ليلة القدر في التكوين
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (القدر)
المسلمون جميعا يتفقون على ليلة القدر بصفتها ليلة انزل فيها القرءان وبنص القرءان واتفق المسلمون ان ليلة القدر تقع في شهر رمضان عدا بعض الروايات الضعيفة تشير الى وقوعها في النصف من شعبان وقد قام الاتفاق على كون ليلة القدر في رمضان هو نص قرءاني ربط تنزيل القرءان بليلة القدر
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرءانُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)(البقرة: من الآية185)
ولكن المسلمون اختلفوا في الليلة التي تخص ليلة القدر فوردت عدة روايات وان قبل بعضها ورفض بعضها الا ان وصف الاختلاف قائم لا محال ...
الباحث في القرءان يمتلك اجازة في ان (يعقل) القرءان فهو للذين يعقلون ويتسائل العقل ويثور اثارة فيه (هل القرءان انزل في ليلة واحدة ..؟؟) ... اضطربت مدرسة الفكر الاسلامي رغم ان المشهور والثابت ان القرءان نزل على شكل متقطع غطى مساحة العمر الشريف للمصطفى عليه افضل الصلاة والسلام من يوم نبوته لغاية قبضه لربه وكان نزول القرءان على مسمع المسلمين حال نزوله اول باول وهو موصوف في خطابه انه نزل (على مكث) ونزل (فرقان) مفرق .. تقوم في العقل ضابطة عقل لا مناص منها ان القرءان لم ينزل في ليلة واحدة ... !!! وحتى لم ينزل في شهر واحد ...!! ولذلك التثوير العقلاني تسبب في اختلاف المسلمين في وصف القرءان هل هو خلق ام هو حادث واستعرت المساجلات الفقهية في ربيع موجة الفقه الاسلامي مع بدايات الدولة العباسية وكلا الفريقين من الفقهاء لم يستطيعوا ان يحللوا الاختناقات التي صاحبت ارائهم حيث كانت كل الافكار عبارة عن اراء تصطدم باشكالية يقيمها كل طرف تجاه الاخر .
عندما نحتفل بعيد المولد النبوي الشريف ... نتسائل هل الاحتفال بذكرى المولد يعني ان يوم الذكرى يمتلك صفة تكوينية ..؟؟ هل يولد النبي عليه افضل الصلاة والسلام كل عام في ذكرى مولده .. !! وهل القرءان ينزل في كل عام ..؟؟ تلك هي اجازة القرءان في (للذين يعقلون) ... هل تبقى تكوينة ليلة القدر قائمة ابد الدهر في كل عام وتتنزل الملائكة فيها .. حتى مطلع الفجر ...!! تساؤل يطرق العقل ويضع للقرءان مسربا في عقل الباحث عن حقيقة الخطاب القرءاني ... حيث يكون العقل ملزما بان القرءان قد نزل وهو لن يتكرر بنزوله كل عام في ليلة القدر ..!!
وهل الليلة تعني في اللسان العربي المبين ان قدرا (القدر) يكون صفة غالبة في تلك الليلة ..؟؟ وما هو القدر ...
القدر في لسان عربي مبين ... قدر .. قدرة .. مقدار .. مقادير .. قدرات .. قدور .. قادر .. قدير .. فهل يستطيع العقل ان يمسك البيان من (مبين) في اللسان العربي الذي ثبته القرءان في النص وثبت صفته (مبين) .. ؟ سنحاول على صفحة اثارة ما كان لها ان تكون الا في رضا الله . فهي اثارة قد تزعج اللذين يصرون على استيراد الفهم من التاريخ ويطالبون باستقالة العقول وتقييدها بمرابط تاريخية ..!!
