- عندما قامت انتفاضة الغوغاء ..!! في العراق عام 1991 بعد اندحار الجيش العراقي في الكويت كان الجيش الامريكي في اراضي عراقية وكويتية وسعودية وخليجية ولم يقدم الامريكيون أي دعم لتلك الثورة الغوغائية ..!! رغم انهم كانوا يعلنون العداء الاكبر لحكام العراق الا انهم كانوا متفرجين على بطش الحكام بثوار الشوارع ..!! بل هنلك ذاكرة ميدان شهدها كثير من العراقيين ان الجيش الامريكي كان يدعم بعض عناصر الحكم حين يكونون في خطر من ثورة عارمة اسقطت الشارع العراقي
- اليس من العجب ان يكون الامركيون حريصين على ثورة مصر الشعبية وهم اصدقاء استراتيجين لحكام مصر ..!!
- في شعاب العراق شعب يتذكر ولن تموت فيه الذكرى عندما شاهد بعض الناس عيانا لبعض عناصر مخابراتية ورجال امن معرفين لمن رآهم وهم يحرقون دوائر رسمية ويحرقون سجلات مدنية من أجل قيام الغوغاء (البلطجة) في ممارسة وطنية شوارعية مع اختفاء تام لرجال الشرطة والجيش ومليشيا الحزب الحاكم ابان الانتفاضة المفتعلة عام 1991
- في مصر يتحدث شهود عيان ان هنلك عناصر أمن شاركت في الغوغاء وشاركت في محاولة تدمير متحف مصر واختفاء القوة الرسمية الضاربة من شوارع مصر وكأنها رغوة تتبخر بلا حرارة ..!!
- في ذاكرة عراقية كان العراقيون ينتظرون رحيل كهنة ألهة الوطن (حكامه) الذين اغرقوا البلاد بالفتن والحروب وكبت الانفاس وكيف كانت الكارتلات السياسية العالمية تستهدف الشعب العراقي في قصف شمال العراق وجنوبه وتدمير محطات الطاقة والاتصالات وحجز الاموال العراقية الخاصة لمواطنين عاديين ولمؤسسات رسمية ذات مهنية مدنية لمنافع الشعب .. ومنع العراقيون من الاقامة وتأشيرة الدخول لدول العالم وكأن تلك المؤسسات والمنافع هي لمنفعة الحكام وليس لمنافع الشعب ...
- في جراح مصر تحجب امريكا كتلة المساعدات النقدية عن مصر وكأن تلك المنحة المالية هي لمنفعة الحكام وليس لمنافع الشعب المصري وهنا تحدد الذاكرة من كان الهدف بالامس في العراق ومن هو الهدف اليوم في مصر
- في العراق تحتفظ ذاكرة العراقيين كيف قامت امريكا بتفعيل العدوان بين فصائل الشعب العراقي ودفعتهم الى حمل السلاح وكيف تم سلب معسكرات الجيش لينتقل السلاح والعتاد الى المنازل في فراغ امني مفتعل ما كان له ما يبرره ابدا
- في مصر نرى كيف انهارت الشرطة والامن المركزي ونتسائل اين ذهب سلاح تلك القوى وهل الشرطة والامن هم اولئك الانفار القلة الذين واجهوا بداية المظاهرات الشعبية واين تميع الباقي من تلك القوة الكبيرة في اراضي مصر الواسعة التي لم تشهد أي مضاهرات ..!!
- في ذاكرة عراقية كيف كان الحكام يستفزون الشعب في تعبئته من اجل أوهام تقليدية (القائد الضرورة) حتى وصل العراقيون الى قبول الشيطان بديلا عن الحاكم الذي يستفز مشاعر الناس
- في جراح مصر نرى كيف يتم استفزاز الشعب من خلال كبت الحريات وعلو الفساد والتلاعب بالانتخابات وحظر فئات متحزبة والاعتداء على تظاهرة لا تحمل السلاح ولم تخرج لتحارب بل خرجت لتعلن عن قرفها من الوعود الكاذبة واسقاط ثقافة (القائد الضروره) فاصبح الشعب مستفز ليقبل باي بديل تم اعداده منذ زمن ..!!
