
ان يرى الله عملنا فهو السميع البصير والذي لا ينام ولا يغفو فيرى اعمالنا ... كيف سيرى الرسول اعمالنا .... !! ولماذا ..؟ وهل ذلك تكريما له عليه افضل الصلاة والسلام ..؟ ام انه رباط تكويني تفرضه نظم الخلق ..!!
هل المقصود بالخطاب القرءاني كان لصحابة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام في حياته حصرا .. ؟ فهم الذين يرى رسول الله اعمالهم دون غيرهم ..؟ فاذا كان نعم فذلك عقم في العقل لان القرءان باقي بنافذيته الى يوم الدين ..!! كما يصاب العقل بالعقم ايضا حين نتصور ان الرسول يرى من وراء الجدران ومن خلف البيوت وعبر المدن .. فاصحابه ما كانوا معه على مدار الساعة في مكان واحد ليرى اعمالهم ..!!
هل هو في (عالم الغيب والشهادة) التي يتحدث عنها الله في قرءانه والتي سنرد (نحن) اليها جميعا ..؟ وما هو ذلك العالم الغيبي وما هي مواصفاته وكيف يكون فيه (نبأ) عن اعمالنا التي رآها الله ورسوله والمؤمنون وهل هي رؤيا رقابية ..!! وما شأن بقية المؤمنين بها ..؟ ... ونتسائل ... لماذا شهادة الرسول المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام واجبة في الصلاة ..؟؟ ان لم يتشهد بها المصلي بطلت صلاته ..!! فهل الله يتعسف في منصب الرسالة .. ولماذا ..؟؟
لماذا منعت زوجات الرسول عليه افضل الصلاة والسلام من الزواج بغيره من بعده ..؟؟ هل الله يتعسف باحكامه لارضاء كرامة الرسول ..؟؟ اين عدالة الله ..!! وان كان الزواج من ثيب يؤذي زوجها السابق وان كان ميتا فلماذا فعلها الرسول وتزوج من ثيبات ..؟ وما ذنب نساء النبي ..؟
(وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً)(الأحزاب: من الآية53)
اذن رسول الله في عالم غيبي يرى افعالنا في منظومة تكوينية مجهولة على الفكر العقائدي لا يعرف المسلمون كنهها ونظامها ... فان كانت خفية ولا يجوز للمكلفين التعرف عليها فلماذا يذكرها الله في خارطة خلقه ويشير اليها ..!! وماذا اراد ربنا من بيان في (وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله وتنكحوا ازواجه من بعده ابدا) وهل ايذاء رسول الله بفعل يقوم به المكلفون الاحياء يتحصل والرسول مقبوض عند ربه ..!! في حاظنة الموت ..!
تساؤلات تتراكم في العقل واثارات تلهب العقل تتسائل عن حقيقة تكوين الصفة الرسالية في المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام نستذكرها ونجعلها نارا تحت العقل ليغلي ويغلي لنعرف حقيقة الرابط التكويني بين رسول (ميت) ومصلين احياء
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56)
كيف ..؟ ولماذا ..؟
يوم نعرف ذلك سيبعث فينا رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام ولسوف نعلم انه مات بجسده الشريف (انك ميت وانهم ميتون ـ الزمر) اما عقله الشريف فهو يرتبط بمنظومة خلق نحن نتصل بها حين نتصل (نصلي) ... يومها سنحتفل بمولد جديد لرسول الرحمة
(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) (آل عمران:144)
ذلك هو محمد ... فان اعتبرته عقولنا (ميتا) فهو قد مات في عقولنا ... وان قتلته عقولنا فذلك يعني ان لا ضرورة بالشهادة في صفته الرسالية ..!! ففي كليهما ننقلب على الاعقاب فنكون مسلمين اسما ولا نمتلك من الشهادة ركنها الاساس في عملنا الذي يراه الله ورسوله والمؤمنون ... لان ذلك نظام تكويني وليس اختيار عقلاني يفرضه الله على البشر ولو دخلنا ذلك الحوض العلمي لوجدناه بحر بحور علوم العقل العصية على جهابذة العلم الذي يتطاول قومهم بوقاحة ويشتمون رسولنا ويحرقون قرءاننا ... لو عرف العلم الحقيقة المحمدية فلسوف تسقط عروش وتنفري كروش قامت على باطل العلم وغفلة صنـّاعه .. محمد فينا هيا ابحثوا عنه في مرابط علم ستجدون حقائق التكوين ..!!