سنكون مضطرين لطرح نتاج فهم (القدر) من علم الحرف القرءاني ومن ثم نقوم بتطبيقه على مقاصدنا لتطمئن قلوبنا للنتاج ... القدر هو (نقل تكويني لفعل يربط وسيلة ذات مسار منقلب) وهو (القدر) في مفاهيمنا كما سنرى تحت شهرة لفظية (قضاء وقدر) وذلك عندما يحدث حدث ليس له رابط (مسبب) فيكون قضاءا وقدرا لان فاعلية الرابط متنحية (خفية) انقلب سريانها فاصبحت ظاهرة (حادث) من سبب لم يربطه احد بل وقع قضاءا ... انه القدر في مفاهيمنا الراسخة التي نتداولها في حياتنا
القادر .. هو الرابط لفاعيلة متنحية فيربطها فيكون قادرا على العمل وقادرا على الشعر وقادرا على تربية الاولاد حيث يقوم القادر بربط فاعليات متنحية برابط هو خفي غير موجود الا من خلاله وعندما تبرز القدرة تلك يعني ان الرابط ينقلب سريانه فيظهر ذلك الرابط في قصيدة الشعر او في نتاج تربية الاولاد او في العمل الناجح ... والقدير .. هو الذي تظهر قدرته في حيز معين فالموظف قدير في امور وظيفته وصاحب المعمل قدير في ادارته حيث يقوم القدير بتفعيل رابط متنحي في ادارته (حيز) فينقلب مسارها في الانتاج وادارة العمل فتكون ظاهرة يمكن ادراكها ولكن مرابط القدير متنحية لا ترى في نجاح العمل ووعاء القدرة التي بذلها القدير واوضح تلك المراصد في القدير على قول الشعر ... القدرة هي حاوية الربط الخفي التي تم بموجبها احتواء الرابط المتنحي (الخفي) الذي انقلب مساره فاصبح واضحا (ظاهرا) ومنها قدرة الشاعر على الشعر في قصيدته ومنها قدرة الله في خلقه ... وقدرة المستثمر في نتائج استثماره ... فهي منقلبة السريان من خفي متنحي الى ظاهر واضح مبين ونرى قدرة الله في روابط الله التي ربطها وهي خفية فظهرت في الخلق فنرى حاوية قدرة الخالق في الخلق ... وكان في ذلك (ما قدروا الله حق قدره)
(وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ) (فصلت:10)
القدر .. وهي الطنجرة او الحلة التي نطهو بها الطعام هي من عربية لسان فطري مبين وجاء في مثل سليمان (قدور راسيات) والطنجرة (قدر) رابط يربط بين مصدر الحرارة والطعام الذي يراد طهيه والربط خفي (التبادل الحراري) حيث ينقلب مسار الحرارة من قاع الطنجرة (القدر) الذي يلامس النار الى الطعام المعد للطهو فهو (قدر) والاوعية التي لا تمتلك صفة تبادل حراري (معدن) فهي لا تصلح للطهي فلن تكون تحت تسمية قدر ... وهذا لسان عربي يعلن عن بيانه لان صفته (مبين) ... ولا بد ان تكون مثل هذه الاثارة مرآة عقلية تعكس حقيقة المسرب الفكري الرصين الذي نهشم فيه جدار الغفلة لغرض استخدام الوسيلة العقلية في تدبر القرءان وتفعيله كدستور يعيش يومنا لانه يذكرنا وبسببه نذكر قدر الطعام فندرك عربية اللسان المبين في عربيتنا ..!!
الليلة هي الصفة العصية على العقل والتي جعلت من ليلة القدر هو ليل من ليالي رمضان وبما ان ذلك لن يكون تكوينيا فان الاضطراب ظهر في الفكر العقائدي لغاية هذا اليوم وبقيت ليلة القدر سر من اسرار العقيدة ولسوف تبقى ما لم نفهم القرءان بموجب (العقل + لسان عربي مبين) وهو ما يدفعنا للتذكر فنذكر فطرة العربية التي فيها تقوم مسببات الذكرى كما رأيناه في لفظ (قدر) وهي آنية في المطبخ (حلة) وهي في القدرة والقدير والمقادير ...
ليلة فيها فاعلية ربط خفي منقلب المسار... تلك هي ليلة القدر ... خطاب قرءاني جلي وواضح في استفزاز العقل (وما ادراك ما ليلة القدر) ولكن الخطاب القرءاني يمر على المسلمين من حيث النتيجة دائما دون معالجة التفاصيل وهذا ما نشط فيه الفكر الاسلامي فكان التفسير هو قبول نتيجة واهملت تفاصيل النص القرءاني بعد ان امسك الناس بتفسير النص ... ما ادراك ما ليلة القدر ... خطاب استفزازي توجب الاثارة ومن وراء الاثارة يقوم السبب التذكيري فيظهر البيان القرءاني لان اياته مفصلات ... بينات ... وقد افرد النص القرءاني اية مستقلة في سورة القدر (وما ادراك ما ليلة القدر) وهو دليل حاجة عقلية الى برامجية ومنهجية للدراية بليلة القدر وعدم ترك العقل على ساربه فيها ...