- في ذاكرة عراقية لا تزال فيها الحياة رأينا كيف استخدمت الديمقراطية كسلاح لتناحر اطياف الشعب العراقي وبدلا من النقاش تحت قبة البرلمان تحول التعبير عن الرأي لاطياف الشعب الديمقراطي الى وسيلة تعبير عن الرأي بصفة شوارعية تمر من فوهات البنادق وهي تستهدف الناس حسب ما يحملوه من افكار
- في مشهد مصر نجد ان الدعوة الامريكية لمنح شعب مصر الديمقراطية والتي تحولت الى ديمقراطية عدوان وعنف يتزايد في التخريب في الشوارع والحارات
- في ذاكرة عراقية يتذكر العراقيون كيف انهار نظام الحكم وهو واقف على اقدامه من أجل زيادة زخم العنف الجماهيري وتحوله الى الاذرع العدوانية حتى اخر نقطة استفزاز للجماهير من خلال حكام ينهارون الا انهم يمتلكون صلفا مفتعلا يزيد من الاحتقان الجماهيري نحو التغيير
- في مشهد مصري نرى كيف ينهار الحكم وهو واقف على قدميه وكيف يتحدى المصريون قرارات الحكومة على مرأى ومسمع مؤسسات حكومية قائمة واقفة في ميادينها .. وكيف تتصدر المواقف الصلفة في الاقطاب الحاكمة لزيادة الاحتقان الجماهيري ليوم ديمقراطي اسود
- في ذاكرة عراقية يتذكر العراقيون كيف صاغت امريكا ثقافة عدم احترام الحكومة القائمة من خلال ممارسات شوارعية ادت الى تفسخ اللحمة المجتمعية وجعلت من المجتمع العراقي مجتمعا عدوانيا مع بعضه حين سقطت هيبة الحكومة الديمقراطية ميدانيا وفقدت مهنيتها الامنية
- في جراح مصر نجد كيف تم تشغيل برنامج عدم احترام الحكومة القائمة من خلال ممارسات شوارعية تظهر بشكل واضح ان المجتمع المصري بدأ برنامج العدوان على نفسه بسبب فقدان مفتعل للمهنية الحكومية في صناعة الامن ..!
بين ذاكرة جريح سابق ومشهد جريح ينزف الان حكمة حكيم يمس منهج الفئة الباغية التي تتحكم بالارض (أم الحكومات) وتستخدم الشعوب كأدوات لمخططاتها وتستخدم الحكومات الوطنية كاذرع تنفيذية في الميدان
تلك ذاكرة تقيم تذكرة لمن شاء ذكر ومن شاء فليبق على حصان هجين لا ينفع يوم يعض الناس على اناملهم ندما ان يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين ... هنا في العراق كثير من الناس اعترفوا بمسارهم الخاطيء الا ان اعادة الامور الى ما كانت عليه اصعب بكثير من بدايات الانفلات فالهدم اسرع من البناء
التغيير ضرورة لا بد منها ... الا ان التغيير يجب ان يبدأ بالانسان المصري قبل ان يكون في قماقم الحكم
العراقيون عبدوا وركعوا وسجدوا لـ إله متأله اسمه العراق ...
المصريون عبدوا وركعوا وسجدوا لـ إله متأله اسمه مصر ...
اللهم نسألك ان تجهض جبروت أم الحكومات ليس على قاعدة فاذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون .. بل نقاتل ... نوقف فاعلية الوطن بصفته المتألهة لتتوقف فاعلية ام الحكومات
مقاتلة الفئة الباغية (أم الحكومات) ستكون في اسقاط ألوهية الوطن وعلينا ان لانبقى هاهنا قاعدون
الحاج عبود الخالدي
تعليق