تثوير العقل من اجل هدف محدد يسجل حضورا عقلانيا واضحا في العقل الانساني عموما ونادرا ما يقوم العقل البشري بنشاط عقلي يردفه بنشاط مادي فوري ودون عقلانية مسبقة فالعقل الانساني يبدأ بالتفكر وفي مرحلة اخرى يبدأ بالنشاط المادي بعد نضوج الفكر لهدف محدد ومن اجل ذلك ورد لفظ (التفكر) في مواقع متعددة في القرءان تدفع حامل القرءان لممارسة التفكر (لعلهم يتفكرون)
(فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)(لأعراف) (كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)(يونس) (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)(الرعد) (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)(النحل) ( لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)(النحل) (فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)(النحل) (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)(الروم) (وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)(الزمر) (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)الجاثـية (وَتِلْكَ الاَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)(الحشر)
تلك الدعوات في الخطاب القرءاني تمتلك مرابط عقلانية لانها تقرأ من خارطة خلق سطرها الخالق ولن تكون دعوة ثائر او داعية مجردة من مرابطها التكوينية بسبب مؤكد تستحضره فطرة العقل الا وهو ان القرءان يفصل ويبين سنن التكوين ويدعو اليها لكي ينضبط النشاط الانساني وفق معايير الخلق الرحيمة بالانسان لان الله كتب على نفسه الرحمة وعلى البشر ان يقرأوا ذلك الكتاب في سنن الخلق .
(انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ) (المرسلات:30)
ءاية مستقلة تمتلك حضورا تذكيريا تطالب حامل القرءان ان ينطلق الى (ظل) ... ذلك الظل يتصف بصفة ثلاث شعب ..!! الظل هو اثر له مؤثر فظل الشجرة هو اثر لمؤثر هي الشجرة التي حجبت النور فالشجرة هي (مؤثر) في اثر الظل فقام الظل تكوينيا ... ظل عمود الكهرباء هو اثر وعمود الكهرباء هو المؤثر وظل الجدار مثله ... الظل عموما هو اثر من مؤثر وتلك من فطرة عقل محض لا تحتاج الى مصادقة من صنـّاع المعرفة ومخططي الحضارة او من بناة المادة العلمية كما انها فطرة عقل لا تحتاج الى مغذيات تاريخية قام ببثقها حملة القرءان في الزمن الماضي فالظل اثر له مؤثر فحين يتم الانطلاق الى الظل بصفته اثر نرى المؤثر وهي منهجية استقراء علم من قرءان يقرأ في زمن العلم
نستدرج هنا ثلاثيات تذكيرية ليس لغرض بناء قاموس لتلك الثلاثيات بل لغرض تحفيز العقل من أجل مراقبة ذلك الثالوث الاسلامي المستحلب من قرءان منزل وسنة منسكية جاء بها رسول إلهي الإرسال علـّمه المرسل وهو شديد القوى .
1 ـ ثلاثية يوم التاسع من شهر ذي الحج عندما يكون القمر قد أستكمل (ثلث) دورته البالغة 27 يوم وبضعة ساعات ويوم الحج عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحج ... موقف بين القمر وعقل الانسان في موقع عرفة ... (ثالوث فيزيائي) مرتبط بموقع ارضي (عرفة)
2 ـ ثلاثية المشاعر في منسك الحج (حوض عرفة ... حوض مزدلفة ... حوض منى )
3 ـ ثلاثية ايام التشريق (العاشر .. الحادي عشر ... الثاني عشر من ذي الحج)
4 ـ ثلاثية رمي الجمرات في ثلاث عقبات (الصغرى ... الوسطى ... الكبرى) في حوض منى
5 ـ ثلاثية ( الكعبة ... الصفا ... المروة) ومناسك السعي والطواف
6 ـ ثلاثية رقابة الاعمال (الله ... رسوله ... المؤمنون )
(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (التوبة:105)
7 ـ ثلاثية العقل في الخلق
(وَكُنْتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاثَةً * فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) (الواقعة:10)
8 ـ ثلاثية استكمال العشرة
(فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ)(البقرة: من الآية196)
9 ـ ثلاثية إنتظار
(وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ)(البقرة: من الآية228)
10 ـ ثلاثية ءايات منسكية
(قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي ءايَةً قَالَ ءايَتُكَ أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلا رَمْزاً)(آل عمران: من الآية41)
11 ـ ثلاثية كفارة
(فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ)(المائدة: من الآية89)
12 ـ ثلاثية تمتع قبل العقاب
(فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) (هود:65)
13 ـ ثلاثية اساس تربيع وتخميس وتسديس النجوى
(مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ)(المجادلة: من الآية7)
14 ـ ثلاثية عدة المرأة اليائس
(وَاللائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ )(الطلاق: من الآية4)
15 ـ ثلاثية زمن اصحاب الكهف
(وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) (الكهف:25)
16 ـ ثلاثية الاستئذان
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (النور:58)
17 ـ ثلاثية ظلمات خلق
( يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ )(الزمر: من الآية6)
18 ـ ثلاثية امر بالانطلاق
(انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ) (المرسلات:30)
19 ـ ثلاثية استخلاف
(وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ )(التوبة: من الآية118)
تسعة عشر ثلاثية ... لو عرفت .. قام علم قرءاني يعبر ويفوق اعلى قمة هرم علمي قائم اليوم ... تسعة + عشر ... تتفاعل فيما بينها لتري الانسان ملكوت خلق لا يمكن ان يراه لو لم يكون الله دليله ... ننصح بمراجعة ادراجنا (تسعة عشر) تحت الرابط ادناه
تسعة عشر
وهنا تذكير بثلاثيات مرئية
ابعاد المادة ثلاثية (طول ... عرض ... ارتفاع )
تكوينة الذرة ثلاثية (نيوترون .. بروتون ... الكترون)
ابعاد الزمن ثلاثية (ماضي ... حاضر ... مستقبل)
الشكل المرئي للمادة ثلاثي (صلب ... سائل ... غاز)
الانطلاق الى ظل ذي ثلاث شعب مفتاح علمي مستخدم مع بدايات النهضة العلمية مع افكار الفيلسوف الشهير (ديكات) حيث وضع اساسيات البناء العلمي في ثلاث منطلقات لنشاط العالم الذي يريد العلم فقال ان العالم يرى العلم في ثلاث انشطة (يرى ظاهرة ... ويرى انها تؤدي الى ظاهرة اخرى ويرى العلاقة السببية بينهما) فيقوم العلم .... والعجيب ان ذلك المفتاح راسخ في القرءان من زمن نزوله قبل 12 قرن من ثوابت الفيلسوف (ديكارت) الذي اسماه قومه بأسم (ابو العلوم) ... وبين ايدينا (أم العلوم)
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ ءايَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ )(آل عمران: من الآية7)
اذا رسخ بين ايدينا ان (الكتاب) هو الوعاء التنفيذي لسنن الخلق المسطورة في القرءان فنكون امام صفة الام التكوينية التي نجدها في فطرة العقل ان الأم (ولادة) فهي التي تمتلك (رحم) متخصص بـ (مشغل الوسيلة الفائقة) ...