تلك الليلة تم انزال القرءان ... (انا انزلناه في ليلة القدر) ... ليلة القدر خير من الف شهر ... واي شهر ... شهر معدود الايام ...!! ام شهرة واشتهار ... ؟؟!! وتذكرة .. نتذكر ... اليست الشهرة هي في لساننا العربي المبين ... ونسمع عن دائرة (الشهر العقاري) فهل تلك الدائرة مبنية على ايام معدودة او دورة قمر ..؟؟ ان ليلة القدر هي افضل من كل صفة تشتهر ... فهي لن تكون شهر بايامه بل بصفة الشهرة ... والتعداد (ألف) ليس عدد رقمي من (1000) بل من ألفة الاشتهار فلو اجتمعت كل الروابط الظاهرة في ألفة فتكون (الف شهر)
(وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (لأنفال:63)
وذلك سر (لا تحرك به لسانك لتعجل به ) لانه ... الله ... تكلف ببيانه (ثم ان علينا بيانه) من سورة القيامة ... ونرى لفظ (ألف) بلا تحريك اللسان فهي ألفة فتكون ليلة القدر خير من (ألفة الروابط المشهورة كلها) جميعا لان مرابطه خفية متنحية وهي ضديد الشهرة فهي خير من تآلف المشهور من الروابط ... وهي ما بين ايدينا من أنشطة حيث تتآلف فيها مرابط مشهورة اما ليلة القدر مرابطها خفية وخفائها خير من مرابط مشهورة بين ايدينا ...
هنا تظهر المرابط الخفية في علم قرءاني لا بد ان يعرفه المسلمون عاجلا او اجلا (تنزل الملائكة والروح فيها من كل امر) والمسلمون لا يعرفون الملائكة ولا يعرفون الروح وهي علوم مذخورة في القرءان فيكون الرابط الذي يربطه الله سبحانه في (ليلة) القدر هو (تنزيل قرءان + تنزيل ملائكي) وذلك الربط يشمل كل أمر بدون استثناء في عالمين (عالم مادي + عالم لا مادي)
من ذلك يتضح في عقل يعقل القرءان معه لسان عربي مبين ان ليلة القدر هي (حاوية فيها منقولان )
المنقول الاول : نزول القرءان (انا انزلناه في ليلة القدر)
المنقول الثاني : تنزيل ملائكي + الروح ( تنزل الملائكة والروح فيها)
منقولان يمتلكان صفة (تنزيل) في حاوية (ليلة) فما هي الليلة في التكوين ..؟
نزول القرءان متحصل ونحن حملته ... عندما يرتبط القرءان بالمنقول الثاني (الملائكة والروح) تقوم حاوية القدر (ليلة)
عندما يكون منقولان في حيز يكون مفهوم الليل (نقل الى ظلام + نقل الى نور) يقوم فهم الليل (مساء) وتلك هي ليلة الصيام بموجب نص قرءاني
(أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (البقرة:187)
القرءان وضع لنا وصف (بيان) في صفة ليلة الصيام (الخيط الاسود الى الخيط الابيض من الفجر) حيث يؤكد النص ان ليلة الصيام هي (يتبين الخيط الابيض) وهذا البيان يتحصل (من الخيط الاسود) . نقلتان في حيز كان منها ليلة ... حاوية الليل فيكون مبدأ ( ثم ان علينا بيانه) قد تحقق في واصفة قرءانية مفادها ان الليلة هي حاوية (حيز) فيها نقلتان ... وهي هي عندما تكون تلك الحاوية هي حاوية القدر (ليلة القدر) فيها فاعلية ربط وسيلة متنحية منقلبة المسار الى وسيلة ظاهرة عند (الفجر) حيث يكون الفجر هو نتاج لتلك النقلتين في ذلك الحيز ... سلام في تلك الليلة حتى يتم تحصيل الفجر ... وهو من تفجر ... تفجر عين الماء يكون ظهور الماء منها ... الفجر فجر تلك الفاعلية الخفية وهو ظهور النتاج كما تتفجر عين الماء وتتفجر الانهار ...