ورب متسائل يسأل ولماذا اربعة عشر قرن ولا يعرف المسلمون ذلك العالم الغيبي الذي فيه الرسول والمؤمنون ولماذا لم يعلن عنه الرسول لقومه ليعرفه الناس وهل يعقل ان نطالب بمعرفته ونهمل السابقين الذين كان من حقهم الاول معرفة ذلك النظام ان كان موجودا ..!! الجواب سيكون من فطرة عقل ... وهل كان الناس يعرفون ان في اجسادهم خلايا وهرمونات ..؟؟ وهل كان المسلمون يعرفون نظم البياولوجيا ونظم الفيزياء الكونية ..؟ ولماذا لم يخبرهم الرسول بتلك الحقائق وهي جزء من منظومة الخلق ايضا ..؟ ولماذا لم يحدثنا الرسول عن الجراثيم فقط وهو الذي علمه شديد القوى ..!! لم يكن الناس في حاجة لتلك البيانات وعاش الانسان الاف السنين دون ان يكون له فضول على تلك النظم وبالتالي فان حاجات الناس لم تكن علمية بل فطرية طبيعية ومن ذلك فان عقولهم لا تتعامل معها ... عرف العلم الجراثيم واصبح الانسان قادرا على انهاء برامجيتها الا ان عالم الفايروسات استعر بايولوجيا في حيرة من علماء العصر وعقم في علاجه ..!! انه (كتاب الله) وهو وعاء التنفيذ وله برامجية زمنية فلكل زمن نظم فعالة ونظم متنحية او ضامرة فلو رصدنا (اذ جعل لكم من الشجر الاخضر نارا فاذا انتم منه توقدون) فهي منظومة ضمرت بين الناس واختفت الغازات التي تصدر من وقود الشجر ومحروقات النباتات الا ان كتاب التنفيذ الالهي جعل التدخين بديلا لانحسار وضمور استخدام الحطب ... من تلك الرجرجة الفكرية نعلم ان ما كان للسابقين لن يكون لنا وماهو لنا لن يكون لهم كما لن يكون لاجيال لاحقة ايضا لانه (لقرءان كريم في كتاب مكنون) فلكل اجل كتاب (لكل زمن كتاب) .. لو كنا عالمين ..!!
نحن في زمن العلم والانسان يغور عمقا في نظم التكوين المادية ويكتشف اسرارها التي كانت خفية على انسان الامس ولكن احدا من العقائديين لم يغور في نظم التكوين العقائدية ليكتشف مكنونات (الكتاب المكنون) فاصبحت العقيدة في واد .. والحضارة في واد ...
لو اعطونا الفرنسيون خارطة برج ايفل الشهير وطلبوا منا ان نبني برجا هنا مطابقا لبرج ايفل بموجب تلك الخارطة .... فهل سننفذ بناء البرج كما نفذه الفرنسيون قبل زمن طويل ..!!! وهل نحن ملزمون ان ننفذ برج ايفل كما نفذه الاوائل ..!! لا ننسى برج ايفل هو ليس مادة فقط ... فهو مادة وعقل ... وهل نحن ملزمون باستنساخ المادة والعقل لرجال رحلوا بعد ان نفذوا برج ايفل ..؟؟ الخارطة بين ايدينا وهي ملزمة لنا ولا يمكن ان نحيد عنها وعلينا ان ننفذ برج ايفل بعقلانية اليوم وبموجب الخارطة فلسوف يختلف كل شيء ..!! في طرق الربط بين قطع الحديد في نوعية الاصباغ ومعالجات الصدأ في ذلك المقطع الحديدي ذو الابعاد الثابتة والتحمل الفيزيائي الثابت في الخريطة سوف ينفذ اليوم بعقلانية مختلفة وابعاد مختلفة وبثابت تحمل فيزيائي مختلف وفق خارطة البرج الاولى ذلك لان سبائك الحديد اختلفت مضمونا فما كان بالامس من مقاطع لا يصلح اليوم ..!! الخارطة هي هي .. البرج هو هو ... التنفيذ معاصر ..!! سيكون برجا افضل لانه يتوائم مع حاجات يومنا ... ويرفع من رفعة العلم الهندسي بعد شوط تنفيذي لا يقبل الا ان يكون متطور مع كل محيطه ولا يمكن ان ينكفيء نشاط محدد وكل شيء يتطور ..؟؟ ولا يمكن ان نستخدم الحمير في نقل قطع الحديد ولا يمكن ان نستخدم نظام البكرات المركبة في رفع الاثقال بعد نجاح المنظومة الزيتية في اعمال الرفع ..!! انها العقيدة في ماضيها وكل شيء حولنا يتطور الا المادة العقائدية فهي كما نفذها السابقون ..!! ونحن نتقمص الوعاء التنفيذي للسابقين في زمن معاصر فاختل علينا برنامج الانضباط مع منظومة الخلق بشكل مخيف وضاع الاسلام موضوعيا وبقي هيكليا لا ينتصر المؤمنين به ..!! ومن لم يصدق فليسأل القدس والعراق وافغانستان و .. و .. وكثير كثر ..
يوم نعرف نظم التكوين التي تربطنا برسولنا الكريم ... سيولد محمد عليه افضل الصلاة والسلام مولدا عقلانيا خالدا فلن يموت ولن يقتل بعدها ولن ننقلب على اعقابنا
الحاج عبود الخالدي
تعليق