كلمة سواء
من اجل حضارة عقائدية معاصرة
(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (آل عمران:64)
رغم ان نص القرءان لا يعتبر حجة تحاورية على اهل الكتاب (الاديان التوحيدية غير الاسلام) لانهم وان يحترمون نصوص القرءان الا انها لا تمثل لهم دستورية فكرية ونحتاج الى النص الشريف هنا لابراز تكوينة النص وحكمته الدستورية وبعد ان يتحول النص الشريف الى مفاهيم عقلانية مجردة يكون في طرحها حواريا بين حملة العقائد التوحيدية امرا ممكنا ...
الكلمة بين ايدينا هي (ربط مرابط) وهي في الفهم اساسا موجودة في العقل فمن يقول كلمة معينة فهو لا يخلق حروفها او مقاصد الحروف فيها بل هي موجودة مسبقا في عقله الناطق وان الكلمة قد ربطتها صفات مسبقة في مسمى (كلمة) .. وتلك من فطرة العقل .. صفة تلك الكلمة انها ذات التصاق مربوط بصفة فهم لفظ (سواء) وهي ذات مضمون سوي في العقل .. أي انها تمتلك صفة المساوات .. أي المساوات العقلانية في مرابط الكلمة التي تمت الدعوة الهيا (تعالوا) .. اذن يجب ان نبحث عن مرابط مربوطة تحمل صفة التساوي فتكون (كلمة سواء) وقد سطرها النص كالتالي :
1 ـ لا نعبد الا الله (توحيد)
2 ـ لا نجعل له شريكا رغم توحيده
3 ـ لا نكون اسيادا عليكم (رب عمل) و تكونون اسيادا علينا
تلك المحاور الثلاث بصفاتها تتفعل في مركزية حوارية في نصرة الله في عقول البشر وفيها رحيق عقل تكويني ... تلك الضابطة موجودة في (منظمة الامم المتحدة) الا انها ذات مضامين تنظيرية اشركت بالله ونصرت التنظير الوطني في اساسية تنفيذية جعلت من العقيدة في متحف بعيد .. ورغم ذلك فكانت الامم المتحدة كلمة سواء ثلاثية الا ان منظومة التنظير لعصبة الامم المتحدة ومن بعدها منظمة الامم المتحدة جعلت الوطن في مقام الله في المعادلة التي وردت في القرءان فاصبحت الدولة هي بؤرة الاتحاد . فاحتلت الاوطان مقعد الله في تلك الثلاثية السوداء .
الاتحاد العقائدي (كلمة سواء) سوف ترفع الوطن من قائمة العبودية والشرك بالله وتضع فاعلية التوحيد حصرا في قمة الثلاثية الاتحادية
في البند الثاني (عدم الشرك بالله) ستكون في ناصية العلم .. العلم الان هو ند وشريك لله ولا نحتاج الى وفرة كلامية في اثبات ذلك فالاستنساخ البشري كان قمة الشرك بالخالق وما جرى قبل الاستنساخ البشري في الاروقة العلمية لم تكن عملية شطب للخالق (الحاد مطلق) بل قامت عملية اشراك العلم والعلماء في قدرات الخالق في مجالات متعددة في الغذاء والدواء والتحكم بالبيئة .
في البند الثالث تحتاج تسوية الكلمة (كلمة سواء) الى اسقاط الاحتكارية الاقتصادية (أرباب) وفتح المغاليق التسلطية التي صيغت من خلال البنكنوت الدولي ونشاطات اخرى لا نستدرجها لسطورنا لاغراض المعالجة بل لاغراض توضيح مسربنا الفكري في كلمة سواء .
ربما يكون متابعي الفاضل ينحى في فكره ان سطورنا تسعى لتقويض الامم المتحدة او اسقاط الدولة بشكل عام او تهميش العلم او اسقاط البنكنوت (العملة الورقية) ... ذلك لن يكون الا ان قيام فكر (السواء) يجب ان يتناول قيام حاوية فكرية تعلن فساد تلك الوسائل التي دمرت العقائد التوحيدية وبذلك من يريد ان يحافظ على عقيدة التوحيد عليه ان ينزل من عرشه الماسي في المراشد الثلاث ليكون من (الحواريين) فيحاور في الاتحاد العقائدي وقيام كلمة السواء التوحيدية ... في عقله وليس لمحاربة المنظمات والاوطان والاحتكار العالمي .
الباحثون عن الضرورة الثابتة هم اهل الكتاب سواء كان عالما في الفيزياء او رئيسا لمنظمة دولية او مفتي ديار اسلامية وكيفما يكون فهو ان اراد ان يكون نصيرا لله في عقله فعليه ان يتحاور في تلك الثلاثية القائمة فينا الان لان المراشد الثلاث (عبادة الله والشرك به واتخاذ الارباب) هي مضامين عامة قائمة في فكر كل المعتقد عمقا ولكنها ان تكون (كلمة سواء) فهي لا بد ان تمتلك نقاط ارتباط بواقع قائم فينا الان ربما سيتغير في اجيال لاحقة يحتاجون فيه استخدام مرابط اخرى تخص زمنهم ...
عبادة الله ... لا شرك ... لا ارباب ... محور يتحاور فيه الحواريون من اجل نصرة الله في عقولهم وليس في ساحة معركة بين حزبين او جيشين لان نصرة الله تقع في عقلانية الناصر لله فالله لا يحتاج ان ندافع عنه بل هو يدافع عنا ... لان الله غني عن العالمين.
تلك هي ... تعالوا الى ثلاثية ايها الحواريون ... وهو نداء يخص الموحدين في الحوار سواء كانوا كلهم مسلمين او منهم يهود او نصارى ...
نتاج ذلك ان يكون تولي قسم منهم وبتوليهم تقوم شهادة اسلام من بقي من الحواريين في طاولة الحوار (فاشهدوا انا مسلمون) .
هذه الاثارة في تثوير القصد الالهي الشريف تلقي نتيجة كبرى عند تفعيلها وذلك يظهر في لفظ (تعالوا) فهي لا تعني (الإتيان) كما يفهمها الناس اي الامر بالمجيء بل هي من (التعالي والعلو) ففي ناصية الامم المتحدة ستكون علوية تنفيذية لو ان محاور كلمة السواء تفعلت وشطب إله الوطن من إلوهيته ووضعت صفة التأليه بالإله الواحد حصرا فان البشرية سوف (تعلو) علوا كبيرا حين تكون في (كلمة سواء) ويكون (الله مصدر السلطات) وليس كما يكذبون (الشعب مصدر السلطات) فلا يوجد شعب واحد يعيش حرا في الارض ولكن الذي يجري هو ان بعضنا ارباب بعض كما تفعل حكومات هذا الزمان بوصف بالغ الدقة ..
سلام على انصار الله
الحاج عبود الخالدي
تعليق