الصلاة المنسكية ما هي الا ليلة قدر ... !!! مرابطها خفية (قدر) ... ولكنها خير من ألفة شهرة ولو اجتمعت كل المرابط الظاهرة فتلك الصلاة خير منها لان فيها تنزيل ملائكي وروحاني ولها فجر يتم عند تمام شروطها وقبولها من قبل الله وكل المسلمين يعرفون ذلك التنزيل وهو مسطور في القرءان
(فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (آل عمران:37)
كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا من عند الله ... ذلك هو فجر الصلاة في محراب خفية مرابطه منقلب المسار الى ظاهر وهو رزق في محراب عند مريم وهو خير من كل الروابط المشهورة المؤتلفة (خير من ألف شهر) ... ظهور الروح في هذا الرابط وهو في نص شريف
(وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلاً) (الاسراء:85)
رزق من عند الله (مباشر في المحراب) وفي ليلة القدر تتنزل الملائكة والروح حيث تظهر فاعلية الروح في المثل القرءاني وهي من امر الله (من كل أمر)
والتنزيل الملائكي مسطور في القرءان ايضا
(فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنَ الصَّالِحِينَ) (آل عمران:39)
ذلك تنزيل ملائكي في صلاة في محراب مع زكريا وقرءان ربنا للذين يعقلون ...!!
المناسك كلها بلا استثناء هي ليلة قدر ... مرابطها متنحية خفية فيها تنزيل ملائكي روحاني خير من كل روابط ظاهرة (شهر) وان ءأتلفت جميعها وفيها (سلام) حتى يطلع فجر تلك الليلة وتظهر نتائجها بعد إداء كل منسك من تلك المناسك ...
عندما يقرأ حامل القرءان (أنفقوا مما رزقكم الله) فكان القرءان منزل بين يديه فقام القاريء بالانفاق في سبيل الله ... قام الجزء المنقول الاول في ليلة القدر وهو ان الرجل الذي انفق من ماله قربة لله انما ربط مرابطه لفاعلية متنحية (خفية) ليست ظاهرة ولكنها خير من كل الروابط المشهورة في استخدام الاموال (اكتناز او بيع اوشراء فيها) وهي روابط فاعليات ظاهرة (مشهورة) ... بعد الانفاق يتفعل الجزء الثاني من ليلة القدر وفيه تتنزل الملائة والروح على ذلك الشخص الذي انفق ماله قربة لله ... وحتى تظهر النتائج الظاهرة (فجر) فهو في سلام ... وذلك هو الثواب ... ذلك هو الاجر الذي وعد الله عباده الصالحون ... فان كان الفجر في حياة المنفق او كان في الاخرة فمن يوم انفق الى يوم طلوع فجر ليلة القدر التي فعل فيها الانفاق يكون في سلام (سلام هي مطلع الفجر)
عندما يقرأ حامل القرءان في القرءان نصا علميا روابطه خفية (قدر) ويقوم هو بربط تلك الروابط يقوم الجزء الثاني من ليلة القدر في تنزل ملائكي روحاني ويحصل الفجر وهو علم يحوزه قاريء القرءان سواء استخدمه لنفسه (ثواب دنيا) او نشره بين الناس فله فجر فيما تفعل في ليلة قدر من تنزيل قرءان في عقله (روابط متنحية خفية)
وتلك ليلة القدر
في اثارة حذرة حرجة تخرج عن مألوف ما اظهره المسلمون في ايام رمضانية يختلفون على ميقاتها يجهلون حقيقة بركتها وكيف تكون ولم يستطع احدا من المسلمين ان يضع نتاجا لليلة القدر يمكن ان يمسك به المسلمون على تاريخ عمر الرسالة
اكرر تأكيداتنا السابقة ان هذا الادراج هو عبارة عن اثارات تذكيرية يجب ان تتفعل في عقل المتلقي ولا تنتقل اليه كنتاج جاهز لان مهمتنا تذكيرية تنفع من يتذكر اما من يريد احتوائها نقلا فهي ستتهشم على مداخل العقل بسبب رسوخ ليلة القدر في مضامين اخرى غير التي نثورها على هذه السطور التي بلغت غاية كبيرة في حرجها رغم انها لا تقيم عارضا عقائديا او جديدا عقائديا بل هي منهجية فهم وليس بناء عقائدي .. ما كان فيها منقلبا عقائديا ولن يكون بل فيها وحدة فكرية تهشم مختلفات المسلمين عند قيام الفهم وفق صيغ التذكير بالقرءان ليعقل القرءان فاذا كانت في كل صلاة ليلة قدر فهو علم نافع ينفع الناس ويزيد ايمانهم وتمسكهم بمسارب الايمان ..
لشهر رمضان الذي انزل فيه القرءان اثارة لاحقة بعد مراقبة اثر هذه الاثارة مع متابعينا الافاضل ..
الحاج عبود الخالدي
تعليق