نسأل الله ان لا نكون موصوفين بالاية الكريمة التي سطرها القرءان
(مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (الجمعة:5)
اذا عرفنا ان لفظ (حمار) هو من نفس حروف لفظ (رحم) فذلك يعني ان دلائل الحرف في النطق تدل على مقاصد من جنس واحد مختلف في الربط لعرفنا ان لفظ الحمار هو (وسيلة فائقة تفعل مشغل) ولفظ رحم هو (مشغل وسيلة فائقة) والفرق بين القصدين ان المشغل فعال في الحمار وليس الوسيلة اما الرحم فهو يمتلك مشغل وسيلة فائقة ومن ذلك يتضح الفرق بين (فائقية المشغل) و (فائقية الوسيله) فقد يكون المشغل الفائق مدمرا للوسيلة اما (فائقية الوسيلة) تعني الاستفادة القصوى من سنن الخلق وهو الفرق الكبير بين الماسكين بسنن الخلق (وسيلة فائقة) وهم (الذين يعملون الصالحات) وهم الصادقين المصدقين بايات الله الذين يخضعون لفائقية وسيلة الله (الرحيم) وينهلون من (رحمة الله) ... اما غيرهم من الماسكين بالعلوم المادية (مشغل فائق) ... تقنيات ... مكائن ... محروقات ... فهم يتألقون في المشغل على وهن الوسيلة فتغادرهم (الرحمة) ذلك لانهم (كذبوا بايات الله) (ءاية تعني حيز فعال تكوينيا) وهي الوسيلة بعينها وهي سنه مسنونة في الخلق فتصور الظالمون ان (المشغل إله) ولم يدركوا ان الوسيلة (رحم) يولد ما يريدون من مليء حاجات فضلوا الطريق وأضلوا البشرية (حمل حمار) فساء مثلهم ..!! والحقيقة أن (الرحم) في (أم الكتاب) هو الحقيقة التكوينية التي يذكرنا بها القرءان
(ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (الأنعام:143)
عالمان ... الله رب العالمين .. عالم مادي واخر عقلاني
رحمان ... الرحمان الرحيم .. رحم مادي ورحم عقلاني
قل ... اربط
الذكرين ... حرم .. وليس (حـرّم ) بتشديد الراء وليس (رحم) فالحرم هو مشغل وسيله
ام الانثيين ... هو بيان وليس تساؤل فالذكرين من عالمين وهما مشغلان يشغلان (أم) ولادة تولد الرحمة بالبشر
قيام النبأ بعلم (نبئوني بعلم)
ان كنتم صادقين ... وليس مكذبين بايات الله رب العالمين الرحمان الرحيم
ولمن يشاء الذكرى فهذه ذكرى
ولمن كتب الله له الذكرى فهي ذكرى
تثور العقل ... يتفكر ... لعلهم يتفكرون ...
منهجنا التذكيري لا يخلق الذكرى بل يجرد القرءان من أي علقة قيلت فيه (برهمة العقل) فيكون الانطلاق ثلاثي الابعاد
القرءان .... العقل ... صلة الله (الهدي الالهي) .... وهو الظل (الاثر) .... فيكون
(المؤثر) ... صلة الله (الهدي الالهي لسنن خلقه) ... القرءان مذكر .... العقل (تفكر)
حيث يتدخل الله في هذا الثالوث بذاكرة من قرءان
(وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) (المدثر:56)
العقل ظل
القرءان ظل
ظل الله ... ستكون سننه في الخلق ... وهو ما كتبه الله في الخلق ... سيكون واضحا بين يدي المستن بالسنة الابراهيمية فيكون رأس المثلث في الوعد الالهي
(وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) (الأنعام:75)
موقنين ... موقنين ... وليس متيقن واحد بل جيل من الموقنين يحملون قرءان الله في أمل يرتجى ورغبة تطفح عناوينها على سطور مقروئة بوسيلة معاصرة في شبكة دولية يراها عدد كبير من الناس يفوق اهل مكة يوم نزل القرءان ...
(وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ ءامَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ) (لأعراف:87)
ولا يملك المتذكر غير الصبر ... سنة نبوية تعيش في حملة القرءان في يوم عصيب
الحاج عبود الخالدي
تعليق